شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الإهمال، السياسة، التقاليد، الدين: لهذا يفقد الشرق آلاف المواهب لصالح الغرب

الإهمال، السياسة، التقاليد، الدين: لهذا يفقد الشرق آلاف المواهب لصالح الغرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 4 أكتوبر 201709:49 ص
رحب المنتخب القومي الأمريكي بانضمام الإيرانية دورسا درخشاني Dorsa Derakhshani ، 19 عاماً، إليه بعد 7 أشهر من استبعادها من الفريق الإيراني الوطني للشطرنج بسبب عدم ارتدائها للحجاب. ورغم المركز المتأخر الذي حققته الفتاة -118 من أصل 225 متسابقاً، فإن كسرها قاعدة إيرانية صارمة تقوم على التزام النساء ارتداء الحجاب بالأماكن العامة منذ قيام الثورة الإسلامية 1979، وضعها تحت المجهر. درخشاني رفضت ارتداء غطاء الرأس واكتفت بـ "عَصابة" خلال البطولة الدولية للشطرنج التي أقيمت بجبل طارق Gibraltar (منطقة تابعة لبريطانيا) في فبراير الماضي. ولعل تصريحات مهرداد بهالينزاده Mehrdad Pahlevanzadehhead، رئيس الاتحاد الإيراني للشطرنج، تعكس "ضخامة الأمر"، إذ أعلن استبعاد درخشاني قائلاً: حدث ما لم يكن مفترضاً أن يحدث، ومصالحنا الوطنية هي الأولوية، ونفكر في التدابير التي تمنع تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل. اللافت أن شقيقها الأصغر بورنا Borna سبق أن استبعد أيضاً من الفريق الوطني للشطرنج، بسبب لعبه ضد متسابق إسرائيلي في يناير 2016 بسويسرا. لأن إيران لا تعترف بإسرائيل كدولة ولا تسمح لفرقها القومية بمنافستها، والأمثلة على استبعاد الإيرانيات بسبب عدم ارتداء الحجاب أو استبعاد الرجال لخوض منافسة ضد إسرائيليين لا تنتهي.

ازدواجية المعايير 

وربما تذكرنا هذه الحادثة بمسلسل خسارة المواهب بسبب التعصب والتعقيدات الصارمة التي تتعلق بالعادات أو الدين أو بالاعتبارات السياسية في العالم العربي والشرق الأوسط. فقد واجهت لاعبة الأسكواش المصرية، نور الشربيني، أصغر الفائزات ببطولة العالم للأسكواش، الكثير من الانتقادات المهينة لارتدائها ملابس قصيرة وصفها البعض بـ"الساخنة وغير المحتشمة" عوضاً عن احتضانها وتهنئتها بالإنجاز العالمي. وفي الوقت الذي أشاد فيه العالم بقدرة الرياضة على جمع الثقافات المختلفة؛ لم يحم "البوركيني" والحجاب لاعبة منتخب مصر للكرة الشاطئية، دعاء غباشي، في أولمبياد ريو دي جانيرو من الانتقاد كذلك، الأمر الذي يعكس الكثير من الازدواجية في التفكير، وإحباط المواهب، فاتهموها بالتخلف وسخروا من "عدم ملائمة ملابسها" للبطولة. وفي الحالتين لم يفكر أحد بالمهارات واكتفى بانتقاد المظهر.

الاستبعاد بسبب التصريحات السياسية 

أحمد الميرغني، لاعب نادي الزمالك الأسبق، هو أيضاً من ضحايا التصريحات السياسية والتعبير عن الرأي، إذ استبعد من المشاركات داخل مصر وأبعد من ناديه، وانتقل ، أو نفي مؤخراً إلى الأردن عقب تغريدة اتهم فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالفشل. ولم يشفع للاعب اعتذاراته اللاحقة ومحاولات تبرير ما كتب ولم يعد للساحة بعد ذلك.

لا رياضة للسعوديات

أما حظر مشاركة السعوديات بالمسابقات الرياضية منعاً للاختلاط مع الرجال، خوفاً من عدم الالتزام بقواعد الاحتشام، فهو التمييز الأبرز في الرياضة وفق معايير غير احترافية بالوطن العربي، إذ لا توجد ملاعب رسمية ولا قاعات تدريبية مخصصة لهن. وقد ناضلت المرأة السعودية طويلاً حتى  نالت الحق في ممارسة الرياضة بالمدارس، كما اعتبرت مشاركة 4 سعوديات بأولمبياد ريو "إنجازاً غير مسبوق"، وتسعى رؤية 2030 لتطوير الوجود النسوي بالرياضة.

لا كرة قدم للأقباط في مصر

وقد أثيرت أزمة استبعاد المواهب المسيحية في كرة القدم داخل الأندية الكبرى بمصر مراراً وتكراراً رغم تميز بعضهم، مثل هاني رمزي خارج مصر حتى قيل "الأقباط لا يلعبون الكرة داخل مصر".

إهمال المواهب 

مسلسل إهمال المواهب ليس جديداً على الوطن العربي، الذي خسر عمالقة بحجم زين الدين زيدان وكريم بنزيمة وغيرهما لصالح أوروبا. فقد أقدم ثلاثي منتخب مصر للمصارعة: إياد إبراهيم وهيثم فهمي وحمدي عبد الوهاب، على حمل الجنسية الأمريكية بسبب تجاهل الاتحاد وبلادهم لهم وعدم تلقيهم مستحقاتهم المالية وغياب المعسكرات التدريبية اللازمة. ولم تكن السابقة الأولى بهذه اللعبة، فقد سبقهم اللاعب طارق عبد السلام لحمل الجنسية البلغارية والفوز باسمها بالميدالية الذهبية لبطولة أوروبا، كما لعب محمد عبد الفتاح بوجي باسم البحرين. واحترف رامي السبيعي بطل العالم لكمال الأجسام بأوروبا. يشار إلى أن منع المحجبات من المشاركة بالمسابقات الدولية يعد أحد أشكال التمييز التي تسعى المنظمات الحقوقية لوقفها بالمسابقات الرياضية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image