أقاويل كثيرة متداولة تربط بين السمنة وتأثيرها السلبي على العلاقة الحميمة، بينما يرى البعض أن النحافة تجعل من العلاقة والجنس بين الشريكين أكثر سهولةً ونجاحاً، ولكن ما صحة هذه المزاعم والأقاويل؟
وزني الزائد عقبة؟
لم تتصور دينا أن يتركها حبيبها لأنها تعاني من السمنة بعد علاقة دامت عاماً ونصف عام، وفق ما تخبر رصيف22: "تركني لأن أخته أخبرته بأنني لن أكون قادرةً على إسعاده، وأن وزني الزائد سيكون عقبةً في حياتنا الجنسية بعد الزواج".
تضيف دينا (28 سنةً): "وزني 110 كيلوغرامات، ولم أفكر في أن أنحف من قبل. أخته سألتني كيف تفكرين في الإنجاب بهذا الوزن؟ الموضوع كان جارحاً جداً. كانت تتكلم كما لو كانت تنصحني وخائفةً عليّ، ولكنها كانت مؤذيةً ومتنمرةً".
أقاويل كثيرة متداولة تربط بين السمنة وتأثيرها السلبي على العلاقة الحميمة، بينما يرى البعض أن النحافة تجعل من العلاقة والجنس بين الشريكين أكثر سهولةً ونجاحاً، ولكن ما صحة هذه المزاعم والأقاويل؟
لم تعرف دينا كيف تردّ على شقيقة حبيبها السابق وانتهت العلاقة، وبدأت تفكر في طريقة تجعلها تفقد الوزن بشكل صحي، وذلك فقط من باب الاعتناء بصحتها، ولكنها كشفت أنها لا تعرف إن كان ما يقال بشأن السمنة وتأثيرها على العلاقة بين الزوجين صحيحاً، أم مجرد كلام غير علمي ومرتبط بصور نمطية معيّنة.
حقائق علمية
بعدما أنجبت ولاء (اسم مستعار)، ابنتها، بدأ وزنها يزداد بصورة كبيرة وبات زوجها يشكو من هذه الزيادة ويجرحها بكلمات مؤذية مثل أنه لم يعد يراها مثيرةً كما كانت من قبل.
تقول ولاء (32 سنةً) لرصيف22: "أفشل في إنقاص وزني، أنا الآن 90 كيلو، ووزني عادةً كان يتراوح بين 60 أو 65 كيلو. كنت أظن أنّي سوف 'أخسّ من غير دكتور'. تعليقات زوجي تزعجني، فهو يربط بين الرغبة وبين شكل الجسد. والآن لدي مخاوف من أن أتعرض لمصاعب أكثر لو فكرت في الإنجاب ثانيةً".
بدوره، تعرّض محمود (اسم مستعار)، للكثير من التنمر من قبل بعض الفتيات اللواتي تقدّم لخطبتهنّ بسبب وزنه الزائد، "معظم البنات لا يرغبن في الرجل السمين"، على حدّ قوله.
ويتابع محمود (27 سنةً)، لرصيف22: "وزني 95 كيلو وهو غير متناسب مع طولي لأني قصير القامة. لا أعيش أي قصة حب. أكثر من فتاة علّقن على وزني وشكل جسدي. أمي نفسها تقول لي ساخرةً: 'مفيش بنت هتقدر تشيلك'".
لتحسين الحياة الجنسية، يجب على الأزواج الذين يعانون من زيادة الوزن معرفة الوضعية الأكثر ملاءمةً لممارسة الجنس إذا لم يتمكنوا من فقدان وزنهم
وبرغم أن البعض لا يهتم كثيراً بأقاويل الناس وبما يمكن أن يسببه الوزن الزائد في العلاقة الحميمة، إلا أن بعض المعالجين/ ات الجنسيين/ ات، نصحوا بأن يتم التعامل مع الوزن الزائد من قبل الطرفين بجدية، خاصةً أن الدهون لها تأثيراً كبيراً على الاستمتاع بالعلاقة وعلى ضعف الانتصاب عند الرجل.
وفي السياق ذاته، أوضح الخبراء أن الرجال الذين يعانون من السمنة في وسعهم ممارسة الجنس بطرائق معيّنة، لأن الدهون الزائدة في البطن والأرداف يمكن أن تتداخل مع اختراق القضيب في المنطقة.
وعليه، لتحسين الحياة الجنسية، يجب على الأزواج الذين يعانون من زيادة الوزن معرفة الوضعية الأكثر ملاءمةً لممارسة الجنس إذا لم يتمكنوا من فقدان وزنهم.
ووفق دراسة أميركية أجريت في الولايات المتحدة الأميركية، فإن النساء اللواتي لديهنّ وزن زائد أكثر عرضةً للحمل غير المرغوب فيه بنسبة 4 مرات، لأنهنّ يكنّ أقل استعداداً للجماع من غيرهنّ.
كما أشارت الدراسة إلى أن الرجال الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضةً أيضاً للإصابة بضعف الانتصاب والعجز الجنسي، لأن ارتفاع نسبة الكوليسترول تمنع تدفق الدم إلى كل أجزاء الجسم ومنها القضيب.
وأوضحت الدراسة أن الامتلاء لا يعني بالضرورة سمنةً، وأن المرأة التي لديها امتلاء بسيط تعيش حياتها الجنسية بصورة عادية تماماً بل قد تكون لديها رغبة مستمرة في ممارسة الجنس، إلا إذا كانت لديها دهون كثيرة في منطقة البطن تؤثر بعد ذلك على الإنجاب.
تعليقاً على هذه النقطة، يقول الدكتور شادي محمد، استشاري النساء والتوليد والطب الجنسي، لرصيف22، إن السمنة لها تأثير سلبي على العلاقة الحميمة كما أنها تسبب للمرأة مشكلات كثيرةً بعد ذلك، وقد تقلل فرص الإنجاب: "كلما ازدادت السمنة قلّ هرمون الذكورة المسؤول عن الشهوة عند الرجل والمرأة. فالسمنة تقلل الرغبة عموماً، وعند المرأة السمنة تزوّد هرمونات الأنوثة وتمنع التبويض وتؤدي إلى تعرضها لتكيسات المبايض، فكلما ازدادت السمنة ازداد التكيّس أيضاً".
كما يذكر أستاذ الصحة الجنسية الدكتور محمد نبيل، لرصيف22، أن السمنة لها تأثير مباشر على العلاقة الجنسية بين الزوجين بأكثر من طريقة، إذ أن زيادة الدهون في المناطق التناسلية تجعل العلاقة الحميمة صعبةً جداً، والأوضاع الممكنة تكون محدودةً جداً، ووجود الدهن حول العضو الذكري يقلل من حجمه وطوله ويسبب ما نسمّيه بالعضو المدفون.
ويشير نبيل إلى أن السمنة لها علاقة مباشرة بضعف الانتصاب ويشرح قائلاً: "السمنة تؤثر على الدورة الدموية لأن الدهون تسبب تصلباً في الشرايين، وتتسبب في الإصابة بأمراض السكر والضغط وانسداد الشرايين ومن ثم تؤدي إلى حدوث ضعف الانتصاب، ومن المهم أن نعرف أيضاً أن تكتل الدهون في الجسم يسبب خللاً في الهرمونات وتأخراً في الإنجاب وخللاً في وظيفة الخصيتين نتيجةً لنقص هرمون الذكورة وزيادة هرمون الأنوثة".
سحر النحافة الزائف
عاشت ليلى (اسم مستعار)، حالةً من القلق الدائم بسبب بعض أقاويل أصدقائها وأقاربها المتناقضة. فالبعض يخبرها بأن نحافتها الزائدة قد تجعل خطيبها ينفر منها بعد الزواج، بينما يقول آخرون إن النحافة تكون جيدةً في العلاقة وتسهّل الإنجاب والحمل بعد الولادة.
وعن هذه النقطة، تقول ليلى (25 عاماً)، لرصيف22: "مش عارفة أخس أكتر ولا أتخن".
الكثير من الكلام المتداول حول هذه المسألة يجعل البعض في حيرة من أمرهم بسبب الصور النمطية، غير أن أخصائي علم الجنس الدكتور كيدار تيلوي يشدد على أن ممارسة الجنس تعتمد في المقام الأول على الحب الموجود بين الشريكين، وعليهم أن يعرفوا أن الأمر "نسبي" ومتغير، وليست هناك حقائق مؤكدة 100% عن النحافة.
ويوضح الخبير الجنسي أن هناك الكثير من الخرافات حول ربط النحافة بالجنس، فمن الممكن فعلاً أن يتمتع الشخص النحيف بحياة جنسية مرضية، ولكن من الممكن أيضاً أن يعاني من نقص التغذية ومن ضعف جسدي، ويؤثر ذلك على ممارسة الجنس.
ممارسة الجنس تعتمد في المقام الأول على الحب الموجود بين الشريكين، وعليهم أن يعرفوا أن الأمر "نسبي" ومتغير، وليست هناك حقائق مؤكدة 100% عن النحافة
في هذا الصدد، يحدد تيلوي، 3 خرافات شائعة عن ممارسة الجنس مع الشخص النحيف.
أولها أن هذا الشخص يكون أكثر جاذبيةً في أثناء ممارسة الجنس، ويقول تيلوي إن الجاذبية تعتمد على نظرة الشريك/ ة، فالبعض يرى الجسد الممتلئ أكثر جاذبيةً.
الخرافة الثانية أن ممارسة الجنس مع شخص نحيف قد تكون مؤذيةً بسبب النحافة الشديدة، ولكن هذا غير صحيح فالشريكان يمكن أن يختارا الوضعية المناسبة لهما أياً كانت.
الخرافة الثالثة تقول إن الشخص النحيف لديه دافع جنسي أقل مقارنةً بالشخص الممتلئ، ويدحض الخبير الجنسي هذه الخرافة أيضاً ويقول إن الموضوع مرتبط بتصور الشخص عن الجنس وليس بالكتلة الجسدية أو شكل الجسم.
بالعودة إلى أستاذ الصحة الجنسية محمد نبيل، فهو يؤكد أن النحافة إن زادت عن حدّها فقد يكون ذلك مسبباً للكثير من الأمراض، ولكنه يستدرك بالقول: "في نهاية المطاف، الجسد هو نظرة وتقبّل وعلى الثنائي أن يعمل معاً إلى أن يصل كل فرد إلى ما يرضيه شخصياً".
بمعنى آخر، إن العلاقة الجنسية يجب أن تكون مبنية فقط على الحب والرضا والاحترام، أما الوزن فهو مجرد رقم وتفصيل، والأهم أن يهتم المرء بصحته وأن يحتضن نفسه جيداً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 5 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين