هذا الملف يتضمّن مجموعةً متنوعةً من النصوص، مرفقةً بخمس صور، من إنتاج أعضاء “ناس رصيف”.
جاءت هذه الأعمال ضمن تمرين فوتو-ستوري أشرف عليه شربل كامل في جانب الكتابة الإبداعية والتحرير، ويوسف عيتاني في جانب التصوير.
أتنهّد عند الباب، كأنّي أجهّز نفسي للصلاة، فأتخلّص من كل معتقد سابق كنت أؤمن به.
أدع الشمس تضرب وجهي وتقسمه نصفين: الظل والضوء، لعلّي أجد التوازن...

أحاول التخلّي عن جسدي خارجاً. أخلعه عني. يعود إليّ، يعصف مع الـADHD، فهو يحتاج إلى هذا التوازن بين أقسام العقل، أي بين القسم الخلفي المسؤول عن الاندفاع وهو الأكثر، والأمامي المسؤول عن التركيز وهو الأقل. وبينما الصراع مستمر بين العقل والروح، يحدث هذا التوازن الرهيب فأتخلّى عن أدويتي جميعها.

وأعيد كلمة "توازن" مرةً جديدة لعلّ التكرار يعلِّم… ولعلّ القلب يقود العقل إلى جولة بحث عن النصف المفقود.
"أبدأ بجولة البحث داخل عظمة قلعة بعلبك عن أنثى تشبه هذه العظمة، امرأة تشاركني دور القائد وتريحني من الفكرة التي فرضها المجتمع على الرجل، الذي يتعب من هذا الدور."
وأبدأ بجولة البحث داخل عظمة قلعة بعلبك عن أنثى تشبه هذه العظمة وتشبه ما أرى بين المنحوتات التي تعود لآلاف السنين. هي امرأة تشاركني بدور القائد وتريحني من الفكرة التي فرضها المجتمع على الرجل فجعلته قائداً. صدّق أو لا تصدّق: الرجل يتعب من هذا الدور...

أتخيّل كيف كانت أشكال النساء في القلعة: هل كنّ سمراوات أو بيضاوات تنعكس شمس بعلبك على وجوههنّ؟ هل كنّ يجمعن بين الملامح الفينيقية والرومانية، بحكم هذا الجدل الحاصل بين أبناء المدينة عن تاريخها حالياً؟

رحلتي هي الهروب إلى قلعة بعلبك ليهدأ صراع العقل في داخلي، وتنطلق من انتظار الباص المتجه إلى المدينة عند كنيسة مار مخايل. والسؤال المتكرر في كل رحلة: ماذا سأكتشف اليوم؟ أعلم أنّي اكتشاف جديداً لا أعرفه كل يوم، ولكن يبقى معيار الأنثى التي أبحث عنها في بعلبك ثابتاً. وعند خروجي من القلعة، أدير ظهري لها، وتكون آخر نظرة بالنسبة لي الشمس المنعكسة من القلعة على المنازل المحيطة بها. أتذكر جملةً وحيدةً قالها لي النحّات والفنان عمر عباس، ابن مدينة بعلبك: "نحن أبناء المدينة ليس فقط من التراب خُلقنا وإلى التراب نعود، بل أيضاً من الشمس وإلى الشمس نعود"...
"رحلتي هي الهروب إلى قلعة بعلبك ليهدأ صراع العقل داخلي، وأدير ظهري لها عند خروجي، مع آخر نظرة للشمس المنعكسة من القلعة على المنازل المحيطة."

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.