تحتفي "بي بي سي" بـ100 سيدة، مؤثرات وفاعلات ومبتكرات في محيطهن وحول العالم. في الظاهر لا تبدو الفكرة استثنائية في وقت تخصص فيه الصحافة العالمية، في مناسبات عدة، لوائح تحوي أسماء نساء رائدات. لكن ما يميّز مبادرة الشبكة البريطانيّة هو تسليطها الضوء على خطوات قمن بها النساء، بسيطة في المبدأ لكنها كانت ذات تأثير في تمكينهن. في لائحة الـ"بي بي سي" خروج عن صورة البطولة النمطيّة، التي تفترض كماً في الإنجاز وتراكماً ضخماً. في هذه اللائحة رسالة مفادها أن كل امرأة، وكل مبادرة، يمكن أن تصنع فارقاً في وجه الممارسات الذكوريّة وانعدام المساواة والبنى البطريركية القمعيّة. هي تكريم للنضال اليومي للمرأة، كإنسان أولاً، وكأنثى ثانياً.
على موقعها تقول "بي بي سي" إنها "ستتحفنا" خلال الأسابيع المقبلة بقصص عن "إنجازات المرأة". وهكذا نتعرّف على نساء في لحظات تحدي أو ضعف. ونتعلّم من تجاربهن كيف توصلن إلى ابتكار حلول مجدية. كما نتابع "مساهمة العنصر النسوي الأسود في الحركة المطالبة بحقوق المرأة، ومحادثات مع قادة مشهورين في مجالات الموسيقى والرياضة والسياسة"، إضافة إلى سرد حكايا تتعلق بنساء ربما لم نسمع عنهن على الإطلاق، لكنهن يحملن في جعبتهن قصصاً مذهلة جديرة بأن نسمعها ونتعلّم منها. وتقوم "بي بي سي" بذلك عبر مقابلات تلفزيونية وإذاعيّة وبرامج وثائقية ومقابلات وصور.
في ذلك، يلعب الإعلام دوره الإيجابي في تحفيز النساء عبر مشاركة قصص أخريات، بعيداً عن لغة الخطابات الطنانة. ويحاول الإجابة عن أسئلة محورية تتعلق بـ"الإنجازات الاقتصادية للمرأة في المنطقة التي تعيش فيها"، و"هل تضطلع بأدوار سياسية أو في مجال الأعمال أكثر من ذي قبل"؟ و"ما هي أكبر المخاطر التي تواجهها وماذا عن الفرص المتاحة أمامها؟". ثم ينتقل ليسائل الإعلام نفسه ودوره، فتسأل "بي بي سي" الآتي "ماذا عن الإعلام؟ وهل نوفي نشاطات المرأة ما تستحقه من تغطية؟ وهل نتناول قصصهن بشكل كاف وصحيح؟".
البطولة ليست صورة نمطية تحاكي أفلام هوليوود، هي موجودة في كل امرأة، أكانت ربّة منزل أو عاملة، تحاول تحدي ظروفها
13 قصة مؤثرة من العالم العربي
تصاحب الحملة صور الـ100 امرأة، مع تعريف بكل واحدة منهن على حدة، من أي بلد آتية لنتمكن من مقارنة ما فعلته بالظروف التي تعيش فيها. محاولة التعبير في بلد عربي لا تشبه المحاولة نفسها في بلد أوروبي على سبيل المثال، كما أن ظروف البلدان العربية تختلف عن بعضها البعض وكذلك ظروف البلدان الأفريقية أو الآسيوية. وتندرج صور النساء وقصصهن تحت عناوين مختلفة هي: خلاقة، متحدية، مؤثرة، رائدة ومناضلة.
من العالم العربي، 13 امرأة حجزن لأنفسهن مكاناً في لائحة ضمت نساء من أفغانستان وإيران وأمريكا الجنوبية وتركيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها. تراوحت أعمارهن بين العشرينات والأربعينات.
في فئة "المرأة الخلاقة"
دعاء العدل من مصر
وهي فنانة رسم كرتوني. وبحسب القناة، تعد من الرائدات في مجال يهيمن عليه الرجال عادة، وتؤمن أن هذا الفنّ يساعد في كسر التابوهات التي تسيطر على المجتمع. في رسالتها، تقول دعاء "النساء أمام خيارين، إما أن يبقين رهينة الحروب والصراعات أو يقاومن".
نادية خياري من تونس
وهي أيضاً بدورها فنانة رسم كرتوني، وصاحبة فكرة "ويليس من تونس"، قطة تعيش مغامرات تعكس التطورات في تونس. رسالة نادية كانت "لا تنسي أنك حرة".
[br/]
ناي الراعي من لبنان
التي كانت قد أسست موقع "افضح متحرّش"، ولاقى مشاركة واسعة. هدف الموقع حثّ النساء على عدم الصمت على من يتحرّش بهن، في مجتمع يلوم عادة "الضحية" (المرأة) على أنها المتسبّب بحصول التحرش أو الاغتصاب، سواء بـ"ارتداء ملابس فاضحة" أو "الخروج ليلاً"... وهكذا تمرّ العديد من الحوادث دون الإضاءة عليها إعلامياً، مع العلم أن المشكلة تطال العالم العربي بمجمله.
رهام الحور من المغرب
وهي كذلك فنانة رسم كرتوني، وكانت قد فازت في العام ٢٠٠٠ بجائزة "اليونسكو" في هذا المجال. رسالة رهام هي تحطيم الصور النمطية بالرسم.
في فئة "المرأة المتحديّة"
آمنة سليمان من غزة
وهي سائقة دراجة هوائية تحدّت المجتمع الغزي الذي ينظر بشكل سيء إلى المرأة التي تقود دراجة هواذية أو نارية، وقادت مع رفاقها الدراجة حول غزة. تقول "أشعر على دراجتي الهوائية أنني أطير".
آمي روكو من السعودية
وهي كوميدية تنشر فيديوهاتها على "إنستغرام"، وتلقى الأخيرة رواجاً في الخليج. تقول، وهي منقبة تلاحقها الصور النمطية أكثر من غيرها، بأن النصيحة الأحب إلى قلبها "افعلي ما تحبين".
في فئة "المرأة المؤثرة"
ليليان لاندور من لبنان
وهي صحافية عملت مع "بي بي سي؛ لحوالي 26 عاماً. وساعدت في إدخال لكنات ووجوه متنوعة إلى الشبكة.
[br/]
[br/]
لبنى تهتموني من الأردن
وهي معلمة علوم طبيعية، وقامت بمبادرات عديدة لتشجيع النساء على اختيار مجالات الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية. رسالتها في ذلك تغيير الصورة النمطية عن "المرأة الذكية" التي توصف عادة بأنها "غير جميلة أو ذكورية".
في فئة "المرأة الرائدة"
ياسمين مصطفى من الكويت
وهي مستثمرة تحاول توليف التكنولوجيا مع خدمة الناس. وتقف وراء مشروع ROAR for Good الذي يعمل على إنتج تكنولوجيا قابلة للارتداء تساعد المرأة في مواجهة التحرش.
في فئة "المرأة المناضلة"
أشواق محرّم من اليمن
تعمل كطبيبة، وتتحدى ظروف الحرب حيث تستعمل سيارتها كعيادة متنقلة لمساعدة المصابين. وتقول "لا أنفك عن التساؤل: ماذا لو كانوا أطفالي؟".
[br/]
كارولينا دي أوليفييرا من سوريا
وقد تركت التمثيل لتكون ناشطة في التوعية حول قضايا الصحة العقلية بعدما تم التشخيص أنها مصابة بـ"الازدواجية". وتنصح النساء أن يتبعن حدسهن.
داليا صبري من الأردن
وهي معلمة موسيقى مكفوفة بشكل شبه كامل، وتعمل على بناء أوركسترا موسيقية للأطفال المكفوفين. تقول "الموسيقى أصبحت لغتي الخاصة، وأسلوبي في التواصل مع عالم لا أراه".
أم يحيى من سوريا
وهي ممرضة بقيت في حلب، التي فرغت بل أُفرغت من معظم كادرها الطبي، لمساعدة المصابين. وتقول إن "ما تفعله اليوم هو أفضل وسيلة للمساعدة".
إضافة إلى النساء العربيات ثمة كثيرات تحدين الشرطة والأسرة والإعاقة والتمييز الجندري والعرقي عبر وسائل عدة، من دون أن يكن في مواقع قياديّة. في هذه اللائحة رسالة إلى كل امرأة مفادها أن المقاومة تنطلق من الذات ومن أكثر الدوائر ضيقاً، والبطولة ليست صورة نمطية تحاكي أفلام هوليوود، هي موجودة في كل امرأة، أكانت ربّة منزل أو عاملة، تحاول تحدي ظروفها مهما أضعفتها الظروف وحاولت كسرها. ١٠٠ كرّمتهن اللائحة، والآلاف غيرهن يستحققن التكريم من دون أن يحظين بمساحة كافية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين