وضعت قطر حجر أساس مشروع توسعة قاعدة العديد الجوية بتكلفة 1.8 مليار دولار، بهدف ضمها إلى قائمة قواعد الولايات المتحدة "الدائمة"، فيما تعتزم تدشين قاعدتين بحريتين كبيرتين "على أعلى مستوى"، لاستضافة شركائها الأمريكيين.
وأنفق الجيش الأمريكي حوالى 450 مليون دولار في بناء القاعدة في العام 2003، لتحويلها منشأة عسكرية دون الاكتفاء بكونها مهبطًا للطائرات، فيما تقول الدوحة أنها أنفقت عليها 8 مليارات دولار لدعم العمليات الأمريكية.
وتشمل توسعة القاعدة بناء ثكنات سكنية ومبانٍ خدمية، ورفع جودة حياة القوات المقيمة في القاعدة الجوية التي تستخدمها الولايات المتحدة في عملياتها العسكرية ومكافحة الإرهاب الجارية في الشرق الأوسط وأفغانستان.
"لا نهتم بمنافسة إقليمية"
وزير الدفاع خالد بن محمد العطية شارك الجنرال جيسون أرماجسوت، قائد الجناح الجوي الأمريكي في القاعدة، في حفل بهذه المناسبة، الثلاثاء، ضم طيفاً من القادة العسكريين القطريين والأمريكيين. وقال العطية إن بلاده "لا تهتم بالمنافسة، لكنها مهتمة باستقرار المنطقة"، في معرض جوابه لصحيفة "واشنطن بوست" عما إذا كان ذلك يأتي في ضوء تنافس إقليمي. وأشار إلى أن تحديث القاعدة، التي تضم حوالى عشرة آلاف جندي أمريكي سيشمل ثكنات جديدة لأكثر من 200 ضابط، فضلاً عن توسعات أخرى للبنية التحتية إلى جانب تحسينات "تشغيلية". ويأتي هذا في وقت تعيش قطر مع خصومها في الخليج، السعودية والإمارات والبحرين، نزاعًا إقليميًا عميقًا، في حين تتنافس جميعها على توثيق علاقاتها مع الولايات المتحدة. وفي مؤتمر صحافي جمعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 أبريل الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "دفعنا 7 تريليونات دولار خلال 18 عامًا في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك. هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا. عليهم دفع ثمن لذلك".تحديث القاعدة، التي تضم حوالى عشرة آلاف جندي أمريكي سيشمل ثكنات جديدة لأكثر من 200 ضابط، فضلاً عن توسعات أخرى للبنية التحتية إلى جانب تحسينات "تشغيلية".
الإدارة الأمريكية تنظر إلى قطر على أنها مانح رئيسي لخطط تقديم مساعدات إنمائية إلى قطاع غزة والضفة الغربية كجزء من خطة أمريكية "غير مكشوفة" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وقتذاك أثارت تصريحات ترامب حرجًا للدول الخليجية، إذ رآها البعض ابتزازًا فجًا لها، وتثبيتًا لسياسة "ادفع لتبقى". وفي الصيف الماضي، إبان زيارته المثيرة للجدل إلى السعودية، وقف ترامب إلى جانب السعوديين والإماراتيين عندما قطعوا علاقاتهم مع قطر واتهموها بدعم الإرهاب. لكن بعد فترة وجيزة تراجع بعدما تحدث مع وزير الدفاع الأمريكي جايمس ماتيس ثم وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي اعتبر أن من غير الحكمة أن يكون طرفًا في النزاع، وذكره بالمصالح العسكرية الأمريكية في قطر. ومنذ ذلك الحين، دعاهم أكثر من مرة إلى إنهاء خلافاتهم وعرض عليهم الوساطة بينهم. وفي أبريل الماضي، عندما استضاف ترامب الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وُصفت قطر بأنها "شريك قيم وصديق قديم" قدم "الدعم النقدي" لعمليات ضد تنظيم داعش. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى قطر على أنها مانح رئيسي لخطط تقديم مساعدات إنمائية إلى قطاع غزة والضفة الغربية كجزء من خطة أمريكية "غير مكشوفة" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتابعت أن قطر مثل السعودية والإمارات، تعد أحد العملاء الرئيسيين لصفقات الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك شراء طائرات من طراز F-15 بقيمة 12 مليار دولار في العام الماضي. وهو ما قال عنه العطية في حديثه للصحيفة: "لقد اشترينا الكثير من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة حتى يتسنى لنا الطيران جنباً إلى جنب مع شركائنا". ووفقاً لبيان للحكومة القطر إبان الصفقة، فإن عقدًا للحصول على 36 طائرة مقاتلة من طراز F-15 "وفر ألف وظيفة وأكثر من 550 مورداً في 42 ولاية (أمريكية)". وتشتمل الصفقة الأخيرة على تخصيص 20 مليون دولار لصواريخ "جافلين" الموجهة، و 700 مليون دولار للخدمات اللوجستية. وما يقدر بنحو 200 مليون دولار لأنظمة الأسلحة "التي تدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة".
"إقامة مريحة" في قاعدة عسكرية ذات "أهمية خاصة"
وزير الدفاع القطري قال إن بلاده تأمل في نهاية المطاف أن ترى "العديد" مُعلنة قاعدة أمريكية "دائمة"، مُضيفًا: "بالطبع نود رؤية زملائنا وحلفائنا يقيمون معنا هنا بشكل دائم، لكن الهدف الرئيسي للتوسع هو أن لدينا رجالًا ونساء (أمريكيين) بعيدًا عن الوطن ونحاول دائمًا تعديلها وتوسيعها، فقط لجعل إقامتهم مريحة". وعلى مدار السنوات الخمس المقبلة، ستقوم قطر أيضًا ببناء قاعدتين بحريتين كبيرتين "جديدتين على أعلى مستوى"، حسبما قال العطية، وكلتاهما ستكون "قادرة على استضافة شركائنا في الولايات المتحدة إذا ما شعروا أنه مناسب لرسو قواتهم البحرية أيضًا". "واشنطن بوست" قالت إن محور العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر يرتكز على قاعدة العديد الجوية، التي تضم عشرات الطائرات، بما في ذلك المقاتلات والقاذفات وناقلات النفط وطائرات الاستطلاع. وأضافت أن القاعدة تعتبر عاملاً رئيسيًا في الجهود العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث لعبت دورًا حيويًا في الضربات الجوية التي يقوم بها البنتاجون ضد داعش في سوريا والعراق. وبالإضافة إلى الوجود الكبير للقوات الأمريكية، فهي أيضًا مقر للقيادة المركزية للقوات الجوية، برئاسة جنرال أمريكي. وتعد مركز عمليات جويًا مشتركًا تجري من خلاله وزارة الدفاع (البنتاجون) مناورات الطائرات في جميع أنحاء المنطقة. وتوطدت العلاقات العسكرية الأمريكية مع قطر على نحو متسارع خلال التسعينات وفي العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، بعدما بنى القطريون "العديد" وشجعوا الولايات المتحدة على استخدامها. وإليها نقل البنتاجون مركز عملياته الجوية من المملكة العربية السعودية في 2003، بعد أن رفضت الرياض السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية لمهاجمة العراق. وينظر إلى استعداد قطر السماح للولايات المتحدة بتحليق قاذفاتها من "العديد" على أنه ذو أهمية خاصة، بينما لا تسمح دول أخرى في المنطقة بذلك. في حين تدور محركات أسراب المقاتلات الأمريكية عبر القاعدة بشكل مستمر. وفي الربيع الماضي، وصلت وحدة من قاذفات قنابل من طراز B-1B إلى القاعدة، لتحل محل B-52s التي نفذت الضربات الجوية في العراق وأفغانستان وسوريا خلال العامين الماضيين.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين