شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل تساعد الأعشاب وأدوية التنحيف على إنقاص الوزن؟

هل تساعد الأعشاب وأدوية التنحيف على إنقاص الوزن؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 25 مايو 202105:51 م

من الشاي "السحري" الذي يَعدُ بتعزيز التمثيل الغذائي، مروراً بكبسولات ملوّنة تُباع في الصيدليات على أساس أنها تذوّب دهون البطن وتجعله مسطحاً، وصولاً إلى التسويق لأعشاب تحت ذريعة خسارة الوزن بشكل مذهل، كلها طرق قد تبدو بالنسبة للبعض الحلّ الأنجع لفقدان الكيلوغرامات الإضافية بسرعة قياسية.

ولكن هل تساعد أدوية التخسيس هذه على فقدان الوزن بالطريقة التي يتم التسويق لها بالفعل؟

ماذا نعني بالمكمّلات الغذائية؟

ازدهرت الصناعة الكامنة وراء أدوية إنقاص الوزن بشكل كبير مع استمرار معدلات السمنة العالمية في الارتفاع، وازدادت أرقام المبيعات بسبب انتشار هذه المنتجات المختلفة في المحلات والصيدليات والقدرة على ابتياعها من دون وصفة طبية، لكونها لا تخضع لنفس معايير المنتجات الصيدلانية، غير أن المشكلة تكمن في غياب الأدلة الطبية التي تدعم تلك الوعود والمزاعم الكثيرة التي تحملها مثل هذه المنتجات.

فبالرغم من تواجدها في الصيدليات، إلا أنه لا يمكن التعامل مع المكمّلات الغذائية الخاصة بالحمية على أساس أنها أدوية، بل هي عبارة عن فيتامينات ومعادن وأعشاب، تؤخذ عن طريق الفم، بغية تحسين التغذية، زيادة الطاقة، بناء العضلات أو حرق الدهون خلال فترة زمنية وجيزة.

من الشاي "السحري" الذي يَعدُ بتعزيز التمثيل الغذائي، مروراً بكبسولات ملوّنة تُباع في الصيدليات على أساس أنها تذوّب دهون البطن وتجعله مسطحاً، كلها طرق قد تبدو بالنسبة للبعض الحلّ الأنجع لفقدان الكيلوغرامات الإضافية بسرعة قياسية. ولكن هل تساعد أدوية التخسيس هذه على فقدان الوزن؟

ولكن المشكلة أن هذه المكمّلات الغذائية لا تحصل على موافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، ما يسهل عملية بيعها دون ضمانات، مع العلم بأنه في حال تبيّن أن هناك مكملاً غذائياً غير آمن ويتسبب بمشاكل صحية، فيمكن حينها لإدارة الغذاء والدواء إصدار تحذيرات أو طلب سحبه من السوق.

هذا ويمكن اتخاذ إجراءات بحق الشركات التي تقدّم ادعاءات كاذبة أو غير مدعومة لبيع مكملاتها، غير أن هذا الأمر نادر الحدوث، وذلك بسبب قلّة التجارب السريرية، ما يعني أيضاً غياب الأدلة العلمية التي تثبت أن مكمّلات إنقاص الوزن هذه تحقق نتائج مُرضية بالفعل.

لنأخذ على سبيل المثال، "كيتون التوت" الذي اكتسب شعبية كبيرة بعدما تم تسويقه لفترة طويلة كمنتج لإنقاص الوزن، رغم أن هذا المركّب لم يخضع سوى لتجربة سريرية واحدة لا غير.

وفي التفاصيل، فقد تم إخضاع 70 شخصاً بالغاً يعاني كل واحد منهم من السمنة، لنظام غذائي مقيّد وبرنامج تمارين رياضية، ثم تم تعيينهم بشكل عشوائي لتلقي إما دواء وهمي placebo، أو مكمّل يحتوي على كيتون التوت والكافيين والبرتقال المر والزنجبيل ومستخلص الثوم.

وبالفعل، تمكن 45 شخصاً من بين المشتركين من خسارة الوزن، وجاءت النتائج على الشكل التالي:

-متوسط فقدان الوزن في مجموعة المكمّلات 4.2 رطل (1.9 كغم).

-متوسط فقدان الوزن في مجموعة الدواء الوهمي 0.9 رطل (0.4 كغم).

وفي حين أن هذه النتائج مثيرة للاهتمام، فإن التجربة كانت قصيرة لكونها استمرت ثمانية أسابيع فقط، ما يعني بأنه لا يمكن تعميم النتائج بشكل موثوق ودقيق، لا سيّما وأن التجربة قائمة على اختبار مكمّل يحتوي على مكوّنات عديدة، ما يجعل من الصعب معرفة العنصر المسؤول عن إنقاص الوزن.

والأهم من ذلك، إن الاعتماد على تجربة قصيرة كهذه قد يعني إهمال الآثار الجانبية التي قد تظهر فقط مع الاستخدام طويل الأمد.

ماذا كشفت أحدث الدراسات بشأن فعالية أدوية التنحيف؟

في أول مراجعة عالمية لتجارب الأدوية التكميلية لإنقاص الوزن منذ 16 عاماً، شدّدت أحدث دراسة على عدم وجود أي مبرّر لاستخدام أدوية إنقاص الوزن، وذلك بناء على الأدلة المتوفرة حالياً.

وفي حين أن بعض المكمّلات العشبية والغذائية أدت بالفعل لفقدان الوزن بشكل طفيف، مقارنة بالأدوية الوهمية (البلاسيبو)، لكن العلماء كشفوا أن هذه المكمّلات لا تفيد الصحة، هذا وشددوا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للتحقق من أمانة وفعالية هذه المكمّلات على المدى الطويل.

وفي هذا الصدد، أوضح موقع بي بي سي أن حبوب التخسيس والمساحيق والسوائل المختلفة التي تحتوي على مواد نباتية أو حيوانية، ازدادت شعبيتها بشكل ملحوظ، بحيث تم تقدير الصناعة العالمية لها بحوالي 41 مليار دولار في العام الماضي، مع العلم بأنه تتم مراجعة 20% فقط من المنتجات الجديدة سنوياً للتأكد من فعاليتها.

وفي ظل غياب أي شهادة طبية تؤكد مدى فعالية هذه المكمّلات قبل طرحها في الأسواق، فإن الباحثة إريكا بيسيل من جامعة سيدني، أكدت أنه "لا يوجد أدلة كافية للتوصية باستخدام هذه المكمّلات لفقدان الوزن"، وأضافت: "على الرغم من أن معظم المكمّلات تبدو آمنة للاستهلاك على المدى القصير، إلا أنها لا توفر القدرة المفيدة على إنقاص الوزن من الناحية السريرية".

في ظل غياب الأبحاث والتجارب السريرية الكافية، فإن بعض المكمّلات الغذائية والعشبية التي تَعدُ بفقدان الوزن بطريقة سهلة ومريحة، قد تكون مجرد أفخاخ تعمل على تفريغ الجيوب من الأموال وبيع أوهام لا أكثر

وكان الباحثون الأستراليون قد أجروا مراجعة منهجية لجميع التجارب العشوائية التي قارنت تأثير المكمّلات العشبية على الأدوية الوهمية لناحية إنقاص الوزن، حتى آب 2018.

وقد تم تحليل بيانات من 54 دراسة شملت 4331 شخصاً بالغاً، تتجاوز أعمارهم 16 عاماً، من ذوي الوزن الزائد الذين يتمتعون بصحة جيدة.

ومن بين المكمّلات التي شملها التحليل، يبرز: الشاي الأخضر، الفاصوليا البيضاء، المانغو البري، العنب المملح، العرقسوس والقرقفان.

ووجد التحليل أن الفاصوليا البيضاء هي بين المكمّلات العشبية التي أدت إلى فقدان الوزن إحصائياً وليس سريرياً بمعدل 1.61 كيلوغرام مقارنة مع الأدوية الوهمية.

حلول سريعة

كشف الباحثون أن بعض المكمّلات الغذائية، بما في ذلك مستخلص السيليولوز المعدّل ومستخرج عصير البرتقال، أظهرت نتائج واعدة، ولكنهم أشاروا إلى أنه جرى فحص هذه المكمّلات في تجربة واحدة فقط، ما يعني بأن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات قبل التوصية بها لفقدان الوزن.

وتعليقاً على هذه النقطة، قالت إريكا بيسيل: "قد تبدو المكمّلات العشبية والغذائية بمثابة حلّ سريع لمشاكل الوزن الزائد، لكن يحتاج الناس إلى إدراك مدى ضآلة ما نعرفه عنها بالفعل".

هذا وختمت حديثها بالقول: "إن النمو الهائل في الصناعة وشعبية هذه المنتجات يؤكدان الحاجة الملحّة لإجراء دراسات أكبر وأكثر صرامة للحصول على ضمان معقول بشأن سلامتها وفعاليتها في إنقاص الوزن".

وبالتالي، في ظل غياب الأبحاث والتجارب السريرية الكافية، فإن بعض المكمّلات الغذائية والعشبية التي تَعدُ بفقدان الوزن بطريقة سهلة ومريحة، قد تكون مجرد أفخاخ تعمل على تفريغ الجيوب من الأموال وبيع أوهام لا أكثر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image