شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
رحلة التكاثر الصعبة للسلاحف البحرية... هل من أمل للنجاة؟

رحلة التكاثر الصعبة للسلاحف البحرية... هل من أمل للنجاة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بيئة ومناخ نحن والبيئة

الأحد 23 فبراير 202511:38 ص

لدى المؤسسة العامة للمحافظة على الشعاب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر "شمس"، تجربة مميّزة في مجال حماية السلاحف البحرية من خلال الإدارة المُستدامة للشُعب المرجانية (نظام بيئي موحد للشُعب المرجانية)، وتعزيز مجموعات السلاحف البحرية في بيئاتها الطبيعية، وذلك عن طريق نموذج تعاوني يشمل جميع أصحاب المصلحة المحليين المعنيين، ويقود مبادرات الحماية والحفظ الإقليمية والدولية للحدّ من مُهددات الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية.

ومن أبرز النتائج التي حقّقتها المؤسسة السعودية، زيادة نجاح عملية التعشيش والتفريخ والمساهمة في المحافظة على أعداد السلاحف الخضراء وتعافيها في البحر الأحمر.

السلاحف البحرية والمخاطر البيئية

السلاحف البحرية والتغيّر المناخي

مع ذلك، يبقى واقع السلاحف البحرية في العالم خطيراً، وتستمر التهديدات المتعلّقة بانقراضها على الصعيد العالمي وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

فالسلحفاة البحرية، ذلك الكائن البحري المسالم، تواجه خطر الانقراض على الصعيد العالمي، بسبب التغيّر المناخي وتأثيره على تكاثرها؛ فحرارة الرمال المرتفعة تؤدي إلى تكوين سلاحف من الإناث بأعداد تفوق الذكور، وتالياً يحدث خلل في التوازن البيولوجي.

لكي تتم عملية تكاثر هذه السلاحف البحرية، تخرج الإناث منها من البحر ليلاً إلى الشاطئ، بحثاً عن مكان مناسب للتعشيش، وينبغي أن يكون مكاناً مظلماً وهادئاً. بوصولها إلى موقع التعشيش المختار، تبدأ بحفر حفرة باستخدام زعانفها الأربعة لوضع البيض، ثم تقوم تغطية هذه الحفرة حتّى يفقس البيض وتخرج منه صغار السلاحف.

تكاثر السلاحف البحرية مهدّد بفعل التغيّر المناخيّ؛ حرارة الرمال المرتفعة تؤدي إلى زيادة أعداد السلاحف من الإناث مقارنةً بالذكور، فيختلّ التوازن البيولوجي. هل من حلول؟

ووجدت دراسة منشورة في دورية "ساينس دايركت"، في أيار/ مايو 2024، أنّ التغيّرات الحالية في الظروف المناخيّة، مقارنةً بالعقود السابقة، تؤثّر على تحديد نوع الجنس ونجاح فقس بيض السلاحف البحرية، والتي تكون شديدة التأثّر حتّى بالتقلّبات الصغيرة في درجات الحرارة.

بدوره، يؤدي تأنيث أعداد السلاحف البحرية إلى انخفاض كبير في أعداد السلاحف البحرية في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تكون له تبعات ضارة على استدامة الأنواع. فضلاً عن ذلك، من المعروف أن ارتفاع درجة حرارة سطح البحر يتسبّب في تغيير الهجرة.

السلاحف البحرية والمخاطر البيئية

وجميع أنواع السلاحف البحرية مدرجة ضمن قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) الحمراء للأنواع المهدّدة بخطر الانقراض، وذلك بسبب افتراس الأفراد الصغيرة خلال مرحلة خروجها من العش، واصطيادها من قبل الصيادين بصورة جائرة، بالإضافة إلى الاتجار بلحمها وشرب دمها بزعم أنها "مقوٍّ جنسيّ"، وهي ادعاءات ثبت أنها لا أساس لها من الصحة. كذلك يُعدّ إلقاء ما يتراوح بين 75 إلى 195 مليون طن من البلاستيك سنوياً في المحيطات، أحد أهم أسباب تعرّض السلاحف للانقراض بسبب ابتلاعها إياها وتعرّضها للاختناق حتّى الموت.

وفي 16 حزيران/ يونيو من كل عام، يُحتفى باليوم العالمي للسلاحف البحرية، بالتزامن مع ذكرى ميلاد الباحث أرشي كار، الذي يُعدّ أبا بيولوجيا السلاحف البحرية في العالم، وذلك تخليداً لجهوده في دعم وتعزيز الحفاظ على السلاحف البحرية.

تهديدات مضاعفة في مصر

وبحسب برنامج حالة السلاحف البحرية في العالم (SWOT)، يُعدّ تعشيش السلاحف البحرية والسلاحف الخضراء في مصر، منخفضاً مقارنةً بالمواقع الأخرى في البحر المتوسط، بالإضافة إلى التهديدات الإقليمية واسعة النطاق، مثل تدهور الموائل والتلوّث والصيد العرضي. كما أنّ التجارة غير المشروعة مرتفعة بشكل خاص، وقد تم الإبلاغ عن الاتجار بمنتجات السلاحف منذ بداية القرن العشرين، خاصةً في مدينتَي الإسكندرية وبورسعيد.

ويقول أستاذ علوم البحار والأسماك في كلية العلوم جامعة الأزهر في أسيوط والاستشاري البيئي للتنوع البيولوجي، محمود محروس فراج، إنّ مناطق تعشيش السلاحف البحرية على الساحل المصري للبحر المتوسط قليلة نسبيّاً مقارنةً بالسواحل الأخرى المطلّة على البحر المتوسط، وإنّ المناطق التي رُصد التعشيش فيها انخفضت خلال العقدين الأخيرين لعوامل عدة منها زيادة الإنشاءات فوق مناطق التعشيش والتأثّر بالضوضاء وتدمير بعض الأعشاش وعدم إتاحة فرص التعشيش للسلاحف في بيئة هادئة وآمنة.

فضلاً عمّا سبق، يلفت فراج، إلى "عدم وعي بعض الصيادين والمتمثّل في عدم الحفاظ على هذه السلاحف وبيعها في الأسواق بما يترتب عليه تناقص أعدادها بعد وقوعها في شباك الصيد بصورة عرضية في أثناء عمليات الصيد". وبرغم جهود الإنقاذ والقوانين التي سُنّت لمنع التداول والصيد للسلاحف إلا أنه لا يزال تداول السلاحف والاتجار بها مستمرّين في بعض المناطق، مقابل زيادة حالات الإنقاذ والوعي في مناطق أخرى كثيرة داخل مصر، وفق الخبير البيئي.

السلاحف البحرية والمخاطر البيئية

ويضيف فراج، لرصيف22، أنّ التغيّر المناخيّ أثّر على كل الأنواع وليس على السلاحف البحرية فحسب، حيث يتسبّب في تغيّر اتجاه هجرة كثير من الكائنات وأيضاً في المواد التي تتغذّى عليها السلاحف. وحيث أنّ السلاحف البحرية تتأثّر كثيراً بدرجات الحرارة، سواء في تغذيتها وهجرتها أو في تغيّر جنسها، فإنّ التغيّر المناخيّ له تأثير على وجود السلاحف البحرية وبقائها.

ويشير فراج، في الوقت عينه، إلى أنّ المشروعات السياحية وإضاءة الشواطئ تُشتتان انتباه السلاحف، لذلك لا بدّ من مراعاة البعد البيئي في المشروعات السياحية للحفاظ على مجتمعات الكائنات الحية، وأيضاً الملوّثات البلاستيكية وبقايا شباك الصيد العالقة في الماء أو القابعة في القيعان، لأنها تؤثّر سلباً على حياة كثير من السلاحف البحرية.

تأثير تقلّبات الطقس

من جهته، يرى العضو في جمعية البحر الأبيض المتوسط ​​لإنقاذ السلاحف البحرية، الباحث نيكولاوس سيمانتيريس، أنّه في ظلّ تغيّر المناخ، سوف تشهد المعايير البيئية الرئيسية مثل درجة حرارة الرمال وهطول الأمطار والرطوبة وما إلى ذلك، تقلّبات في السنوات المقبلة، بما يؤثر بالضرورة على كل جانب من جوانب دورة حياة السلاحف البحرية على الشاطئ. وبشكل أكثر تحديداً، يتوقّع أن تؤثّر درجات الحرارة المرتفعة وهطول الأمطار وتواتر العواصف على نجاح الفقس ونسبة الذكور مقارنةً بنسبة الإناث، في الأنواع الموجودة في المناطق التي سيكون فيها الانحباس الحراري العالمي أكثر حدّةً، مثل المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وأنّ يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تقليص أماكن التعشيش، فضلاً عن تأثّر تحمّض المحيطات على مناطق البحث عن الطعام وتوافر الغذاء لبعض أنواع السلاحف البحرية في الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.

ولكن كيف يمكن حماية السلاحف البحرية من آثار تغيّر المناخ؟ سؤال أجاب عنه الباحث لرصيف22، بقوله إنّه في مواجهة مستوى كبير من عدم اليقين بشأن آثار تغيّر المناخ، اقترح العديد من الباحثين والمنظمات غير الحكومية ووحدات إدارة المناطق البحرية المحمية والسلطات المحلية، إستراتيجيات إداريةً للتخفيف من تأثير تغيّر المناخ على السلاحف البحرية.

المشروعات السياحية وإضاءة الشواطئ تُشتّتان انتباه السلاحف، لذلك لا بدّ من مراعاة البعد البيئي في المشروعات السياحية للحفاظ على مجتمعات الكائنات الحية

في دراسة شارك فيها 87 من الباحثين ومديري المناطق البحرية المحمية وموظفي المنظمات غير الحكومية من 18 دولةً في منطقة البحر الأبيض المتوسط، صنّف المشاركون الموائل الأكثر تضرّراً والخصائص البيولوجية للسلاحف البحرية بسبب تغير المناخ وإستراتيجيات التخفيف الأكثر إلحاحاً التي يجب تبنّيها، وتم تحديد معدلات النوع/ الجنس ومواقع التعشيش، في حين تم إعلان مناطق البحث عن الطعام والتكاثر، مناطق ذات أهمية متوسطة. في حين لا يعتقد معدّو الدراسة أنّ مسارات الهجرة ومواقع الشتاء تتأثّر بشكل خطير بتغيّر المناخ.

الري والفقس الاصطناعيين

في الأثناء، وجدت دراسة بحثيّة عن سبل التخفيف من آثار تغيّر المناخ على أعشاش السلاحف البحرية باستخدام الري الاصطناعي، أنّ ارتفاع درجات حرارة أعشاش السلاحف البحرية في أثناء النمو، يهدّد بزيادة معدّل الوفيّات الجنينيّة، وتغيير جودة النسل، وربما خلق نسب جنس أولية دون المستوى الأمثل. وفي المقابل، يتم تنفيذ طرائق مختلفة للتخفيف من آثار تغيّر المناخ على النجاح الإنجابي. لكن هذه الأساليب، مثل برامج التربية، والنقل، والتظليل، غالباً ما تكون مكلفةً، والري إستراتيجية بديلة لتبريد الأعشاش يمكن تنفيذها، اعتماداً على الموقع، بسرعة كبيرة وتكلفة زهيدة نسبياً. ومع ذلك، يمكن لعوامل متعددة، بينها الظروف المحيطة، وركيزة العش، وخصائص الأنواع، أن تؤثّر جميعها على نجاح الري. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يختلف الري في المدة والتكرار وحجم المياه، ما يؤثّر على التبريد الذي تم تحقيقه وبالتبعية على بقاء الأجنّة، وتالياً من الضروري فهم كيفية تعظيم التبريد وإدارة المخاطر قبل تنفيذ الري كإستراتيجية لتبريد العش.

كما تؤثّر عمليات الافتراس والغمر والضرر من قبل مستخدمي الشواطئ على نسبة كبيرة من الأعشاش، ونتيجةً لذلك فإنّ إنتاج صغار السلاحف يتعرّض لخطر شديد، يتمثّل في الحيوانات المفترسة أساساً، ومنها الكلاب الوحشية والثعالب، والتي زاد عددها جرّاء توافر النفايات البشرية.

السلاحف البحرية والمخاطر البيئية

ووفق دراسات عدة حلّلتها منصّة "Conversation evidence"، يمكن نقل البيض لاحتضانه بشكل مصطنع كوسيلة لزيادة نجاح الفقس حيث لن يكون البيض بعد الآن عرضةً للتهديدات الطبيعية مثل الافتراس. تجب مراعاة التأثيرات المحتملة لظروف الحضانة، على سبيل المثال درجة الحرارة والرطوبة، على جنس وحجم وشكل ولون وسلوك وقدرة الحركة والنمو لدى صغار الزواحف بعد الفقس.

وفي الدراسات التي أشارت إليها المنصّة، جرى تحضين البيض في ظروف اصطناعية، تتراوح من الإعدادات المعملية الخاضعة للرقابة إلى استخدام صناديق البوليسترين لتحضين البيض في المباني. كما تم إحضار الإناث الحاملات إلى الأسر لوضع البيض، ولكن تم أخذ البيض بعيداً عن الإناث لتحضينه اصطناعياً.

وحول جهودها، تقول مؤسسة "علوم المحيطات" التابعة للاتحاد الأوروبي، إحدى أهم الجهات البحثيّة التي تهتم بحماية أعشاش السلاحف البحرية، لرصيف22، إنّها تنفّذ مشروع الحفاظ على السلاحف البحرية عبر مؤسسة Oceanogràfic، بهدف زيادة فرص بقاء صغار السلاحف البحرية (Caretta caretta)، المولودة على ساحل بلاد الشام.

يركّز المشروع على الحضانة الاصطناعية لبيض السلاحف البحريّة في مرافق ARCA del Mar، التابعة لمؤسسة Oceanogràfic. بعد الفقس، تتم رعاية الصغار خلال عامها الأول من الحياة في بيئة خاضعة للرقابة، حيث تكتسب الحجم والوزن والمهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة في البرية. يؤدي هذا النهج إلى تقليل معدّل الافتراس المرتفع الذي تواجهه في مراحلها الأولية بشكل كبير.

ومن أبرز نتائج المشروع زيادة معدّلات البقاء على قيد الحياة حيث تُظهر التجارب حتّى الآن، أنّ نحو 90% من السلاحف التي تم إطلاقها بعد برنامج "البدء المبكر" بقيت على قيد الحياة في البحر، وهو رقم أعلى بكثير من النسبة المقدرة بنحو 0.1% في الظروف الطبيعية.

تجربة "رائدة" في تونس

ومن تونس، تقول الباحثة في معهد علوم تكنولوجيا البحار ورئيسة مركز رعاية السلاحف البحرية، ألفة الشايب، لرصيف22: "لدينا تجربة رائدة في المنطقة العربية، والمعهد تأسّس عام 1924، واحتفى بالمئوية في العام الماضي، وينشط على طول الطريق الساحلي للدولة التونسية، كما ينشط أيضاً في المياه العذبة وليس في المياه البحرية فحسب. أما مركز السلاحف البحرية، فأُنشيء عام 2004 في المنستير، ويقع مقره في منتصف الشريط الساحلي، وتقابله 17 كيلومتراً من جزر 'قوريا'، وهي أهم مواقع تعشيش السلاحف البحرية في تونس".

وتضيف الشايب، أنه منذ عام 1997، يُقام في كل عام مخيم علمي لمتابعة عملية التعشيش للسلاحف البحرية، بالتزامن مع جهود حماية الأعشاش وخصائص التعشيش والبيض، في ما يخصّ عدد السلاحف البحرية التي تم إنقاذها في الفترة التي جرى فيها إنقاذ 250 سلحفاةً حيةً ومداواتها ونقلها إلى المركز والمتابعة ثم إطلاقها مرة أخرى. لكن الباحثة التونسية تلفت في الوقت نفسه إلى عدم تكلّل كل هذه العمليات بالنجاح، لأنّ 192 سلحفاةً أخرى كانت في حالة سيئة، وتم الإبلاغ عنها متأخراً، لذلك وصلت إلى المركز في حالة سيئة صعب معها إنقاذها. وتشرح السايب، أنّ السلاحف التي تصل إلى المركز عادةً ما تكون قد ابتلعت قطعة بلاستيك مثلاً من الصعب إخراجها، وتكون مدة المتابعة من شهرين حتّى سنتين للتأكّد من سلامة السلاحف وإعادة إطلاقها مرةً أخرى.

وسنوياً، يتلقّى المعهد الوطني لتكنولوجيا علوم البحار للسلاحف البحرية، بلاغات بشأن نحو 20 سلحفاةً، يتم إنقاذ 16 منها، كما يتلقّى بلاغات بشأن السلاحف الميتة والتي توضح الشايب، أنها بمثابة كنز لإمكانية تشريحها لمعرفة أسباب وفاة السلحفاة والمشكلات بصفة عامة التي تتعرّض لها السلاحف مثل القصور أو التفاف الشباك والسنارة، واستخدامها في أغراض التحاليل والدراسات لتوعية الطلاب والصيادين أيضاً. أبرز مشكلة تواجه السلاحف، وفق الشايب، هي ابتلاع النفايات البلاستيكية بنسبة تصل إلى 31.7%.

الجهود البحثية والمبادرات البيئية في مختلف أنحاء العالم، مثل برامج حماية الأعشاش، والري الاصطناعي، ومراكز رعاية السلاحف، تمثّل بارقة أمل في الحفاظ على السلاحف البحرية المدهشة.

ومن المشكلات الأخرى التي تتعرّض لها السلاحف في المياه التونسية، تذكر رئيسة مركز رعاية السلاحف البحرية، "وجود بتر في الأعضاء للسلاحف البحرية، ولا يحدث فقط نتيجة التصادم بالمراكب، لكن أيضاً بسبب الالتفاف حول خيوط شباك الصيد البحري، التي تتسبّب للأسف في بتر العضو، وبعض السلاحف التي يتم استقبالها تكون قد فقدت ثلاثةً من أعضائها الخارجية -مثل الأيدي و/ أو الأرجل. هذا بخلاف الكسور والجروح في الرأس والصدفة الخارجية. كذلك، استقبلنا سلاحف من دون سبب واضح للوفاة، منها ما يُرجّح أن يكون نتيجة الاختناق بسبب ابتلاع كمية كبيرة من الماء، أي أنها وقعت في شباك وماتت اختناقاً". وبصفة عامة، يُعدّ الصيد البحري مؤثراً بشكل كبير على السلاحف البحرية في مياه البحر المتوسط وفي المسطحات المائية.

وكان المعهد الوطني لعلوم البحار في تونس، قد نشر أكثر من دراسة بحثية في مجال حماية السلاحف البحرية وحماية أعشاشها. وخلال أيام، ينشر المعهد ورقةً بحثيةً حول كواليس 20 عاماً من عمليات إنقاذ السلاحف البحرية. كما نُشرت دراسات عن الصيد العرضي للسلاحف البحرية، وعن ابتلاع السلاحف البحرية للبلاستيك. أما السياحة المستدامة، فتحظى باهتمام متزايد في البلاد راهناً، ومن أهدافها الحفاظ على البيئة بمختلف مكوناتها.

ختاماً، تواجه السلاحف البحرية اليوم تحدّيات غير مسبوقة تهدّد بقاءها، بدءاً من تأثيرات التغيّر المناخيّ على نسب الجنس ونجاح الفقس، مروراً بالتلوّث البلاستيكي المدمّر، وانتهاءً بالصيد الجائر والاتجار غير المشروع بها. وعلى الرغم من هذه المخاطر، إلا أنّ الجهود البحثية والمبادرات البيئية في مختلف أنحاء العالم، مثل برامج حماية الأعشاش، والري الاصطناعي، ومراكز رعاية السلاحف، تمثّل بارقة أمل في الحفاظ على هذه الكائنات البحرية المدهشة، خاصةً أنّ حماية السلاحف البحرية ليست مسؤولية العلماء والمنظّمات فحسب، بل هي واجب عالمي يتطلّب تعاون الحكومات، والمجتمع المدني، والأفراد لضمان بقاء هذه الكائنات البحرية للأجيال القادمة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image