شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أمثلة على مراهقة الرؤساء: من حافظ الأسد وصدام حسين إلى أوباما وترامب

أمثلة على مراهقة الرؤساء: من حافظ الأسد وصدام حسين إلى أوباما وترامب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 6 ديسمبر 201703:57 م

عندما يلتقي الزعماء، يدرسون تصرفاتهم، وتحمل تعابير وجوههم وأيديهم رسائل تفصح عن مدى سيطرتهم. لغة الجسد أولوية بالنسبة لرجال السياسة، وفي كثير من الأحيان هي أمام الكاميرات أهم من الكلمات. ولكن عندما يبالغ الرؤساء في الإدلاء بإشاراتهم، يتحول الأمر إلى مادة للكوميديا، ويصبح أقرب إلى لغة المراهقين حين يصرون على تمسكهم بمواقف صغيرة كي يثبتوا تفوقهم. وهذه عيّنة من تلك المواقف.

حافظ الأسد وصدام حسين

بعد سنوات من المقاطعة، يذكرنا مشهد الرئيسين الصارمين حافظ الأسد وصدام حسين بمُراهقين تخاصما، ثم جمع بينهما أحد الأقارب، كل منهما يريد أن يبرهن على قوته وعدم حاجته للآخر، وذلك بوجه عابس وحاجبين معقودين، وكأنهما على وشك الشجار. كانت هذه حال الرئيسين أمام الملك حسين سنة 1986، الذي جمعهما بهدف المصالحة.

أردوغانيات

لأردوغان طريقته الخاصة في التعبير عن غضبه من الآخرين، فهو لا يخفي اشمئزازه وردود فعله المباشرة على كل مَن يتعرّض له بأدنى نظرة أو حركة. ولنا أن نتذكر "أبو شهاب" في مسلسل باب الحارة لنفهم أكثر «عنترية» أردوغان. مثال ذلك ما حدث عندما التقى أوباما عام 2014، فوضع رجلاً على رجل، مقلداً الرئيس الأميركي في حركته المعتادة، ليقول له: لستَ أقوى مني.

أما خلال لقاء الزعيم التركي بالسيسي في قمة العشرين عام 2016، كان أردوغان خارجاً حديثاً من محاولة الانقلاب عليه، فلم ينظر حتى إلى الرئيس المصري الذي كان وصل إلى الحكم بانقلاب على الإخوان المسلمين.

وفي القمة نفسها تداولت المحطات صوراً لأردوغان وهو يدير ظهره لأوباما. لا نعلم السبب الذي جعله يقدم على هذه الحركة، ولكنه تحول إلى «نجم» مواقع التواصل الاجتماعي حينها بفضلها.

أوباميات

يُعد أوباما "ملك" الحركات التي تحمل دلالات وتعبر عن السيطرة، فهو لم يكن يترك لقاء دون أن يستخدم يده، وعينيه، أو استدارة جسده في خدمة هذا الغرض. عندما نشب الخلاف بين رئيسَي القوتين الكبيرتين، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب حذف أوباما لبوتين من صفحته على فيسبوك، والتي أعقبها رد الأخير الصارم والسريع بحذف الرئيس الأمريكي من تويتر، كان مُقرراً أن يلتقي الطرفان في قمة العشرين عام 2013.

كان اللقاء زاخراً بالترقب، وقد استخدم فيه أوباما أكثر الحركات التي تغيظ بوتين، وهو التربيت على الكتف، كما لو كان يفعل ذلك مع ولد.

كثيراً ما بالغ الرئيس الأميركي السابق في استخدام هذه الحركة مع نظرائه، كرئيس كوبا، كاسترو، سنة 2016، الذي كان نداً، ومنعه من ذلك دون تردد.

بالمقابل، تخلى أوباما عن ظرافته عندما حاول العبادي، رئيس العراق، أن يتقرب إليه، ويسلم عليه، فتجاهله، وأدار له ظهره، وكأنه غير موجود، تاركاً إياه ينتظر وينتظر، دون جدوى.

مراهقة ترامبية

ترامب، المصارع السابق والرئيس الحالي للولايات المتحدة، حطم الأرقام القياسية في لغة الجسد، كما أنه قدم مقاربة مختلفة عن نظرائه، إذ إنه ليس دبلوماسياً، ولا يتردد في الكشف عن نواياه بوضوح، وفجاجة، كأكثر المراهقين. ضرب ترامب رئيس وزراء الجبل الأسود لأنه تقدمه في قمة العشرين لسنة 2017، ضربه على ذراعه، ثم أزاحه وتقدم عليه، بحركة متعجرفة بدت كوميدية بسبب درجة المبالغة فيها.

وقد أصبحت طريقة ترامب في المصافحة مادة للكوميديا لدى وسائل الإعلام، ما جعل الرؤساء يبحثون عن طرق تجنبهم جنون هذا الشخص الذي يسحب يد مُصافحه وكأنه ينزعها منه، وهو ما أفلح فيه الرئيس الفرنسي، ماكرون، عندما تحدى كفَّ ترامب مصافحاً إياه بكل قوته، مانعاً يد المصارع من أن تسحبه.

لكن المصارعَ لم ينسَ، وحاول رد الصاع صاعين لماكرون، في المناسبة نفسها، خلال لقاءٍ ثانٍ.

خلال جولته في فلسطين، التقى ترامب محمود عباس، وقد حاول أن يكون دبلوماسياً هذه المرة، فالتفَّ حول الرئيس الفلسطيني، ووضع يده على ظهره مربتاً، مثل أب، ولم يحاول عباس المقاومة، أو الرد بالمثل. المواقف الطريفة في لقاءات الرؤساء أكثر من أن تُحصى، ونحن محظوظون بموقعي غوغل ويوتيوب اللذين يحفظان في ذاكرتيهما قفشات الزعماء المراهقة، ليقول كل منهم لنا إنه الأقوى، كي نضحك نحن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image