من العناد إلى الإلحاد… متّهمة في قفص الزوجية‎

من العناد إلى الإلحاد… متّهمة في قفص الزوجية‎

مدونة

الجمعة 18 يوليو 202512 دقيقة للقراءة

عند باب مدخل القاعة، تفاجأت بوالد زوجي يعنّفه أمام "المعازيم"، بصوتٍ عالٍ، وسباب متتالٍ، ووصل الأمر حد دفعه من ظهره، احتجاجاً على أن يُسلّمني أخي إلى زوجي أمام الحضور. مشهد جمّد عقلي، فلم يعد يستقبل أيّ شيء بعد تلك اللحظة.

وبعد دقائق من الانتظار المشحون، دخلت القاعة ووجهي منطفئ تماماً من هول الصدمة. لم ينتهِ المشهد عند ذلك الحدّ، إذ صُدمت بصراخ زوجي على قريبي في أثناء التقاط الصور مع العائلة والأصدقاء، ثم بتهديد مباشر من والده بأنه "سيفضّ الفرح"، وكأن ليس لي وجود؛ مجرد دُمية يُراد التحكم بها دون أن تتلفظ بكلمة حتى.

تلك التصرفات دفعتني لمغادرة الفرح، لكن شاء القدر ألا يحدث ذلك، إذ سقطت مغشيةً عليّ إثر نوبة "بانك أتاك" هاجمتني.

أتحدث عن ليلة زفافي قبل عام وأربعة أشهر على من اخترته ليكون شريكاً لحياتي. ليلة تمنّيت محوها من ذاكرتي بدلاً من توثيقها كـ"ليلة العُمر"، إذ ظهرت فيها إنذارات ظلّت تطاردني في الليالي اللاحقة.

في هذا المقال، أطرح كيف يمكن للعلاقات أن تتخذ مساراً غير الذي تمنّيناه، وأن تتركنا مثقلين بندوب خفيّة تنخر الرأس بتساؤلات حادّة نعجز عن إسكاتها.

قضيت الأسابيع الأولى، وربما الأشهر الأولى، وأنا أحاول تجاوز ما حدث، لكنه كان يتمدد داخلي بصمت. مشاعر القلق التي نشبت في ذلك اليوم، بدأت تزداد مع كل خلاف يؤكد لي أنني في علاقة لا تشبه ما حلمت به. علاقة أشبه بالقيود تلتفّ حول رقبتي لتخنقني من كل اتجاه.

أتحدث عن ليلة زفافي قبل عام وأربعة أشهر على من اخترته ليكون شريكاً لحياتي. ليلة تمنّيت محوها من ذاكرتي بدلاً من توثيقها كـ"ليلة العُمر"، إذ ظهرت فيها إنذارات ظلّت تطاردني في الليالي اللاحقة.

"فلاش باك"

تعرّفت إلى زوجي في العمل. كان هادئاً، وكان وجهه مريحاً. بدا طيباً، ودؤوباً في عمله، لم يُبدِِ أيّ تصرفات مزعجة خلال تعاملنا، بل أبدى إعجابه بأفكاري ودعمه لطموحي في العمل الصحافي.

هكذا بدأت علاقتنا تأخذ مساراً مختلفاً، فأبدى إعجابه بي، وصرّح برغبته في التقدم لخطبتي. لا أنكر سعادتي حينذاك، فتلك السمات التي ذكرتها في السابق كانت مؤشرات جيدةً لخوض التجربة. سرعان ما وافقت وأتممنا خطوة "الخطبة"، وفي غضون ستة أشهر جمعنا بيت واحد.

في تلك الأشهر الأولى من الخطبة، كانت المُشاركة هي جوهر علاقتنا أو هكذا خُيّل إليّ، لكنها في الحقيقة كانت مغلّفةً بالتحكم الخفيّ، وكان من الطبيعي أن يعرف عني كل شيء بدافع الاهتمام والحب، برغم أنني بطبعي أقدّس "المساحة الشخصية".

في المناقشات، لم يعترض على أفكاري. كنا نتناقش بهدوء، وكان يصغي إليّ باهتمام. بدا متفقاً معي، ما زاد حماستي لمشاركتها دون حذر، أو خوفاً من الرفض، بل جعلني أشعر بالتقدير والراحة، وشعرت بأننا متفاهمان تماماً، وأنّ أهدافنا الشخصية والمهنية تسير في الاتجاه نفسه، وطالما أنّ "التفاهم والاحترام والثقة" حاضرة بيننا، فيمكننا التغاضي عن أي شيء آخر قد يحدث في المستقبل.

لم أكن أعِ آنذاك أنّ تلك المُقدمات المذكورة لم تكن سوى تمهيد لاستغلالي وتطبيعي للانصياع له دون تفكير، وأن الحقوق النفسية من ثقة، وأمان، واحترام، وحدود شخصية لا تمثّل قيماً حقيقيةً لشخص لا يرى في العالم إلا نفسه، بل تتحوّل تلك القيم حين تُمنح لي إلى حيل مشروطة، أُجبَر لاحقاً على دفع ثمنها من إنسانيتي.

عرفت كيف يُمكن لشخص أن يغرس انطباعاً وهمياً لدى الآخر، ويختبئ خلف قناع زائف، وأن يُظهر مثاليةً مبالغاً فيها تخفي في المقابل سوءاً مبالغاً فيه، واهتماماً يتبعه إهمال، ورحمةً تليها قسوة، وتواضع يكشف عن غرور، وهدوء عميق يسبقه انفجار هائل، وحُرية تخبئ في داخلها تحكّماً فجّاً.


غضبي حقّ مشروط

عرفت كيف يُمكن لشخص أن يغرس انطباعاً وهمياً لدى الآخر، ويختبئ خلف قناع زائف، وأن يُظهر مثاليةً مبالغاً فيها تخفي في المقابل سوءاً مبالغاً فيه، واهتماماً يتبعه إهمال، ورحمةً تليها قسوة، وتواضع يكشف عن غرور، وهدوء عميق يسبقه انفجار هائل، وحُرية تخبئ في داخلها تحكّماً فجّاً.

تناقضات متواصلة على مدار عام، أربكتني، وعرفت حينها كيف يمكن أن تعيش مع شخص ومشاعرك بين يديه فعلياً.

هكذا تبدّل الحال بعد الزواج، وسرعان ما سقط ذلك القناع، ووجدت نفسي أعيش داخل قوقعة من تلك التناقضات. في البداية، كان يجعلني دائماً أشعر بالذنب في كل مرة أعبّر فيها عن غضبي أو انزعاجي، بدلاً من محاولة فهم السبب. كان يسارع إلى إنهاء المشكلة لا بحلّها بل بطمسها.

كان يقودني إلى تجاهل مشكلتي عن طريق جرّي للتعاطف معه، وحين أتحدث عن خطأ ارتكبه بحقي يتحوّل فوراً إلى ضحية وأصبح أنا الجانية، عليّ أن أتجاهل الخطأ مهما كان مؤذياً لمشاعري. أما إذا حدث العكس، فتُنصب لي المحكمة ويتحول إلى قاضٍ صارم، وأنا إلى مذنبة لا بدّ من معاقبتها، وإخضاعها لإذلال خفيّ يعيد التوازن كما يراه هو.

تصاعدت الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك، وبدأ يتهمني بالتقصير في حقه دون مبرر واضح، ويفسّر كل شيء بأنه "واجب الطاعة". اللوم الدائم أصبح محور حديثه معي. تحوّل البيت إلى مكان يفيض بالإهمال العاطفي، والصمت العقابي، والعصبية المفرطة، ثم فجأةً يباغتني بمعانقة، وكأنّ شيئاً لم يحدث.

لم يعد التحكّم خفياً، بل صار مباشراً، وفجّاً لا مواربة فيه، ولم يكن من حقي أن أخرج أو أتحدث إلى أصدقائي دون سؤاله الحاضر دائماً: "إلى من تتحدثين؟ ولماذا؟". حتى علاقتي بأمي لم تسلم من هذا التضييق. أتذكر أنه منعني من الذهاب إليها في مرحلة ما، دون سبب واضح سوى الرغبة في عزلي. وفي المقابل، كان يتقابل مع أصدقائه باستمرار.

أتذكر جيداً كيف بدأ يمارس الإجبار والضغط النفسي عليّ، لأستسلم وأنفّذ ما يريده، وإذا رفضت ينسحب عاطفياً من العلاقة، فيسلب مني الهدوء والأمان اللذين منحهما لي قبل لحظات، فقط لأرضخ لقراراته، ثم يعود من جديد لممارسة تلك الألاعيب النفسية. المشاعر تُمنح وتُسحب وفقاً لرغباته، كأنها أدوات تفاوض، وليست حقاً أساسياً لي.

تبخّرت فكرة المشاركة التي زيّفها في البداية. اكتشفت أنها لم تكن سوى قناع لتحكّم خفيّ. النقاشات لم تكن حقيقيةً بل ساحات معركة يُفترض أن يكون هو الفائز الوحيد فيها، وأنا لم يكن لي الحق في التعبير عن رأيي وإلا سيتمّ نبذي ووسمي بـ"العنيدة والمُلحدة".

بدلاً من أن يكون البيت مأمناً وسكناً صرت مُهددةً بقوله إنّ "البيت ملكه وحده"، ثم توالت تهديدات أُخرى بشأن التعدّد في الزواج، من قبله ومن قبل والده أيضاً، لأنّي في رأيهما لست مُطيعة.

وحين قررت الانفصال تماماً، هددّني بأنني لن أحصل على حقي في الطلاق إلا إذا تنازلت عن حقوقي المادية، كما وصل الأمر بوالده حدّ أن يطعن في شرفي، وكأنّ الانفصال جريمة تُرتكب بحق الذكورة المتسلطة لمجرد أنّ امرأةً قررت أن تنجو بنفسها من العنف النفسي.

حين قررت الانفصال تماماً، هددّني بأنني لن أحصل على حقي في الطلاق إلا إذا تنازلت عن حقوقي المادية، كما وصل الأمر بوالده حدّ أن يطعن في شرفي، وكأنّ الانفصال جريمة تُرتكب بحق الذكورة المتسلطة لمجرد أنّ امرأةً قررت أن تنجو بنفسها من العنف النفسي.

أمومة بالإكراه

منذ بداية الزواج والحديث عن الإنجاب محور ثابت في حياتنا، من قبل والديه. وبرغم أننا كنا قد اتخذنا قراراً مشتركاً بتأجيل الإنجاب، إلا أنّ الضغط النفسي ظلّ حاضراً لا يتلاشى. والمفاجئ أنه تراجع عن قراره وبدأ يلحّ عليّ بأنه يريد طفلاً، لا حُبًا في بناء أسرة، بل إرضاءً لرغبات والديه.

حينها تساءلت: كيف يمكن أن تتحول الأبوّة والأمومة إلى هدفَين مفروضَين؟ كيف يُختزل وجود إنسان جديد في كونه وسيلةً لإرضاء الآخرين، أو أداةً للسيطرة دون اعتبار لما ينتظره في عالم قاسٍ لا يعبأ بأحد؟ لماذا لا يتساءل أيّ أبوين: هل نحن مستعدّان نفسياً لحمل مسؤولية كبرى كهذه؟ هل نحن جديران بتكوين نفسية طفل، دون أن نحمّله أعباءنا النفسية و"تروماتنا" التي لم نعالجها بعد؟

وذات يوم اتّصل والده بأمي وهدّدها صراحةً: "إذا لم يحدث الحمل، سأزوّج ابني"، وكأن ليست لابنه شخصية مستقلة أو قرار! كان ذلك مشهداً مروعاً كشف لي عن حياة تخبّئ في طيّاتها الكثير من الخوف والتحكم، وتُنتزع أبسط حقوق المرأة فيها، حتى الحق في قرارها بشأن جسدها، وكأنني لست إنسانةً بل أداة إنجاب لا أكثر.

منذ تلك اللحظة، انقطعت علاقتي بوالده تماماً بعد أن انفجرت فيه، وقلت له: "هذه حياتي وليس من حقك أن تتدخل فيها". وتأكدت شكوكي في أن قرارات حياتنا لم تكن بيد زوجي.

قبل الزواج، لم أكن من الفتيات اللواتي يحلمن بليلة الزفاف وكيف ستبدو طلّتهنّ بالفستان الأبيض والطرحة، بقدر ما تخيّلت شكل الحياة مع من سأختاره؛ فيها الكثير من الشراكة والدعم والثقة والاحترام المتبادل. لم أعرف أنّ هذه القيم البديهية ستصبح مستحيلةً في علاقة كهذه، وأنه سيحدث معي عكس كل ما تمنيته وحلمت به.

حتى أفكاري عن الأمومة لم تُختزل يوماً في أن أُنجب فقط، أو أنها غريزة تُلحّ عليّ، كنت أُفكّر في الأمومة كفعل وعي، كعلاقة إنسان بآخر، وكأثر، وكنت أتساءل: هل سأكون أمّاً مؤثرةً في حياة طفلي؟ هل أستطيع أن أجعله مؤثراً في المجتمع بغض النظر عن رغباتي الأنانية؟ هل أقدر على قطع حبال الازدواجية التي تلتصق بنا إلى اليوم؟ أريده أن يشعر بالأمان تماماً داخل رحمي وخارجه، ذاك الشعور الذي لم أذُقه منذ ولادتي إلى اللحظة التي أكتب فيها الآن.

منذ بداية الزواج والحديث عن الإنجاب محور ثابت في حياتنا، من قبل والديه. وبرغم أننا كنا قد اتخذنا قراراً مشتركاً بتأجيل الإنجاب، إلا أنّ الضغط النفسي ظلّ حاضراً لا يتلاشى. والمفاجئ أنه تراجع عن قراره وبدأ يلحّ عليّ بأنه يريد طفلاً، لا حُبًا في بناء أسرة، بل إرضاءً لرغبات والديه.

عنف بالوراثة

لم أكن طبيبةً نفسيةً ولا شيء ليلحّ عليّ سؤال واحد منذ أن ابتعدت عن زوجي: كيف لإنسان أن يستمرّ في حياته ويتنقل بين مراحلها وهو يتعرض لعنف أسري متواصل؟ لكن ما عشته كان واقعياً بما يكفي ليكون الإجابة.

رأيت زوجي في صور متعددة، بين طفل مهمل، غاضب دائماً، ورجل كبير مكبوت، خائف ومستنزف دائماً، لا يعرف من الحياة سوى أنها مهام تُنجز ولا تُعاش.

عرفت أنّ عنفه ضدي كان صورةً مكررةً من عنف تلقّاه صغيراً من والده، من أب لا يعرف غير السيطرة والتحكم، وكبت المشاعر، والتخويف والتهديد والشعور بالذنب إذا لم يطعه، من أبوة لا تعرف شيئاً عن الطفولة، وتقتلها مبكراً قبل أن تفعل الحياة.

رأيت زوجي في صور متعددة، بين طفل مهمل، غاضب دائماً، ورجل كبير مكبوت، خائف ومستنزف دائماً، لا يعرف من الحياة سوى أنها مهام تُنجز ولا تُعاش.

اكتشفت أنّ الإيحاء والوهم كانا حلقة الوصل بينهما، بين أب يستغلّ احتياجات الطفولة، فيوهم طفله بأنّه يستحق حقوقه بالأساس، وإذا اعترض يعنّفه. وذلك كان المسلك لبرمجته وتهميشه ودفعه لما أتى بعد ذلك وطبّقه عليّ.

رأيت زوجاً لم يرث غير العنف، مؤمناً بأنه دليله الوحيد على الوجود، ولا يرغب في تصديق أي رواية أخرى، وأنّ التلاعب والسيطرة هما حيلته الوحيدة للبقاء، متخفياً في زيّ البساطة والسذاجة ليتودد بهما إلى محيطه.

يظن أنه بذلك سيتمكن من الوصول إلى مراده، لكنني رأيتها حيلاً دفاعيةً يائسةً لرجل سُلبت منه كل أسلحة المقاومة. كان عارياً نفسياً لا يملك درعاً واحداً من الحب أو الاحتواء.

فكيف لإنسان مرّ بكل ذلك أن يرى الإنسانية في العلاقات؟ وكيف له أن يؤسس علاقةً صحيةً وجذروه نفسها مهترئة متقطعة؟ وكيف له أن يصدق أن هناك وجهاً آخر للعلاقة غير الذي لقّنوه إياه في صغره؟ وكانت المحصّلة هي علاقة زوجية فاشلة.

محاولاتي للنجاة

اكتشفت لاحقاً أنّ ما أعيشه يندرج تحت ما يُعرف بـgaslighting brain washing، حتى أشك في نفسي وأفقد صوابي، وأنها حيل تُستخدم للسيطرة. لم أكن أعرف هذه المصطلحات إلا من واقعي، ومن الممارسات التي كانت تستنزفني يوماً بعد يوم.

اقترحت عليه مراراً الذهاب إلى الطبيب النفسي، لا من باب الإهانة، وإنما ربما كمحاولة لإنقاذ علاقتنا، إلا أنه كان يوهمني دائماً بأنه سيصلّح كل شيء، وبلا جدوى.

عشت أنتظر لحظةً لن تأتي. كنت أُستنزف ببطء، أقلق كل ليلة، وأشعر بانعدام الأمان.

في كل صباح، كنت أكتب على ورقة صغيرة عبارة: "امسك في نفسك"، وتحتها تاريخ اليوم، لأشعر بأنّ يوماً آخر صمدت فيه، ونجوت من هذا العبث، ولم أستسلم إلى هذه الممارسات التي كانت تفرّغني من ذاتي. كنت أخشى أن أتحوّل إلى نسخة لا تشبهني.

ما بعد الصدمة

لا أعرف أنّ مرحلة ما بعد الصدمة ستبقيني عالقةً بين عالمين، بين ذاتي الحقيقية، وعالم يطاردني صوته في كل شيء. صرت أسمع صوتَين؛ أفكر في شيء ثم يأتيني صوت ثانٍ ليحاكمه. كل سلوك مهما كان بسيطاً يتحول إلى محكمة داخلية. صرت أشك في كلّ تصرفاتي وأتساءل حول مصداقيتها وهل هي نابعة مني أو من صوت التجربة السابقة؟

رأيت كيف تترك العلاقات السامّة أثرها؛ تهزّ كياننا من الداخل وتعيد تشكيل إنسانيتنا، وتهدم ثقتنا بما ظنناه ثابتاً.

رأيت كيف تترك العلاقات السامّة أثرها؛ تهزّ كياننا من الداخل وتعيد تشكيل إنسانيتنا، وتهدم ثقتنا بما ظنناه ثابتاً، لأنه كان من وعي تجارب محدودة، ضيقة، لم تختبر الحياة بعد، وربما تحرّرك من قيود لكنها تبني قيوداً جديدةً، أعمق، أقسى وأصدق، وترغمك على رسم حدود أوضح، وتعيد اتّزانك الداخلي بمعايير مختلفة ربما أكثر نضجاً وأشدّ ألماً.

ربما بهذه الكلمات التي أكتبها الآن أتحرر من علاقة حاربت فيها مراراً كي لا أفقد نفسي بلا رحمة، بعدما رأيت كيف يمكن لشخص أن يحاصرك داخل دوامة من الصراعات اللامتناهية، وأن يجعل ذهنك في حالة حرب دائمة، لا تهدأ أبداً إلا بإشارة منه، وأن يسلب منك حقك في أن تكون إنساناً، لا آلة أو دمية، تتمثل حول رغباته فقط، بينما أحاول الخروج منها بما تبقّى مني.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image