شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"شوكان" يحصد جائزة اليونسكو رغم تحذير السلطات المصرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 24 أبريل 201802:24 م
جدّد ترشيح منظمة اليونسكو للمصور المصري محمود أبو زيد، الشهير بـ"شوكان"، للفوز بجائزتها الدولية لحرية الصحافة، الجدل بشأن قضية حبسه منذ نحو 5 سنوات، تجاوز خلالها مدة الحبس الاحتياطي المُقدّرة بعامين.   ويبدو أن المنظمة لم تتوقف كثيراً عند تعليقات حكومية مصرية رافضة للترشيح، فـأعلنت رسمياً منح الجائزة للمصور الصحافي. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد قال إن الوزارة "تأسف لتورط منظمة بمكانة ووضعية اليونسكو في تكريم شخص متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة". وذكر المتحدث أن التهم الموجهة إلى "شوكان" ليست ذات "دافع سياسي"، مُعتبراً أن اليونسكو "تورطت" في الأمر "بدافع من عدد من المنظمات غير الحكومية، من بينها منظمات تحركها دولة قطر المعروفة بمساندتها لجماعة الإخوان الإرهابية".
ويُذكر أن شوكان قد اعتُقل في 14 أغسطس عام 2013، خلال مشاركته في تغطية وسائل الإعلام لأحداث فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، في مدينة نصر، شمالي شرقي القاهرة.

جدل بعد الترشيح وبيان الخارجية

أثار ترشيح اليونسكو وتعليق الخارجية المصرية عاصفة من الجدل على الشبكات الاجتماعية في مصر، بين مؤيد ومعارض لقرار المنظمة والبيان الحكومي. ووصف البعض مطالبة الوزارة لليونسكو بعدم منح شوكان الجائزة بأنه "بيان كوميدي"، لكونها اعتبرت شوكان مجرمًا بينما المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
يبدو أن اليونسكو لم تتوقف كثيراً عند التعليقات الحكومية المصرية المندّدة، فـأعلنت رسمياً منح الجائزة للمصوّر الصحفي "شوكان" المعتقل منذ عام 2013
وقالوا إن "خطورة بيان الخارجية إنه بمثابة حكم مبكر على شوكان اللي دفع أكتر من 4 سنين ونص من عمره محبوس احتياطياً بعدما وصلت لاعتبار مجرد ترشيح شوكان تسييس للمؤسسة...". 
في المقابل، أشاد النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، بموقف وزارة الخارجية، قائلاً إنه "من غير المتصور أو المقبول أو المنطقي أن تقع منظمة اليونسكو أسيرة لفخ التسييس والمحاباة، والتورط في تنفيذ أجندة دول بعينها، والانجراف بعيداً عن ولايتها ورسالتها السامية؛ كونها الواجهة الحضارية والنافذة الثقافية للعالم أجمع". وطالب عابد اليونسكو بالتراجع عن اتخاذ هذه "الخطوة الخطيرة التي تعرض هذه المنظمة لفقدان مصداقيتها، لأنه لا يعقل أبداً أن تقوم المنظمة بتكريم إرهابي تؤكد كل الوقائع والأدلة والمستندات أن شوكان إرهابي مارس العنف والإجرام والإرهاب في أبشع صوره"، محذراً اليونسكو من الإقدام على هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ المنظمة. وفي أغسطس 2015، قررت النيابة إحالة شوكان وباقي المتهمين للمحاكمة، ووجهت لهم تهم ارتكاب جرائم "التجمهر واستعراض القوة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإتلاف العمدي وحيازة مواد في حكم المفرقعات وأسلحة نارية بغير ترخيص". لكن شوكان قال في المحاكمة إنه تواجد في فض رابعة بعد دعوة الحكومة المصرية لمنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام للتغطية الإعلامية. وأضاف "أنا مصاب بمرض الأنيميا، وكنت أؤدي وظيفتي كمصور صحفي.. 4 سنين في السجن ليه؟".

اتهامات حكمها"الإعدام"... وتضامن دولي

من آن لآخر، ترفع مؤسسات حقوقية مصرية ودولية مطالبها بالإفراج عن شوكان، قائلة إنه كان يؤدي عمله الصحفي، مُحذرة من أن التهم الموجهة إليه "قد تعرضه لعقوبة الإعدام، في حال إدانته".
وفي أغسطس 2015، أي بعد عامين من انتهاء فترة حبسه الاحتياطي، قررت النيابة العامة في مصر، إحالة شوكان و738 متهماً للمحاكمة، ووجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم "التجمهر واستعراض القوة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإتلاف العمدي وحيازة مواد في حكم المفرقعات وأسلحة نارية بغير ترخيص". وفي الأسبوع الماضي، أطلقت منظمة "مراسلون بلا حدود" حملة للتضامن معه، بمشاركة عشرات المصوريين الصحافيين حول العالم عبر وسم "#MyPicForShawkan".
وعبر الهاشتاغ التقط المصورون صوراً لأنفسهم حاكوا خلالها حركته الشهيرة وهو يحمل الكاميرا لدى التقاطه صورة.
كما طالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن شوكان و"إسقاط التهم الموجهة إليه"، قائلة إنه "سجين للرأي اعتقل لمجرد ممارسته السلمية لحقه في حرية التعبير".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image