شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
وثّقتها فيديوهات يحمل بعضها كلاماً نابياً... أشهر العداوات بين الزعماء العرب

وثّقتها فيديوهات يحمل بعضها كلاماً نابياً... أشهر العداوات بين الزعماء العرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 12 أكتوبر 201703:18 م

اتهامات كثيرة بالخيانة أطلقها زعماء عرب ضد خصومهم؛ شتائم اشتهر جمال عبد الناصر بتوجيهها ضد ملوك؛ محاولات اغتيال دبرها قادة ضد رؤساء دول؛ قطيعة سياسية بسبب العداء؛ قوات عربية تناصر دولة عربية ضد أخرى وتشتبك معها... هذه فصول من دفتر العداء بين الزعماء العرب وقد سُجّلت عليه أحداث السياسات العربية وتقلباتها. "فرضت السياسات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية على الزعماء العرب اتخاذ موقف صريح ومحدد في زمن الاستقطاب: إما مع الكتلة الشرقية أو مع الغربية. وأدى اختلاف السياسيات والتوجهات بين الزعماء العرب إلى نشأة تلك العداوات"، قال أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلون عاصم الدسوقي لرصيف22. وأضاف أن عبد الناصر تحدث عن العروبة بينما كان الملك سعود ضدها، والقذافي حمل راية العروبة بعد وفاة عبد الناصر، والحبيب بورقيبة كان مع التعامل مع إسرائيل حتى قبل حرب 1967، ما وضعه في مواجهة مع عبد الناصر... هكذا، "نشأت ظاهرة الثنائيات المتعادية في السياسة العربية، وكان الزعماء يجهرون برأيهم علناً، بخلاف اليوم الذي تسود فيه المواقف المبطنة"، بحسب الدسوقي.

عبد الناصر والملك سعود

كان العداء بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر وملك السعودية سعود بن عبد العزيز "موضوعياً"، وفق ما يقول الباحث في العلاقات الدولية أنس القصاص لرصيف22. ويشرح أن عبد الناصر اعتمد في منهجه السياسي على "تصنيف الدول العربية إلى أنظمة رجعية تقودها السعودية وأخرى تقدمية تترأسها مصر"، وكانت حرب اليمن إحدى محطات الصراع بين التكتلين مع إرسال عبد الناصر قواته إلى اليمن مقابل دعم السعودية للنظام الملكي اليمني. ويقول القصاص إن "عبد الناصر ردّ على هزائمه في اليمن بالشتائم المباشرة للملك سعود فوصفه بمندوب الاستخبارات الأمريكية في المنطقة، بينما ردت السعودية على الأرض وليس في الإعلام باستضافة ودعم عناصر الإخوان المسلمين. ومن نماذج خطابات عبد الناصر الهجومية في تلك الفترة، خطابه في بورسعيد في 23 ديسمبر 1962، حين قال عن الملك سعود: "ملك الجواري وملك الحريم بيعمل إيه؟ هل حيكسب؟ ملك الجوارى اللي كان بيقول السنة اللي فاتت أنه حينقل المعركة لقلب القاهرة لقاها جياله من تحت في اليمن، بيعمل إيه؟ طبعاً بيتجنن، ملك الجواري اللي دفع 7 مليون علشان يسيطر على سوريا، لقى ركبه سابت من اليمن".

وانطوت صفحة الصراع المصري السعودي عام 1966، بعد نشوب خلافات في الأسرة الحاكمة السعودية وتولي الملك فيصل الحكم، بعد عزل سعود، وكان عبد الناصر أول من استقبله.

عبد الناصر والملك حسين

كانت علاقة عبد الناصر والملك الأردني الحسين بن طلال "مليئة بالتوتر والخلافات والعداء الشخصي"، يروي أستاذ العلاقات الدولية والباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية سعيد اللاوندي لرصيف22. ويقول: "عبد الناصر كان عنده معيار واحد في علاقاته بالزعماء وهو القرب أو البعد من عجلة الاستعمار... وكان عبد الناصر يرى في الملك حسين عميلاً للاستعمار وخائناً للقضية العربية"، مضيفاً أن هذا العداء تجلى في مساندة الملك حسين للسعودية في حرب اليمن. وكعادته، شتم عبد الناصر الملك حسين. ففي خطابه المذكور، عدّد خسائر مصر في اليمن وقال: "عندنا خساير، أنا حاقول لكم عدد الخساير بالكامل، ومن أول يوم لغاية امبارح. الخساير اللي عندنا 136 ضابط وعسكري، الضباط 21 والجنود 115. كل واحد فيهم جزمته أشرف من تاج الملك سعود والملك حسين".

وفي نفس الخطاب، وصف عبد الناصر الملك حسين بـ"الملك الفاجر العاهر".

عبد الناصر وبورقيبة

كان الموقف من القضية الفلسطينية السبب العلني للعداء بين عبد الناصر والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، بحسب رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية أيمن فؤاد السيد، مضيفاً أن العداء وصل إلى القطيعة السياسية يوم 11 أكتوبر 1958، أثناء انعقاد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية. ويقول السيد: "بورقيبة كان يرى أن عبد الناصر نصّب نفسه قائداً للأمة العربية دون تفويض من أحد"، كما كان هناك اعتراض تونسي على منح مصر حق اللجوء السياسي لصالح بن يوسف الذي كان نائباً لبورقيبة وزعيماً سابقاً للحزب الحر الدستوري وحكم عليه بالإعدام في تونس. وجاء خطاب بورقيبة في أريحا عام 1965، أثناء زيارته للأردن، حين دعا إلى محادثات عربية إسرائيلية، ليوتر العلاقات أكثر. قال بورقيبة في خطابه بأريحا: "العاطفة المشوبة، والأحاسيس الوطنية المتقدة، التي أرى نموذجاً حياً منها على وجوهكم، لا تكفي لتحقيق الانتصار على الاستعمار".

وفي 31 مايو 1965، خطب عبد الناصر قائلاً "بيطلع بورقيبه النهارده ويأخذ هذا الخط، خط يخدم الاستعمار ويخدم الصهيونية، ما هو هدف بورقيبه؟ هدف بورقيبه في هذا أن نيأس من حاضرنا، ونقول بعد مؤتمرات القمة آدي رئيس عربي طالع أهو وبيتكلم هذا الكلام. بورقيبه مجرم".

عبد الناصر والحسن الثاني

يرجع سبب العداء بين عبد الناصر وملك المغرب الحسن الثاني إلى مساندة مصر للجزائر في حربها ضد المغرب التي عُرفت بحرب الرمال عام 1963، يقول أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الفيوم عبد المنعم الجميعي لرصيف22. ويتابع أن العداوة بينهما استمرت حتى عقد مؤتمر القمة العربي الأول، عام 1964. وكانت عاصفة رملية قد تسببت في هبوط طائرة جزائرية في منطقة عسكرية مشتركة، فأسرت المغرب طاقم الطائرة وكان منهم بعض الجنود المصريين، ومنهم حسني مبارك، وعُرضوا على وسائل الإعلام وقتها وهم مقيدو الأيدي والأرجل كمحاولة من الملك الحسن الثاني لفضح مساندة مصر للجزائر. وحينما حضر الحسن الثاني موئمر القمة عام 1964 واستقبله عبد الناصر، نزل معه الأسرى المصريون من الطائرة. ولكن سرعان ما عادت العلاقات للتوتر بعد رفض الحسن الثاني مقاطعة ألمانيا الغربية التى اعترفت بإسرائيل، بحسب الجميعي، واعتبر عبد الناصر ذلك كسراً للتضامن العربي وهدد الملك المغربي بأن حكمه إلى زوال، وبدأت مرحلة العداء المعلن، وكانت الصحف المصرية والمغربية تشن حملات متبادلة.
اشتهر عبد الناصر بكثرة عداواته لزعماء عرب وسجّل رقماً قياسياً فيها ولكن اللائحة طويلة وتضم كثيرين
ناصر والملك سعود وبورقيبة والحسن الثاني والقذافي والأسد وصدام وعرفات... أبرز خلافات الزعماء

الملك حسين وعرفات

نشأ العداء بين الملك حسين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات بسبب منافسات قديمة على تولي الملف الفلسطيني، وصراع على الزعامة، يقول أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية بالقاهرة سعيد صادق لرصيف22. ففي عام 1964، فكر عبد الناصر في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ولكن موقف الملك حسين كان مشوباً بالحذر منها، ولذلك وافق على تأسيسها بشرط ألا تصبح المنظمة الوليدة عنصراً منافساً لنفوذه وسلطته، فضلاً عن رفضه القيام بأنشطة معادية تنطلق من أراضيه إلى إسرائيل. ومع ظهور ياسر عرفات قائداً لفتح، ثار غضب الملك حسين من نفوذه ونشبت خلافات بين الملك والفدائيين، فأمر بمصادرة أسلحتهم عام 1970، ووقعت مذبحة أيلول الأسود، ما أدى إلى خطف طائرات أوروبية إلى مطار عمان واغتيال رئيس وزراء الأردن وصفي التل في القاهرة. وعلق أبو عمار على مذبحة أيلول الأسود قائلاً إنها بتدبير من الاستخبارات المركزية الأمريكية، بينما علق الملك حسين قائلاً: بالنسبة لبحر الدماء لم أتسبب به.

صدام حسين وحافظ الأسد

كان العداء بين حافظ الأسد والرئيس العراقي صدام حسين أيديولوجياً، ويتأسس على الصراع بين فرعي حزب البعث العراقي والسوري، يقول سعيد صادق. وكان بين الرئيسين تنافس على الهيمنة على المشهد العربي، وتأسس العداء نتيجة لمواقف متعارضة حيال العديد من القضايا، فقد أدان صدام مشاركة سوريا في عملية السلام التي نتجت عنها اتفاقية فصل القوات مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973، وكان يريد شن حرب على إسرائيل من الجولان ورفض الأسد. وتصاعد التوتر بوصول صدام حسين إلى السلطة عام 1979 فقد اتهم سوريا بأنها تخطط لقلب نظام حكمه وأعدم أعضاء البعث المؤيدين للوحدة مع سوريا. ومع نشوب الحرب العراقية الإيرانية، وقفت سوريا إلى جانب إيران، ما عمّق الفجوة بين البلدين، وأدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما. وفي عام 1978، في اجتماع المجلس الوطني العراقي، شن صدام حسين هجوماً حاداً على الأسد وعاد إلى وقائع سابقة وندّد بقبوله قرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل وقال إن ترتيبات كانت جاهزة ليشنّ الجيش العراقي هجوماً على إسرائيل ولكن "أجتنا الأوامر من نظام سوريا. توقف الهجوم. عاد الجيش العراقي والمرارة في نفوسنا جميعاً".

القذافي والحسن الثاني

وصل العداء بين الحسن الثاني والرئيس الليبي معمر القذافي إلى حد تدبير محاولة لاغتيال الملك المغربي، يقول عبد المنعم الجميعي. وكان الحسن الثاني يرى أن القذافي وراء خلق جبهة البوليساريو، قبل أن تتبناها الجزائر، واستمرت القطيعة السياسية بينهما سنوات عديدة، وكان القذافى يسير في سياسته تجاه المغرب وراء عبد الناصر وينحاز للجزائر، و"كان يقدم نفسه باعتباره أميناً للقومية العربية، أما الحسن الثاني فكان يتحدث عنه باعتباره منحرفاً وقال عنه إنه يطوف حول الكعبة وفي يديه الكتاب الأخضر".

القذافي والسادات

"كان القذافي يرى أن مصر شعب بلا قيادة، وكان السادات يرى في القذافي طفلاً مدللاً، يقول أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي لرصيف22. وبرزت حدة الخلافات الشخصية بينهما بعد حرب أكتوبر ولم يقتصر الأمر على تبادل الشتائم بل وصل إلى تبادل النيران على الحدود بين مصر وليبيا عام 1977. وخطب السادات في يوليو 1977 متحدثاً عن توغل عسكري مصري داخل ليبيا وقال: "فعلاً إحنا قعدنا 24 ساعة محتلينه جوا بلده لغاية ما خلصنا شغلنا والنهاردة الصبح رجعوا، وما فيش على أرضه عسكري مصري النهاردة، بس ده مش معناه إنه يرجع يلعب تاني، والله وإن عدتم عدنا".

القذافي وبورقيبة

"العداء بين القذافي وبورقيبة كان بالدرجة الأولى يعود إلى اختلاف الكاريزما الشخصية، فقد كان بورقيبة سياسياً محنكاً، بينما كان القذافي سياسياً متهوراً"، بحسب عبد المنعم الجميعي. وفشل اتفاق للوحدة بين البلدين عام 1974 عُرف باتفاق جربة، بعد 48 ساعة فقط على توقيعه. و"كان القذافي يعوّض به إحباطه بعد قرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل ووقوف السادات في وجهه، وكان يريد منه إرضاء أحلامه عن الوحدة العربية، لكن سرعان ما تراجع بورقيبة، ما أدى إلى القطيعة بينهما"، يقول الجميعي. وكان بورقيبة يكره شعبوية القذافي وخطاباته الداعية للوحدة وللعداء مع الغرب. ويكشف التباعد بين الرجلين خطاب البالماريوم الشهير، نهاية عام 1972، والذي قال فيه بورقيبة: "أمريكا قادرة باش تعطيك طريحة"، بينما كان القذافي قبلها يخطب قائلاً: "طز في أمريكا".

وبعد فشل الوحدة، شن القذافي حرباً كلامية ضد تونس، وحاوك إرباك الوضع الأمني هناك، وطرد العمالة التونسية من ليبيا أكثر من مرة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard