شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
عدنان أوكتار:

عدنان أوكتار: "الداعية" التركي الذي يروّج للإسلام بالرقص والبكيني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 7 أبريل 201805:13 م

لا يرى الداعية الإسلامي التركي المثير للجدل عدنان أوكتار (المعروف أيضاً باسم هارون يحيى) أي خلاف بين الإسلام كدين وبين الرقص والخمر وممارسة الجنس وارتداء النساء للملابس المثيرة، لكن هل هذا كل شيء بخصوص أفكاره؟ لا... هناك المزيد.

في العام 2011، أطلق أوكتار قناته "A9" بهدف بث محاضراته الدينية على الهواء مباشرة، وسرعان ما حظيت حلقات برامجه التلفزيونية باهتمام كبير من وسائل الإعلام التركية والدولية بسبب غرابتها الشديدة، خصوصاً تلك التي يظهر فيها "القطط الصغيرة" كما يحب أن يطلق هو على الفتيات الجميلات اللواتي يرتدين ملابس مثيرة ويضعن مساحيق تجميل ويرقصن ويتناقشن مع أوكتار في موضوعات عدة حول الإسلام.

لكن في فبراير الماضي، قرّر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي وقف بث برامج القناة بالإضافة إلى فرض غرامة مالية على القناة التي تتخذ من اسطنبول مقراً لها، ولم يكن قرار الوقف سببه تناول برامج أوكتار لمواضيع دينية وهو بين فتيات يرقصن وأمامهن زجاجات الخمر، بل كان السبب هو أن برامجه "تنتهك المساواة بين الجنسين وحقوق النساء".

INSIDE_Harun_Yahya(Adnan_Oktar)3

يؤكد أوكتار دائماً أن هدفه الأساسي هو تقديم نسخة عصرية من الإسلام، لكن رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور علي أرباش وصفه بأنه شخص يعاني من مشاكل عقلية، محذراً من مشاهدة قناته، قبل أن يرد أوكتار عليه بأن "رواتب الشؤون الدينية يتم سدادها من ضرائب بيوت الدعارة في تركيا".

ظهر في برنامج هذا “الداعية” التركي المثير للجدل إسرائيليون كثر منهم عضو الكنيست يهودا غليك (الليكود)، ووزير الاتصالات أيوب كارا (الليكود)، فضلاً عن الكثير من الحاخامات، والزيارات مدفوعة التكاليف بالكامل...
"النساء يمكنهن ارتداء البكيني، إذ أن الحشمة في الإسلام هي فقط عدم إظهار الحلمتين ومنطقة الرحم"، يقول عدنان أوكتار، "الداعية" التركي الذي بات أقرب لزعيم "طائفة دينية" تحوم حولها الكثير من الشبهات

لا يمكن القول إن الرجل مجرد "داعية إسلامي" كما يصف هو نفسه، فقد بات أقرب لزعيم "طائفة دينية"، لها تفاصيل وأسرار لا يعرفها الكثيرون، خصوصاً أن المشترك الوحيد بين أتباع "طائفته" هو أن كل المنتمين لها من الأثرياء، وبحسب شهادات لبعض من كانوا في تلك الطائفة فإن قرار الخروج منها ليس أمر سهلاً أبداً… بل محفوف بالمخاطر.

"أهلاً بحاخامات إسرائيل في قناتي"

في تقرير حديث نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليومية، يؤكد الكاتب آساف رونيل أن أوكتار نجح منذ إنشاء قناته التلفزيونية A9، في استضافة سياسيين وحاخامات كثر من إسرائيل، معلقاً بالقول إن رغبة بعض السياسيين ورجال الدين الإسرائيليين في الظهور في برنامج أوكتار التلفزيوني قد يكون سببها هو موقفه من المسجد الأقصى.

ومن وجهة نظر أوكتار، فإن المسيحيين واليهود والمسلمين يمكنهم جميعاً أن يعبدوا الله في المسجد الأقصى، وأن الأرض هناك تتسع للجميع، على حدّ تعبيره.

INSIDE_Harun_Yahya(Adnan_Oktar)

أبرز الإسرائيليين الذين ظهروا في البرنامج في السنوات الأخيرة هم عضو الكنيست يهودا غليك (الليكود) ووزير الاتصالات أيوب كارا (الليكود)، فضلاً عن الكثير من الحاخامات وعدد غير قليل من أعضاء الكنيست.

والزيارات مدفوعة التكاليف بالكامل كانت قد تمت بالرغم من توصية قوية من وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم التعامل مع أوكتار بسبب اتهامات له بأن له مؤلفات معادية للسامية.

يكمل تقرير "هآرتس" أن أوكتار كتب مؤلفات معادية للسامية من بينها "اليهودية والماسونية"، الذي قام بنشره تحت اسم هارون يحيى عام 1987. وتبعه بمؤلفات أخرى ترى الصحيفة أنها تعادي السامية، ورغم أن أوكتار نفى أن يكون قد كتب باسم هارون يحيى إلا أن هناك دلائل كثيرة على أنه صاحب تلك المؤلفات، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

ويلفت التقرير أن أوكتار الذي يتبنى الترويج لـ"شكل غير مألوف من الإسلام" منذ الثمانينيات، كان قد نجح في إنشاء جماعة دينية تتبنى أفكاره، وفي ذلك الوقت كان يُعرّف نفسه باعتباره باحث ومفكر معادي للماسونية، محذراً من أن اليهود والماسونيين اخترقوا أغلب مؤسسات تركيا لتخريب المجتمع التركي.

INSIDE_Harun_Yahya(Adnan_Oktar)2

واستطاع أوكتار في بداية دعوته جمع 300 من "الأصدقاء الحميمين"، بحسب تعبيره، لفكرته، وسرعان ما زاد عدد أتباعه، على الرغم من الاتهامات الموجهة له بأنه يقوم بعمل غسيل أدمغة لهم إضافة إلى استغلالهم جنسياً واقتصادياً.

بحسب التقرير، أبرز ما يعتمد عليه أوكتار في دعوته الدينية هو "ضرورة أن يكون هناك حوار بين الأديان"، ويتبنى "الداعية" أفكار عدة منها أن هناك "دولة عميقة" في بريطانيا هي التي جلبت هتلر إلى السلطة على حدّ زعمه، كما يطالب بعدم الربط بين "داعش" والإسلام.

هوس بالنساء؟

يتعامل أوكتار مع النساء بشكل مختلف تماماً عن تعامل أغلب رجال الدين المسلمين معهن، إذ يعتبر النساء مخلوقات مذهلة، واصفاً إياهن بأنهن "أجمل الكائنات على الأرض، أعمال فنية رائعة خلقها الله. إنهن كائنات متألقة يجب احترامهن والإعجاب بهن، والوقوع في غرامهن"، وهذا ما قاله أوكتار لرونيل، مراسل "هآرتس".

ويكمل أن النساء يمكنهن ارتداء البكيني، حيث أن الحشمة في الإسلام من وجهة نظره هي فقط عدم إظهار الحلمتين ومنطقة الرحم، بحسب قوله.

يكشف تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن أوكتار زعيم لطائفة دينية تقوم بأعمال جنسية تحت غطاء إسلامي، ناقلاً شهادتين لسيدتين تركيتين كانتا منضمتين لتلك الطائفة لسنوات طويلة، وقالتا لمحرر الصحيفة إنهن حاولن الهرب من الطائفة أكثر من مرة لكنهن فشلن، بسبب الرقابة الشديدة التي يتعرضن لها، قبل أن تتمكن إحداهن من الهرب بمساعدة والدها في "سيناريو بوليسي".

صديق شخصي لأردوغان؟

بحسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية مطلع العام الحالي، هناك أقاويل كثيرة في تركيا ترى أن أوكتار صديق شخصي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإنه داعم حقيقي له.

تؤكد المجلة أن أوكتار قدم مؤلفات عدة تتبنى نظرية المؤامرة، وتهاجم الماسونية والصهيونية والإلحاد، وكان السبب في غلق موقع داعية الإلحاد البريطاني ريتشارد دوكين في تركيا.

تضيف المجلة أن أوكتار أُدين عام 2008 بالسجن لمدة ثلاث سنوات، لاتهامه بإنشاء "منظمة للتكسب الشخصي"، حيث قال المدعي العام في تركيا إن أوكتار قام بتصوير أتباعه وهم يمارسون الجنس من أجل ابتزازهم، لكن هذا الحكم ألغي عام 2010.

وفي بداية دعوته، اتُهم أوكتار بالتحريض على قيام ثورة دينية، وصدر حكم وقتها بحبسه 19 شهراً، قضى 10 منها في مصحة نفسية، بعد أن قيل إنه يعاني من اضطراب الوسواس القهري والسكيزوفرينيا. لكن بعد إطلاق سراحه بدأت جماعته الدينية تزيد بشكل كبير واتخذت من معارضة نظرية التطور والداروينية شعاراً لها، وأنشأت في الوقت نفسه مؤسسة بحثية تخدم هذا الهدف، بينما يعتقد بعض المنتمين لجماعة أوكتار أنه "المهدي المنتظر".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image