يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها، للجمهور.
ترافق تولّي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، مع رواج العديد من المعلومات المضلّلة، وبعضها يتعلّق بتأثير سياساته المستقبلية على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى مقارنات بين إدارته والإدارة الأمريكية السابقة.
كما انتشرت ادّعاءات مضلّلة حول عمليات تبادل الأسرى التي تندرج ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، وكذا عودة النازحين، بالإضافة إلى مزاعم غير دقيقة حول مصير الحرب الأهلية في السودان.
سياسة ترامب حيال الدول العربية
رافق أداء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليمين الرئاسية وإلقاؤه خطابه الأول، موجةً من الادّعاءات؛ من بينها ادّعاء تركيب حاجز زجاجي خوفاً من التعرّض لهجوم. كما انتشرت تصريحات مضلّلة تقارن بين سياساته تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومواقف سلفه الرئيس جو بايدن.
من بينها خطط إدارة ترامب للشرق الأوسط، والمعونة العسكرية الأمريكية لمصر… تعرّفوا على أبرز المعلومات المضلّلة التي رافقت تولّي ترامب زمام السلطة في أمريكا، وبدء عمليات تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل
من ذلك أن نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً تُظهر ترامب، مصحوبةً بادّعاء يفيد بتركيب ألواح زجاجية لحماية ترامب من الرصاص. كشف تدقيق منصّة "الفاحص"، أنّ الخبر مزيّف، حيث تُظهر الصورة "أجهزة التلقين الزجاجية" المستخدمة لعرض النص الذي يقرأه الرئيس. كما أنّ زاوية التقاط لقطة الشاشة كانت مضلّلةً، إذ تزامنت مع مرور الكاميرا أمام ترامب والجهاز الزجاجي، ما جعله يبدو وكأنه يقف خلف حاجز زجاجي عازل.
وفنّدت منصة "متصدقش"، تصريحاً منسوباً إلى مدير إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة المصرية الأسبق، اللواء سمير فرج، نصّه: "توقّفت المعونة العسكرية (الأمريكية لمصر)، من جو بايدن لمدة 4 سنين". أوضحت المنصة أنّ إدارة بايدن لم توقف صرف المساعدات العسكرية لمصر كلياً، بل اقتطعت 440 مليون دولار منها، أي ما يعادل 8.5% فقط من إجمالي المساعدات العسكرية المخصصة لمصر بين عامي 2021 و2024، والتي بلغت 5.2 مليار دولار. جاء هذا الاقتطاع بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وفقاً لتقارير الكونغرس الأمريكي وصحيفة "نيويورك تايمز".
تضليل حول عملية تبادل الأسرى وعودة النازحين في غزّة
تزامن بدء تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، والتخطيط لعودة النازحين إلى مناطقهم، مع انتشار واسع للمعلومات المضلّلة. شملت هذه الادّعاءات مزاعم غير دقيقة بشأن تنفيذ خطوات إعادة النازحين، فضلاً عن ادّعاءات بتسليم مقاتلين من كتيبة جنين للقوات الإسرائيلية. كما رُوّج لبيان منسوب إلى أهالي ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزّة، زُعم فيه أنهم رفضوا أي مظاهر احتفال بخروج الأسرى، وتوجيههم اللوم إلى الأسرى المحررين.
في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريح منسوب إلى القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، بشأن عودة النازحين إلى شمال قطاع غزّة، نصّه: "القيادي في حماس محمود مرداوي، لصحيفة الشرق، تمّ حلّ الأمر والنازحون سيعودون بدءاً من هذه الليلة إلى شمال القطاع عبر شارع الرشيد".
أسفر تحقّق مرصد "كاشف"، عبر التواصل مع مرداوي، عن أنّ التصريح مزوّر والهدف منه "التشويش واللعب بأعصاب المواطنين".
كما راجت في مجموعات على تطبيق واتساب، مزاعم نُسبت إلى الإعلام الإسرائيلي، جاء فيها أنّ "السلطة الفلسطينية سلّمت للجيش الإسرائيلي 7 من الإرهابيين الذين اعتقلتهم وينتمون إلى كتيبة جنين". كشف بحث مرصد "كاشف" الفلسطيني في وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن عدم وجود أي تقارير تؤكد تسليم أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية سبعة أفراد من كتيبة جنين للجيش الإسرائيلي.
وانتشر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، باسم "أهالي ضحايا الحرب على غزة"، متضمناً رسالةً إلى الأسرى المحررين، باللغتين العربية والإنكليزية، نصّها: "نحن أهالي ضحايا الحرب على غزّة، نحذّركم ونحذّر وسائل الإعلام كافة من مظاهر الفرح والابتهاج بخروجكم المخزي على جماجم أطفالنا وخراب بيوتنا في غزّة… ونحذّركم بأنّ خروجكم قد كلفنا 50 ألف شهيد وسُدس أراضي غزّة إلى الأبد. فحقّ لكم أن تقيموا بيوت العزّاء على مروءتكم المهدورة، لا مشاعل الفرح والابتهاج، ولا صوت يعلو فوق صوت أهل غزة".
كشف تدقيق فريق مرصد "كاشف"، أنّ البيان المنسوب إلى أهالي ضحايا الحرب على غزّة مزيّف، وذلك عبر التواصل مع المتحدث باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى في غزّة، علاء البراوي، والصحافي حسن إصليح، ومدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، إسماعيل الثوابتة، ونفوا جميعاً معرفتهم بأيّ لجنة تحمل هذا الاسم. كما تبيّن أنّ رابط البيان يعود إلى قناة على تطبيق تلغرام لا تضم سوى 36 مشتركاً وقت نشر الخبر.
إدارة ترامب لم تقُل إنّ "البرهان هو الرئيس الشرعي، ويحقّ له تمثيل السودان في الأمم المتحدة"، والسلطات الكينية لم تطرد المعارضين السودانيين من أراضيها… هذه أبرز المعلومات المضلّلة التي راجت عن الصراع في السودان هذا الأسبوع
التضليل يُخيّم على أخبار الصراع في السودان
تداولت العديد من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، صورةً تحمل شعار "الحدث السوداني"، تتضمن تصريحاً منسوباً إلى حاكم إقليم دارفور وقائد حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، يعلن فيه عن إصدارهم تعليمات لقواتهم بالانسحاب من مدينة الفاشر عاصمة شمالي دارفور، والتوجه فوراً إلى مناطق أخرى في الولاية.
بحث فريق "مرصد بيم"، في حساب "الحدث السوداني" على فيسبوك، بالإضافة إلى الحساب الرسمي لحاكم دارفور مني أركو مناوي، على إكس، ولم يعثر على أيّ تصريحات تتوافق مع الادّعاء هذا.
كما راج تصريح منسوب إلى "إدارة ترامب"، يشير إلى أنّ البرهان هو الرئيس الشرعي، ويحقّ له تمثيل السودان في الأمم المتحدة. بحث "مرصد بيم" في الموقع والحساب الرسميين لـ"البيت الأبيض"، بالإضافة إلى حساب ترامب، على إكس، ولم يجد ما يدعم صحة هذا الادّعاء.
تداولت حسابات عدة على فيسبوك، ادّعاءً منسوباً إلى وكالة الأناضول، يزعم أنّ الحكومة الكينية طلبت من بعض المعارضين السودانيين مغادرة أراضيها، وذلك عقب زيارة وزير الخارجية السوداني علي يوسف، إلى كينيا. أجرى مرصد "بيم"، بحثاً في الموقع الرسمي لوكالة الأناضول وحسابها على فيسبوك، لكنه لم يعثر على أيّ تقارير أو منشورات تؤكد صحة هذا الادّعاء.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
حوّا -
منذ يومينشي يشيب الراس وين وصل بينا الحال حسبي الله ونعم الوكيل
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل هذه العنجهية فقط لأن هنالك ٦٠ مليون إنسان يطالب بحقه الطبيعي أن يكون سيدا على أرضه كما باقي...
Ahmed Mohammed -
منذ 3 أياماي هبد من نسوية مافيش منطق رغم انه يبان تحليل منطقي الا ان الكاتبة منحازة لجنسها ولا يمكن تعترف...
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياموحدث ما كنا نتوقعه ونتأمل به .. وما كنا نخشاه أيضاً
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامصادم وبكل وقاحة ووحشية. ورسالة الانتحار مشبوهة جدا جدا. عقاب بلا ذنب وذنب بلا فعل ولا ملاحقة الا...
mahmoud fahmy -
منذ أسبوعكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم