
الكوميديا الأكثر سواداً في السينما المصرية: الهبوط الخيالي للجنيه وصعود عصابات تهريب الدولار
الأكثر قراءة
-
حياة
"المهم يعرف يبوس"... إجابات غريبة على سؤال هل تفضلين الرجل بشارب أم بدون؟
-
حياة
"زفّها ثلاثة أمراء لملك"... مَن التي ارتدت الثوب الأجمل في العرس الملكي؟
-
حياة
هل كُتب على المرأة دفن رغبتها الجنسية بعد الإنجاب؟
-
رأي
جامعة دمشق... الوأد في زمن المئوية
-
رأي
ما تؤكده واقعة الجندي المصري على الحدود… المصريون يعرفون أبطالهم
"ده بقى الفتوة بتاع الناس الغلابة، الفتوة الكبير أوي.. ده نصير الأقوياء وهازم الضعفاء.. من تمسك به نجا وحلّق في السماء العالية.. ومن تخلى عنه ضاع وراح في ستين ألف داهية"، إجابة جمع بها الفنان وائل نور، خصال عملة الدولار، في رده على الفنان الراحل أحمد زكي "عبد السميع"، بفيلم "البيه البواب" حيث تجاوز سعر الدولار عام 1987 وقت إنتاج الفيلم 190 قرشاً، وفقا للراحل فؤاد المهندس في الفيلم نفسه.
لم يغب ذكر الدولار وأهميته ودهشة الناس عند ذكره عن أفلام السينما المصرية في رعيلها الأول، فبالعودة للوراء 37 عاماً ورد ذكر الدولار في فيلم "المليونير" بطولة الفنان إسماعيل ياسين وفريد شوقي عام 1950، لكن قيمته كانت 20 قرشًا (الجنيه = 5 دولارات)، إذ لعبت قوة الاقتصاد المصري وقتذاك وزيادة صادراته الزراعية لدول أوروبا دوراً في تقويته أمام الورقات الخضراء، حتى أن بطل الفيلم عرّف نفسه باسم "جميز دولار" لأن راتبه اليومي كان دولاراً.
ويمكن القول إن فترة الخمسينيات من القرن الماضي مثّلت بداية رحلة انطلاق قطار الدولار وانهيار الجنيه أمامه دون توقف حتى الآن، مرورًا بمحطات من الانهيارات وقرارات التعويم الحكومية، التي أودت بالعُملة التي سُكّت لأول مرة عام 1836 في مصر للوصول إلى 0.0567 دولار أمريكي (دولار = 17.70 جنيهًا) حتى كتابة هذه السطور، إضافة لانتشار ظاهرة السوق السوداء للعملة، التي يتضح أن الأفلام السينمائية اقتبست منها الأسعار، التي تجاوزت الأرقام الرسمية بالبنوك على مر السنوات.
ففي عام 1959، عرضت الفنانة سامية جمال "سمرة" على أحد زبائن الكباريه الأجانب، تبديل الدولارات بسعر أفضل من المصرف، بدولارين ونصف الدولار لكل جنيه، مع مطالبته بحث أصدقائه الأجانب على التبديل منها والاستفادة من هذا العرض الجيد، مستخدمةً طريقتها في الإغراء لتحذيره من كشف الأمر على الملأ حتى لا تقع تحت طائلة القانون.
وجسّد الفيلم حرص العصابات في مصر على جمع الدولار وتهريبه، منذ الخمسينيات، رغم قيمته المتدنية أمام الجنيه باعتباره "عملة صعبة"، نظرًا لتجريم الحكومة تداولها والاتجار بها خارج البنوك.
عادل إمام الفنان الوحيد الذي انتصر للجنيه في السينما المصرية، عندما رفض "التسول" بالدولار في فيلمه "المتسول" عام 1983 وطلب من مانحه الخواجة الأجنبي أن يستبدله بالجنيه، معللاً ذلك بقوله: "خد الورقة دي وإديني مصري، أنا بدعيلك بالمصري وهتخش الجنة بالمصري، يبقى تديني بالمصري".
لكن إمام سرعان ما اهتم بالدولار وعظّمه عام 1995، عندما احتفل "بخيت" على طريقته الخاصة، بشنطة الدولارات التي وجدها برفقة شيرين "عديلة" في الفيلم الذي حمل اسم الشخصيتين "بخيت وعديلة"، حيث بشّر رفيقة رحلته بأن قيمة الدولار تجاوزت 330 قرشًا، بعدما وجدا خمسة ملايين دولار داخل إحدى حقائب السفر، دون العثور على صاحبها، ليقررا اقتسامها إذ ساهم المبلغ الكبير في تغيير حياتهما وقفزهما إلى عالم الثراء سريعًا.
في مطلع الألفية الثالثة، ارتبط اسم العملة الأمريكية بجوائز برامج المسابقات، سواء في مصر أو العالم العربي، كنوع من التحفيز على المشاركة والتصويت، ونظراً لتزايد سطوته وعنفوانه الاقتصادي أمام الجنيه المصري، حفز الفنان هاني سلامة جمهور مسابقته بفيلم "أصحاب ولا بيزنس" عام 2001، على المشاركة، مبشرًا الجميع بأن الدولار يساوي أربعة جنيهات، وأن جائزته البالغة 10 آلاف دولار تعادل 40 ألف جنيه مصريًا، في المسابقة الرئيسية للفيلم، واسمها "دولارات دولارات".
وبعد قرار الحكومة المصرية بتعويم الجنيه أمام الدولار عام 2003 (تحديد سعر الصرف وفقًا لآليات العرض والطلب في السوق)، تأكد اقتناع صناع السينما وكتّاب السيناريو في مصر بضرورة أن تكون معاملاتهم بالدولار والتخلي عن العملة المحلية بعد تدني قيمتها، إذ جاء مشهد المزاد العلني على بيع نصيب الفرد من المال العام في فيلم "عايز حقي" عام 2003: "المزاد بالدولار يا معلمين.. الجنيه من ساعة الحكومة ما عوّمته ضرب غطس ما قبّش تاني"، وذلك على لسان الفنان عصام كاريكا "شبّو"، منظّم جلسة المزاد، ليصل نصيب الفرد في نهاية الجلسة إلى 1.5 مليون دولار.
فيلم "عسل أسود" الذي أُنتج عام 2010، أظهر "فهلوة" سائق الميكروباص الفنان لطفي لبيب، في النصب على أحمد حلمي "مصري" في سعر الدولار، إذ أخذ منه مبلغًا كبيرًا مقابل جنيهين، ليكتشف حلمي، العائد من أمريكا، أن سعر الدولار 5.5 جنيه، وهو أمر شائع يمكن أن يتعرض له الأجانب في أي دولة يجهلون فيها السعر الرسمي لعملتهم مقارنةً بسعر العملة المحلية.
الأكثر قراءة
-
حياة
"المهم يعرف يبوس"... إجابات غريبة على سؤال هل تفضلين الرجل بشارب أم بدون؟
-
حياة
"زفّها ثلاثة أمراء لملك"... مَن التي ارتدت الثوب الأجمل في العرس الملكي؟
-
حياة
هل كُتب على المرأة دفن رغبتها الجنسية بعد الإنجاب؟
-
رأي
جامعة دمشق... الوأد في زمن المئوية
-
رأي
ما تؤكده واقعة الجندي المصري على الحدود… المصريون يعرفون أبطالهم
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامit would be interesting to see reasons behind why government expenditure on education seems to be declining -- a decreasing need for spending or a decreasing interest in general?
Benjamin Lotto -
منذ 5 أيامجدا مهم البحث
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحلو نعرف ان كان اسلوب البرنامج ينجح في خلق نقاش حقيقي حول قضايا حقوق المرأة...
Chrystine Mhanna -
منذ أسبوعصعب يا شربل.. معظم الناس لا يتحدثون صراحة عن تجاربهم الجنسية/الطبيّة وهذا ما يجعل من هذا الملف ضروري
Ahmed Gamal -
منذ اسبوعينتقديم جميل للكتابين، متحمس اقرأهم جداً بسبب المقال :"))
Kareem Sakka -
منذ اسبوعينما وصلت جمانة لهون الا بعد سنين من المحاولة بلغة ألطف..