شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"مساعدات أمريكية لشراء واقيات ذكرية في غزّة"… أبرز المعلومات المضلّلة في أسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقيقة

الأربعاء 5 فبراير 202511:57 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها، للجمهور.

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق تصريحاته المثيرة للجدل؛ فبعد حديثه عن تهجير أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من غزّة إلى مصر والأردن، ما أثار اعتراضات البلدين فضلاً عن احتجاجات شعبية أمام معبر رفح في مصر، عاد ليتحدّث عمّا وصفه بإساءة استخدام المساعدات التي يزعم أنّ الولايات المتحدة قدمتها للفلسطينيين خلال السنوات الماضية.

وخلال الأسبوع الفائت، تحقّق مدقّقو معلومات عرب، من مدى دقّة تصريحات ترامب، التي تبيّن أنها تتضمن معلومات مضلّلة، وذلك إلى جانب التحقّق من بعض المقاطع البصرية التي انتشرت خلال الاحتجاجات أمام معبر رفح، والادّعاءات التي أُرفقت بها.

هل سرق متظاهرون مصريون مساعدات غزّة؟

عقب حديث ترامب عن تهجير سكان غزّة إلى مصر والأردن، نظّمت مجموعة من القوى السياسية المصرية مظاهرةً لحشود من المواطنين أمام معبر رفح، تعبيراً عن رفض هذا المخطّط. وبالتزامن، انتشر مقطع فيديو لمواطنين مصريين يحاولون الوصول إلى أغذية من شاحنة قرب معبر رفح، مرفقاً بزعم أنهم كانوا "ينهبون المساعدات المتّجهة إلى غزّة"، وأسهمت مواقع إسرائيلية في الترويج لهذا الادّعاء.

ادّعى ترامب: "أوقفنا إرسال مساعدات إلى غزّة بقيمة 50 مليون دولار؛ من أجل إرسال واقيات ذكرية لحماس"، مدّعياً أنّ هذه الواقيات الذكرية "استُعملت في إعداد قنابل وإطلاقها على إسرائيل"... كيف كشفت منصتا "متصدقش" و"كاشف" زيف هذه الادّعاءات؟

فنّدت منصة "متصدقش" المصرية، هذا الزعم، مشيرةً إلى أنّ المقاطع المصوّرة التُقطت خلال توزيع وجبات وعصائر على المتظاهرين. كما قاد تحقّق المنصة إلى أحد الفيديوهات وقد نُشر تحت عنوان "المصريون يوزعون الطعام على المتظاهرين أمام معبر رفح"، ويظهر فيه العشرات حول شاحنة كبيرة في أثناء استلامهم وجبات غذائيةً.

وأكد شهود عيان لـ"متصدقش"، أنّ الشاحنات لم تكن في طريقها إلى غزّة، وأنّ الوجبات التي وُزّعت كانت مخصصةً للمتظاهرين الذين لم يعترضوا طريق شاحنات المساعدات، فضلاً عن أنّ شاحنات المساعدات تُفتح فقط عند معبر كرم أبو سالم، الذي تديره السلطات الإسرائيلية، حيث تخضع للفحص والتفتيش قبل أن تتّجه إلى قطاع غزّة.

ونُظّمت هذه المظاهرة عقب ما أُثير من جدل بشأن تلقّي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مكالمةً من نظيره الأمريكي، عرض الأخير فيها خطته لتهجير الفلسطينيين من غزّة إلى مصر والأردن. علماً أنّ تصريحات ترامب قوبلت بالنفي من مصدر رسمي مصري رفيع المستوى، أكد أنّ السيسي لم يتلقَّ أي اتصال منه، بحسب ما نشر موقع "صحيح مصر" لتدقيق المعلومات.

وانتهى الجدل حين أدلى السيسي، بتصريحات لوكالة رويترز، تعكس رفضه ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ "ما يتردّد حول تهجير الفلسطينيين لا يمكن أبداً التساهل أو السماح به لتأثيره على الأمن القومي المصري".

وعلى الجانب الأردني، انتشر عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لملك الأردن عبد الله الثاني، يؤكد فيه أنّ تهجير الفلسطينيين من غزّة إلى الأردن ومصر "خط أحمر"، مصحوب بزعم أنّ تصريح ملك الأردن جاء تعليقاً على تصريحات ترامب الأخيرة.

منصة "كاشف" الفلسطينية، أجرت بحثاً عكسياً عن الفيديو، قاد إلى أنّ الفيديو قديم، وسبق أن التُقط خلال مؤتمر صحافي جمع بين الملك عبد الله الثاني والمستشار الألماني، في برلين، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

الجدير بالذكر أنّ الأقاويل حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، تردّدت عقب هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة، ما استدعى ردّاً رسمياً من مصر والأردن في حينه.

"مساعدات لشراء واقيات ذكرية"

وعلى صعيد منفصل، أثار قرار الولايات المتحدة تعليق المساعدات الفيدرالية الخارجية كافة، موجةً من الجدل. وفي هذا السياق، ادّعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحافي عُقد في 28 كانون الثاني/ يناير 2025، أنّ وزارة كفاءة الحكومة، ومكتب الإدارة والميزانية، كشفا أنّ "هناك ما يقرب من 50 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب تم صرفها لتمويل شراء الواقيات الذكرية في غزّة".

وفي اليوم التالي، أدلى ترامب بتصريحات، قال فيها: "أوقفنا إرسال مساعدات إلى غزّة بقيمة 50 مليون دولار؛ من أجل إرسال واقيات ذكرية لحماس"، زاعماً أنها -أيّ الواقيات الذكرية- "استُعملت في إعداد قنابل وإطلاقها على إسرائيل".

ما حقيقة ادّعاء ترامب؟

كشفت منصتا "متصدقش" و"كاشف"، زيف ادّعاءات ترامب، إذ لم تُنفق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أيَّ أموال على الواقيات الذكرية في الشرق الأوسط بأكمله. وبحسب وكالة رويترز، لم تسجّل شحنات الوكالة أيّ واقيات ذكرية لقطاع غزّة في الفترة بين عامي 2007 و2023، كما قال المتحدث باسم أنيرا -منظمة مساعدات تتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مبادرة صحية بقيمة 50 مليون دولار في غزّة- إنّ برنامج المنظمة لا يتضمّن تمويل شراء واقيات ذكرية. وبحسب شبكة CNN، فإنّ إجمالي إنفاق الوكالة الأمريكية على الواقيات الذكرية في كل أنحاء العالم، أقلّ من 50 مليون دولار.

التضليل حول غزّة لا يزال قائماً

بينما دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، حيّز التنفيذ قبل نحو أسبوعين، لا تزال المعلومات المضلّلة تخيّم على أجواء القطاع الذي تشهد أرجاؤه عودة النازحين/ ات تدريجياً. من ذلك أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة على أنها مأخوذة من غزّة، عقب عودة النازحين إلى منازلهم.

"نهب المصريين للمساعدات المتجهة إلى غزة" و"زواج أسيرة إسرائيلية من أحد عناصر حركة حماس، وإنجابها طفلاً عمره ثلاثة أشهر، وحدوث خلاف بين إسرائيل وحركة حماس حول استعادة الأسيرة ورضيعها"... هذه أبرز المعلومات المضلّلة التي راجت هذا الأسبوع عن غزّة، وفنّدها مدقّقو معلومات عرب

من بين هذه الصور، راج مقطع مصوّر لسيدة تقوم بأعمال البناء، على أنه التُقِط في غزّة لسيدة تعيد بناء بيتها المهدوم، جرّاء الحرب الإسرائيلية على القطاع. دقّقت منصة "تحقّق" الفلسطينية في الفيديو، وتبيّن لها أنّه التُقط في تركيا، وليست له علاقة بعودة النازحين/ ات إلى منازلهم/ نّ في غزّة.

الأمر ذاته تكرر لدى تداول صورة تُظهر مجموعةً من الخضروات مصفوفةً فوق دبّابة، مع ادّعاء أنّ الصورة التُقطت حديثاً في غزّة، وأنّ الدبابة التي تظهر في الصورة من طراز ميركافا الإسرائيلية. أثبت البحث العكسي لمنصة "تحقّق"، أنّ الصورة تظهر دبّابةً من بقايا جيش النظام السوري الساقط، عقب انسحابه من ريف دمشق.

ما حقيقة هذه الصورة وهل هي من غزة؟

كما نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر أعمال بناء داخل مبنى، على أنها أعمال بناء جرت عقب اتفاقية وقف إطلاق النار، غير أنّ تدقيق "كاشف" أثبت أنّ الفيديو التُقط قبل الحرب الإسرائيلية على غزّة.

طالت المعلومات المضلّلة عمليات تبادل الأسرى أيضاً، إذ شملت مزاعم عن زواج أسيرة إسرائيلية من أحد عناصر حركة حماس، وأنجبت طفلاً عمره ثلاثة أشهر، فضلاً عن حدوث خلاف بين إسرائيل وحركة حماس حول استعادة الأسيرة ورضيعها. هذه المزاعم نفاها القيادي في حماس، محمود المرداوي، لـ"كاشف"، كما لم تنشر أيّ وسيلة إعلامية موثوقة معلومات في هذا الشأن.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image