أوقفت قوات الأمن التركية الداعية عدنان أوكتار، بعد أن شكّل حالة مثيرة للجدل بسبب دعوته إلى الإسلام من خلال الرقص والخمر وممارسة الجنس وارتداء النساء للملابس المثيرة.
وقالت وكالة الأناضول التركية الرسمية إن ذلك أتى في إطار ما وصفته بـ"عملية أمنية انطلقت... في أربع ولايات بينها إسطنبول، للقبض على الرجل و234 من أتباعه، على خلفية تهمٍ مختلفة".
وكانت النيابة العامة في إسطنبول قد أصدرت مذكرة توقيف بحق أوكتار، المعروف باسم "هارون يحيى"، والعشرات من أتباعه، إثر تحقيقات أجرتها حول اتهامات مختلفة ضدهم، بحسب الوكالة.
وداهمت قوى الأمن، في 11 يوليو، 120 مكاناً في ولايات إسطنبول وأنقرة وموغلا وأنطاليا، وأوقفت العشرات من المطلوبين، بينهم أوكتار.
ويواجه أوكتار وأتباعه، بحسب الأناضول، اتهامات بـ"تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسياً، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري"، إضافة إلى "استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية بغرض الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب، من خلال تنظيم يحمل اسم عدنان أوكتار".
وبحسب "المصادرالأمنية التركية"، ألقي القبض على أوكتار أثناء محاولته الهرب من منزله في إسطنبول، وضبطت لديه كمية من الأسلحة والدروع الفولاذية.
[caption id="attachment_155482" align="alignnone" width="700"]
توقيف أوكتار[/caption]
محاضرات على الهواء
عام 2011، أطلق أوكتار قناة "A9" وراح يبث على الهواء مباشرة محاضرات دينية تتسم بغرابتها الشديدة. كان يظهر بجانب "القطط الصغيرة"، وهو الوصف الذي يطلقه على فتيات جميلات يرتدين ملابس مثيرة ويضعن مساحيق تجميل ويرقصن ويتناقشن معه في مواضيع إسلامية. وفي فبراير الماضي، قرّر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي وقف بث برامج القناة التي تتخذ من إسطنبول مقراً لها بالإضافة إلى فرض غرامة مالية عليها، بتهمة أن برامجه "تنتهك المساواة بين الجنسين وحقوق النساء". يسوّق أوكتار لنفسه على أساس أنه "داعية إسلامي" يحمل هدفاً أساسياً هو تقديم نسخة عصرية من الإسلام. وتحوّل أوكتار إلى ما يشبه زعيم "طائفة دينية"، لها تفاصيل وأسرار لا يعرفها الكثيرون، خصوصاً أن المشترَك الوحيد بين أتباع "طائفته" هو أن كل المنتمين إليها من الأثرياء. وبحسب شهادات لبعض مَن كانوا في تلك الطائفة فإن قرار الخروج منها ليس أمر سهلاً أبداً… بل محفوف بالمخاطر. في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قبل فترة، يؤكد الكاتب عساف رونيل أن أوكتار نجح، منذ إنشاء قناته التلفزيونية A9، في استضافة سياسيين وحاخامات كثر من إسرائيل، معلقاً بالقول إن رغبة هؤلاء في الظهور في برنامجه قد يكون سببها موقفه من المسجد الأقصى. فمن وجهة نظر أوكتار، يمكن للمسيحيين واليهود والمسلمين جميعاً أن يعبدوا الله في المسجد الأقصى، والأرض هناك تتسع للجميع، على حدّ تعبيره. ولكن أوكتار، بحسب تقرير "هآرتس"، كتب مؤلفات معادية للسامية من بينها "اليهودية والماسونية"، الذي قام بنشره تحت اسم هارون يحيى عام 1987.السلطات التركية تعتقل "الداعية" عدنان أوكتار الذي يرى أن "النساء يمكنهن ارتداء البكيني، إذ أن الحشمة في الإسلام هي فقط عدم إظهار الحلمتين ومنطقة الرحم"
اتُّهم سابقاً بأنه يقوم بتصوير أتباعه وهم يمارسون الجنس من أجل ابتزازهم... السلطات التركية تلقي القبض على "الداعية" عدنان أوكتارورغم أن أوكتار نفى أن يكون قد كتب باسم هارون يحيى إلا أن هناك دلائل كثيرة على أنه صاحب تلك المؤلفات، بحسب الصحيفة الإسرائيلية. ويلفت التقرير إلى أن أوكتار الذي يتبنى الترويج لـ"شكل غير مألوف من الإسلام" منذ الثمانينيات، كان قد نجح في إنشاء جماعة دينية تتبنى أفكاره، وفي ذلك الوقت كان يُعرّف نفسه باعتباره باحثاً ومفكراً معادياً للماسونية، محذراً من أن اليهود والماسونيين اخترقوا أغلب مؤسسات تركيا لتخريب المجتمع التركي. واستطاع أوكتار في بداية دعوته جمع 300 من "الأصدقاء الحميمين"، بحسب تعبيره، حول فكرته، وسرعان ما زاد عدد أتباعه، على الرغم من الاتهامات الموجهة له بأنه يقوم بغسل أدمغتهم ويستغلهم جنسياً واقتصادياً.
أوكتار والنساء
تعامل أوكتار مع النساء بشكل مختلف تماماً عن تعامل أغلب رجال الدين المسلمين معهن، إذ يعتبر أنهنّ مخلوقات مذهلة، ويصفهنّ بأنهن "أجمل الكائنات على الأرض، أعمال فنية رائعة خلقها الله. إنهن كائنات متألقة يجب احترامهن والإعجاب بهن، والوقوع في غرامهن"، كما قال لرونيل. وأضاف للصحافي الإسرائيلي أن النساء يمكنهن ارتداء البكيني، باعتبار أن الحشمة في الإسلام، من وجهة نظره، هي فقط عدم إظهار الحلمتين ومنطقة الرحم. واتهم تقرير هآرتس أوكتار بأنه زعيم لطائفة دينية تقوم بأعمال جنسية تحت غطاء إسلامي، ونقل شهادتين لسيدتين تركيتين كانتا منضمتين إلى تلك الطائفة لسنوات طويلة، وقالتا إنهن حاولن الهرب من الطائفة أكثر من مرة لكنهن فشلن، بسبب الرقابة الشديدة التي يتعرضن لها، قبل أن تتمكن إحداهن من الهرب بمساعدة والدها في "سيناريو بوليسي".صديق شخصي لأردوغان؟
بحسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية مطلع العام الحالي، هناك أقاويل كثيرة في تركيا عن أن أوكتار صديق شخصي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأنه داعم حقيقي له. وتضيف المجلة أن أوكتار أُدين عام 2008 بالسجن لمدة ثلاث سنوات، لاتهامه بإنشاء "منظمة للتكسب الشخصي"، حيث قال المدعي العام في تركيا إن أوكتار قام بتصوير أتباعه وهم يمارسون الجنس من أجل ابتزازهم، لكن هذا الحكم ألغي عام 2010. وفي بداية دعوته، اتُهم أوكتار بالتحريض على قيام ثورة دينية، وصدر حكم وقتها بحبسه 19 شهراً، قضى 10 منها في مصحة نفسية، بعد أن قيل إنه يعاني من اضطراب الوسواس القهري والسكيزوفرينيا. لكن بعد إطلاق سراحه بدأت جماعته الدينية تزيد بشكل كبير واتخذت من معارضة نظرية التطور والداروينية شعاراً لها، وأنشأت في الوقت نفسه مؤسسة بحثية تخدم هذا الهدف. ويعتقد بعض المنتمين إلى جماعته أنه "المهدي المنتظر".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...