تستعد إسرائيل لحدث نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، تزامناً مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، والتي تعتبرها إسرائيل تاريخ إعلان تأسيس الدولة العبرية (14 مايو 1948).
ومع اقتراب الموعد، كشفت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يزور إسرائيل لحضور افتتاح السفارة، فيما قالت صحف إسرائيلية إن تل أبيب ستلتزم بخطة فتحها في "يوم الاستقلال"، بمنحها إعفاءات وتسهيلات إدارية بعدما أثارت إمكانيّة عدم الالتزام بافتتاحها في الموعد المحدّد الجدل.
ترامب لن يحضر
في تفسيرها سبب غيابه، قالت القناة الإسرائيلية إن الجدول الزمني للرئيس الأمريكي لا يسمح له بالقدوم إلى إسرائيل في مايو المقبل، وأرجعت ذلك "جزئياً" إلى عمله على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن السبب قد يتعلق أيضاً بالتحضيرات الجارية للّقاء المرتقب بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون.
وفي 9 مارس الماضي، كان البيت الأبيض كشف أن الرئيس دونالد ترامب وافق على لقاء زعيم كوريا الشمالية، سعياً للتوصل إلى اتفاق حول نزع الأسلحة النووية، لكنه شدّد بالمقابل على أن العقوبات الأمريكية على بيونغ يانغ ستبقى سارية المفعول.
وقتها، أوضح تشونغ يوي-يونج، رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية التي توسطت لإنجاح اللقاء، أن ترامب وأون سيتقابلان "بحلول مايو المقبل".
في تفسيرها سبب غيابه، قالت القناة الإسرائيلية إن الجدول الزمني للرئيس الأمريكي لا يسمح له بالقدوم إلى إسرائيل في مايو المقبل، وأرجعت ذلك "جزئياً" إلى عمله على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران
لبعض الوقت، عطلت إجراءات "بيروقراطية" عملية نقل السفارة، إلا أن اللجنة القُطرية الإسرائيلية للتخطيط والبناء قررت التنازل عن هذه الإجراءات الضرورية من أجل السماح بافتتاح السفارة بموعدها
وفي وقت سابق أكدت مصادر إسرائيلية وأمريكية، أن ترامب سيشارك في افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس المحتلة، وفقاً لما ذكرته صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية.
وقال ترامب: "أتطلع للقدوم، سأفعل ذلك في حال سمحت لي الفرصة"، بحسب ما أفاد الموقع العبري reshet.tv.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن، خلال زيارته إلى القدس في السادس من ديسمبر 2017، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة إسرائيل، وتعهد بحضور افتتاح سفارة بلاده هناك.
بيروقراطية عطلت عملية النقل
لبعض الوقت، عطّلت "البيروقراطية" عملية نقل السفارة، بسبب إجراءات الأمان وفق قانون التخطيط والبناء، مثل بناء جدار عازل وطريق "انسحاب" للطوارئ، إلا أن اللجنة القُطرية الإسرائيلية للتخطيط والبناء قررت التنازل عن هذه الإجراءات الضرورية من أجل السماح بافتتاح السفارة في موعدها.
وبموجب الموافقات الصادرة بناء على طلب وزير المالية الإسرائيلي موشي كحلون، منحت لجنة التخطيط رخصة بناء تسمح ببناء مبنى سريع يحوّل المكان إلى سفارة مؤقتة في حي أرنونا في القدس، والذي يضم الآن قسماً قنصلياً أمريكياً.
وتأتي الموافقة بعد أسبوع من إعلان كحلون أنه سيستخدم سلطته للترتيب للتخلي عن تصريح البناء.
ويتضمن العمل تشييد جدار بطول 3.2 أمتار، وطريق إضافي للهروب من السفارة، لتلبية الطلبات الأمريكية التي لا تلائم الخارطة الهيكلية المحلية للمبنى.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، طُرح أمر الرخصة للمرة الأولى في الأسبوع الماضي، ما أثار معارضة من خبراء قانونيين ذكروا أن القانون الذي تعتمد عليه وزارة المالية فقط ينطبق على المشاريع ذات الأهمية الوطنية.
ومنذ إصدار القانون عام 2013، تم اللجوء إلى ثغرة الإعفاء من الشروط المطلوبة 12 مرة، وتطبيقه على مشاريع البنية التحتية التي تسعى الحكومة إلى بنائها بسرعة.
وقال وزير المالية، في بيان، إن أشغال شق طريق حماية ومَخرج طوارئ للسفارة أُعفيت من الموافقة المسبقة للجنة التخطيط والبناء، معلقاً "بما أننا التزمنا الأمر فلن نسمح للبيروقراطية بالتسبب في تأخير لا طائل منه لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل".
وأضاف شارحاً أن ذلك يعتبر إجراءاً "استراتيجياً" لإسرائيل وستبذل أجهزتها "كل ما يلزم لاحترام الجدول الزمني".
مواجهات عسكرية محتملة
بالتزامن مع ذلك توقعت دوائر القرار الإسرائيلية تصاعد وتيرة المواجهات في الفترة المقبلة، ودفع جيش الاحتلال بتعزيزاتٍ كبيرةٍ إلى حدود قطاع غزّة.
وقبل أيام، نشرت صحيفة "هآرتس"، مُقتطفاتٍ من مقابلة "عيد الفصح العبري" مع القائد العام لهيئة الأركان في جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، حذّر خلالها من احتمالات وقوع مواجهة عسكريّة مع المُقاومة في غزة خلال العام الجاري، إضافة إلى التصعيد الأمني "الخطير" في الضفة الغربية.
وقال "آيزنكوت" إن عوامل عدة ترجّح انفجار الأوضاع على جبهات عدة، خاصة بين الفلسطينيين، منها: ذكرى النكبة، احتفالات إسرائيل باستقلالها، يوم الأرض، الاقتراب من انتهاء عهد رئيس السلطة محمود عبّاس، المصالحة التي لم تتم، نقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس ووجود حركة حماس في أزمة خطيرة.
وفي صباح الأحد الماضي، أجرت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حركة حماس"، مناورات عسكرية في قطاع غزة، تحت شعار "الصمود والتحدي".
واستمرت المناورات، التي شارك فيها 30 ألف عنصر من الوحدات البرية والجوية والبحرية، لمدة 24 ساعة، وكان هدفها أن "تحاكي الدفاع أثناء العدوان والحروب وتظهر مدى جهوزية القسام والجبهة الداخلية"، بحسب تصريحات لمسؤولي "حماس".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين