شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هل يعود رونالدو إلى مانشستر يونايتد؟

هل يعود رونالدو إلى مانشستر يونايتد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 28 يونيو 201707:38 م

"قلت لديفيد جيل ‪Gill‬ إن عليه طلب 243 مليون دولار ثمناً لرونالدو وليس 129 مليوناً فقط، وكنت متأكداً أن فلورينتينو بيريز ‪Pérez‬ سيدفع أيّ مبلغ للحصول على كريستيانو ‪Cristiano Ronaldo‬".

لم يخرج السير أليكس فيرغسون ‪Ferguson‬ بهذا التصريح قبل بضعة أشهر، إلا وهو يعلم أن النجم البرتغالي لم يكن ليخيّب ظنّه، بل أكد بعد خمس سنوات ذهبية مع النادي الملكي أنه يستحقّ ضعفَيْ المبلغ الذي دفع فيه.

سمح فيرغسون لرونالدو بتحقيق حلم الانتقال إلى ريال مدريد ‪Real Madrid‬ عام 2009، بعد أن تمّ تأجيله موسماً واحداً طلب فيه السير من رونالدو تقديم كل ما لديه قبل السماح له بمغادرة قلعة أولدترافود ‪Old Trafford‬ إلى ريال بيريز، صاحب العلاقة الطيبة مع السير، وليس إلى ريال كالديرون Calderón.

السير أليكس الذي استقدم صاروخ ماديرا من سبورتينغ ليشبونة ‪SCP‬ مقابل 19 مليون دولار عندما كان عمره 18 عاماً، أكد في مذكراته أنه يفضّل إطلاق النار على نفسه بدلاً من بيع رونالدو إلى مدريد، لكنه وافق بعد ذلك على مضض محترماً رغبة اللاعب في تحقيق حلمه.

المقدمات السابقة تشير بكل تأكيد إلى أن رونالدو حقق حلم حياته الذي لطالما تحدث عنه، ألا وهو ارتداء القميص الملكي، لكنها تظهر أيضاً مدى الاحترام الكبير المتبادل بين فيرغسون الذي وصف اللاعب بأنه أفضل من درّبه عبر تاريخه، وبين رونالدو الذي بقي موسماً كاملاً مع الشياطين الحمر كرمى لعينَي السير، وهذا ما حضّ مشجعي زعيم انكلترا على طلب المستحيل: "عودة رونالدو".

بعد أن ساهمت الطائرة التي حملت لافتة "مويس... إرحل" بإقالة المدرب الإسكتلندي الذي ذاق معه جمهور مسرح الأحلام الأمرين بشكل أو بآخر، حاول بعض المهووسين من الجماهير الحمراء (رابطة يونايتد ريل ‪United Reel‬) استغلال تصريح لرونالدو تغزل فيه ببيته الأول تاركاً بصيص أمل بعودة مستقبلية، وذلك عن طريق استئجار طائرة رفعت لافتة كتب عليها "عد إلى منزلك رونالدو" فوق ملعب مادريغال خلال مباراة ريال مدريد مع مضيفه فياريال ‪Villarreal‬.

رونالدو الذي قرأ اللافتة، لم يخرج بأي تصريح في شأنها بعد اللقاء، إلا أن مقربين منه أكدوا سعادته برؤيتها بعيداً عن تأويل السعادة بنية الخروج.

بالعودة إلى غزل رونالدو باليونايتد، فإن الهداف الذهبي قال لصحيفة ديلي ميل ‪Daily Mail‬ البريطانية: "الكل يعرف أن مانشستر في قلبي، لقد تركت أصدقاء رائعين هناك، أتمنى أن أعود يوماً ما، أنا سعيد هنا في ريال مدريد، ولكن لا أحد يعلم ما قد يحدث في المستقبل".

هذا التصريح، وإن كان دبلوماسياً وغير حاسم، أثار تخوّفاً لدى جماهير الميرينغي، على الرغم من توقيع رونالدو نهاية العام الماضي عقداً يبقيه داخل الأسوار البيضاء حتى عام 2018 مقابل 21 مليون دولار سنوياً. أما التخوف، فمرده إلى سياسة بيريز الأخيرة في سوق الانتقالات التي شهدت تركيزاً على الناحية التسويقية التجارية أكثر منها على الناحية الفنية، وهو ما جعل العديد من المحللين يذهب إلى القول إن الريال سيندم على التفريط ببيضة القبان دي ماريا Di María وميزان الخبرة ألونسو Alonso، بالإضافة إلى الخوف من تقلص صلاحيات أنشيلوتي ‪Ancelotti‬ الفنية أمام سطوة بيريز وأهدافه الربحية.

السير أليكس فيرغسون سرعان ما دخل على خطّ العودة المحتملة عبر دعم حملة اليونايتد المفترضة لإعادة رونالدو، إذ قام، بحسب ما نقلت صحيفة ميرور ‪Mirror‬، بمكالمة رونالدو وحثّه على العودة بعد أن يقدم الزعيم الإنكليزي عرضاً مقداره 225 مليون دولار لريال مدريد.

في المقابل، تأتي جميع التصريحات من داخل البيت الملكي على شكل نفي يقطع أي طريق حتى للشائعات. أوردت صحيفة الاندبندنت ‪The Independent‬ معلومات تفيد بأن إدارة الريال أبلغت نظيرتها في مانشستر أن رونالدو لن يقبل اللعب في فريق لا يخوضالمسابقة الأوروبية (دوري الأبطال)، علماً أن الخروج من النادي الملكي غير وارد أساساً عنده.

التصريح الأحدث والأهم جاء على لسان المدرب أنشيلوتي الذي كرر صراحةً رأي السير أليكس بالقول إن رونالدو هو أفضل لاعب درّبه خلال مسيرته الطويلة، مؤكّداً أن "التغيير الذي يطرأ عليه كل يوم هو زيادة ارتباطه بهذا القميص"، في رسالة يُراد منها تأكيد استحالة خروج قائد المنتخب البرتغالي.

ترتكز إمكانية خروج رونالدو من البيرنابيو ‪Bernabéu- وإن كانت مستحيلة في نظر الكثيرين- على بضعة محاور، أولها هو حالة الإشباع التي بلغها اللاعب على صعيد الإنجازات الفردية والجماعية. فبعد إحراز لقب الدوري الإسباني وكأس الملك، تمكّن النجم من التتويج بلقب دوري الأبطال إلى جانب الكرة الذهبية بأرقام قياسية حطم بها كل شيء، إذ سجل 265 هدفاً في 255 مباراة ليصبح على بعد 58 فقط من راؤول ‪Raul‬ الهداف التاريخي لريال مدريد، وهو رقم، إن لم يستطع رونالدو تحطيمه هذا الموسم، فإنه سيحطمه في الموسم المقبل بكل تأكيد.

أما المحور الثاني فهو الراتب الخرافي الذي قد يعمل اليونايتد على عرضه، وهو ما سيحفز رونالدو على الخروج والتخلّص من ضغوط القطبين (بارسا – ريال)، التي لم تلبث أن تتحول إلى (ميسي- رونالدو)، ففي الدوري الإنكليزي تتسع دائرة المنافسة وتتلاشى الضغوط مع توزعها على الفرق الكبرى في البطولة.

تشكّل رغبة إدارة اليونايتد الجارفة إلى جانب نزعة بيريز التجارية، المحور الثالث الذي يمكن أن يدفع بعجلة إتمام الصفقة إلى الأمام. سيشكل بيع رونالدو بعد تجاوزه الثلاثين، بمبلغ لن يقل عن 75 مليون دولار بحسب التوقعات، صفقة رابحة بكل المقاييس، كونها ستزيح عن كاهل بيريز راتب رونالدو المرعب، وتمكنه من تعزيز مستعمرة النجوم الجديدة بلاعبين أصغر سناً وأقل تكلفة، في الوقت الذي ستجد إدارة اليونايتد في عودة رونالدو انتعاشاً مادياً ومعنوياً للنادي الذي خسر الكثير في موسم مويس على الرغم من حفاظه على هامش الربح في ميزانه التجاري.

المحور الأخير والأهم، هو توتّر العلاقة بين خورخي مينديز ‪Mendes‬ وكيل أعمال رونالدو الذائع الصيت وبيريز رئيس النادي الملكي على خلفية حسم مينديز لصفقة موكله الآخر فالكاو ‪Falcao‬ لمصلحة اليونايتد عوضاً عن الريال بحسب وسائل الإعلام الإسبانية، ويقابل ذلك توطيد للعلاقة بينه وبين اليونايتد بعد صفقة دي ماريا ‪Di‬ ‪Maria‬ وكيله الثالث.

تبقى كرة القدم عالماً مفتوحاً على كل الاحتمالات في ظلّ توافر الأموال الكفيلة بتحقيق المستحيل، ومع صعوبة التكهن بالقرار الذي سيتخذه كريستيانو مستقبلاً، تجدر الإشارة إلى أن جماهير أولد ترافورد لا تزال تنشد أغنية "فيفا رونالدو"، وعدّلت أخيراً كلماتها لتتفق مع آمالها برؤية اللاعب مرتدياً القميص الأحمر مجدداً "ضعوه في الطائرة، وأعيدوه إلى إسبانيا".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image