شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
إلى محمد منير... أنقذتني خلال الحرب 

إلى محمد منير... أنقذتني خلال الحرب 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة نحن والنساء

الجمعة 31 يناير 202511:16 ص

لماذا "محمد منير"؟

لماذا؟ للأمانة، لست أدري.

لماذا اليوم بالذات؟ من الممكن أن أقابل هذا السؤال بجواب بسيط، ولكنه يحتمل الشكّ: ربما لأنني صادفت "أغنية شجر الليمون" في أحد فيديوهات رصيف22، هنا يتدخّل الشك: لا، علاقتي مع "محمد منير" بدأت منذ وقت أطول بقليل، قبل بضع سنوات من خلال فيلم "أحلى الأوقات".

إن سألتموني عن أكثر مشهد عالق في ذاكرتي، فلن أتردّد عن ذكر الكادر الذي تتوسّطه "حنان الترك" من جهة اليسار، و"عمرو واكد" من جهة اليمين، وأنا أحب كل الذين يفضلون الوقوف إلى هذا الجانب، ليس معه، وهذا الحب نابع من شعور لا أساس علمي أو نظري له، ولكنه شعور مفاده أن أصحاب الميل نحو جهة اليمين، صادقون وحازمون أكثر. أحب الواضحين حد الفجاجة أحياناً، يكون حسّ الدعابة عالياً لديهم أيضاً.

المهم، تقول له "الترك" إنه مريب ويحب "محمد منير". وهكذا بهذه الجملة القصيرة، بدأ هذا الهوس. لا أعلم إذا كان المخرج أيضاً فيه شيء من الريبة، أو لديه هوس بـ "محمد منير"، ولكن عن نفسي: أحب كل غريب ومريب. تلفتني رحلة البحث في الفيلم، وخيوط الحل والتي كان أحدها "منير". تلفتني الرسائل المكتوبة بخط اليد، والهدايا المرسلة من جهة مجهولة إلى وجهة معلومة، وفي العادة أكون أنا هذا المجهول. أحب تقمّص هذا الدور أحياناً كلّما شعرت بالحنين أو الملل، أو كليهما، في يوم عادي، إلى شخص يظن أنه عادي، في يوميات عادية جداً. أحب التشويق و كليشيهات الأفلام.

ثم شاءت الصدف أن كل من تعلّقت بهم حدّ الهوس كان فيهم شيء من الريبة، وأنا لا أتعلّق بقلبي، بل بعيني الكبيرتين، وقلّما تعلّقت، لأنني كلما تعلّقت رحت أغرق. تعلّقي لا يجلب لي النجاة بل الغرق. وغالباً كي أداري الفضيحة، أشيح هاتين العينين عن كل بديع مريب، لأن أحد صفات المريبين أن عيونهم تفضحهم، فيتجنبون التواصل البصري، ويتخذون إحدى صفات التوحّد سمة لهم، وأنا إنسان يحب الخصوصية، (حلوة الخصوصية ياخي) ولا أفضل أن أفضح هذه الريبة، بشكل مباشر، بل ربما عبر هذا النصّ مثلاً، فيصبح هذا الإفصاح فضيحة مريبة.

شاءت الصدف أن كل من تعلّقت بهم حدّ الهوس كان فيهم شيء من الريبة، وأنا لا أتعلّق بقلبي، بل بعيني الكبيرتين، وقلّما تعلّقت، لأنني كلما تعلّقت رحت أغرق

في مراهقتي، تقاطعت محطتي مجدداً مع صوت "محمد منير" عبر صديق، أخبرني مرة كيف أن أغنية "أنا بعشق البحر" تذكّره بعزيزة عليه، لتصبح هذه الأغنية بدورها تذكرني به، وبهذا يصبح هذا الصديق، عزيزي البعيد، فأسمعها وأستحضره مهما ابتعدنا، ضعنا، اختلفنا، حتى أجدني أستعيده من جديد، صديقاً عزيزاً، قريباً، لم تشوّهه المسافة أو الغياب. هكذا نتواصل بالتخاطر، الحنين والقليل من الخيال.

أعود إلى المريبين الذين أحب، المهووسين بطريقة إنجاز الأمور، الذين يعتبرون أنفسهم دون سواهم المعيار، بغض النظر عن المعايير السائدة، المتمسّكين بإحباطهم الشخصي: لذة سادية تولّد لديهم شغفاً أكبر في كل مرة يتناطحون فيها مع الخيبة، الذين لا يرضون بالسّهل، العنيدين، أصحاب الأحلام الكبيرة -والذين وبالصدفة أيضاً، يحبون هذا المسلسل- والذين يموتون متى انصهرت ذواتهم مع العالم الكبير، هكذا يفقدون أنفسهم، وهكذا يموتون.

أولئك المنظمون على حساب خراب هذا العالم البائس حدّ القبح، الذين لا تعبث بهم فوضى الخارج، ولكن قد تكسرهم نسمة تحمل صقيع طفولة ماضية، ظنّوا أنها مضت، ولكنها أبداً لم تمض، بقيَ الطّفل فيهم يلاحقهم، في كل مرة رأوا طفلاً يركب دراجته، أو يأكل غزل البنات بنهم، في كل مرة وقعت أعينهم على أم تقبّلُ طفلها، وأب يسأل طفلته: "بشتريلك شوكولا؟"، نسوا أن يغلقوا النافذة التي يطل حاضرهم على طفولة عالقة قدماها في جوفهم، لا تنفع مضادات الحموضة معها، فظل النسيم يباغتهم بين محطة وأخرى، وهذا النسيم كان بعيداً كل البعد عن الموجود في أغنية "لما النسيم". كان أكثر حدةً وقسوةً. كان برداً يخترق عظامهم، بل شتاء يباغتهم في بيوتهم في عزّ الصيف، برودة تسير على الجدران، وتنخر أسنانهم، بينما يرتدون فانيلاتهم البيضاء، والوهج يكاد يفجرّ الزجاج. هؤلاء الذين يكون البرد في فمهم، في حلقهم، في بطنهم، ويستقر أخيراً في قلبهم.

هذه الحرب باتت توقيتاً نمشي عليه، بتنا نشير إليها على أنها كانت منذ الأزل

هؤلاء المريبون إلى حد العطب والعبط، أحبهم بأنانيتهم، بسذاجتهم وحساسيتهم المفرطة تجاه هذا الداخل البارد، والخارج المشتعل حطباً للقيامة، أولئك الذين يطوون تجاربهم بمفردهم، والشوارع بمفردهم، ويصلون نحو فصلهم المفضل: الألم منفرداً. سولو يحبون الرقص، والرقص يستحيل أن يكون منفرداً.

يتناول "نيتشه" في الفصل الثاني من كتابه "إنساني مفرط في انسانيته" كيف أن المثاليين غالباً ما يعاملون الواقع وكأنه يجب أن يخضع لرموز مثالية وهمية. يكتب: "إنهم يفرغون الحياة من معناها بتقديم مثاليات غير واقعية. أولئك الذين يعيشون للمثالية، يهربون من العالم البشري ولا يعترفون بحقيقته."

ويضيف: "إن من يسعى إلى الكمال يفقد القدرة على أن يكون إنساناً حقيقياً؛ فهو يحاول أن يكون أكثر من الإنسان، لكنه لا ينجح إلا في أن يصبح أقل إنساناً". 

في الحرب، استمعت إلى "محمد منير"، وبقيت أستمع اليه، لكنني لست أدري إن كانت الحرب قد انتهت فعلاً، ولكنهم، على العموم، يقولون إنها انتهت. أنا عن نفسي بقيت أستمع إلى "منير". هذه الحرب أيقظت مشاعر كثيرة، ولكن أياً منها لم يصب في "بحر الخوف" ‑أعتقد أنه اسم فيلم مصري- المهم، جميع هذه المشاعر كانت مقرونة بشغف غريب، لكن أيّ منها لا يمت للقضية بصلة. يبدو أن أحد مخارج هذه الحرب كان صوت "محمد منير".

ثم كثرت المناسبات التي جمعتني فيك، تارة بوعود قطعتها على نفسي، وكنت أكثر العالمين أنني لن أوفيها، على وقع أغنية "خايف" وتارة أخرى خلال أقصى درجات اليوفوريا، حيث أغرقت نفسي في متاهات هذا العالم "من غير كسوف"، علّني أجد ما تبقى مني، وتوجّهت نحو حلم غير واضح، مشوّش، واتضح لاحقاً أنه أحد الكوابيس التي نسير إليها في وعينا التام، وتشاء الصدفة للمرة المليون، أن يكون الكابوس حلماً ممنوعاً كان أهلنا قد حذرونا منه مائة مرة، حتى أصبح دون سواه مصدر اللذة المحظورة، تابو من تابوهات المجتمع، ولا يتم اكتشافه إلا بكسره.

وقبل أن نفتح الستار عن هذا الاكتشاف العظيم، تبدأ رحلة مطاردته إيانا في الأحلام، فيصبح لاوعينا تحت سيطرة لذة خفية، لذة محدّدة بدائية، تطاردنا في أحلام اليقظة وسط محاضرة جامعية ربما، أو مقابلة عمل، وللمتأخرين منا عن اكتشاف ذواتهم ربما أثناء تغيير حفاضات أطفالهم أو تغيير النظام.

أعود إلى صوت "منير"، كيف لصوت أن يكون مخرجاً، في عالم معضلته الأساسية أنه بمخارج كثيرة؟ هل أكون قد اخترت "منيراً" مخرجي من هذه المعضلة؟

 لست أدري. 

المريبون إلى حد العطب والعبط، أحبهم بأنانيتهم، بسذاجتهم وحساسيتهم المفرطة تجاه هذا الداخل البارد، والخارج المشتعل حطباً للقيامة، أولئك الذين يطوون تجاربهم بمفردهم، والشوارع بمفردهم، ويصلون نحو فصلهم المفضل: الألم منفرداً

على كل، كلٌ ينجو بطريقته الخاصة، وأنا اخترت طريقتي، والشريط الذي أريد أن أستمع إليه، حتى انتهاء هذا الطريق، فإما أن يودي بي إلى طريق واضح المعالم، أو إلى طرق فرعية يعلم الله آخرها، أو إلى وجهة كلاسيكية أكثر: الجنون. (للتوضيح اخترت شريط "شبابيك"، ولكنني لم اختر الأغنية التي أريد أن تبقى عالقة في رأسي، في رحلتي إلى الأبد) 

إذن عزيزي "محمد منير"، إذا كُتب لهذا النص أن يُنشر، فاحتمالية أن تقرأه ستزيد، وأنا أتمنى أن تعرف أنك أنقذتني خلال الحرب، وساعدتني على فهم هذه الفوضى أكثر، وتقبّل الحطام وكل خسارة محتملة، من خلال جملة من "شجر الليمون": "أنا مش عاقل ولا مجنون، أنا مطحون"، فهمت منك فقط أن النجاة تكتب لنا أحياناً، وحتى ونحن فاقدون لكل مقومات النجاة، حتى لو ابتلعنا الضياع، أو ابتلعناه، حتى لو لم يكن هناك من يسمع صوت استغاثتنا، لابد وأن نحاول. أحياناً نحن بحاجة لأن نسمع صوت استغاثتنا الخاصة.

إذن، "منير" أيقظ في علاقة قديمة مع نفسي، يعود أصلها إلى مكبوتات الطفولة ربما وسميّتها "أوتوكسيستي" كوننا بتنا نعيش في زمن "التوكسيستي"، ومن العيب ألا نجاري متطلبات العصر التافه.

رحت أبحث في صوته عن حنان مفقود -إحدى كليشيهات الكلمات والأسامي اليوم- وصوت "منير" نبع حنان يجرف معه كل القسوة التي قد يختبرها الواحد منَا. صوت "منير" يذكرنا بقسوة العالم علينا بالرغم من حنانه المفرط في خامة صوته، واذا أردنا وصفاً أدق فهو يذكرنا بكل ما حرمنا منه، بكل ما أخذ منا، بكل من وما فقدنا، وكل صفعة لا تزال أصابعها تحرق وجوهنا. أتعلمون شعور أن يصفعكم العالم؟ بالتأكيد تعرفون وإلا ما كنتم لتقرأوا نصاً كاملاً عن "محمد منير"، ورحلة بحثنا عن نوستالجيا تحرقنا كلما حاولنا استرجاعها، أو حتى الاقتراب منها.

لعلنا أحياناً لا نحتاج إلى طبيب نفسي ليصف لنا حبة صغيرة، بيضاء أو وردية، بيضاوية أو مدورة، ولا لاختصاصي نفسي يسأل للمرة الألف عن تاريخنا الشخصي المخجل أحياناً، والمنفّر أحياناً أخرى. أحياناً قد لا نفهم تعلّقنا بكل ما هو سامّ، أسباب إدماننا أو حتى شطحاتنا، فالشاردون الحالمون، الذين يعيشون في خيالهم أكثر من واقعهم، والذين يعيشون في دواخلهم أكثر من خارجهم، هم أيضاً يعانون من إدمانهم الخاص.

يعتبر "فرويد" أن "الإدمان هو محاولة للهروب من الواقع الذي يسبب المعاناة، لكن لا يمكن للإنسان أن يهرب من نفسه"، فلكي يبعد الفرد منَا نفسه عن دوامة الألم والعذابات، قد يدخل في معضلة أخرى من تعاطي الكحوليات أو المواد المخدرة، إلا أنه يغوص أكثر في مشكلة قد تكون أسبابها مجهولة لديه أو معلومة، ولكن لا يهم، المهم أن يتخلص ولو شكلياً أو وقتياً من هذا الألم المبرّح. في حقيقة الأمر الإدمان ليس مرضاً قائماً بذاته، قد يكون عارضاً، قد يكون نتيجة، قد يكون وسيلة، وقد يكون جميع الأشياء، إلا أن يكون تجربة يسقط فيها الفرد سهواً ويصير مدمناً. هو وسيلة خاسرة ومؤلمة للتعامل مع خسائر وآلام أكبر، في كلتا الحالتين، لا نقص في كمية الآلام والخسارة، بل فقط إلى زيادة.

ولكن ماذا عن مدمني عوالمهم الداخلية، وآلامهم الدفينة؟ أولئك الذين يستولدون المادة من معاناتهم الشخصية: يستدعون ذاكرتهم، ويستخلصون أكثر الذكريات وجعاً، يفرطونها، يطحنونها، يلفون خيباتهم، ويسترخون بعد صراع طويل ليستريحوا فقط، حينها يشعرون بنشوة ما: الحنين عادتنا السرية التي مهما مررنا على أجساد دافئة، لا تجاري متعة اكتشافها رتابة حنيننا.

على العموم وفي خضم قبح هذا العالم وتشويشه، تذكروا أن فيه منافذ كثيرة، وقد يكون أحدها صوت "محمد منير". من يدري؟

لعل "فرويد" الأب الروحي للتحليل النفسي، كان سيفضّل إطلاق رصاصة على أحدنا، لأكفّ عن هذه التحليلات الفارغة، ولكن "فرويد" عزيزي، أعتذر منك، لم اكتشف "عقدة أوديب" عبرك، ولم أفهم علاقتي المعقدة مع أبي عبرك، ولم أفهم انجذابي لكل العطب الموجود في هذا العالم عبرك، بل بكل بساطة فهمت ذلك عبر أغاني "محمد منير"، عندها فقط فهمت كيف أنني أبحث عن هذا الأب في كل أناني أصادفه في طريقي، عندها فقط فهمت كيف أن بحثي عن اللطف يقابله بحث أكبر مائة مرة عن الأذى، وأنني في كل مرة أبحث عن حافز أكبر لهذا الألم المخفي، لجرح نرجسي لا يندمل، إلا بإساءة أكبر تثير فوضى الحواس داخلي، فاتخذ قراراً ذاتياً بالهروب مجدداً. أبتعد.

على العموم، لم أرد لهذا النص أن يكون معقداً، ولا أن يكون علمياً حتى، ربما كان وسيلة استرخاء لكاتبته، كي لا ينفجر رأسها في الرابعة صباحاً، أو تفجّره، أو ينفجر ذاتياً، المهم أن هذا الدماغ كان سينفجر في أية لحظة، وعلى كل حال، لكثرة ما احتوى ويحتوي.

 على العموم نسيت أن أصحّح معلومة أعلاه، الفيلم المصري كان اسمه "نهر الخوف"، وأنا عن نفسي تخليت عن الخوف من زمن يسبق الحرب بقليل، لا فرق إن كنت قد رميته في النهر، في البحر، أو أرضاً، أو خبأته في كبسولة الزمن، المهم أنني خلعته، قبل توقيت الحرب، والحرب أصبحت أعمق من مجرد تجربة، أقسى، وأكبر من أن تسعها ذاكرة، وأصغر من تراجيديا مدمّرة، لأن ما يدمّر كلياً من الصعب أن يعاد تكوينه، قد يرمّم، قد توضع الأجزاء فوق بعضها البعض، قد نستخدم شريطاً لاصقاً، غراء سريعاً، إبرة وخيطاً، ونحاول جمع كل الشتات من لحم ودم وعظام، ونشكل بقايا إنسان، ولكنه يستحيل أن يعود كما كان.

لا شيء، أو أحد يعود كما كان، لا مجال للعودة، وأنا عن نفسي، ولهذه الأسباب، أصرّ أنها حتى اللحظة لم تكن تراجيديا مدمرة، لا أتقبل هذا الواقع الثقيل، أننا بتنا بقايا من لحم ودم. هذه الحرب باتت توقيتاً نمشي عليه، بتنا نشير إليها على أنها كانت منذ الأزل: قبل الحرب بقليل، بعد الحرب بقليل، خلال الحرب، في أول الحرب، وآخر الحرب، وحين اعتقدنا أن الحرب ستدوم إلى الأبد، هرب الأبد، سقط الأبد، وسقطت بعده الحرب، ويبدو ان الأبد مصطلح ساقط عبر تجارب الشعوب، لا شيء يبقى أو يدوم. على العموم وفي خضم قبح هذا العالم وتشويشه، تذكروا أن فيه منافذ كثيرة، وقد يكون أحدها صوت "محمد منير". من يدري؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

رصيف22 من أكبر المؤسسات الإعلامية في المنطقة. كتبنا في العقد الماضي، وعلى نطاق واسع، عن قضايا المرأة من مختلف الزوايا، وعن حقوق لم تنلها، وعن قيود فُرضت عليها، وعن مشاعر يُمنَع البوح بها في مجتمعاتنا، وعن عنف نفسي وجسدي تتعرض له، لمجرد قولها "لا" أحياناً. عنفٌ يطالها في الشارع كما داخل المنزل، حيث الأمان المُفترض... ونؤمن بأن بلادنا لا يمكن أن تكون حرّةً إذا كانت النساء فيها مقموعات سياسياً واجتماعياً. ولهذا، فنحن مستمرون في نقل المسكوت عنه، والتذكير يومياً بما هو مكشوف ومتجاهَل، على أملٍ بواقع أكثر عدالةً ورضا! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، وأخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا!.

Website by WhiteBeard
Popup Image