شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
لماذا يجب أن يكون من بين أهدافكم التعرف على أصدقاء جدد في 2018؟

لماذا يجب أن يكون من بين أهدافكم التعرف على أصدقاء جدد في 2018؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 28 ديسمبر 201712:26 م
بعد أيام قليلة نستقبل العام 2018، هل بدأتم تحديد أهداف تتمنون تحقيقها في العام الجديد؟ هل من ضمنها التعرف على أصدقاء جدد في 2018؟ ننصحكم أن يكون هذا الأمر من أولوياتكم. لماذا؟ سنخبركم في السطور التالية. من المهم أن نعرف جميعاً أن حياتنا تصبح صحية أكثر حين تضم عدداً كبيراً من الأصدقاء، وهذا الأمر ليس مجرد كلام إنشائي، بل هذا ما تؤكده دراسات علمية عدة، أحدثها بيّنت أن هناك علاقة مباشرة بين وجود أصدقاء كثر في حياتنا وبين الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.

أصدقاء أكثر أمراض أقل

بحسب دراسة حديثة خرجت من إحدى الجامعات الهولندية، فإن الرجال تحديداً يصبحون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إذا قرروا أن يعيشوا وحيدين من دون أصدقاء. توصلت الدراسة التي شارك فيها حوالي 3000 شخص في الفئة العمرية من 40 حتى 70 سنة إلى أن من اختاروا أن يكون لهم على الأقل عدد يراوح ما بين 10 و 12 شخصاً قلّت لديهم فرص الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، مقارنة مع الأشخاص الذين لديهم عدد أصدقاء أقل. ووجدت الدراسة أنه كلما قلّ عدد أصدقائنا عن 10 مقربين بمعدل شخص واحد كان ذلك يزيد من احتمال خطر السكري بنسبة من 5 إلى 10 في المائة. السبب في ذلك أنه كلما زاد عدد أصدقائنا أدى ذلك إلى حصولنا على دعم اجتماعي أكبر حين نكون في حاجة لذلك. كما أن وجود أصدقاء كثر يشجعنا على ممارسة العديد من الأنشطة الاجتماعية، وهو ما يعني مزيداً من الحركة، وبالتالي تصبح صحتنا أفضل بكثير. بينما حين لا يكون لدينا أصدقاء، أو عدد قليل منهم، فقد يشجعنا ذلك على الكسل والخمول، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وبالتالي نتعرض لمشاكل صحية عدة، منها الإصابة بالسكري من النوع الثاني. تنصحكم الدراسة بأن يكون من ضمن أهدافكم دائماً التعرف على أصدقاء جدد، إضافة إلى المشاركة في أنشطة اجتماعية عدة تتيح لكم مزيداً من الخروج من المنزل.

الأصدقاء هم سر السعادة

سبب آخر يجعل التعرف على أصدقاء كثر أمر مهم لنا جميعاً، وهو السعادة، إذ تظهر الدراسة التي قامت بها جامعة هارفارد أن سر السعادة الحقيقي يكمن في العلاقات الاجتماعية الناجحة. الدراسة التي بدأ العمل عليها العام 1938، ونشرت نتائجها حديثاً، بيّنت أنه كلما زاد عدد أصدقائنا المقربين أصبحنا أكثر سعادة في الحياة.
كلما زاد عدد أصدقائنا أصبحنا أكثر سعادة، وبالتالي تطول أعمارنا، أما حين نختار أن نعيش بمفردنا من دون أصدقاء وعلاقات اجتماعية ناجحة، فهذا سيؤدي إلى مشاكل حقيقية لنا
الصداقة الحقيقية بين الرجال تعزز من الصحة وتساعد على الحد من القلق والتوتر وتجعلكم تعيشون لفترات أطول من الزمن من دون أمراض تقريباً
قررت هارفارد يومذاك اختيار 268 طالباً من طلاب الجامعة، من خلفيات اجتماعية وثقافية ومادية متباينة. وظلوا تحت مراقبة الدراسة حتى بعد تخرجهم في الجامعة والتحاقهم بوظائف مختلفة، وأصبح المطلوب منهم الإجابة عن استطلاعات رأي من وقت لآخر بهدف معرفة كل جديد في حيواتهم. كان الهدف الرئيسي هو معرفة السبب الحقيقي الذي يجعل البشر سعداء، هل هو المال، أو الصحة، أو الحصول على وظيفة الأحلام؟ فخلصت الدراسة إلى أن سر السعادة الحقيقي يتمثل في العلاقات الاجتماعية الناجحة. وتبيّن أنه كلما زاد عدد أصدقائنا أصبحنا أكثر سعادة، وبالتالي تطول أعمارنا، أما حين نختار أن نعيش بمفردنا من دون أصدقاء وعلاقات اجتماعية ناجحة، فهذا سيؤدي إلى مشاكل حقيقية لنا.

قلة الأصدقاء قاتلة مثل التدخين

تظهر دراسة أخرى لجامعة هارفارد أن عدم وجود أصدقاء في حياتنا يمكن أن يكون أمراً قاتلاً مثله مثل التدخين تماماً، ووجدت الدراسة صلة مباشرة بين الشعور بالوحدة وبين حدوث مشاكل صحية يمكن أن تسبب النوبات القلبية والسكتة الدماغية. كما وجد بحث آخر أجرته جامعة يورك أن الأشخاص الذين يعيشون من دون أصدقاء يزيد لديهم احتمال إصابتهم بالسكتة الدماغية أو أمراض القلب بنسبة 30 في المائة تقريباً. بينما وجود أصدقاء كثر في حياتنا يجعلهم يلاحظون حالتنا الصحية، ويشجعوننا على الاهتمام بصحتنا. فوائد الصداقة لا تعد ولا تحصى، فالصداقة الحقيقية بين الرجال تعزز من الصحة وتساعد على الحد من القلق والتوتر وتجعلكم تعيشون لفترات أطول من الزمن من دون أمراض تقريباً. الدراسة التي خرجت من جامعة كاليفورنيا الأمريكية بينت أن الصداقة الحقيقية بين الرجال تساهم في إفراز دفقات أكبر من هرمون الأوكسيتوسين المعروف باسم هرمون الحب، وهو الأمر الذي يتسبب بتمتعنا بظروف صحية ونفسية جيدة. يعد هرمون الأوكسيتوسين وسيلة لتقريب الناس في أوقات التوتر والضغط الشديد، وهو الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من المشاركة والترابط والدعم.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image