تعرض السينمات المصرية في شهر أكتوبر المقبل فيلم "شيخ جاكسون" الذي يقوم ببطولته الممثل المصري أحمد الفيشاوي ويحكي عن رجل متشدد دينياً يتسبب خبر موت المغني الأمريكي مايكل جاكسون بإصابته بحالة حزن وحنين إلى الفترة التي كان يسمعه فيها بانتظام.
تقع أحداث الفيلم الذي يقوم ببطولته، إلى جانب الفيشاوي، ماجد الكدواني، وأحمد مالك، وأمينة خليل في العام 2009 وهو العام الذي مات فيه مايكل جاكسون.
الحكاية
تسبب الخبر بصدمة لشيخ متشدد يلقبه أصدقاؤه المقربون بجاكسون في سنوات الدراسة بسبب عشقه لهذا المطرب وموسيقاه، وحفظه أغانيه. يحاول بطل الفيلم أن يجد إجابة لأسئلة تسيطر على تفكيره، كيف تحول من شخص عاشق للموسيقى إلى شيخ متطرف؟ وهل هو جاكسون الشباب المتمرد أم إمام المسجد أم الاثنان في شخص واحد؟ يقول مخرج الفيلم عمرو سلامة لرصيف22 "حين أخبرني المؤلف عمر خالد بفكرة الفيلم شعرت بسعادة من نوع خاص، هي فكرة مبهرة وواقعية، وشعرت أن بطل الفيلم يشبهني في فترة من فترات حياتي". اقتنع سلامة بفكرة الفيلم ثم بدأ مع خالد ما يمكن أن نعتبره أقرب لورشة كتابة هدفها أن يخرج الفيلم بأفضل صورة، وكلما تم الانتهاء من الكتابة كانا يقرران تطويرها حتى وصل عدد محاولات كتابة الفيلم إلى إحدى عشرة محاولة. "الرقابة على المصنفات الفنية في مصر كان لها عده ملاحظات، شعروا أن الفكرة صادمة وطلبوا منا تعديلات حتى يتم الموافقة على الفيلم"، يقول سلامة."حين أخبرني المؤلف بفكرة الفيلم شعرت بسعادة... شعرت شخصياً أن بطل الفيلم يشبهني في فترة من فترات حياتي"
"الرقابة على المصنفات الفنية في مصر كان لها عده ملاحظات، شعروا أن الفكرة صادمة وطلبوا منا تعديلات"
فيلم الشيخ جاكسون يسأل: كيف يتحول شاب من شخص عاشق للموسيقى إلى شيخ متطرف؟لكن المخرج المغامر الحاصل على عدة جوائز عن أفلامه السابقة، منها فيلم أسماء (إنتاج عام 2011 ويحكي عن المتعايشين مع فيروس HIV) وفيلم لا مؤاخذة (إنتاج عام 2014 ويحكي عن عدم تقبل الآخر في المجتمع المصري) لم ينفذ ملاحظات الرقابة، لكنه واثق أن الفيلم سيعجب المراقب حين يشاهده. الصعوبة الأكبر التي واجهت صناع شيخ جاكسون هي عدم قدرتهم على الحصول على حقوق عرض أغاني مايكل جاسكون في الفيلم، والتي تعود ملكيتها لشركات إنتاج موسيقى عالمية لا ترحب باستغلالها في أي عمل –حتى لو كان فنياً- من دون دفع مبالغ مالية ضخمة، وهو ما لم يقدر عليه صناع الفيلم. "التحدي كان كيفية جعل من يشاهد الفيلم يشعر بصوت وموسيقى مايكل جاكسون فيه، دون أن ننتهك حقوق الملكية الفكرية، ومن أجل ذلك ابتكرنا موسيقى جديدة من عوالم جاكسون، هو تحدٍ صعب أتمنى أن نكون نجحنا فيه"، يقول سلامة. استعان صناع فيلم شيخ جاكسون بالممثل كارلو رايلي، الذي يشبه مايكل جاكسون بدرجة كبيرة، وسبق أن شارك في حلقات يابانية مهمة حملت عنوان "أخبار العالم المذهلة"، حيث أدى دور جاكسون الحقيقي. وكثيراً ما يتم الاستعانة بهذا الممثل في أعمال وحفلات تحتاج لمن يشبه جاكسون. "رسالة الفيلم الأساسية هي أن يتصالح الجميع مع الحياة ويتقبلوا تناقضاتهم، يحوي كل فرد منا تفاصيل عدة، وعلينا أن نقتنع أن هذا أمر طبيعي"، يقول سلامة.
الفيشاوي في انتظار رأي الجمهور
لا يفضل الممثل أحمد الفيشاوي أن يتحدث عن الشيخ جاكسون قبل عرضه، ويقول لرصيف22 "كل ما أستطيع أن أقوله عن الفيلم هو أنه تجربة سينمائية مختلفة". عرض شيخ جاكسون لأول مرة في الدورة الـ42 لـمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، والذي بدأت فعالياته في 7 سبتمبر الجاري وستستمر حتى 17 من الشهر نفسه، ضمن برنامج العروض الخاصة. ويقف وراء العمل منتج يعرف في الوسط السينمائي المصري ببحثه الدائم عن تجارب سينمائية جديدة وبعيدة عن السينما التجارية الضعيفة فنياً والرائجة في المجتمع المصري، وهو المنتج محمد حفظي. وبدأ حفظي الذي درس الهندسة طريقه الفني ككاتب سيناريو قبل أن يطلق شركته فيلم كلينيك، التي كانت تقدم ورشاً لتدريب الشباب على كتابة السيناريو السينمائي ثم تحولت لشركة إنتاج في العام 2008، وبدأت الشركة بفيلمين حققا نجاحاً معقولاً في مصر، الأول هو ورقة شفرة (إنتاج عام 2008 ومن إخراج أمير رمسيس). والثاني هو أول فيلم يكتبه ويخرجه عمرو سلامة وهو فيلم زي النهارده (إنتاج عام 2008 ومن بطولة بسمة وأحمد الفيشاوي).شيخ جاسكون في الأوسكار
من جانبها استقرت لجنة مشاهدة الفيلم المصري المرشح للأوسكار، التي اجتمعت يوم الاثنين الماضي على شيخ جاكسون ليمثل مصر رسمياً في الأوسكار، بـ 17 صوتاً بينما حصل فيلم مولانا (بطولة عمرو سعد عن قصة للصحافي إبراهيم عيسى) على خمسة أصوات. أما فيلم الأصليين المعروض حالياً في سينمات القاهرة (من بطولة منة شلبي) فقد حصل على أربعة أصوات، بينما حصل كل من الكنز وعلي معزة وإبراهيم على صوت واحد. وقالت The Hollywood Reporter في مقال عنوانه "جوهرة تورونتو الخفية: كيف ألهمت حكاية مايكل جاكسون مخرجاً مصرياً" أن الفيلم يبرز معركة الهوية والتناقض في العالم الإسلامي. واختارت إدارة مهرجان الجونة السينمائى (مهرجان مصري) والذى ستنطلق فعالياته في 22 سبتمبر الجاري، شيخ جاكسون ليكون الفيلم الرسمي لافتتاح المهرجان. يحاول صناع شيخ جاكسون أن يقدموا وجبة سينمائية مختلفة للمشاهد العربي بعيداً عن الخلطة التقليدية المضمونة النجاح، والتي تتكون من بلطجي وراقصة ومطرب شعبي وأغنية مهرجانات، وهي موجة الأفلام التي انتشرت في مصر أخيراً. فهل ينجحون في تجربتهم؟ القرار في يد المشاهد العربي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...