شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
صابرينا باسترسكي أو مهدية الفيزياء المنتظرة لخلافة أينشتاين

صابرينا باسترسكي أو مهدية الفيزياء المنتظرة لخلافة أينشتاين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 6 سبتمبر 201703:40 م
من يحدق في عينيها جيداً يلاحظ "شعلة" الذكاء والعزيمة الصلبة. تذكروا هذا الاسم جيداً: "صابرينا باسترسكي"، "العبقرية" التي خططت وصنعت بنفسها طائرة خفيفة في الرابعة عشرة من عمرها، والتي يعتبرها البعض خليفة "أينشتاين" المنتظرة. من هي هذه الشابة البالغة من العمر 24 عاماً؟ لماذا انشغلت بها وسائل الإعلام؟ وهل تتمكن من التربع على عرش الفيزياء وسحب البساط من أينشتاين وهوكينغ؟

هيّا نصنع طائرة لأبي

Screen-Shot-2017-09-06-at-11.56.30-AMScreen-Shot-2017-09-06-at-11.56.30-AM ليست حياة صابرينا عادية على الإطلاق، فبالرغم من صغر سنها حققت هذه الشابة إنجازات علمية لم يعرفها الكبار، ولفتت نظر أهم العباقرة على غرار عالم الفيزياء النظرية الشهير ستفين هوكينغ، الذي استشهد بها أخيراً في إحدى مقالاته العلمية. ولدت صابرينا عام 1993 في مدينة شيكاغو الأمريكية، وتلقت تعليمها في مركز "أديسون للموهوبين" في مدرسة شيكاغو العامة، ومن مقاعد الدراسة الابتدائية برزت موهبة "باسترسكي" الاستثنائية، وتميّزت عن أترابها بطريقة تفكيرها ومدى نضجها. Screen-Shot-2017-09-06-at-11.54.44-AMScreen-Shot-2017-09-06-at-11.54.44-AM وبالعودة إلى طفولتها المميزة، لم تكتف هذه الفتاة الكوبية الأصل بألعاب الصغار، فلم تستهوها الدمى والـ"باربي" كسائر الفتيات اللواتي هن من جيلها، بل انجذبت نحو الطائرات، وكان لديها شغف كبير بالطيران. وفي عمر الـ12 خطرت لها فكرة "عبقرية" وقررت أن تقدم إلى والدها هدية من صنع يديها الصغيرتين. فأمضت شهوراً في "كاراج" العائلة، حيث انكبت على العمل الدؤوب، وتمكنت في نهاية المطاف، وهي في الرابعة عشرة من عمرها، من تحقيق حلمها، بمساعدة معهد "ماساشوساتس للتكنولوجيا"، وصنع طائرة خفيفة والتحليق بها فوق بحيرة ميشيغان، لتصبح بذلك أصغر شابة في التاريخ تتمكن من التحليق بطائرتها المصنوعة يدوياً.

خليفة أينشتاين المنتظرة؟

ليس من السهل مقارنة أحد بالعالم الفيزيائي الأشهر ألبرت أينشتاين، فكيف إذا كنا نقارن فتاة في الـ24 من عمرها بالعالم العبقري الذي قلب كل المقاييس بنظرياته العلمية؟ غير أن صابرينا تسير على خطى العباقرة من خلال الغوص في أكثر مواضيع الفيزياء النظرية تعقيداً، مثل الثقوب السوداء الكونية ونظرية الأوتار الفائقة. ويشغل اهتمامها نظرية الجاذبية، وهي من أبرز النظريات الحديثة التي تحاول حل إحدى أهم المسائل المستعصية في علم الفيزياء: كيفية إخضاع النسبية العامة التي تصف قوة الجاذبية لمقتضيات نظرية الكم، بهدف الوصول إلى توحيد القوى الأربع الرئيسية في الطبيعة. وفي سبيل تحقيق مرادها، التحقت صابرينا بمعهد مساشوستس للتكنولوجيا عام 2010، وتخرجت منه عام 2013 بعدما أحرزت العلامة الكاملة 5/5، وأصبحت في العام 2014 طالبة دكتوراه، من دون شروط أكاديمية، في جامعة هارفارد التي تحتل المرتبة الأولى على قائمة أفضل مئة جامعة في العالم. واللافت أن باسترسكي نشرت في العام 2015 بحوثاً علمية محورها "الغرافيتون"، وهو الجسيم الذي يحمل تأثير قوة الجاذبية مثل الفوتون بالنسبة للضوء. إضافة الى محاولتها إدراج تقنيات جديدة في صياغة نظرية الأوتار الفائقة والجاذبية الكمية، وحصولها على عدة جوائز، منها جائزة النجم الصاعد لمؤسسة ستيفن جوبز تراست عام 2015، وفوزها في مسابقة فوربس "ثلاثون شاباً دون الثلاثين" من العمر. 21032898_475297279512669_8030440069858942786_n21032898_475297279512669_8030440069858942786_n والجدير بالذكر أن "باسترسكي" تتعاون حالياً مع العديد من مؤسسات البحوث العريقة، مثل المركز الأوروبي للبحوث النووية "سارن"، ووكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، ومعهد مساشوستس للتكنولوجيا، وشركة بوينغ وجامعة هارفارد، وكان قد اقترح عليها مؤسس موقع أمازون "جيف بيزوس" وظيفة في شركة "بلو أوريجن" للفضاء والطيران.

فتاة الفيزياء

بخلاف أبناء جيلها، لا تحب صابرينا الكحول والتدخين ولا اقتناء الهواتف الذكية، ولا تملك أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تصب كل جهدها على الفيزياء والأبحاث العلمية، وتدير موقعها الشخصي "فتاة الفيزياء" الذي ينشر نشاطاتها العلمية والجوائز الكثيرة التي حصلت عليها. صحيح أن هذه الشابة الاستثنائية مقلّة في إطلالاتها الإعلامية، لكن بالإمكان من خلال بعض حواراتها، استخلاص نزعتها الانطوائية وتواضعها الكبير، فهي تصرح دائماً: "لست سوى طالبة، أمامي الكثير لأتعلمه، لا أستحق كل هذا التقدير...". وتضيف: "أحبذ أن أكون مشهورة بما أفعل وليس بما لا أفعل". وتحاول صابرينا أن تكون مصدر إلهام للعديد من الأشخاص الذين يرغبون في تحقيق إنجازات وترك بصمة في الحياة، بحثّهم على مطاردة أحلامهم، فتتوجه لهم بالقول: "كونوا متفائلين بشأن ما يمكنكم فعله، عندما كنتم صغاراً تحدثتم كثيراً عن الأشياء التي تنوون القيام بها عندما تكبرون. من المهم ألا ننسى تلك الأحلام".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image