طغت المشاهد الطريفة على الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2018. وإن كان هذا النوع من المشاهد ليس غريباً على الانتخابات المصرية عادة، إلا أن الشكل الذي ظهر فيه خلال الأيام الماضية بدا لافتاً لا سيما في ترجمته للواقع السياسي والاجتماعي، الذي انعكس في منافسة "محسومة" نتائجها لصالح "المرشح الرئيس" عبدالفتاح السيسي. ومع إقفال صناديق الاقتراع اليوم، يرصد هذا التقرير لـ"رصيف 22" أبرز المشاهد الهزليّة التي رافقت الأيام الثلاثة للسباق الانتخابي بين السيسي والمرشح موسى مصطفى موسى، الذي قيل إنه مرشح صوري "يحبّ السيسي"، بعدما كان ظهر في اللحظات الأخيرة لإقفال باب الترشّح.
"وليد العاق".. مزحة الأغلبية "الصامتة"
في صباح ثاني أيام التصويت، لاحظ مستخدمو تويتر اسم شخص مجهول في قائمة أكثر الموضوعات تداولاً، حلّق عالمياً لبعض الوقت، ولا يزال يتصدّر القائمة المحلية على مستوى مصر: "العاق وليد الشريف". "عائلة الشريف ما عدا العاق وليد الشريف تؤيد وتبايع الرئيس عبدالفتاح السيسي"، عبارة كُتبت على لوحة "تأييد" تنتشر مثيلاتها بغزارة في شوارع القاهرة والمحافظات. سرعان ما انتشرت الصورة بشكل "فيروسي" على مواقع التواصل. وجد مصريون ضالتهم في الرجل المجهول للتعبير عن موقفهم السلبي من الانتخابات، فشاركوا الصورة مصحوبة بتعليقات تضامنية وأخرى ساخرة. /984798068327942/?type=3&theater لاحقاً، وحتى بعدما تبيّن أن الصورة مزحة فعلها شاب من إحدى قرى القليوبية، المحافظة الشمالية للقاهرة الكبرى، حافظت على انتشارها. وكان الشاب استخدم برنامج "فوتوشوب" لإجراء تعديلات على صورة التقطت في المنطقة الصناعية لمدينة دمياط الجديدة (شمال مصر). https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10216811470027569&set=a.1913811813497.2115736.1487979705&type=3&theater"أنجد الولية".. إغماءة ناخبة من "فرط" الحب
هل تذكرون هذا الفيديو، ظهر على "يوتيوب" إبان الانتخابات الرئاسية في العام 2014، وهو لعدد من المتظاهرين كانوا وقفوا أمام السفارة التركية في القاهرة ورددوا هتافات مؤيدة للسيسي. تكرر المشهد مجدداً أمام إحدى لجان التصويت، عندما التقطت الكاميرات فيديو لمواطنة تتحدث في الهاتف وتردد "تحيا مصر يا سيسي، يا سيسي، ياااا…"، قبل أن ينقطع صوتها وتدخل في إغماءة مؤقتة. وقتها ظهر صوت رجل خلال التسجيل طالباً نجدة السيدة" "أنجد الوليّة". / بطريقة ساخرة، أعاد البعض استخدام مشاهد من الفيديو وإسقاطه على مشاهد حياتية، أقربها مباراة مصر واليونان التي غاب عنها لاعب المنتخب محمد صلاح."جبروت المنايفة".. الوفد الأمريكي يرقص و"يشيّش"
على أنغام مزمار صعيدي، أدى أعضاء في وفد جمعية أمريكية معنية بمراقبة الانتخابات، حركات إيقاعية مصرية قرب لجنة انتخابية في مدينة قويسنا في المنوفية. وبعدها قدم الأهالي واجب الضيافة، فيما دخن الوفد "الشيشة" (النرجيلة).بين "ولد عاق" وإغماء ناخبة من "فرط الحبّ" وبين رقص ناخبين ومراقبين و"موديلز"... كيف عبّر الجانب الهزلي لانتخابات الرئيس عن واقع سياسي واجتماعي لافت تعيشه مصر؟واعتاد المصريون إطلاق العبارات والنكات الطريفة تجاه هذه المحافظة، وسط تفسيرات تذهب لقدرة سكانها اللافتة في كسب ودّ من حولهم، والتكيّف مع الظروف، وبراعتهم في النفاذ حتى إلى دوائر التأثير والسلطة.
رقص أمام اللجان.. علامة الانتخابات "المُسجّلة"
أصبح الرقص علامة مُسجلة ثابتة في السباقات الانتخابية التي تشهدها مصر، بين انطباعات مُرحبة وأخرى مُعترضة. وتناقل مستخدمو مواقع التواصل مقاطع فيديو جديدة من مناطق مختلفة في مصر، أظهرت أداء فتيات وشباب وصلات رقص احتفالية أمام لجان الاقتراع. في المرة السابقة، كانت الإيقاع مغزولاً على وقع أغنية "تسلم الأيادي" الشهيرة.. هذه المرة على أغنيتي "أبو الرجولة" للمطرب المصري حكيم و"قالوا إيه" التي تمجّد بطولات شهداء الجيش في سيناء. / / ورأى مؤيدو "المرشح الرئيس" أن الرقص أمر عفوي غرضه الاحتفال بالأجواء الانتخابية رافضين انتقادات البعض، وقالوا إن ذلك حدث أيضاً خلال فترة حكم الإخوان المسلمين. / في المقابل، ذهب آخرون إلى اعتبار الرقص "فرصة لتفريغ كبت وهرمونات لدى فتيات كثيرات ليس لديهن قدرة في الأيام العادية على الاستمتاع بالمساحات العامة، فيقمن باستغلال نهار مماثل حتى تخرج الواحدة منهن وتنطلق وترقص وتغني وتقفز تحت أعين الشرطة وأهلها""موديلز" من طالبات المدارس
قبيل فتح باب الاقتراع، ظهرت تدوينات في غروب مُهتم بالترويج لـ"الموديلز" (العارضات) على فيسبوك، تطلب فتيات وشباب بملامح وطلات شخصية مُميزة، للمشاركة في الوقوف أمام لجان التصويت نظير الحصول على مبالغ مالية. وللمرة الأولى، كان لافتاً ظهور فتيات يرتدين زياً موحداً أثار اهتمام مصوري الصحف ومستخدمي الشبكات الاجتماعية، فيما اعتبر بعضهم أنها محاولة للتغطية على ضعف الإقبال. وحجز اللاعب المصري الشهير محمد صلاح مكاناً له في الانتخابات، فانتشرت صور للبعض أظهرت أن هناك من كتب اسم "مو صلاح" على ورقة الانتخاب /2470667453159099/?type=3&theater ولم تخل الانتخابات المصرية من مشاهد "كوميديا سوداء" أخرى، عبّرت عن حقيقة المرحلة التي تمر بها البلاد. https://www.facebook.com/photo.php?fbid=432350653884368&set=a.214549482331154.1073741829.100013283111049&type=3&theater https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1704995409560784&set=a.156796401047367.33482.100001510257579&type=3&theaterرصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...