في القرن الثامن عشر، كانت أوروبا تودّع العصر الزراعي وتبدأ ثورتها الصناعية، وفي الوقت ذاته كانت غارقةً في كلاسيكيتها الفنية. ويبدو أن عقلها اللاواعي كان يبحث عن معادل روحاني للحياة النظامية التي بدأت تخلقها الصناعة، ويدعمها الفن الكلاسيكي شديد التنظيم.
وجدت أوروبا ضالّتها في الاتجاه إلى الرومانسية، فودّعت العصر الكلاسيكي وبدأت العصر الرومانسي في الفن، مع بدايات القرن التاسع عشر، وكان كتاب "ألف ليلة وليلة"، العمل الشرقي الذي حار الباحثون في مؤلّفيه وبلد منشئه في الشرق، من أهم الروافد التي دعمت الاتجاه الفني الرومانسي، حسبما نفهم من دراسة الناقدة الأدبية الدكتورة سهير القلماوي، "ألف ليلة وليلة"، وكتاب الناقدة والمؤرخة والمؤلفة الموسيقية الدكتورة سمحة الخولي، "من حياتي مع الموسيقى".
كتاب "ألف ليلة وليلة" التراثي الشهير، يضم قصصاً شعبيةً فلكلوريةً وأسطوريةً من أرض الخلافة الإسلامية، ويرجّح تأليفه في عصور وأماكن مختلفة، حيث تمتد أماكن حدوث القصص من الهند والصين إلى الأندلس، مروراً بإيران والعراق ومصر وباقي الشرق الأوسط، وزمنياً من القرون الإسلامية الأولى حتى عصر المماليك.
هذه القصص خيالية، ولكن خيالها مستمدّ من واقع تلك الأزمنة والأمكنة، وتحمل سحر الشرق ورومانسيته اللذين كان الغرب يبحث عنهما، وهذا البحث هو الذي جعل المستشرقين الغربيين يتجهون إلى إعادة اكتشاف هذا العمل قبل الشرق، بل هم من نبّهوا العرب إلى قيمة كتابهم التراثي، حسب ما توضح الدكتورة سهير القلماوي. فأوّل طبعة عربية للكتاب، بعد زمن النسخ اليدوي، هي الطبعة المصرية التي تسمّى "طبعة بولاق"، وصدرت عام 1833، ولكن سبقتها ترجمة للكتاب في الغرب عام 1717، للفرنسي أنطوان جالان، وتلتها طبعات وترجمات مختلفة، إلى الألمانية والإنكليزية والفرنسية وغيرها.
والمثير أنّ هذا الاهتمام بـ"ألف ليلة وليلة"، تزامن مع الاهتمام بـ"الإلياذة والأوديسا" العملَين اليونانيين الفلكلوريين الأسطوريين القديمين، واقترن به، بحسب القلماوي، ما يدعم فرضية أنّ أوروبا كانت تبحث في أكثر من ثقافة عن خيال افتقدته بفعل الواقعية الكلاسيكية الفنية التي تزامنت مع الاتجاه إلى الصناعة.
"ألف ليلة وليلة" أو " Arabian Nights–الليالي العربية"، حسب اسمه الشائع في الإنكليزية، مليء بالموسيقى والأغاني، وهو الأمر الذي جعل باحثين أوروبيين يجرون دراسات على الموسيقى العربية أو الشرقية من خلال هذا المرجع الزاخر بالتفاصيل الموسيقية والغنائية، ومنهم هنري جورج فارمر (1882-1965)، المستشرق البريطاني الشهير والباحث في الموسيقى وقائد الأوركسترا.
في دراسته التي حملت عنوان " The Music of The Arabian Night" ("الموسيقى في ألف ليلة وليلة")، استخلص فارمر، ملامح عامة عن الموسيقى العربية والشرقية عموماً، في أزمنة وقوع تلك القصص، من حيث طبيعتها الصوتية وآلاتها وأغانيها، وموقع الموسيقى والغناء في العقلية الشرقية الإسلامية، والأجواء المحيطة بمجالس السماع، وموقع الفنانين والموسيقيين في المجتمع الإسلامي، وغيرها من مباحث مرتبطة بالموسيقى والموسيقيين الشرقيين تناولها فارمر، في دراسته.
ربما تكون متتابعة "شهرزاد"، أشهر الأعمال العالمية المستوحاة من "ألف ليلة وليلة"، وهي الأشهر لمؤلّفها، بل من أشهر الأعمال الموسيقية في العالم على الإطلاق، ولها شعبية كبيرة في العالم العربي، ولا سيّما في مصر
ولكن الأكثر إثارةً، أنّ هناك من المؤلفين الموسيقيين الأوروبيين من تعامل مع "ألف ليلة وليلة" بطريقة معاكسة، حيث جعله مرجعاً له لتأليف أعمال موسيقية تجسد قصصاً منه، بدءاً مما يُعرف بالعصر الرومانسي في الموسيقى (نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر)، وعلى مدار القرنين الماضيين.
ما أهم الأعمال الموسيقية التي استلهمت أو جسدت قصصاً من "ألف ليلة وليلة"؟ وكيف تناولتها؟ هذا ما نوضحه في ما يلي.
"شهرزاد"... العمل السيمفوني الأهم لكورساكوف
"شهرزاد" هي الشخصية المحورية في "ألف ليلة وليلة"، فهي الراوية التي تجلس مع الملك وتحكي له كل حكايات الليالي، ومنها استلهم المؤلف الموسيقي الروسي ريمسكي كورساكوف (1844-1908) الخيط الدرامي في تأليف موسيقاه التي حملت اسمها، وقد ألّفها عام 1888.
ربما تكون متتابعة "شهرزاد"، أشهر الأعمال العالمية المستوحاة من "ألف ليلة وليلة"، وهي الأشهر لمؤلّفها، بل من أشهر الأعمال الموسيقية في العالم على الإطلاق، ولها شعبية كبيرة في العالم العربي، ولا سيّما في مصر، بسبب استعانة الملحّنين والمؤلفين الموسيقيين المصريين بموسيقاها في العمل الدرامي الشهير "ألف ليلة وليلة"، الذي كان يعرضه التلفزيون المصري ومن قبله الإذاعة المصرية على أجزاء، خلال سنوات طوال، في شهر رمضان من كل عام.
ما ميّز هذه المتتابعة السمفونية، أنها نجحت في رسم الجوّ الشرقي بالموسيقى البحتة، دون وجود نص شعري أو كلامي مثل الأوبرا، ولم يكن خيال مؤلفها يعتمد على حكاية واحدة من حكايات "ألف ليلة وليلة"، وإنما رسَم الجو العام لمشهد شهرزاد وهي تحكي للملك شهريار قصصها، وانطلق من هذا الجو العام إلى وضع أربع حركات موسيقية تعبّر عن أربع حكايات من الكتاب قرأها وتأثّر بها.
يحكي كورساكوف نفسه، حسب ما نقلت عنه الدكتورة سمحة الخولي، عن كيفية تأليفه لتلك الموسيقى التي تمتدّ لما يقرب من ساعة، فيقول: "لقد اتبعت في كتابة شهرزاد برنامجاً يقوم على تقديم صور منفصلة من 'ألف ليلة وليلة'، لا تربط بينها صلة خاصة، بل هي صور أربعة لأربع قصص استهوتني، وهي على التوالي: البحر وسفينة السندباد، حكاية أمير كاليندار، الأمير الصغير والأميرة الصغيرة، مهرجان بغداد: البحر-السفينة تتحطم على الصخور، ثم حركة الختام".
ويوضح كورساكوف، أنه صنع خيطاً نفسياً يوحّد بين هذه الصور الأربعة؛ المقدمة القصيرة للفيولين (الكمان الصغير) في الحركة الأولى، وتتكرر في الحركتين الثانية والرابعة، بالإضافة إلى الفاصل البارز في الحركة الثالثة، وهذا الخط النفسي أو الجملة التي تؤديها آلة الفيولين، تجسيد لشخصية شهرزاد وهي تحكي قصصها المبدعة للسلطان الصارم (شهريار).
أما ختام الحركة الرابعة أو القسم الرابع في المتتابعة السمفونية، فيؤدي الغرض البنائي نفسه، حيث الربط الداخلي بين أفكار الحركات الأربعة، وهذه النماذج اللحنية التي يتكون منها القسم الرابع تنطلق عبر الموسيقى كلها وتتبادل وتتشابك في ما بينها، وكأنها ملخص لها، ولكنها تظهر في كل مرة تحت ضوء مختلف، وتبدي في كل مرة سمات مختلفةً، وتعبّر عن مزاج مختلف، وتتخذ النماذج نفسها صوراً وتصرفات وأجواء جديدةً، بحسب كورساكوف.
وترى الدكتورة سمحة الخولي، أنّ كورساكوف رسم لوحةً شرقية الظلال والأضواء تفوح بعطر شرقي ساحر وبمغامرات موسيقية مثيرة، من خلال مستويين متداخلين من الإبداع؛ الأول إيحائي تعبيري وتلويني يعبّر عن روح الحكايات، وطبيعتها الدرامية، والآخر بنائي يشهد بتصميم محكم لكل حركة على حدة.
وأشادت سمحة، بما وصفته بالربط البارع بين الحركات الأربعة التي تتكون منها المتتابعة، وبتجسيد كورساكوف لموسيقى أنثوية ترمز إلى شهرزاد، عن طريق جملة الفيولين (الكمان) الشهيرة التي جعلها رابطاً بين كل أجزاء العمل.
المثير أيضاً أنّ كورساكوف، على براعته في تلوين الموسيقى لرسم ذلك الجوّ الشرقي الأسطوري، لم يعتمد على آلات غريبة أو محلية تخصّ البلدان التي أتت منها القصص، وإنما اعتمد على الأوركسترا السيمفوني الكبير.
ومن تأثير هذه الموسيقى أنها صارت مرجعاً مهماً لأعمال كثيرة تناولت العمل، منها الموسيقى التصويرية والتترات التي أُعدّت للأعمال الدرامية المصرية التي جسّدت هذا العمل، بالإضافة إلى استلهامها في عروض باليه، لعلّ أشهرها ذلك الذي وضعه مصمم الرقصات الروسي ميخائيل فوكين عام 1910.
أوبرا "حلّاق بغداد"… العمل الأشهر لبيتر كونيليوس
تتناول الأوبرا قصة مزيّن بغداد أو حلّاق بغداد، التي تأثر بها المؤلف الموسيقي والشاعر الألماني بيتر كورنيليوس، وقرر تحويلها إلى أوبرا، فوضع لها نصّها الشعري وألّف موسيقاها، وعرضها في فايمار في ألمانيا عام 1858.
قصة الأوبرا تتناول البطل نور الدين، الذي يحبّ مرجانة ابنة القاضي، وتساعده بستانة، العجوز التي تعمل لدى القاضي، وتحدد له موعداً مع مرجانة، وتوصيه بأن يهيئ نفسه، وأن يستدعي الحلّاق ليهذّب شكله ويجعله على أفضل حال.
الحلّاق الثرثار كثير الحكايات يعرف بسرّ نور الدين ومرجانة، ويتتبعه وهو ذاهب إليها في بيت أبيها القاضي، فيسمح صراخ واحد من الخدم فيتصوّر خطأً أنّ القاضي قد ضرب نور الدين حتى الموت.
وحين يسمع نور الدين، بصوت القاضي في القصر، يختبئ في صندوق كبير، فيعتقد الحلّاق أنه قُتل، فيحضر هو وخدم نور الدين ونساء أسرته ليطالبوا جميعاً بجثته، ليكتشفوا أنّ نور الدين لم يمت، بل مختبئ في الصندوق وكاد أن يغمى عليه. حينها يخرجونه، ويوافق القاضي على زواجه بابنته، ويأمر بالقبض على الحلّاق وسجنه في بيته لكي يستمتع بحكاياته التي لا تنضب.
الأوبرا لا تحكي القصة بحذافيرها، فهناك بعض التغييرات في نسيجها الدرامي وحبكتها، ولعلّ أبرز تلك التغييرات هي نهاية القصة التي انتهت في الأوبرا بالزواج السعيد، بينما في القصة الأصلية انتهى الأمر بخروج نور الدين إلى خارج المدينة.
حين قدِّم العمل لأول مرة على مسرح هوف (Hoftheater)، في مدينة فايمار الألمانية، قاد الأوركسترا المؤلف الموسيقي وعازف البيانو الشهير فرانز ليست، وكان هناك محتجون يجلسون في القاعة خصيصاً لإفساد العرض، احتجاجاً على المدرسة الفنية الجديدة التي كان يتبناها فرانز ليست وبيتر كورنيليوس، أو ما عُرف بمدرسة "الموسيقى الجديدة" أو "موسيقى المستقبل"، حتى إنّ العرض توقف بعد الفصل الأول ولم يستكمل عرض الأوبرا واستقال فرانز ليست من المسرح بعدها.
وبعد فشل العرض، بدأ كورنيليوس بإعادة صياغة فصولها من جديد، ولكنه توفي وأكمل هذه الصياغة فرانز ليست، وظلت لسنوات لا تُعرض، حتى عُرضت مرةً في مدينة كارلسروه، ثم في ميونخ، عام 1885، وأخذت بعدها تنتشر في كل أنحاء أوروبا، بل عُرضت عام 1890 على مسرح متروبوليتان في نيويورك، وكان ذلك سبباً كبيراً في شهرة مؤلفها، وعُدّت أهم أوبرا لكورنيليوس، وما زالت تُعرض حتى الآن في بعض المناسبات.
امتازت الأوبرا بالشاعرية والرومانسية اللتين كانتا من سمات مؤلفها كورنيليوس، ولترسيخ الجو الشرقي فيها، جاءت في فقرة الختام عبارة "سلام عليكم" باللغة العربية، كتأكيد على البيئة الثقافية التي جاءت منها الأوبرا، الأمر الذي عدّه الناقد الفني أوليفر كيجل، رئيس تحرير أوبرا جازيت، اختطافاً ثقافياً، كون العبارة العربية دخيلةً على اللغة التي ألّفت بها الأوبرا.
أوبرا معروف الإسكافي… حلم قاهري سحر الفرنسيين
أوبرا معروف الإسكافي "Savetier du Caire" للموسيقار الفرنسي هنري رابو، المؤلف الموسيقي محدود الشهرة، ربما تكون أهم أعماله، وقد استُمدّت من القصة القاهرية التي جاءت في "ألف ليلة وليلة".
الأوبرا أنتجت وقُدّمت لأول مرة في 15 أيار/مايو عام 1914، حيث قدّمها مسرح "أوبرا كوميك" في باريس، الذي حقق أكبر نجاح له في فترة ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية، من خلال تلك الأوبرا المأخوذة من التراث العربي.
تتألف الأوبرا من 5 فصول، وكتب نصها الشعري لوسيان نيبوتي، عن الترجمة الفرنسية لـ"ألف ليلة وليلة" التي أعدّها تشارلز ماردوس، ولا يوجد فيها نص تمثيلي، بل كلها شعر غنائي، أو موسيقى بحتة.
تحكي الأوبرا قصة معروف الإسكافي الذي يغادر القاهرة ضيقاً من زوجته المشاكسة، ويسافر عبر البحر وتغرق السفينة التي يركبها، ولكنه ينجو وحده، ويلتقي بعليّ، صديقه القديم الذي يصحبه إلى بلدة خيتان.
يقدّمه علي، لأهل خيتان كتاجر ثري مرموق، ويصل الأمر إلى السلطان الذي يهتم بالتعرف على معروف، ويُعجب به حد أن يعرض عليه الزواج من ابنته، والعيش في قصره.
ولكن وزير السلطان يتشكك في معروف وحقيقة شخصيته، ويهمس في أذن السلطان بشكوكه، فيبدأ السلطان بالارتياب من معروف، وخلال ذلك يعترف معروف لزوجته (ابنة السلطان)، بحقيقته، فتسامحه، ويقرران الهرب من القصر، ويعيشان لدى فلاح فقير.
ولكن السلطان يطاردهما حتى يصل إلى مكانهما، وهنا تحدث معجزة خرافية، حيث تستطيع ابنة السلطان عن طريق خاتمها أن تستدعي عفريتاً يحوّل الفقر الذي يعيشان فيه مع الفلاح إلى ثراء ونعيم باذخ، وهنا يصدّق السلطان ادّعاء معروف كتاجر ثري، ويكذّب وزيره ويأمر بجلده.
الأكثر إثارةً، أنّ هناك من المؤلفين الموسيقيين الأوروبيين من تعامل مع "ألف ليلة وليلة" بطريقة معاكسة، حيث جعله مرجعاً له لتأليف أعمال موسيقية تجسد قصصاً منه، بدءاً مما يُعرف بالعصر الرومانسي في الموسيقى (نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر)، وعلى مدار القرنين الماضيين
على المستوى الموسيقي كانت الأجواء شرقيةً ساحرةً، وفكاهيةً وغرائبيةً في الوقت ذاته، ونلمح ذلك مع الافتتاح الموسيقي الهادئ للأوبرا، عن طريق آلة الفلوت التي تعزف وكأنها ناي شرقي، بالتبادل مع الوتريات والفاجوت وعدد من آلات النفخ الخشبية.
بعيداً عن التدقيق في التفاصيل الموسيقية، الجوّ العام كان متخماً بروح الشرق، التي وظفها هنري رابو، بعناية فائقة، وعاش المستمع الفرنسي في حلم شرقي ساحر دون أن يزعجه أي شيء، بحسب وصف راديو فرنسا.
أوبرا "أبو حسن"… هارون الرشيد على مسارح أوروبا وأمريكا
في الأوبرا تنويع بين الأداء التمثيلي والغنائي، وليست الأشهر بالنسبة لمؤلفها الألماني كارل ماريا فون فيبر، بحسب الدكتورة سمحة الخولي، ولكن افتتاحيتها الموسيقية تُعدّ من أبرز ما يقدّم في حفلات الموسيقى الكلاسيكية.
تحكي أوبرا "أبو حسن"، قصة تاجر غني يسمّى "أبو حسن علي بن طاهر"، يعيش في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد، ولكنه صار مثقلاً بالديون، لذا يحاول هو وزوجته خداع هارون وزوجته زبيدة، للحصول على عطايا لسداد ديونه، ثم تنكشف حيلهما، ويطلب أبو حسن وزوجته العفو من الخليفة هارون الرشيد فيعفو عنهما.
"أبو حسن" من أوائل الأعمال الموسيقية الأوروبية التي أُخذت عن "ألف ليلة وليلة"، كتب نصّها الكلامي فرانز كارل هيمر، وجرى إعدادها في الفترة بين آب/أغسطس 1810، وكانون الثاني/يناير 1811، وقُدّمت لأول مرة على مسرح "ريزيدينز" في ميونخ في 4 حزيران/ يونيو 1811، وأعيد إنتاجها باللغتين الإنكليزية والإيطالية خلال القرن التاسع عشر.
تكونت الأوبرا من فصل واحد، وتميزت موسيقاها وأغانيها بالفكاهة والطابع المرح، واحتوت على تنوع بين الأداء التمثيلي والغنائي، وفيها مؤثرات من الموسيقى التركية، وإن اعتمدت بشكل أساسي على الطابع الأوروبي الكلاسيكي التقليدي.
أوبرا "أبو حسن"، وإن لم تكن هي الأبرز في حياة مؤلفها فون فيبر، ولكنها من أشهر الأوبرات، وما زالت تُعرض حتى عصرنا الحاضر. ومن عروضها الحديثة ما كان في "كوين سيتي أوبرا" في سينسيناتي في ولاية أوهايو الأمريكية عام 2013.
بالنسبة إلى الأعمال التي ألّفها الموسيقيون الغربيون عن "ألف ليلة وليلة"، ليس ما استعرضناه أعلاه بشيء من التفصيل يغطيها كلها، وإنما هناك أعمال أخرى كثيرة، منها " أوبرا التمثال" لإرنست ريير، وأوبرا "علاء الدين" لكورت أتربيرج، وغيرهما.
وتلك الأعمال تُعدّ بشكل أو بآخر من نتائج حركة الاستشراق التي سادت الحالة الثقافية الأوروبية، في القرن الثامن عشر وما تلاه أي في القرنين التاسع عشر والعشرين، بفعل الخيال الرائع والرومانسية الشرقية التي تنضح بها حكايات "ألف ليلة وليلة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Bosaina Sharba -
منذ يومحلو الAudio
شكرا لالكن
مستخدم مجهول -
منذ يومينشكرًا على هذا المقال المفيد. من الرائع قراءة هذا التحليل حول الديناميكيات المتغيرة في العلاقات....
مستخدم مجهول -
منذ يومينمقال مهم يسلط الضوء على مخاطر تجارة الفوركس غير المرخصة في العراق. من المهم توعية الجمهور حول...
رومان حداد -
منذ 4 أيامالتحليل عميق، رغم بساطته، شفاف كروح وممتلء كعقل، سأشاهد الفيلم ولكن ما أخشاه أن يكون التحليل أعمق...
Georges -
منذ 4 أيام12
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامهذا ليس طبيعيا، وهو ينشئ في الحالات القصوى من اضطرابات ومشاكل نفسية. الإنسان العاقل عندما يواجه...