من إرث تاريخي إلى صراع طائفي... لماذا ينقسم السوريون حول بني أميّة؟

من إرث تاريخي إلى صراع طائفي... لماذا ينقسم السوريون حول بني أميّة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتاريخ

السبت 24 مايو 202509:09 ص

تحوّل النقاش حول بني أميّة، في سوريا، من كونه جدلاً تاريخياً إلى أداة للصراع الطائفي والسياسي، خلال سنوات الثورة السورية، وبعد رحيل رأس النظام السابق بشار الأسد، وتولّي أحمد الشرع الرئاسة، حيث احتدم هذا الصراع حتى بات مؤيدو الرئيس الجديد يطلقون عليه لقب "قمر بني أميّة".

المناكفات على وسائل التواصل الاجتماعي مستمرّة بين السوريين المنقسمين بين من يدافع بشدّة عن إرث بني أميّة، ووسم دمشق بهذه الحقبة الزمنية، وبين من يرفض هذا التبنّي، ومن ينأى بنفسه عن هذا السجال المتواصل برغم تأكيد الشرع، خلال لقائه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي: "نحن أهل الشام مسالمون، ما علاقتنا بأحداث حصلت قبل 1400 سنة؟"، مستنكراً الخطاب الطائفي لإيران حول ثأرها للحسين بن علي بن أبي طالب.

ثم أتى مسلسل "معاوية"، ليثير الجدل خاصةً بسبب المغالطات التاريخية التي فيه، والذي عرضته قناة "MBC"، في رمضان 2025، ومنع العراق عرضه مثلما سبق ومنع عرضه بجانب فيلم "أبو لؤلؤة"، في موسم رمضان 2023، بسبب إثارتهما السجالات الطائفية.

وتأجج الصراع الإلكتروني، بعد تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، في 25 آب/ أغسطس 2024، حين أكد في حسابه على منصة إكس، أنَّ "المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية هي معركة مستمرّة، وتأخذ أشكالاً متعددة". 

يشير عمر الحاج حسن إلى أنَّ السوريين توزّعوا في موقفهم من بني أميّة، على 4 تصنيفات. فما هي هذه الفئات؟ وكيف تحوّل هذا الجدل التاريخي إلى أداة للصراع الطائفي والسياسي؟

إرهاصات الصراع 

يقول الكاتب السياسي عمر الحاج حسن، لرصيف22، إنّ "اعتداد شريحة من السوريين بنسب بني أميّة، كان وما زال ردّة فعل على التصريحات الطائفية لمحور المقاومة، فمنذ عام 2011، أعلن زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله، في مقابلة مع الإعلامي غسان بن جدو، عن نيّة الحزب التدخل في سوريا، وفي أكثر من خطاب أكد نصر الله عباراته الطائفية، ومنها: ‘نخوض في سوريا حرباً وجوديةً’، حتى أنه قال لمقاتليه قبل الهجوم على القصير 2013: ‘ليتني رصاصكم’، بالإضافة إلى الشعارات الطائفية التي ردّدتها عناصر الميليشيات الإيرانية التي شاركت إلى جانب الأسد في قتال الجيش السوري الحرّ، وشماتة أنصار إيران بالضحايا السوريين والدعوات الطائفية إلى إبادتهم".

هذا التدخل العسكري في سوريا كان تحت ذريعة دينية بحجة الدفاع عن المراقد الشيعية في سوريا. هكذا بدأت الإرهاصات الأولى لما وصفه الحاج حسن بـ"تطييف الصراع"، لافتاً إلى أنّ "الثورة منذ انطلاقتها عام 2011، لم ترفع شعارات طائفيةً، بل كانت تحمل مطالب وطنيةً شاملةً، ولم يُذكر بنو أميّة، في خطاب الثوار، برغم أنّ السنّة يشكلون قرابة 80% من سكان سوريا".

وفي المرحلة الثانية من الصراع بعد التدخل الروسي عام 2015، ارتفعت وتيرة التغلغل الإيراني في مفاصل الدولة السورية، خاصةً مع استعادة نظام الأسد، السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، ولا سيما بعد الجولة الأولى من مباحثات أستانا مطلع العام 2017.

في هذا السياق، تحوّلت ساحات رمزية، كصحن الجامع الأموي في دمشق، إلى أماكن تجمعات وطقوس لمنتمين إلى الطائفة الشيعية، وفي مطلع العام 2024، أثارت مشاهد ضرب الزوّار الشيعة قبر معاوية بن أبي سفيان، بالأحذية، موجة غضب، وتم تدمير الجامع الأموي في حلب، بالإضافة إلى نبش ضريح الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، في قرية دير شرقي جنوبي إدلب عام 2020، ما أحدث استنكاراً محلياً وعربياً حتى زعمت وزارة الأوقاف السورية حينها أنّ التخريب حصل من قبل "جبهة النصرة". يقول الحاج حسن: "لم تكن هذه مجرد ردود عابرة، بل لحظات مفصلية عمّقت الشرخ الطائفي".

يتابع: "إنّ إقامة طقوس اللطميات الشيعية في المحافظات السورية، خاصةً يوم عاشوراء، زادت من استفزاز سكان تلك المناطق السنّية"، لافتاً إلى أنّ هذه الأفعال كانت رسائل سياسيةً قبل أن تكون شعائر دينيةً، وتأتي في سياق مشروع متكامل بدأ مع دخول محور المقاومة إلى سوريا.

انقسام حول بني أميّة

يشير عمر الحاج حسن، إلى أنَّ السوريين توزّعوا في موقفهم من بني أميّة، على 4 تصنيفات:

1. كارهو بني أميّة سواء من أنصار "محور المقاومة" الذين يرون فيهم رموزاً معاديةً للشيعة، مستغلين القضية الفلسطينية كذريعة لمهاجمتهم، أو من العلمانيين كارهي الإسلاميين، وفي ذروة التراشق الإلكتروني، سادت تعبيرات ساخرة مثل "بني سمية" كسخرية من "أمية"، للإشارة إلى أنّ كلّ من يناصر الحكومة السورية الجديدة هو من أحفاد هذا "الإرث". 

2. الحياديون الذين يرون أنّ حقبة بني أميّة هي مجرد مرحلة من مراحل التاريخ لا تستحق هذا الجدل كله.

3. المعتدّون ببني أميّة نكايةً بالشيعة في وسائل التواصل الاجتماعي، لا عن فكر تاريخي، بل من نشوة انتصار سياسي مغلّف بالهوية الدينية، ومنها الردود الإنشادية بعد إصدار الشيعة أناشيد تسفّه بني أميّة، ومنها "صدى عزمك رج أميّة رج" للرادود خضر عباس، فردّ المنشد السوري ماجد الخالدي، بأنشودة بلحن مماثل باسم "بنو أمية أصلهم ذهب"، وتوالت الردود بين الطرفين، وكانت آخرها "رجع جيش أميّة".

4. بعض المثقفين الذين يعتدّون بالإرث الأموي، مثل المذيع معاذ محارب، والناشط السياسي طارق البابا.

ويقول البابا، لرصيف22: "الحضارة الأموية تُعدّ جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية والتاريخية لدمشق وسوريا عموماً، وأيّ محاولة لفصل بني أميّة عن التاريخ السوري هي بمثابة نزع ثوب حضاري متجذر في عمق المنطقة".

يضيف: "الحضارة الأموية التي انطلقت من دمشق، تفتخر بها اليوم دول كبرى مثل إسبانيا (الأندلس)، فكيف لا نكون نحن أولى بهذا الفخر؟ خلال زيارتي إلى إسبانيا، لمست محبّة الناس وتقديرهم لنا، وقد استُقبلتُ في غرناطة وكأنّني أحد أحفاد طارق بن زياد. لا أنسى ما قاله لي صاحب الفندق عندما وصلت: ’ضع أغراضك واستمتع بحضارة أجدادك‘. كلمات تعبّر عن حجم التقدير لهذه الحضارة العربية والإسلامية".

ويلفت البابا، إلى أنّ الإرث الأموي لا يزال حاضراً في تفاصيل الحياة الأندلسية حتى اليوم، سواء من خلال النقوش المستوحاة من فنون دمشق التي تزيّن جدران قصر الحمراء، أو من خلال الأشجار المثمرة التي نُقلت من بلاد الشام واستقرّت في الأندلس منذ ذلك الحين.

"الحضارة الأموية تُعدّ جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية والتاريخية لدمشق وسوريا عموماً، وأيّ محاولة لفصل بني أميّة عن التاريخ السوري هي بمثابة نزع ثوب حضاري متجذر في عمق المنطقة"، لكن السوريين منقسمون حول بني أميّة. لماذا تجدّد السجال الآن؟

كما يشير أيضاً إلى أنّ "العديد من المدن الأندلسية لا تزال تحمل أسماء ذات أصول أموية، مثل غرناطة، قرطبة، إشبيلية، طليطلة، الجزيرة الخضراء، مضيفاً أنّ بلدة ‘الهامة’ في ريف دمشق التي ينحدر منها، توجد بلدة تحمل اسمها نفسه في إسبانيا، لذلك، فإنّ إعادة إظهار هذا الإرث للعالم ليست ترفاً، بل مسؤولية. أمّا النقاشات التي تُثار حول هذا الموضوع، فأعدّها غير مجدية، لأنّها بالنسبة لي أمر واقع لا جدال فيه".

ومن الحياديين في ما يخصّ بني أميّة، المفكر والكاتب السوري وائل الشيخ أمين، الذي يقول لرصيف22، إنّ "كلّ أمّة لها جذور حضارية من حقّها أن تفتخر بها، وهذا يزيد من عزّتها وثقتها بنفسها، والتاريخ يستفاد منه في الفترات الحرجة ليكون عوناً على النهوض".

لكن لا يعتقد الشيخ أمين، أنّ التغنّي ببني أميّة هو الاستدعاء المناسب للتاريخ الذي نحتاجه اليوم، عازياً السبب إلى أنّه يزيد الشرخ بين المكونات السورية، فلو سألنا الشيعة والعلويين عن ألدّ أعدائهم التاريخيين لما اختاروا سوى بني أميّة، بل إنّ الكثير ممّن يتغنّون ببني أميّة يكون تغنّيهم من باب المناكفة ورد الفعل، لا غير.

ويخشى الشيخ أمين، من أنّ يتسبب حصر التغنّي ببني أمية والمبالغة فيه، في "انتكاسة في بعض القيم التي ثُرنا من أجلها"، حيث يدفع بعض السوريين إلى الدفاع عن مسألة توريث الحكم، برغم أنّ الثورة السورية قامت ضد حكم عائلة الأسد، كما برّر آخرون ظلم الحجاج بن يوسف الثقفي، واستبداده، والثورة قامت ضد الاستبداد والظلم.

هوية غير دينية

يوضح الباحث السوري طالب الدغيم، الحائز على دكتوراه في التاريخ، في حديثه إلى رصيف22، "أنَّ العهد الأموي حوّل دمشق من مدينة إقليمية إلى عاصمة خلافة إسلامية خارج الجزيرة العربية، بعد أن كانت المدينة المنوّرة مركز الدولة ثم الكوفة في عهد علي بن أبي طالب وابنه الحسن الذي تنازل عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان، وكانت دمشق مركز القرار في دولة امتدت حدودها من الصين شرقاً إلى الأندلس (إسبانيا) غرباً.

ولهذا، بحسب الدغيم، فإنّ "الهوية الأموية ليست دينيةً أو مذهبيةً، بل تمثّل ذروة النفوذ العربي والإسلامي من قلب الشام، وارتبطت بفترة ازدهار إداري وحضاري كبير، وهذا التميّز التاريخي، يجعل معظم السوريين، خصوصاً بعد ثورة 2011، يرون في دمشق الأموية نموذجاً مضاداً لحكم الانفصاليين والأسديين وأتباع المحور الإيراني". 

من جانبه، يقول الدكتور في التاريخ الإسلامي حسام الدين الحزوري، لرصيف22، إنَّ "إعلان دمشق عاصمةً لبني أميّة كان تحوُّلاً جذرياً إذ أصبحت عاصمة العلم والعمران والاقتصاد والسياسة ومركز الفتوحات الإسلامية، وحاضرة العالم حيث تستقطب الجميع، ومع توسّع الدولة وتدفق الغنائم، خاصةً في عهد الوليد بن عبد الملك، شهدت الدولة الأموية نهضةً بمختلف جوانب الحياة خاصةً التطوير العلمي، ولُقّب ذاك العصر بالعصر الذهبي".

وبحسب الحزوري، "ما يميّز الدولة أنّها عربية كليّاً، فجميع رجالها كانوا من العرب ولم يتزوّجوا من أجنبيات كما خلال الدولة العباسية، كما ارتبطت ارتباطاً وثيقاً ببني أميّة وطُبعت بطابع خاص، ولم يعرف الدمشقيون دولةً رسمت وجودها مثلها، حيث أعطيت اللغة العربية مكانتها بين اللغات حينذاك، ودُوّنت الدواوين وعُرِّبَت بعد أن كانت تُكتب باللغتين الفارسية والبيزنطية، كما عُرّبت العملة النقدية بعد أن كانت بيزنطيةً، وأصبحت للدمشقيين مدرسة خاصة قائمة على معالم الحضارة الإسلامية الجديدة، ومن أبرز معالمها بناء المسجد الأموي، أحد رموز العمارة الإسلامية المبكرة".

ويشير إلى "عام 41 للهجرة 661م، تاريخ إقامة الدولة الأموية الذي عُرف بـ’عام الجماعة’ لتوحيد المسلمين تحت حكم واحد بعد انقسام في ما بينهم (قسم مع علي، وقسم مع معاوية)، باستثناء طائفة واحدة لم تبايعه هي الخوارج، وبذلك تم تأسيس الدولة الأموية ورفعت الأعلام البيضاء وأصبح معاوية أول خليفة أموي للأمة الإسلامية بعد انتهاء عهد الخلفاء الراشدين الأربعة".

إلى ذلك، أنشأ الأمويون منطقة الثغور التي تفصل بينها وبين الدولة البيزنطية، وهي حالياً المدن التركية الجنوبية، كما يقول الحزوري، وتم الانتقال من الشورى إلى الملك العضوض والحكم الوراثي، والانتقال من الدولة الفكرة إلى الدولة القوية الجامعة التي تفرض سطوتها على مكوناتها المختلفة.

ويذكر أنّ اعتزاز السوريين بالدولة الأموية، يعود إلى أيام مجدهم وعزّهم خلال تلك الحقبة الزمنية، خاصةً أنَّ الدولة العباسية عاملت أهل الشام بنوع من الإذلال والإهانة، فكانوا أمويّي الهوا والانتماء وعانوا عقب سقوط دولتهم، ووصف أحد المؤرخين سقوط دمشق في 14 رمضان 132هـ على يد العباسيين، كـ"أفظع مأساة في التاريخ الإسلامي"، وانتقل مجد دمشق إلى الكوفة، وهذا معنى ارتباط دمشق ببني أميّة.

وبعد رحيل بشار الأسد، والمعاناة التي خلّفها نظام البعث لأكثر من 60 عاماً، استذكر بعض السوريين لقب "قمر بني هاشم"، الذي أُطلق على العباس بن علي بن أبي طالب، لشدّة جماله، فاقتبسوا منه لقب "قمر بني أميّة" المستحدث للرئيس أحمد الشرع. 

حقيقة الخلاف السنّي الشيعي

إنَّ الرواية التاريخية حول شخصيتَي معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد، هي أحد جذور الانقسام السنّي-الشيعي، إذ تتجاوز الخلاف السياسي لتتحوَّل إلى رمزيات عقدية، كما يقول طالب الدغيم، مستنداً إلى الرؤية السنّية التي يُنظر فيها إلى معاوية بوصفه صحابياً كاتباً للوحي، وأميراً محنّكاً أسّس دولةً قويةً بعد فترة الفتن، كما أنّ ابنه يزيد يُعدّ في منظورهم خليفةً أخطأ دون أن يُكفَّر، ويُفصل بين فعله وبين شرعية الدولة.

في المقابل، ترى الرواية الشيعية أنّ معاوية انقلب على الإمام علي بن أبي طالب، وأنّ ابنه "يزيد" مسؤول بشكل مباشر عن استشهاد الحسين بن علي، في كربلاء، وهو رمز الدولة العباسية التي اتخذت من اللون الأسود رمزاً لها وعلماً، يضيف الدغيم، ما يجعل بني أميّة رمزاً للظلم والانحراف عن مسار الإمامة الشرعية، حسب هذه الرواية، وهذا سبب كره الشيعة لبني أميّة.

يرى طالب الدغيم، أنّ الإرث الأموي يمكن أن يُعاد تقديمه كجزء من مشروع وطني جامع للسوريين، بشرط إعادة قراءته كمرحلة سياسية وإدارية متقدّمة، لافتاً إلى أنّ نجاح هذا المسعى يتطلّب تجاوز التوظيف الطائفي أو الانتقامي، وتقديم التجربة باعتبارها نموذجاً لبناء الدولة والإدارة، وتوسيع الهوية الجامعة لكل السوريين

هذا التناقض العميق جعل من المرحلة الأموية مادة خلاف تتكرّر في كلّ صراع مذهبي، حيث يُعاد استحضار هذه الرموز إمَّا لتثبيت السردية السنّية عن "الدولة والشرعية"، أو لتأكيد السردية الشيعية عن "المظلومية والانحراف"، وفقاً للدغيم.

هل يمكن أن يكون الإرث الأموي مشروعاً وطنياً جامعاً؟

من الناحية المبدئية، يرى طالب الدغيم، أنّ الإرث الأموي يمكن أن يُعاد تقديمه كجزء من مشروع وطني جامع للسوريين، بشرط إعادة قراءته كمرحلة سياسية وإدارية متقدّمة، لافتاً إلى أنّ نجاح هذا المسعى يتطلّب تجاوز التوظيف الطائفي أو الانتقامي، وتقديم التجربة باعتبارها نموذجاً لبناء الدولة والإدارة، وتوسيع الهوية الجامعة لكل السوريين.

يضيف: "المصالحة مع الإرث الأموي تتطلّب فصل التاريخ عن الأدلجة، والهوية الوطنية التي تواجه نظام الأسد البائد عن العقائد، وتقديم سردية تاريخية متّزنة تعترف بالتنوع والمواطنة العادلة، وتتفهم أسباب الجدل التاريخي والصراع المذهبي وخلفياته السياسية والقومية، بما يجعل هذا الإرث الأموي رصيداً وطنياً لا نقاط خلاف".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image