شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
قل لي من تصاحب، أقل لك ما مزاجك: الأصدقاء وعلاقتهم بسعادتنا وباكتئابنا

قل لي من تصاحب، أقل لك ما مزاجك: الأصدقاء وعلاقتهم بسعادتنا وباكتئابنا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 6 نوفمبر 201709:50 م
يعتبر المعالج النفسي ومدرب الحياة محمد لطفي أن وجود الإنسان مع أصدقاء مرحين، يعشقون الحياة، أكبر ضمانة لابتعاده من الاكتئاب والمشكلات النفسية الأخرى. يؤمن لطفي بأن وجود الشخص مع أصدقاء يحبونه، وفي الوقت نفسه يحبون الخروج في نزهات، والسفر والاستمتاع بالحياة ولا يستسلمون بسهولة للمشكلات والأزمات، يجعله مثلهم مع مرور الوقت، حتى لو كانت شخصيته مختلفة عن شخصياتهم. ويقول لرصيف22، أن الحكمة التي تقول "من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم" ليست مجرد جملة والسلام، فهي سليمة علمياً ونفسياً بغض النظر عن عدد الأيام الذي سيمضيه الفرد مع الأشخاص. "السعادة، الضحك والاستمتاع بالحياة... أمور معدية، الأمر نفسه – ولو كان بدرجة أقل – يتعلق بأمور مثل الحزن، الغضب والاكتئاب... لذلك، كثيراً ما أطلب من الشخص الذي يمر بضيق وحزن واكتئاب أن يعيد تشكيل قائمة أصدقائه ويتأكد من أنه بين أشخاص يحبون الحياة"، يقول لطفي. ما يخبرنا به المعالج الشاب يتفق ودراسة علمية صدرت حديثاً، أعدّها باحثون من جامعة Warwick في إنكلترا، ترى أن المزاج الجيد معدٍ بين الأصدقاء، فلو كان شخص ما جالساً بين أقران له سعداء فسيسعد مثلهم ولو كان يشعر بالضيق أو الحزن. درس الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة، بيانات عدد كبير من طلاب المدارس الثانوية الأميركية، بهدف معرفة مدى تأثير مزاج بعضهم في بعض. وتوصلت الدراسة إلى أن وجود شخص واحد مزاجه إيجابي بين مجموعة من الأصدقاء، كفيل بأن يجعل بقية المجموعة تشعر بالمزاج الإيجابي نفسه.

ماذا عن مشاعر الحزن والاكتئاب؟

بيّنت الدراسة أن المشاعر السلبية مثل الحزن والاكتئاب والقلق وغيرها معدية هي الأخرى، لكن ليس بالدرجة نفسها التي ينتقل بها المزاج الجيد، وهذه النقطة مهمة للناس الذين يتحاشون أن يكونوا مع صديق مكتئب، خوفاً من أن ينتقل مزاجه السلبي إليهم ويصبحوا مثله. ترى الدراسة أن أمزجتكم الإيجابية تتفوق من حيث التأثير على المزاج السيّئ. يقول محمد لطفي: "جميل أن يخبرنا العلم بأن مصاحبة شخص مكتئب لا تعني بالضرورة أن نصبح مثله، ففي النهاية الشخص الحزين أو المكتئب يحتاج إلى دعم، خصوصاً من أصدقائه المقربين". لكنه ينصحكم بأن يكون هدف وجودكم مع شخص مكتئب أن تنقلوا إليه مشاعر إيجابية وتدعموه، وألّا تسمحوا لمزاجه السّيئ بأن ينتقل إليكم. "لو كنتم سعداء وجلستم مع شخص مكتئب فهذا سيجعله سعيداً – لأن المشاعر الإيجابية معدية – بينما لن ينجح هو في نقل مشاعره السلبية إليكم إلا لو سمحتم أنتم له نفسياً بذلك"، يقول لطفي. وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها حديثاً وحملت عنوان "مدى انتشار المزاج في الدوائر الاجتماعية للمراهقين"، فإن المزاج الإيجابي أقوى من حيث التأثير من المزاج السلبي. كما أن المزاج الإيجابي عند الأشخاص يمكن أن يخفّض احتمالات الإصابة بالاكتئاب عند أصدقائهم. لكن، ماذا لو كنتم تمرون بحالة اكتئاب بالفعل؟ تقول الدراسة أن وجود شخص مكتئب بين أصدقاء أمزجتهم جيدة يزيد من احتمال شفائه خلال فترة قصيرة. وإلى جانب وجودنا بين أصدقاء أمزجتهم إيجابية، ينصحكم لطفي بالرياضة والقراءة والاطلاع على الفنون مثل الأفلام السينمائية والمسرحيات الكوميدية... فهي عناصر تساهم في إبعاد الاكتئاب وأعراضه كلها منكم. "من المهم أيضاً، الاستمتاع بالجمال في أشكاله كلها، فالمشي في حديقة قريبة من منازلكم والاستمتاع برؤية النباتات، إلى جانب زيارة معارض فنية ووضع نباتات وزهور في المنزل، أمور تساهم في جعل صحتكم النفسية في أفضل حال، وكلمة السر هنا هي الألوان المبهجة"، يقول لطفي.

لا تجدون أصدقاء مرحين؟ ربوا حيواناً أليفاً

هناك أشخاص يعانون من الخجل والانطواء وعدم القدرة على التعرف إلى أصدقاء جدد بسهولة، وعلى الرغم من أن هذا الأمر في حد ذاته مشكلة تحتاج إلى علاج، إلّا أن هناك وسيلة ينصحكم بها العلم حتى تصبحوا اجتماعيين أكثر، وبمزاج جيّد. يقول لطفي أن تربية حيوان أليف من الممكن أن يساهم في تخفيف أعراض الحزن والاكتئاب، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من الخجل وعدم القدرة على تكوين صداقات جديدة، فالحيوانات الأليفة (القطط والكلاب...) لها طاقة حب كبيرة تنتقل إلى أصحابها. ما يقوله لطفي نُفّذ بشكل عملي وعلمي في واحد من مستشفيات مانشيستر، حيث اعتُمد برنامج استخدام الحيوانات الأليفة في علاج بعض أعراض الحزن والفصام والاكتئاب. يؤمن هذا البرنامج العلاجي بأن الحب الموجود عند حيوانات كثيرة مثل القطط والكلاب والأرانب أشبه بالسحر، ويمكن أن يجعل المرضى النفسيين يتغلبون على مشكلتهم، ويبدأون تواصلاً جديداً مع مَن حولهم. البرنامج موجه في الأساس إلى هؤلاء المرضى من الذين رفضوا المشاركة في برامج العلاج الجماعي، وبالفعل تحسنت صحتهم النفسية حين قرروا التعامل مع حيوان أليف. ويعتمد هذا البرنامج على ترك المريض مع حيوانه ليتفاعل ويلعب معه.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image