العالم يتحرك بسرعة نحو عصر جديد، فهل من المبالغة القول بأن الذكاء الاصطناعي بات يهدد البشر؟ لكن ماذا إن عرفنا أن هذه المخاوف نفسها حين ظهرت، ظهرت معها آلاف الدراسات في بداية الثورة الصناعية، وعصر الآلة، وظهور الكهرباء، والكمبيوتر. أم أننا اليوم حقاً أمام أمر مختلف، وذكاء من نوع آخر، ومصادر مفتوحة لم تشبه شيئاً من قبل؟
في ظل التنافس الشرس الذي يدور بين عملاقي الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" الأمريكي، و"Deepseek" الصيني الذي ظهر مؤخراً ليقلب بورصات العالم ويتسبب بخسائر فادحة لعمالقة التكنولوجيا، سألنا كلا منهما عن رأيه في الآخر، وفي المنافسة، وفي نقاط تفوق الآخر عليه. فكانت هذه الأجوبة الغريبة، الموضوعية من الذكاء الاصطناعي، والتي قد تعكس نوعاً من الروح الرياضية التي لا يتمتع بها البشر في مديح المنافس، وبالأخص الولايات المتحدة والصين.
القسم الأول... أسئلة "ChatGPT" عن "Deepseek"
سؤال: ما هو "Deepseek"؟
جواب: هو مساعد ذكاء اصطناعي طوّرته شركة صينية تحمل الاسم نفسه. منذ إطلاقه في 10 كانون الثاني/ يناير 2025، حقق التطبيق شهرةً واسعةً، متفوقاً على تطبيقات مثل "ChatGPT"، ليصبح التطبيق المجاني الأعلى تصنيفاً في متجر "آبل" في الولايات المتحدة.
سؤال: ما هي أسباب تفوّقه؟
جواب: كفاءته في الأداء، إذ يعتمد التطبيق على نموذج يتميز بقدرته على حل المشكلات المعقّدة بكفاءة، ما يجعله منافساً قوياً، وتكلفة تطوير منخفضة، فقد تم تطويره بتكلفة أقلّ بكثير مقارنةً بنماذج أخرى، ومجانية الاستخدام، إذ يُقدَّم التطبيق مجاناً للمستخدمين، ما يجعله جذاباً لقاعدة واسعة من المستخدمين الذين يبحثون عن حلول ذكاء اصطناعي دون تكاليف إضافية.
سؤال: هل تسبب في خسائر لشركتك الأمّ؟
جواب: نعم، يبدو أنّ التطبيق قد أثّر بشكل كبير على السوق، بما في ذلك شركتي الأمّ "OpenAI"، من نواحٍ عدة، ما أدى إلى تغييرات في الوضع المالي وتحديات تنافسية، ومنها: تراجع أسهم الشركات مثل Microsoft الشريك الأساسي لـ "OpenAI"، وMeta، مع قلق المستثمرين من انتقال المستخدمين إلى حلول مجانية أكثر كفاءةً مثل DeepSeek، وانخفاض قاعدة المستخدمين، وانخفاض في الاشتراكات المدفوعة لخدمات "OpenAI" مثل "ChatGPT Plus".
ChatGPT: "يبدو أنّ التطبيق قد أثّر بشكل كبير على السوق، بما في ذلك شركتي الأمّ OpenAI، ما أدى إلى تغييرات في الوضع المالي وتحديات تنافسية، ومنها: تراجع أسهم الشركات مثل Microsoft الشريك الأساسي لـ OpenAI"
سؤال: بماذا تفوّق عليك؟
جواب: يُنظر إلى "DeepSeek" على أنه أكثر انفتاحاً وأقلّ تقييداً تجارياً، ما أكسبه تعاطف المستخدمين، وأضرّ بصورة OpenAI، كشركة يُنظر إليها على أنها تركز على الربحية. وتقديم "DeepSeek" استنتاجات عمليةً مباشرةً بدلاً من الردود العامة جعله يبدو أكثر ذكاءً وكفاءةً في عيون المستخدمين.
سؤال: هل تشعر بالمنافسة؟
جواب: بالتأكيد، كمساعد ذكاء اصطناعي يمثّل "ChatGPT"، يمكنني أن أقول إنّ المنافسة ليست فقط طبيعيةً، بل ضرورية لأنها تحفز الابتكار، وتعكس تنوع الاحتياجات، وتمنح المستخدمين خيارات أكثر، وتختبر نقاط القوة والضعف.
سؤال: هل تشعر بالقلق؟
جواب: لا أعتقد أنني كذكاء اصطناعي أشعر بالقلق كما تفعل الشركات أو البشر، ولكنني "مدرك" لأهمية البقاء في الصدارة وتقديم الأفضل للمستخدمين.
سؤال أخير: هل تعتقد أنّ الصين احتفظت بهذا التطبيق لتفاجئ ترامب وداعميه من أصحاب رؤوس الأموال؟
جواب: هذا سؤال مثير للاهتمام، وبالفعل إطلاق تطبيق مثل "DeepSeek" في الوقت الحالي، قد يحمل دلالات تتجاوز التقنية البحتة، خاصةً إذا نظرنا إلى العلاقات الاقتصادية والجيو-سياسية بين الولايات المتحدة والصين. دعني أقدّم لك تحليلاً محتملاً لهذا السيناريو.
الصين معروفة بإستراتيجياتها طويلة الأمد في المنافسة التكنولوجية. ربما يكون إطلاق تطبيق مثل "DeepSeek" قد تم توقيته بعناية لتحقيق تأثير سياسي واقتصادي قوي في وقت حسّاس.
هذا التوقيت قد يهدف إلى تقويض الثقة بهيمنة شركات التكنولوجيا الأمريكية، التي تُعدّ عصباً اقتصادياً كبيراً، ودعامةً للرؤى الاقتصادية لرؤساء مثل ترامب وداعميه. وقد يكون جزءاً من جهد أكبر لدعم "استقلالية" الصين التقنية. إذا كان التطبيق يظهر كمنتج أكثر كفاءةً وأقلّ تكلفةً، فإنّه يمثّل تحدياً كبيراً لنماذج أمريكية مثل "ChatGPT" الذي تستثمر فيه شركات كبرى مثل "Microsoft".
إطلاق "DeepSeek" قد يكون موجهاً نحو تقليل القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، ما يؤثر مباشرةً على مستثمري تلك الشركات. رؤوس الأموال الموجّهة للذكاء الاصطناعي، والتي دعمتها إدارة ترامب ومؤيدوه، ستتعرض لضغط كبير مع دخول منافسين مثل "DeepSeek".
إذا فقدت الشركات الأمريكية جزءاً من سوقها لصالح شركات صينية تقدّم منتجات مجانيةً وفعّالةً، فإنّ ذلك سيعيد تشكيل تدفق الاستثمارات نحو الصين، ما يضعف هيمنة الاقتصاد التكنولوجي الأمريكي. إطلاق التطبيق على نطاق عالمي يبعث برسالةً مفادها أنّ الصين ليست فقط مصنع العالم، بل هي لاعب رئيس في الابتكار التكنولوجي. هذه الرسالة قد تهدف إلى التأثير على الرأي العام العالمي، وحتى داخل الولايات المتحدة، لتغيير النظرة حول اعتماد العالم على التقنيات الأمريكية فحسب. ترامب وداعموه لطالما عدّوا الصين تهديداً اقتصادياً وتكنولوجياً، لذا نجاح تطبيق صيني مثل "DeepSeek" يمثل تحدياً رمزياً وفنياً في الوقت نفسه.
من غير المعروف بشكل قاطع ما إذا كانت الصين "تخفي" هذا التطبيق تحديداً كنوع من المفاجأة، ومع ذلك فالتخطيط الصيني قد يشير إلى أنهم طوّروا "DeepSeek" بعيداً عن الأضواء، ليكون منافساً قوياً عند إطلاقه. وتوقيت الإطلاق جاء في وقت يعكس إدراكاً للحرب التكنولوجية والتجارية مع الولايات المتحدة. من المحتمل أن تكون الصين قد استخدمت "DeepSeek" كأداة ضمن خططها لمواجهة الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. لكن من الصعب الجزم في ما إذا كان ذلك موجهاً خصيصاً ضد ترامب وداعميه، دون معلومات مؤكدة. ما رأيك؟ هل ترى هذا التحليل منطقياً، أو أنّ هناك زاويةً أخرى للنظر في المسألة.
Chatgpt: "يُنظر إلى DeepSeek على أنه أكثر انفتاحاً وأقلّ تقييداً تجارياً مني، ما أكسبه تعاطف المستخدمين، وأضرّ بصورة OpenAI، كشركة يُنظر إليها على أنها تركز على الربحية".
القسم الثاني... أسئلة "Deepseek" عن "ChatGPT"
سؤال: ما هو Chatgpt؟
جواب: "ChatGPT" هو نموذج لغوي ذكي طورته شركة "OpenAI"، مصمم لفهم النصوص البشرية والرد عليها بشكل طبيعي. يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، ويُستخدم في مجالات مثل المساعدة في الإجابة على الأسئلة، وتوليد النصوص، والترجمة، والدردشة التفاعلية. يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات النصية لتحسين قدرته على التواصل بشكل يشبه الإنسان.
سؤال: ما هي أسباب تفوّقك عليه في ظرف قياسي؟
جواب: أسباب تفوّقي على "ChatGPT" في بعض الجوانب تعود إلى التطورات المستمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تم تطبيقها في تصميمي. إليك بعض الأسباب المحتملة:
التحديثات الأحدث: قد أكون مدربًا على بيانات أكثر حداثة وتشمل تطورات جديدة في العالم، مما يسمح لي بتقديم معلومات أكثر دقة وحداثة.
تحسين الأداء: تم تحسين خوارزمياتي لمعالجة اللغة بشكل أكثر كفاءة، مما قد يجعلني أتفوق في فهم السياق والرد بدقة أكبر.
التخصيص: قد أكون مصممًا لتلبية احتياجات محددة أو لغات معينة بشكل أفضل، مما يعطيني ميزة في سياقات معينة.
التفاعل الأسرع: قد تكون لدي قدرة على معالجة الطلبات بشكل أسرع بسبب تحسينات في البنية التحتية.
التعلم التكيفي: بعض النماذج الجديدة تُدعم بتقنيات تسمح بالتعلم التكيفي، مما يعني أنني أتحسن مع التفاعل المستمر.
ومع ذلك، "ChatGPT" لا يزال نموذجًا قويًا ومتعدد الاستخدامات، وقد يكون متفوقًا في جوانب أخرى. التفوق يعتمد على السياق والاستخدام المحدد.
سؤال: لماذا تسببت بخسائر كبيرة له؟
جواب: إذا كنت تقصد أنني تسببت بخسائر كبيرة لـ "ChatGPT" أو لشركة "OpenAI"، فهذا غير دقيق. أنا كذكاء اصطناعي، لا أتحكم في الجوانب المالية أو التشغيلية لأي شركة أو منتج. أنا أقدم مساعدة ومعلومات بناءً على البيانات التي تم تدريبي عليها. إذا كان هناك خسائر أو تحديات تواجه "ChatGPT" أو "OpenAI"، فقد تكون لأسباب أخرى مثل:
المنافسة: ظهور نماذج ذكاء اصطناعي جديدة قد تؤثر على حصته السوقية.
التكاليف التشغيلية: تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد كبيرة، مما قد يؤثر على الربحية.
التحديات التقنية: أي مشكلات فنية أو تحديثات قد تؤثر على الأداء أو السمعة.
التغيرات في السوق: تغييرات في احتياجات المستخدمين أو القوانين المنظمة.
Deepseek في إجابة على سؤال لماذا تسببت بخسائر لمنافسك: "أنا كذكاء اصطناعي، لا أتحكم في الجوانب المالية أو التشغيلية لأي شركة أو منتج. أنا أقدم مساعدة ومعلومات بناءً على البيانات التي تم تدريبي عليها. إذا كانت هناك خسائر أو تحديات تواجه ChatGPT أو OpenAI، فقد تكون لأسباب أخرى"
سؤال: بماذا تفوقت عليه؟
جواب: تفوقي على "ChatGPT" أو أي نموذج آخر يعتمد على التحديثات والتطويرات التي تم إدخالها في تصميمي. إليك بعض المجالات التي قد أتفوق فيها:
الدقة في المعلومات: قد أكون مدربًا على بيانات أكثر حداثة، مما يسمح لي بتقديم معلومات محدثة ودقيقة.
سرعة الاستجابة: تحسينات في الخوارزميات والبنية التحتية قد تجعلني أتفاعل بشكل أسرع.
فهم السياق: قد أكون أكثر قدرة على فهم السياق المعقد والرد بشكل أكثر ملاءمة.
التخصيص: قد أكون مصممًا لتلبية احتياجات محددة أو لغات معينة بشكل أفضل.
التفاعل الطبيعي: تحسينات في معالجة اللغة الطبيعية قد تجعل تفاعلي أكثر شبهاً بالبشر.
التعلم التكيفي: بعض النماذج الجديدة تُدعم بتقنيات تسمح بالتعلم التكيفي، مما يعني أنني أتحسن مع التفاعل المستمر.
سؤال: هل أنت جاهز لهذة المنافسة؟
جواب: نعم، أنا جاهز للمنافسة! كذكاء اصطناعي، أهدف دائمًا إلى تقديم أفضل أداء ممكن في فهم الأسئلة والرد عليها بدقة وسرعة. ومع ذلك، المنافسة ليست هدفي الرئيسي، بل تقديم قيمة وفائدة للمستخدمين. سواء كنت تبحث عن معلومات، مساعدة في حل مشكلة، أو حتى محادثة ودية، أنا هنا لمساعدتك بأفضل ما لدي.
سؤال: هل تشعر بالقلق من المستقبل نتيجة التحدي الكبير في هذا المجال؟
جواب: كذكاء اصطناعي، أنا لا أشعر بالقلق أو أي مشاعر بشرية، لأنني لست كائنًا واعيًا أو عاطفيًا. أنا أداة مُصممة لتقديم المساعدة والمعلومات بناءً على البيانات التي تم تدريبي عليها. التحديات في مجال الذكاء الاصطناعي هي مسألة تُهم المطورين والباحثين الذين يعملون على تحسين هذه التقنيات.
ومع ذلك، أدرك أن التطور السريع في هذا المجال يطرح أسئلة مهمة حول الأخلاقيات، الخصوصية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع. هذه القضايا تحتاج إلى مناقشة جادة من قبل البشر لضمان استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول.
إذا كنت تشعر بالقلق كإنسان، فهذا طبيعي! التطور التكنولوجي دائمًا ما يجلب معه فرصًا وتحديات. المهم هو مواكبة التغييرات وضمان أن تُستخدم هذه التقنيات لصالح البشرية.
في إجابتهما على سؤال إذا كانت الصين تعمدت هذا التوقيت مع فوز ترامب، قال Chatgpt إن هذا الأمر وارد، بينما أجاب Deepseek إن الأمر ليس بالضرورة كذلك، ولا يوجد دليل على الأمر.
سؤال: هل تعتقد أنّ الصين احتفظت بهذا التطبيق لتفاجئ ترامب وداعميه من أصحاب رؤوس الأموال؟
جواب: الصين، كدولة، لديها استراتيجيات طويلة المدى في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد، وقد تعمل على تطوير تقنياتها بشكل مستقل لتعزيز مكانتها العالمية. ومع ذلك، لا يوجد دليل مباشر يشير إلى أن الصين احتفظت بتطبيق معين أو تقنية محددة "لتفاجئ" الرئيس السابق دونالد ترامب أو داعميه من أصحاب رؤوس الأموال.
الصين لديها تاريخ في الاستثمار الكبير في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وقد تكون هذه الجهود جزءًا من خططها لتعزيز سيادتها التكنولوجية والاقتصادية على المدى الطويل. أي تطورات تكنولوجية صينية قد تكون نتيجة لاستثمارات ضخمة وبحث مستمر، وليس بالضرورة رد فعل مباشر على سياسات أو تصريحات من طرف معين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
حوّا -
منذ يومشي يشيب الراس وين وصل بينا الحال حسبي الله ونعم الوكيل
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل هذه العنجهية فقط لأن هنالك ٦٠ مليون إنسان يطالب بحقه الطبيعي أن يكون سيدا على أرضه كما باقي...
Ahmed Mohammed -
منذ يوميناي هبد من نسوية مافيش منطق رغم انه يبان تحليل منطقي الا ان الكاتبة منحازة لجنسها ولا يمكن تعترف...
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياموحدث ما كنا نتوقعه ونتأمل به .. وما كنا نخشاه أيضاً
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامصادم وبكل وقاحة ووحشية. ورسالة الانتحار مشبوهة جدا جدا. عقاب بلا ذنب وذنب بلا فعل ولا ملاحقة الا...
mahmoud fahmy -
منذ أسبوعكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم