"جماعة الإخوان المسلمين في مصر تحلّ نفسها"... أبرز المعلومات المضلّلة خلال الأسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقوق الأساسية

الأربعاء 21 مايو 202509:19 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحّدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.


ما بين حلّ جماعة الإخوان المسلمين في مصر نفسها، مروراً بافتتاح ديسكو في مدينة مكة في السعودية بالتزامن مع بداية موسم الحج، وإهانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، وصولاً إلى وفاة الفنان السوري جورج وسوف، تعدّدت المعلومات المضللة التي راجت عربياً هذا الأسبوع وكانت موضع تحقّق منصات تدقيق معلومات عربية. 

"جماعة الإخوان في مصر تحلّ نفسها"

انتشر على منصتَي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، بيان منسوب إلى جماعة الإخوان المسلمين تعلن فيه حلّ نفسها في مصر، والتوقف عن ممارسة أي نشاط سياسي، والتفرّغ للعمل الدعوي والتربوي.

أثبتت منصة "صحيح مصر"، أنّ البيان مفبرك، إذ لم ينشره أي من الحسابات الرسمية التابعة للجماعة، كما نفى المتحدث باسم الجماعة، صهيب عبد المقصود، صحة البيان، مشدداً على ضرورة "تلقّي البيانات من مصادرها، وعدم الالتفات إلى صفحات وحسابات مجهولة تفتقر إلى المصداقية".

كما راجع فريق "صحيح مصر"، التصميم المستخدم في البيان، وتبيّن أنّ الخط المستخدم فيه يختلف عن الخط المستخدم في البيانات الرسمية المنشورة على الحسابات الرسمية للجماعة على منصات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن ضعف جودة الصورة المرفقة بالبيان.

جماعة الإخوان المسلمين في مصر لم تحلّ نفسها، وترامب لم يهِن بن سلمان، ولم يتم اكتشاف نفق لتهريب المخدرات من المغرب إلى الجزائر… كيف فنّد مدققو المعلومات العرب هذه الادّعاءات المضللة؟ 

وتتكرر بين الحين والآخر مزاعم في بيانات مفبركة تُنسب إلى جماعة الإخوان المسلمين، تدّعي أنّ الجماعة قررت حلّ نفسها، وذلك بعد نحو 12 عاماً من صدامها مع السلطات في البلاد، وذلك منذ عزل الرئيس الراحل محمد مرسي.

"ديسكو في مكة" و"ترامب يهين بن سلمان"

وفي السياق السعودي، انتشر فيديو على منصة إكس، يزعم ناشروه أنه يظهر افتتاح نادٍ ليلي في مدينة مكة في السعودية، مرفقاً بتعليق جاء فيه: "بمناسبة بداية موسم الحجّ، افتتاح أول ديسكو متكامل الخدمات في مكة المكرمة، يوفر كل الخدمات المثيرة للغرائز من رقص، وخمور، ومساج، وغرف للخدمات الخاصة".

دققت منصة "متصدقش" المصرية، في الفيديو، وتبيّن لها أنه مضلّل، إذ التُقط في مطعم "SPAGO" في العاصمة السعودية الرياض، لا في مكة. ولم تعلن أي جهة رسمية سعودية افتتاح نادٍ ليليّ في مكة، ولم يرِد هكذا خبر في وسائل الإعلام السعودية الموثوق بها. ويُعدّ مطعم "SPAGO" جزءاً من سلسلة مطاعم عالمية تحمل الاسم نفسه، ولا توجد لها أي فروع في السعودية سوى فرع واحد في العاصمة الرياض.

واستمراراً للتضليل في الشأن السعودي، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، مع ادّعاء أنّ الفيديو يتضمن إهانة ترامب لوليّ العهد السعودي وفيه يطلب منه الوقوف في أثناء إلقائه كلمته.

تحقق مرصد "كاشف" الفلسطيني، من الفيديو، بالعودة إلى كلمة ترامب، التي ألقاها خلال المنتدى الذي عُقد في الرياض، ووجد أنّ الفيديو مجتزأ من الخطاب على نحو أخرجه من سياقه، إذ لم يطلب ترامب من بن سلمان، أن يقف، بل وجه حديثه إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو، الذي كان يجلس بجانب وليّ العهد السعودي، وطلب منه الوقوف ليشكر الأخير على إسناد تنظيم كأس العالم لكرة القدم المقررة عام 2034 في السعودية.

واختتم دونالد ترامب، في 16 أيار/ مايو 2025، جولةً شملت ثلاث دول خليجية، هي السعودية والإمارات وقطر، أبرم خلالها صفقات استثماريةً تُقدَّر بنحو 3.2 تريليون دولار في قطاعات الدفاع والطاقة والطيران وغيرها من المجالات.

"نفق لتهريب المخدرات من المغرب إلى الجزائر"

في سياق الفتنة الرقمية الدائرة بين المغرب والجزائر، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لتقرير إخباري مصوّر، مرفقاً بادعاء أنّ الفيديو لـ"اكتشاف نفق سرّي خطير يمتدّ من التراب المغربي نحو منطقة باب العسة الحدودية بولاية تلمسان (الجزائرية)، ويُستخدم ضمن شبكات التهريب المنظّم للمخدرات".

أجرت منصة "غربال" المغربية، بحثاً عكسياً عن أصل الفيديو، كشف أنّ المشاهد الواردة في الفيديو تعود إلى شباط/ فبراير 2025، حين اكتشفت السلطات الإسبانية نفقاً سرّياً يُستخدم في تهريب المخدرات. وأوضحت الشرطة الإسبانية، أنّ النفق يمتدّ إلى جيب سبتة، وقد عُثر عليه في أثناء تفتيش مستودع في منطقة صناعية داخل المدينة الخاضعة للنفوذ الإسباني.

وتقع مدينة سبتة الإسبانية، على بُعد أكثر من 600 كيلومتر من منطقة العسة الحدودية، ما يؤكد أنّ النفق المكتشف لا يربط بين الجزائر والمغرب، بل بين الأراضي المغربية وجيب سبتة الخاضع للسيطرة الإسبانية.

"وفاة جورج وسوف" و"افتتاح ملهى ليلي في مكّة بالتزامن مع موسم الحج" و"عودة الكويت إلى منح تأشيرة العمل للسوريين"... هذه أبرز المعلومات المضللة التي راجت عربياً هذا الأسبوع، وهكذا فنّدتها منصات تدقيق المعلومات العربية

واكتُشف النفق السرّي في إطار عملية "هاديس"، التي أسفرت عن توقيف ثمانية أشخاص في إسبانيا، من بينهم نائب في مجلس المدينة، وعناصر من الحرس المدني. 

"الكويت تعود لمنح فيزا العمل للسوريين"

في غضون ذلك، تداولت حسابات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، ادّعاء يفيد بعودة الكويت إلى منح تأشيرة العمل للسوريين. أثبت تحقيق منصة "ترو بلاتفورم" السورية، أنّ الادعاء زائف، وذلك بعد الرجوع إلى البوابة الإلكترونية الرسمية لدولة الكويت، التي لم تنشر أي معلومات تفيد بإعادة منح تأشيرات العمل للسوريين. كما لم يُعثر على أي بيانات تدعم صحة الادعاء في كل من موقع وزارة الداخلية الكويتية، والهيئة العامة للقوى العاملة هناك، ووكالة الأنباء الكويتية. كذلك، لم يصدر عن وزارة الخارجية والمغتربين السورية أو السفارة السورية في الكويت، أيّ إعلان أو بيان يؤكد صحة هذا الادعاء.

"وفاة جورج وسوف"

فنّياً، تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي، صورةً للفنان السوري جورج وسوف، وهو راقد على سرير داخل مستشفى، مرفقةً بادعاء يفيد بأنه "توفي منذ قليل في المشفى". أكّدت منصة "صحيح العراق"، زيف الادعاء، مشيرةً إلى أنّ الفنان ظهر في مقطع فيديو ردّاً على الشائعة، أكد فيه أنّ صحته جيدة وأنّ الأنباء المتداولة غير صحيحة.

كما أسفر البحث العكسي عن أصل الصورة المرفقة بالادعاء إلى أنها سبق أن نُشرت في عام 2011، عندما كان الفنان السوري في العناية المركزة في مستشفى الشامي، وأدى تسريبها حينها إلى فتح تحقيق مع الممرضة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image