سيطر الثنائي ليونيل ميسي Messi وكريستيانو رونالدو Ronaldo على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم في السنوات الست الأخيرة. إذ توّج ميسي (مع برشلونة) بالجائزة التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، لأربع سنوات متتالية من 2009 إلى 2012، زهو ما لم يحققّه أي لاعب آخر. فيما حصل رونالدو على الجائزة مرتين، في 2008 مع مانشستر يونايتد وفي 2013 مع ريال مدريد. حالياً، يتنافس اللاعبان مع الحارس الألماني مانويل نوير Neuer للظفر بجائزة هذا العام والتي ستمنح في الشهر الجاري.
إذاً يعيش اللاعبان عصراً كروياً ذهبياً. يعتبر كلاهما الاسم الإعلاني الأول لكبريات الشركات، وشعبيتهما الجارفة تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، فصفحة رونالدو على فيسبوك تضم أكثر من مئة مليون معجب (وحدها المغنية شاكيرا تفوقه بعدد المعجبين) ولدى ميسي حوالى 75 مليون معجب.تحطيم الأرقام القياسية
بات اليوم تحطيم الأرقام القياسية لعبة رونالدو وميسي المفضّلة، وهما يتناوبان أحياناً على تحطيم الرقم نفسه، فيبقى بعض الوقت مع أحدهما ثم يذهب للآخر قبل أن يستردّه الأول.
في الموسم الكروي 2013-2014 سجل كريستيانو رونالدو 17 هدفاً في دوري أبطال أوروبا محطماً الرقم السابق لميسي (14 هدفاً). كما يعتبر رونالدو اللاعب الأول الذي يحصل على الحذاء الذهبي كأفضل هدّاف في البطولات الأوروبية مع فريقين من دوريين مختلفين (ريال مدريد ومانشستر يونايتد). في العام 2012، وبهدفه في مرمى ريال مايوركا، بات رونالدو أول لاعب في تاريخ الليغا يسجل في مرمى كل الفرق في موسم واحد. كما يحسب لرونالدو أنه اللاعب الوحيد في تاريخ الكرة الذي سجل في كل الدقائق. أما ميسي فقد استطاع خلال أربعة أيام أن يحطم رقمين قياسيين في منتهى الأهمية. ففي مباراة ضد اشبيليه في الدوري، سجّل ميسي ثلاثية رفعت رصيده من الأهداف في الليغا إلى 253 هدفاً محطماً رقم تيلمو زارا Zarra الذي صمد أكثر من نصف قرن. علماً أن ميسي سجل في الليغا 204 أهداف منذ وصول رونالدو إلى الريال صيف 2009 خلال 184 مباراة بمعدل 1.1 هدف في المباراة الواحدة مقابل 202 هدف لرونالدو في 179 مباراة بمعدل 1.12. بثلاثية أخرى ضد فريق ابويل القبرصي وصل ميسي لهدفه الرقم 75 في دوري أبطال أوروبا محطّماً رقم راوول غونزاليس González في عدد الأهداف المسجّلة في المسابقة، وحارماً رونالدو من الوصول قبله إلى هذا الشرف. يُسجّل لميسي أيضاً أنه اللاعب الوحيد الذي حصد لقب هداف دوري أبطال أوروبا أربع مرات (على التوالي من 2009 إلى 2012) كما أنه أول لاعب يتوج بالكرة الذهبية أربع مرات.نقاط القوة ونقاط الضعف
يتميز رونالدو بسرعته الفائقة وقدرته على الارتقاء في الكرات الهوائية، ولا يزال هدفه الرأسي بمرمى مان يونايتد في العام 2012 عالقاً في الأذهان، كذلك هدفه عام 2011 في مرمى برشلونة في نهائي كأس الملك معطياً فريقه اللقب. يمتاز الدون أيضاً بإجادته استخدام قدميه الاثنتين، والتسديد من مسافات بعيدة، والقدرة على مراوغة أي مدافع يقف في وجهه. بينما يعاب عليه الأنانية في بعض المباريات وكثرة تسديداته العشوائية التي تفقد فريقه الكرة بدون جدوى.
يمتلك ميسي في المقابل قدماً يسرى سحرية يرواغ من خلالها المدافعين ويدك شباك الخصوم. لدى ميسي أيضاً مهارة في التمرير بلمسة واحدة وقيادة الهجمات المرتدة وإنهاء الكرات داخل المرمى بمهارة عالية، إضافة إلى السرعة والتحرك السليم بدون الكرة والإفلات من رقابة المدافعين. في المقابل، يتّهمه الكثير من النقاد والمحللين بالجبن، لرفضه الخروج من برشلونة وخوض تجربة جديدة خارج إسبانيا خوفاً من الفشل هناك، كما يعاب عليه إخفاقه في تقديم مباريات مع منتخب بلاده بذات المستوى الذي يقدمه مع برشلونة.هذا ما قالوه عن ميسي ورونالدو
إن الإنقسام الذي يحدثه كلٌ من ميسي ورونالدو بين جماهير الكرة يطال أيضاً النقاد والصحافيين الرياضيين والنجوم السابقين، فقلّما تجد مدرباً أو محللاً رياضياً لم يبدِ دهشته من قدرات هذين النجمين أو لم يعلن انحيازه لهذا أو ذاك.
هريستو ستويشكوف Stoichkov نجم مونديال 94 وهداف برشلونة السابق يقول عن ميسي: "قيل من قبل إنك تحتاج لرصاصة لإيقافي، حسناً، أنت اليوم بحاجة لمدفعٍ لإيقافه"، فيما يثني الكاتب البرتغالي لوبو أنطونيس Antunes عليه بالقول: "هناك ثلاثة أو أربعة أشياء مهمة في الحياة: الكتب، الأصدقاء، النساء... وميسي". الجوهرة السوداء بيليه Pele قال عنه: "أحب ميسي كثيراً فهو لاعب عظيم من الناحية الفنية والتقنية. أنا وهو في مستوى واحد"، بينما اعترف له الفتى الذهبي وأسطورة الأرجنتين دييغو مارادونا Maradona بمكانته الكروية المرموقة في أحد تصريحاته: "رأيت الشخص الذي سيرث مكاني في الكرة الأرجنتينية واسمه ميسي. ميسي هذا عبقري". يُسجل لميسي أيضاً أن النجمين الكبيرين والمعروفين بنرجسيتهما وغرورهما زلاتان إبراهيموفيتش Ibrahimović وماريو بالوتيلي Balotelli اعترفا بإنهما لا يجدان لاعباً أفضل منهما سوى ميسي. "لقد قارنوا الكثير من اللاعبين بي من قبل لكنني شعرت بالإطراء فقط يوم قارنوا كريستيانو بي"، بهذه الكلمات أنصف جورج بست Best أسطورة مان يوناييد الراحل كريستيانو رونالدو، علماً أن الأخير كان قد عبّر عن شعوره بالقلق الكبير يوم أنيط به ارتداء القميص الرقم 7 مع مان يونايتيد، إذ سبقه بذلك كبار أساطير النادي وخاصة جورج بست. أمّا النجم البرتغالي السابق لويس فيغو Figo فلا يخفي إعجابه الكبير برونالدو وقول: "رونالدو قادر على فعل كل ما يريد في الملعب، في بعض الاحيان يجعلني أمسك برأسي وأتساءل بدهشة كيف يستطيع فعل ذلك!". ويتفق عدد كبير من النجوم اللاعبين والمدربين على أن رونالدو هو اللاعب الأكثر تكاملاً في تاريخ الكرة، وعلى رأسهم السير أليكس فيرغسون Ferguson ومايكل أوين Owen. ولكن أطرف ما قيل عن اللاعب جاء على لسان أوبي ريان Ryan، مدافع نادي ميلوول، عندما علّق على حادثة طرده من الملعب في مباراة ضد مانشستر بالقول: "شعرت بالفرح بعد طردي من الملعب، فقد ارتحت من مراقبة رونالدو". كرويّاً، نعيش اليوم في عصر ميسي ورونالدو، فهل يتمكن أحد من انتزاع المشعل منهما في الأيام المقبلة؟رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...