"حدث غامض في مصر" و"بن زايد يُقبّل يد ترامب"... معلومات مضللة راجت عربياً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقوق الأساسية

الأربعاء 28 مايو 202510:56 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحّدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

بين صورة مفبركة تُظهر الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، وهو يُقبّل يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورواج ادعاء عن فصل الحكومة المصرية الطلاب السوريين جميعهم من جامعات البلاد، مروراً برواج صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي للطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، بالقرب من جثامين أبنائها، وصولاً إلى الزعم بأنّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تنبّأ بانهيار السلطة السورية الانتقالية، تعدّدت المعلومات المضللة التي راجت عربياً هذا الأسبوع، وكانت موضع تحقّق منصات تدقيق معلومات عربية.

"بن زايد يقبّل يد ترامب"

تداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر رئيس الإمارات وهو يُقبّل يد نظيره الأمريكي، مرفقاً بنصّ يقول: "الولد المُطبّع يُقبّل يد أبيه، هذا هو محمد بن ترامب، وليس محمد بن زايد".

تلاعب البعض بالفيديو الأصلي لاستقبال الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، نظيره الأمريكي ترامب، في وقت سابق، واستُخدم أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي ليظهر وكأنّ بن زايد يُقبّل يد ترامب. هذا ما وجدته منصة "صحيح العراق" لدى التدقيق في الفيديو المفبرك

دققت منصة "صحيح العراق" في الفيديو، وتبيّن لها أنه مفبرك عبر إدخال حركات إضافية على الفيديو الأصلي باستخدام أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وأشارت "صحيح العراق"، إلى أنّ الفيديو الأصلي يعود إلى استقبال بن زايد لترامب في الإمارات يوم 15 أيار/ مايو 2025. وكشف البيت الأبيض تفاصيل الاستثمارات المتفق عليها خلال زيارة ترامب للإمارات، والتي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار.

وفي غضون زيارة ترامب لثلاث دول خليجية، هي السعودية والإمارات وقطر، انتشرت مجموعة من المعلومات المضللة، سبق أن تناولتها نشرات مجتمع التحقق العربي في أعدادها السابقة عبر رصيف22.

"الحكومة المصرية تفصل الطلاب السوريين"

راجت على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، منشورات تزعم أنّ الحكومة المصرية فصلت الطلاب السوريين جميعهم من الجامعات المصرية بزعم "الحفاظ على الأمن القومي".

تحققت منصة "صحيح مصر" من هذا الادعاء، مشيرةً إلى عدم دقّته، إذ لم يصدر أي قرار حكومي بفصل الطلاب السوريين جميعهم من الجامعات المصرية. ونفى رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عبد الصادق، في تصريح لموقع "العربية"، إقدام الجامعة على فصل الطلاب السوريين، موضحاً أنّ كلّ طالب لديه إقامة شرعية تحقّ له تأدية الامتحانات. 

في الأثناء، أوضح الرئيس السابق لرابطة الجالية السورية في مصر، راسم الأتاسي، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أنّ بعض الطلاب السوريين تعطلت دراستهم بسبب عدم صدور الموافقات الأمنية وتصاريح الإقامة لهم، نظراً إلى إقامتهم خارج مصر. 

"مصر ستشهد حدثاً كبيراً غامضاً"

نشرت صفحة تُدعى "مزيد"، على منصّتَي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، تصريحات منسوبةً إلى الإعلامي المصري عمرو أديب، نصّها: "ناس كتير بتقول إنّ في حاجة مهمة أوي هتحصل في البلد اليومين الجايين، خدوا بالكم".

أوضحت منصة "متصدقش" المصرية، أنّ التصريحات التي نقلتها "مزيد" مقتطعة من سياقها، إذ قال أديب جملته ساخراً مما وصفه بـ"الخزعبلات".

وجاءت تصريحات أديب، في سياق انتقاده لما يردده "البعض" بأنّ مصر على موعد مع حدث كبير خلال الأيام القليلة المقبلة، قائلاً: "أنا شايف ده معمول بهرمونية، طيّب ما ممكن يحصل أي حاجة يعني! إيه حاجة كبيرة هتحصل اليومين الجايين؟ إيه المصيبة يعني؟ إيه الكارثة؟ هي دي بلد صغيرة، يا جماعة كفاية بقى، تعبت والله".

وقد علّق أديب، عبر حسابه على منصة "إكس"، على اجتزاء تصريحاته، موضحاً أنه كان يهاجم مُطلقي هذه الشائعات، الذين يسعون -بحسب تعبيره- إلى بثّ القلق بين الناس. ونفى في الوقت نفسه علمه بما قد تحمله الأيام المقبلة من أحداث في مصر.

الذكاء الاصطناعي وصور آلاء النجار 

في الأثناء، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور التي تظهر في إحداها سيدة ترتدي الزيّ الطبي وهي تحتضن مجموعةً من الأكفان، وأخرى لسيدة تحتضن كفناً واحداً وهي تبكي، وثالثة لطبيبة تبكي أمام جثامين أربعة أطفال، مع ادّعاء أنّ هذه الصور توثّق استقبال الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار لجثامين أبنائها.

أوضحت كلّ من منصتي "كاشف" و"تحقق" الفلسطينيتين، أنّ الصور مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد تحليلها باستخدام أدوات رقمية متخصصة في الكشف عن هذا النوع من المحتوى، مثل Sightengine وHive Moderation، اللتين رجّحتا أنّ الصور بالفعل مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي.

وفقدت النجار تسعةً من أبنائها جرّاء قصف إسرائيلي لمنزل عائلة النجار، كما أصيب زوجها، وطفلها الوحيد المتبقي على قيد الحياة، ونُقلا إلى العناية المركزة، لتلقّي العلاج اللازم. 

"وزير الخارجية الأمريكي يتنبأ بسقوط النظام السوري"

في سياق منفصل، ادعت وسائل إعلام عربية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أعلن أمام الكونغرس الأمريكي أنّ الحكومة السورية الانتقالية ستنهار خلال أسابيع وليس خلال أشهر، وأنّ البلاد على شفا حرب أهلية.

وزير الخارجية الأمريكي لم يتنبّأ بانهيار الإدارة السورية الحالية، ولم تحدث اشتباكات بين قيادات الحوثيين، كما لم تفصل الحكومة المصرية الطلاب السوريين… هذا ما خلص إليه تفنيد منصات تدقيق المعلومات العربية لهذه الادعاءات وغيرها من المعلومات المضللة التي راجت هذا الأسبوع

راجع فريق منصة "فارق" السورية، كلمة روبيو أمام الكونغرس، وتوصّل إلى أنّ ما نُشر خارج عن سياق ما قصده وزير الخارجية، إذ قال روبيو: "كان لا بد من الانخراط مع الحكومة الانتقالية، ورفع العقوبات لأنّ تقييمنا لها كان أنه يمكن أن تنهار خلال أسابيع، وتندلع حرب أهلية كبرى وتتمزق البلاد".

وأكد روبيو أنّ ما يجري في سوريا ينعكس على المنطقة بأكملها، مشيراً إلى أنّ حالة عدم الاستقرار والفوضى هناك كانت سبباً في ظهور الإرهابيين من مختلف أنحاء العالم، وفي زعزعة استقرار المنطقة على يد تنظيم داعش.

"اشتباكات بين قيادات الحوثي"

تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية، مقطع فيديو مع ادعاء أنّه يوثّق اندلاع اشتباكات بين قيادات في جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، على خلفية خلافات حول تقاسم حطام طائرات تعرضت لقصف إسرائيلي في مطار صنعاء، بالإضافة إلى مخلّفات حديدية في ميناء الحديدة الذي طاولته ضربات إسرائيلية أيضاً.

أجرت منصة "مسند" اليمنية، بحثاً عكسياً عن أصل الفيديو المرفق، قاد إلى أنّ الأحداث الواردة في الفيديو تعود إلى العراق، والتُقط الفيديو عام 2022، ولا علاقة له بمستجدات الأوضاع في اليمن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image