يعتمد الكثير من المدربين الكبار على سياسة شراء النجوم وتجنب عناء بناء نجم، وتوفير ملايين الدولارات على خزائن أنديتهم. بينما اتجه عدد آخر منهم إلى سياسة شراء المواهب قبل بزوغها، ومنح المواهب الشابة في مدارس الأندية فرصتها كي تعلن نفسها وتصعد سلم النجومية.
يورجن كلوب: رئيس مؤسسة الموهوبين كروياً
ولد كلوب في 16 يونيو عام 1967، في مدينة شتوتغارت الألمانية. لم يلعب لأحد الأندية الكبرى بالبوندسليغا، وقضى 11 موسماً مع فريق ماينز، وجميعها كانت في دوري الدرجة الثانية. قرر الاعتزال في موسم 2000/2001، ويعد ثاني هدافي الفريق على مدار تاريخه برصيد 52 هدفاً. قرر مسؤولو ماينز تكريم كلوب، عبر تنصيبه مديراً فنياً للفريق في العام الذي أعلن فيه اعتزاله للساحرة المستديرة. ولم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن يتوهج اللاعب القادم من ماينز، ويصبح أحد أفضل المدربين في العالم خلال فترة زمنية ليست طويلة. تمكن المدرب الشاب من قيادة ماينز للصعود لدوري الأضواء والشهرة للمرة الأولى في تاريخه عام 2004/2005. وقاد الفريق للمشاركة في الدوري الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه. حقق كل ذلك بأقل الإمكانيات، فلم يكلف النادي الكثير من الأموال، واعتمد على اكتشاف المواهب الشابة ومنحها فرصة الظهور، وجعل من لاعبي ماينز نجوماً تتجه إليهم أنظار العديد من الأندية الألمانية الكبرى، والأوروبية أيضاً. ومن أبرز اللاعبين الذين بزغ نجمهم تحت يدي كلوب في فريق ماينز في تلك الفترة، المصري محمد زيدان. ما فعله كلوب مع ماينز، جعل مسؤولي بوروسيا دورتموند الألماني يسعون للحصول على خدماته، وتولى المدرب الداهية الفريق عام 2008، خلفاً لتوماس دول. ومع رحيل كلوب عن ماينز، قرر اصطحاب الثنائي محمد زيدان والصخرة الدفاعية نيفن سوبوتيتش، إلى دورتموند. وتمكن بعد موسمين فقط قضاهما هناك، أن يقود الفريق للفوز بلقب البوندسليغا وبات البورسيون منافساً قوياً لبايرن ميونيخ في ألمانيا، وخصماً شرساً للأندية الأوروبية في البطولات القارية التي يشارك فيها، سواء دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي. نجمان آخران بزغا مع كلوب في ماينز ولمع نجمهما مع دورتموند، إلى جانب الكوكبة التي صنعها خلال فترة وجوده في سيغنال إيدونا بارك، مثل الباراغواياني لوكاس باريوس، الذي جاء به من فريق كولو كولو التشيلي عام 2009، وسجل 39 هدفاً في 82 مباراة قبل الانتقال إلى صفوف غوانغتشو ايفرغراند الصيني، في صفقة لم يكشف عن قيمتها المالية. وجاء بالبولندي روبرت ليفاندوفسكي، في موسم 2009/2010 من فريق زنيتشج بروشكوف البولندي. وبات أفضل مهاجمي الدوري الألماني، وتهافتت عليه العديد من الأندية الكبرى في أوروبا، وعلى رأسها ريال مدريد الإسباني، قبل أن يقرر الأخير عدم تمديد تعاقده مع الأصفر والأسود، ويرحل إلى صفوف الغريم التقليدي بايرن ميونيخ. ولن ينسى الكثير من الألمان الهدية التي منحها لهم كلوب، عبر رفعه للموهبة الألمانية ماريو غوتزه، ليظهر للنور عام 2009، ويلفت أنظار العالم، ويصبح أحد أبرز نجوم الكرة الألمانية خلال فترة قصيرة، وينتقل إلى الفريق البافاري ويعود مرة أخرى إلى صفوف دورتموند. كما أحضر كلوب الجناح الداهية ماركو رويس، لسيغنال إيدونا بارك، عام 2012. رحل كلوب عام 2015 عن دورتموند، لكنه ترك لهم إرثاً كبيراً من النجوم لم تكلف إدارة النادي الكثير من الأموال، بقدر ما استفاد من إعادة بيعهم مرة أخرى. وتولى المدرب الألماني عام 2015 فريق ليفربول، ليجعل الكثير من مشجعي الريدز يتفاءلون بعودة البطولات وظهور مواهب جديدة قادرة على إعادة الفريق لمساره الصحيح. وبالفعل يسير الريدز بخطى ثابتة منذ قدومه، وبات هناك بعض الوجوه الجديدة التي جعلت عشاق ومحبي الأحمر يشعرون أن الفريق قادر على المنافسة على لقب البريميرليج خلال فترة قصيرة.أرسين فينغر: يتهمونه بالبخل ويتغاضون عما فعله لهم
ولد أرسين فينغر في 22 أكتوبر عام 1949، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. بدايته تشبه إلى حد كبير بداية كلوب مع دورتموند، لكن الاختلاف بينهما أن فينغر تولى فريق نانسي أحد أندية الدوري الممتاز بفرنسا لا فريقاً في الدرجة الثانية. لم يحتج فينغر أكثر من ثلاثة مواسم ليفوز بلقبه الأول. في أول مواسمه مع موناكو، قبل أن ينتقل إلى إنجلترا لتدريب أرسنال عام 1996 ويصبح المدرب التاريخي لقلعة المدفعجية. فينغر أو "الداهية"، كما يلقبه عشاقه، نعته عدد كبير من الجمهور الإنجليزي بالبخيل، بسبب حرصه على خزائن النادي اللندني، ورفضه السير على خطى الأندية الكبيرة في أوروبا، التي لا تجد أي مشكلة في إنفاق ملايين الدولارت لشراء النجوم. لكنه لم يلتفت إلى كلام الصحف والجماهير، وعمل على تجهيز فريق من الكشافة لضم المواهب من حول العالم وتطويرها، لصناعة نجم وتوفير ملايين الدولارات على مسؤولي ناديه. وبالفعل نجح المدرب الفرنسي في ما خطط له، وبات واحداُ من أبرز مدربي العالم الذين تميزوا في هذه الجزئية، إن لم يكن الأفضل.مدربون اشتهروا بصناعة النجوم لا شرائها...
من هو المدرب المسؤول عن بزوغ نجم اللعب المصري محمد زيدان؟ولن ينسى محبو الغانرز الجيل الذهبي الذي شكله فينغر وتفاخرت به جماهير الفريق لعدة سنوات، بداية من حراسة المرمى مع الحارس الألماني المخضرم ينس جيرارد ليمان، والمدافع الكاميروني لورون إيماتي مايير، والمدافع الإنكليزي سول كامبل، والمدافع الإيفواري كولو توريه، والظهير الأيسر أشلي كول، والسويدي فريدي ليونبيرغ، والفرنسي باتريك فييرا، الذي بات واحداً من أهم لاعبي العالم تحت قيادة فينغر. ولاعب الوسط البرازيلي جيلبرتو سيلفا، والفرنسي يوبير بيريز، الذي شكل ثنائياً مميزاً بجانب مواطنه تييري هنري، الذي جاء به فينغر من صفوف يوفنتوس الإيطالي عام 1999، وبات اللاعب رقم واحد في الدوري الإنكليزي خلال فترة قصيرة. بالإضافة إلى الرائع دينيس بيركامب، والإسباني سيسك فابريجاس. في السنوات الأخيرة، تسبب الانفتاح الذي شهدته الساحرة المستديرة بسبب الأموال الضخمة التي بات رجال الأعمال ينفقونها على اللعبة، في أزمة للمدرب الفرنسي. فرّغت العروض المغرية أرسنال من نجومه. جمهور النادي بات يوجه أصابع الاتهام للمدرب الفرنسي، بسبب تمسكه بسياسته في التعاقدات، واعتماده على صناعة النجم بدلاً من شرائه، وتناست ما قدمه لها خلال السنوات الماضية من نجوم كبار.
دييغو سيميوني: صانع المهاجمين في فيسنتي كالديرون
بات ملعب "فيسنتي كالديرون" معقل فريق أتلتيكو مدريد الإسباني الوجه الأولى للأندية الأوروبية الكبرى، التي تعاني من العقم التهديفي، وتسعى لتدعيم صفوفها بمهاجمين من العيار الثقيل. ويعود الفضل في ذلك إلى دييغو بابلو سيميوني، المولود في 28 أبريل عام 1970، في مدينة بوينس أيرس الأرجنتينية. سيميوني، الذي لعب لعدة أندية في الأرجنتين وإسبانيا وإيطاليا، أعاد للروخ بلانكوس رونقه عقب توليه مهمة تدريبه عام 2011. وقد تميز بصناعة مهاجمين فتاكين، من الكولومبي راداميل فالكاو، الذي رحل إلى موناكو الفرنسي، وأنعش خزينة الروخ بلانكوس، إلى الأرجنتيني سيرجيو أغويرو الذي أمضى في أتلتيكو مدريد أكثر من خمسة مواسم، ليتألق عام 2011، ثم ينتقل لصفوف مانشستر سيتي الإنكليزي، بصفقة قيمتها 45 مليون إسترليني. إلى الإسباني دييجو كوستا، الذي انتقل إلى صفوف تشيلسي الإنكليزي، وأصبح المهاجم الأول للفريق، وأحد هدافي البريميرليج، إلى الفرنسي أنطوان غريزمان، الذي جاء به دييجو من فريق ريال سوسييداد الإسباني عام 2014، ليصبح المهاجم الأول في أوروبا، وهدافاً لبطولة اليورو الأخيرة التي استضافتها فرنسا.يوهان كرويف: العالم يدين له بالفضل
الهولندي الراحل يوهان كرويف، الذي أحزنت وفاته كل عشاق الكرة حول العالم، تولى تدريب برشلونة من 1988 حتى 1996، قبل أن يتولى مدرسة الكرة بالنادي الإسباني «لامسيا» عام 2009. طريقة التيكي تاكا التي يتقنها البارسا، وتسببت بإزعاج أندية العالم بأثرها، تعود إلى كرويف. تقدم باقتراح لرئيس النادي حينها خوسيه لويس نونيز، بتطبيق أسلوب نادي أجاكس أمستردام الهولندي في اكتشاف وتدريب المواهب في نادي برشلونة. وبات أهم مرتكزات معهد اللاماسيا اكتشاف المواهب في عمر صغير، وتدريبهم على الاستحواذ على الكرة ودقة التمرير، والاستمرار في الاهتمام والعناية بهم، حتى يصلوا إلى الفريق الأول. معهد برشلونة لصناعة النجوم، المشروع القديم، بدأ يجني ثماره فعلياً، عندما جاء يوهان كرويف لتدريب نادي برشلونة عام 1988. ومن ألمع الأسماء التي تخرجت من مدرسة لامسيا الأرجنتيني ليونيل ميسي، ميكل أرتيتا، تياغو موتا، سيرجيو بوسكيتس، سيسك فابريغاس، لويس غارسيا، تياغو ألكانتارا، غوسيب غوارديولا، تشافي هيرنانديز، أندريس إنيستا، بويان كركيتش، جيراراد بيكي، فكتور فالدز، وغيرهم من النجوم الكبار.السير فرغسون: غلطة الشاطر بألف
الاسكوتلندي السير ألكاسندر تشابمان فيرغسون، أو كما تعرفه الجماهير بالسير أليكس فيرغسون. من مواليد 31 ديسمبر 1941 في مدينة غلاسكو الاسكوتلندية. تولى مهمة تدريب الشياطين الحمر في نوفمبر 1986، واستمر حتى مايو 2013، بعدما قضى داخل جدران قلعة أولد ترافورد 26 عاماً، جنى خلالها 38 لقباً، ليصبح المدرب الأنجح في تاريخ إنكلترا. جاء فيرغسون إلى مانشستر يونايتد، ولم يكن يمر في ذلك الوقت بأفضل حالاته، إذ كان ليفربول هو سيد إنكلترا. قام فيرغسون بجلب بعض اللاعبين مثل ستيف بروس وأندرسون ومارك هيوز وبول إينس وسيلي وجيم لايتن، ما حسن من وضع الفريق وقتها كثيراً. ومن النجوم التي لمعت كثيراً تحت مظلة فيرغسون روي كين، ريان غيغز، والحارس العملاق بيتر شمايكل، والنجم الفرنسي إريك كانتونا، والمهاجم الهولندي رود فان نستلروي، والمدافع الفرنسي لوران بلان، والمدافع الإنجليزي الصلب ريو فرديناند، وديفيد بيكهام، والبرتغالي كريستيانو رونالدو. وعلى الرغم من عدد النجوم الذين ضمهم فيرغسون للفريق، بالإضافة إلى النجوم الذين دفعهم إلى الأمام، فإن جماهير المان يونايتد لن تنسى له غلطته الشهيرة، حين تنازل عن الفرنسي بول بوغبا ليوفنتوس الإيطالي دون مقابل، إذ رأى حينها أن اللاعب لا يستحق ارتداء قميص الفريق. فكان أن تألق اللاعب في ما بعد. وكلّف إدارة النادي، لكسب رضاه وإقناعه للعودة مرة أخرى إلى ملعب أولد ترافورد، خزائن الفريق 100 مليون يورو. هذا المبلغ الذي تم إنفاقه على لاعب، رحل مجاناً عن صفوف الفريق، وضع العديد من علامات الاستفهام حول الرؤية الفنية للمدرب الأسكتلندي، وأكد أن غلطة الشاطر بألف. ما فعله فيرغسون أضاف كثيراً لرصيد المدرب الإيطالي كونتي، الذي كان يشغل منصب المدير الفني لليوفنتوس الإيطالي حينها، إذ رأى في بوغبا، ما لم يره فيرغسون، وقام بضمه ليصبح أحد نجوم الكرة خلال وقت قصير وتتهافت عليه أندية العالم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.