لوغو مش ع الهامش
حازت حقن "الأوزمبك"، على اهتمام كبير من قِبل العديد من الأشخاص، خصوصاً بعض النساء اللواتي بدأن باستخدامها بهدف خسارة الوزن، وفي بعض الحالات دون استشارة طبيب/ ة.
مع هذا الاهتمام المتزايد، ظهرت العديد من الأقاويل حول تأثيرات هذه الحقن على الصحة الجنسيّة والدورة الشهرية لدى النساء.
فهل يمكن أن تكون لهذه الحقن تأثيرات سلبية على الهرمونات والصحة العامة؟
في هذا المقال، نُسلّط الضوء على حقيقة هذه الادّعاءات لنكشف مضاعفات "الأوزمبك" على صحة النساء.
ما هي حقن "الأوزمبك"؟ وكيف تعمل؟
في حديثها إلى رصيف22، توضح الدكتورة باولا عطا اللّه، المتخصّصة في السكري والغدد الصمّاء، أنّ حقن "الأوزمبك" هي أحد أدوية مناهضات GLP-1، التي تُستخدم بشكل أساسي في علاج مرض السكري من النوع الثاني: "عند تناول الطعام، يُفرز الجسم هرمونَيGLP-1 وGIP، اللذين يحفّزان البنكرياس لإفراز الأنسولين، ما يساعد في تنظيم مستوى السكّر في الدم، كما يقلّلان من إفراز الغلوكاغون، وهو الهرمون المسؤول عن رفع السكر في الدم. لكن هذه الهرمونات تتحلّل بسرعة في الجسم بسبب أنزيم معيّن، ما يقلّل من تأثيرها".
حازت حقن "الأوزمبك"، على اهتمام كبير من قِبل العديد من الأشخاص، خصوصاً بعض النساء اللواتي بدأن باستخدامها بهدف خسارة الوزن، وفي بعض الحالات دون استشارة طبيب/ ة، ومع هذا الاهتمام المتزايد، ظهرت العديد من الأقاويل حول تأثيرات هذه الحقن على الصحة الجنسيّة والدورة الشهرية لدى النساء
وتتابع: "من هنا يأتي دور أدوية GLP-1، مثل الأوزمبك، حيث تعمل بطريقة مشابهة لهذه الهرمونات الطبيعية، ولكن بمفعول أطول. تساعد هذه الحقن في خفض مستوى السكّر في الدم، وتقليل مخزون السكّر. كما أظهرت الدراسات أنّ لها تأثيراً إيجابياً في الحدّ من تصلّب الشرايين لدى مرضى السكّري، ما يجعلها ذات فائدة مزدوجة في السيطرة على المرض وحماية صحة القلب".
هل يؤثّر "الأوزمبك" على توازن الهرمونات لدى النساء؟
تؤكّد باولا عطا اللّه، أنّه حتى الآن، لا توجد دراسات واضحة تثبت تأثير "الأوزمبك" المباشر على هرمونَي الإستروجين والبروجسترون. ومع ذلك، يمكننا النظر إلى النساء المصابات بتكيّس المبايض، حيث يعانين عادةً من اضطرابات في هذه الهرمونات، بالإضافة إلى مقاومة الأنسولين.
"السمنة المفرطة هي التي تؤثّر سلباً على الدورة الشهرية، وعندما يتمّ تخفيف الوزن بشكل معتدل وصحي، يُفترض أن تتحسّن الدورة الشهرية. لكن إذا كان فقدان الوزن مفرطاً، أي أكثر من اللازم، فقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في التوازن الهرموني وتالياً يؤثّر على الدورة الشهرية"
تشرح عطا الله، أنّه عند استخدام "الأوزمبك"، تتحسّن حساسية الجسم تجاه الأنسولين، ما يساعد على تنظيم إفرازه بشكل صحيح عند تناول الطعام: "هذا التحسّن في استجابة الأنسولين يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على توازن الهرمونات لدى النساء المصابات بتكيّس المبايض".
بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت السمنة جزءاً من المشكلة، فإنّ فقدان الوزن الناتج عن استخدام "الأوزمبك" قد يساهم أيضاً في تحسين انتظام الدورة الشهرية لدى بعض النساء. لذلك، من الناحية العملية، يبدو أنّ الأوزمبك قد يكون له مفعول جيّد على توازن الهرمونات.
ماذا عن الدورة الشهرية والخصوبة؟
تقول الدكتورة باولا عطا الله، إنّ أيّ فقدان سريع للوزن، سواء كان نتيجة حمية غذائية أو استخدام "الأوزمبك" أو غيره، قد يؤدّي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أنّ النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن شهدن تحسّناً في أوزانهنّ عند استخدام "الأوزمبك"، ولاحظن أيضاً تحسّناً في انتظام الدورة الشهرية وليس العكس.
تقول عطا الله: "في الأساس، السمنة المفرطة هي التي تؤثّر سلباً على الدورة الشهرية، وعندما يتمّ تخفيف الوزن بشكل معتدل وصحي، يُفترض أن تتحسّن الدورة الشهرية. لكن إذا كان فقدان الوزن مفرطاً، أي أكثر من اللازم، فقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في التوازن الهرموني وتالياً يؤثّر على الدورة الشهرية".
أمّا في ما يخص الخصوبة، فتكشف أنّ زيادة الوزن هي من بين العوامل التي تؤثر سلباً على القدرة الإنجابية، وأنّ تحسين الوزن باستخدام "الأوزمبك" يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الخصوبة لدى بعض النساء.
تنبّه باولا، إلى ضرورة الانتباه إلى أنّ "الأوزمبك" لم يُصمّم أساساً لإنقاص الوزن، بل هو دواء مخصّص لعلاج مرض السكري: "بعد ملاحظة تأثيره في فقدان الوزن، تم تطوير دواء آخر مخصص لخسارة الوزن هو Wegovy، الذي تمّت الموافقة عليه من قبل منظمة FDA الأمريكية وEMA الأوروبية. ولكن نظراً إلى عدم توافر Wegovy في لبنان، يلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام الأوزمبك كبديل".
في الإطار عينه، أُجريت دراسة في العام 2023، لدراسة تأثير "السيماغلوتايد"، أي المكوّن الفعّال في "الأوزمبك"، على 27 امرأةً مصابةً بالسمنة ومتلازمة تكيّس المبايض. أخذت النساء حقنةً أسبوعيةً من "السيماغلوتايد"، بجرعة 0.5 ملغ، لمدّة 3 أشهر .أظهرت النتائج أنّ نحو 80% من النساء فقدن على الأقلّ 5% من وزنهنّ، ولاحظن أنّ طول دورتهنّ الشهرية عاد إلى طبيعته.
في حديثها إلى رصيف22، تكشف تمارا، أنّها بدأت تكتسب الوزن وخصوصاً في المنطقة العلوية من جسمها، بعدما توقّفت عن الرضاعة: "هذه المرة الأولى التي ألاحظ فيها زيادة الوزن في منطقة الخصر، لذا بدأت بتجربة أنواع عدّة من الدايت، ولكنّني تمكّنتُ من خسارة 2 كيلو في سنة واحدة فقط وبصعوبة. بعد كورونا، قرّرت استشارة الطبيبة باولا عطا الله، التي نصحتني بها شقيقتي، فطلبت منّي إجراء فحوصات شاملة، ليتبيّن أنّ جسمي لا يفرز السكّر بشكل طبيعي، والبنكرياس يعمل ببطء شديد، ما قد يكون بداية الإصابة بالسكري من النوع الثاني".
بناءً على هذه النتائج، نصحتها الطبيبة باستخدام "الأوزمبك"، لمساعدتها في تنظيم إفراز الأنسولين، وتحفيز عمل البنكرياس.
بدأت تمارا، بأخذ جرعة 0.25 ملغ، ولاحظت أنها بدأت تشعر بالشبع بسرعة. بعد فترة، تمّت زيادة الجرعة إلى 0.5، وبعد ستة إلى سبعة أشهر، قرّرت الطبيبة أنّ الوقت لخفض الجرعة تدريجياً قد حان، فهي لم تعد بحاجة إلى الإبر.
توضح تمارا، أنّ نجاح التجربة لم يكن بفضل "أوزمبك" وحده، بل بفضل متابعة الطبيبة المستمرّة، والمشي صباحاً والالتزام بممارسة الرياضة: "لم أعاني من آثار جانبية، ولم أخسر الكتلة العضلية، بل على العكس، شعرت بالنشاط وتحسّنت دورتي الشهرية بشكل ملحوظ". أمّا بالنسبة إلى علاقتها الزوجية، فأكّدت أنها لم تتأثر أبداً، بل بقيت ممتازةً.
وتختم تمارا، بالقول: "الأوزمبك" وحده لا يكفي، لكنه كان المفتاح لمساعدتي على تحقيق التوازن في جسمي واستعادة عافيتي.".
أمّا ناديا، فلم تكن النتيجة إيجابيةً. قبل عامين، بدأت بأخذ حقن "الأوزمبك" بناءً على وصفة من طبيبة السكّري، وذلك بسبب معاناتها من مقاومة عالية للأنسولين.
توضح لرصيف22: "كنتُ أتناول جرعةً صغيرةً، لكنني سرعان ما بدأتُ أعاني من آلام في المعدة وإسهال. لاحقاً، عندما زرتُ الطبيب، اكتشفتُ أنني اكتسبت 3 كيلوغرامات من الوزن، بالإضافة إلى استمرار آلام المعدة. يمكن القول إنّني شعرتُ بأنّني أفقد حياتي".
بناءً على ذلك، نصحتها الطبيبة بالتوقف عن استخدام "الأوزمبك".
"الأوزمبك" والوظيفة الجنسية والحمل
ترى الدكتورة باولا عطا اللّه، أنّ السمنة يمكن أن تؤثّر سلباً على الوظيفة الجنسية لدى بعض النساء، خصوصاً إذا كانت تؤدّي إلى مشاعر سلبية تجاه الجسد أو تدنّي الثقة بالنفس. في هذه الحالات، قد يكون فقدان الوزن من خلال "الأوزمبك"، عاملاً مساعداً في تحسين الثقة بالنفس والشعور بجاذبية أكبر، ما قد يؤدي إلى تحسّن في الوظيفة الجنسية.
مع ذلك، وفي بعض الحالات، قد يكون هناك تأثير سلبي غير مرتبط مباشرة بـ"الأوزمبك" نفسه، بل بعوامل أخرى مثل: فقدان الوزن المفرط، واستخدام أدوية أخرى مثل أدوية الأعصاب. كذلك قد تؤثر الآثار الجانبية القويّة لـ"الأوزمبك"، مثل الغثيان والإسهال أو الصداع المستمرّ، على نمط الحياة العام، وتالياً على الرغبة الجنسية.
في حال ملاحظة أيّ تغيّرات سلبية في الوظيفة الجنسية في أثناء استخدام "الأوزمبك"، تُفضَّل استشارة الطبيب/ ة المختصّ/ ة لتقييم الوضع، وتحديد الجرعة المناسبة أو البحث عن بدائل علاجية أخرى.
أمّا في ما يتعلّق باستخدام "الأوزمبك"، في أثناء الحمل، فهو ممنوع وفقاً للدكتورة عطا الله، التي تشير إلى أنّه في حال كانت المرأة تخطّط للحمل، فيجب أن تتوقّف عن استخدامه قبل شهرين إلى 3 أشهر من محاولة الإنجاب.
السمنة يمكن أن تؤثّر سلباً على الوظيفة الجنسية لدى بعض النساء، خصوصاً إذا كانت تؤدّي إلى مشاعر سلبية تجاه الجسد أو تدنّي الثقة بالنفس
أمّا إذا حدث الحمل في أثناء استخدام الدواء، فيجب إيقافه فوراً واستشارة الطبيب/ ة. فقد أظهرت دراسات أُجريت على الحيوانات (القرود والأرانب)، أنّ استخدام "الأوزمبك" خلال الحمل قد يؤدّي إلى مشكلات في الحمل وتشوّهات خلقية لدى الجنين وفقدان الحمل المبكر.
خلاصة الموضوع، أنه برغم الفوائد التي قد تقدّمها حقن "الأوزمبك" في تحسين مستويات السكّر، وخسارة الوزن، وتنظيم الدورة الشهرية، إلا أنّ استخدامها من دون استشارة الطبيب/ ة قد يؤدي إلى مشكلات صحية متعددة.
وعليه، من المهم الحصول على الاستشارة الطبية كخطوة أولى قبل اللجوء إلى أيّ علاج، خصوصاً أنّ لكلّ شخص حالته الخاصة التي قد تستدعي تعديل الجرعة، أو اختيار بدائل أخرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ يوميناتمنى الرد يا استاذ ?
Apple User -
منذ يومينهل هناك مواقف كهذه لعلي بن ابي طالب ؟
Assad Abdo -
منذ 4 أيامشخصية جدلية
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أيامأن تسخر التكنولوجيا من أجل الإنسان وأن نحمل اللغة العربية معنا في سفرنا نحو المستقبل هدفان...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياملم تسميها "أعمالا عدائية" وهي كانت حربا؟
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعnews/2025/03/12/nx-s1-5323229/hpv-vaccine-cancer-rfk في هذا المقال بتاريخ لاحق يشدد الأطباء على...