"الأردن يهدّد بابتلاع إسرائيل"… أبرز المعلومات المضللة هذا الأسبوع

حياة نحن والحقوق الأساسية

الأربعاء 27 أغسطس 20256 دقائق للقراءة

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحّدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدّى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

بين أرقام اقتصادية متضاربة في مصر، وصور قديمة جرى تدويرها في سوريا، وصولاً إلى معلومات مجتزأة رائجة في العراق، تواصل المعلومات المضللة هذا الأسبوع فرض حضورها على النقاشات العامة في المنطقة. وقد بدا المشهد مزدحماً بادعاءات تتراوح بين المبالغة، وعدم مراعاة الدقة، مروراً بالتلفيق. مع كل موجة جديدة من اضطراب المعلومات، يتضح الدور الحيوي لمنصات تدقيق المعلومات العربية في التحقق من الادعاءات الرائجة.

"ستة ملايين مصري يعملون في السعودية"، "الاتفاق على معبر سوري إسرائيلي مشترك"، و"الشرع يشارك العشائر في الهجوم على السويداء"... كيف فنّدت منصات تدقيق المعلومات العربية هذه الادعاءات المضللة؟

عدد المصريين العاملين في السعودية ومؤشرات الاقتصاد

أثار تصريح للكاتب إبراهيم عيسى، جدلاً واسعاً بعدما قال إنّ عدد المصريين العاملين في السعودية يبلغ ستة ملايين شخص. منصة "صحيح مصر" وجدت أنّ الرقم مبالغ فيه حيث إنّ العدد، بحسب معهد الإحصاء السعودي، لا يتجاوز 1.4 ملايين عامل حتى نهاية عام 2022. أما الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري، فيشير إلى أنّ العدد بلغ 1.1 مليون فقط بنهاية عام 2023. جدير بالذكر أنّ منصة "متصدقش" فنّدت الادعاء نفسه، وخلصت إلى النتيجة عينها.

في سياق متصل، نسب الكاتب أسامة الدليل، أرقاماً غير دقيقة إلى الاقتصاد المصري حين قال إنّ "الدّين العام يعادل 42% فقط من الناتج المحلي". لكن "صحيح مصر" بيّنت أنّ النسبة الحقيقية أعلى بكثير وتصل إلى 86.6% وفق صندوق النقد الدولي، بينما الرقم الذي ذكره يتعلق بالدّين الخارجي فحسب.

إلى ذلك، نفى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن يكون قد صرّح سلفاً بأنّ أسرةً مكونةً من أربعة أفراد تحتاج شهرياً إلى 3،219 جنيهاً (نحو 65 دولاراً)، كنفقات إعاشة، وهو ما أثار جدلاً على مواقع التواصل المصرية، لتفنّد منصة "متصدقش" الادعاء وتخلص إلى أنّ النفي مضلّل. 

بحسب "متصدقش"، صرّحت المشرفة السابقة على بحث الدخل والإنفاق، هبة الليثي، خلال مؤتمر رسمي، قبل خمس سنوات، وفي حضور رئيس الحكومة المصرية، بذلك، إلا أنّ الجهاز لم يُصدر منذ ذلك الحين تحديثاً جديداً لخط الفقر الوطني، ما يجعل التصريح قديماً وليس ملفّقاً.

سوريا والشرع… ادعاءات حول السويداء وإسرائيل

وفي شأن ما يحدث في الجنوب السوري والادّعاءات التي تلتصق به عبر السوشال ميديا، فنّدت منصة "رادار" ادعاءً يفيد بموافقة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على افتتاح "معبر مشترك مع إسرائيل"، مؤكدةً أنّ الحكومة نفت رسمياً وجود أيّ ممر من هذا النوع. 

وفي السياق نفسه، كشفت منصة "فارق" زيف خبر تعيين ضابط إسرائيلي يُدعى غسان عليان، مسؤولاً عن الأمن القومي في جنوب سوريا، موضحةً أنه لا يوجد مصدر رسمي يدعمه. 

وفي ما يخصّ الادعاءات المتكررة حول الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، أوضحت منصة "ترو بلاتفورم" أنّ ما نُسب إلى الرئيس السوري حول استعداده "عقد سلام مع إسرائيل" ليس دقيقاً، مبيّنةً كيف اجتُزئت تصريحاته واقتُطعت من سياقها، إذ إنه تحدّث عن "اتفاق أمني مشروط" لا عن اتفاق سلام. كذلك، دقّقت "تروبلاتفورم" في صور زُعم أنها تُظهر الشرع وهو يشارك مقاتلي العشائر في الهجوم على السويداء، موضحةً أنها معدّلة من صورة قديمة تعود إلى عام 2020 في إدلب.

ونفت "فارق" ادعاءً آخر نُسب إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن "اتفاق خاص بالسويداء" يتضمّن دخول ثلاثة آلاف جندي سوري إلى المدينة، بضمانات أمريكية وأردنية، مؤكدةً أنّ ما جرى تداوله لا يتجاوز "تسريبات مجهولة المصدر".

في السياق السوري أيضاً، تداولت حسابات صوراً لمختطفات قيل إنّهنّ عدن حديثاً إلى السويداء بغطاء "داعشي"، لكن "رادار" أثبتت أنّ الصور قديمة وتعود إلى اختطاف مدنيين عام 2018.

غزّة و"حادثة خان يونس الأخيرة"

بالانتقال إلى حرب الإبادة الإسرائيلية في غزّة وما يتصل بها من ادّعاءات، دقّقت منصة "تحقق" في صور زُعم أنها توثّق "مقتل مقاومين فلسطينيين" في ما عُرف بـ"حادثة خان يونس الأخيرة"، مؤكدةً أنّ الصور قديمة ومنشورة في كانون الأول/ ديسمبر 2023، على حساب إسرائيلي، ولا علاقة لها بالعملية الأخيرة.

الخارجية الأردنية و"ابتلاع إسرائيل"

غير بعيد عمّا سبق، راجت مزاعم بشأن تصريح وزارة الخارجية الأردنية وتهديدها بـ"ابتلاع إسرائيل إذا خرقت اتفاقية وادي عربة". منصة "تيقّن" الفلسطينية دقّقت في هذا الادعاء، وخلصت إلى أنه لا وجود له في أي وسيلة إعلام رسمية أو موثوقة.

الأردن لم يهدّد بـ"ابتلاع إسرائيل"، ومقتدى الصدر لم يطالب باستقالة مسؤولين على خلفية قضية الطبيبة "بان"… هكذا فنّدت منصات تدقيق المعلومات العربية المعلومات المضللة التي راجت هذا الأسبوع عبر السوشال ميديا

العراق وقضية الطبيبة "بان"

في العراق، انتشرت فيديوهات كثيرة حول قضية الطبيبة بان زياد، ادّعى ناشروها أنها توثّق احتجاجات موظفين ضد مديرهم في ما يخصّ التعامل مع القضية التي فصلت جهات التحقيق العراقية فيها وعدّتها حادثة انتحار. إلى ذلك، أظهرت منصة "الفاحص" أنّ المقاطع المتداولة قديمة، وتخصّ احتجاج موظفي هيئة الأنواء الجوية.

وتحققت المنصة نفسها من فيديو منشور يُزعم أنه يتضمّن مطالبة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، باستقالة مسؤولين بسبب قضية الطبيبة التي أثارت وفاتها غضباً واسعاً وشكوكاً في البلاد، موضحةً أنه تسجيل قديم يعود إلى عام 2018. 

وفي السياق ذاته، فنّدت منصة "صحيح العراق" مقطعاً يُظهر فتاةً قيل إنها شقيقة الطبيبة "بان"، مؤكدةً أنها في الحقيقة شقيقة تربوية أخرى تُدعى سارة، قُتلت قبل سبعة أشهر في البصرة.

جماعة الحوثي وتفجيرات في إسرائيل

وفي ما يخصّ الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل، تداولت حسابات صورةً قيل إنها لانفجارات في إسرائيل سبّبها صاروخ حوثي. منصة "مسند" كشفت أنّ الصورة ليست حقيقيةً بل هي مشهد مولّد بالذكاء الاصطناعي خلال محاكاة، نُشرت في أثناء الحرب بين إسرائيل وإيران، في حزيران/ يونيو 2025.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منذ 12 سنةً، مشينا سوا.

كنّا منبر لناس صوتها ما كان يوصل،

وكنتم أنتم جزء من هالمعركة، من هالصوت.

اليوم، الطريق أصعب من أي وقت.

وصرنا بحاجة إلكن.

Website by WhiteBeard
Popup Image