تدفع التقنيات الناشئة نحو تبنّي إستراتيجيات عسكرية جديدة تركّز على تقنيات مكافحة المُسيّرات والحرب الإلكترونية، والتكيّف مع المرونة التي توفرها الأسلحة المنخفضة التكلفة. وهي تعيد تشكيل السياسات العسكرية، وتسلّح الدول والجهات ذات الميزانية المحدودة بأدوات عسكرية فعّالة وقوية.
1- الصعود السريع للمُسيّرات منخفضة التكلفة والذكاء الاصطناعي في الحرب
تعمل التقنيات الناشئة على تحويل الحرب، وتمكين حتى الدول الأصغر والجهات الفاعلة غير الحكومية من تنفيذ عمليات كانت في السابق مخصّصةً للجيوش الغنية ذات الموارد الواسعة، وأهمها:
المُسيّرات: توفر المُسيّرات أداةً مرنةً للمراقبة والاستطلاع والضربات المستهدفة، ما يقلل من الحاجة إلى الطائرات والقوى العاملة باهظة الثمن.
الذكاء الاصطناعي: يعزز الذكاء الاصطناعي هذه القدرات من خلال تقديم معلومات استخباراتية متطورة وتحليلات تنبؤية واتخاذ قرارات آلية، ما يزيد من السرعة والدقة في العمليات العسكرية.
برامج التجسس: هي برامج مصممة لمراقبة وجمع المعلومات من جهاز ما سرّاً، وغالباً ما تُستخدم للمراقبة.
التشفير: طريقة لحماية البيانات عن طريق تحويلها إلى تنسيق مشفر لا يمكن قراءته إلا من قبل أولئك الذين لديهم مفتاح فك التشفير المناسب، ما يضمن الخصوصية والأمان.
2- سوق المُسيّرات العالمية
القيمة السوقية الإجمالية
قُدِّرت سوق المُسيّرات العسكرية العالمية بنحو 13 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى أكثر من 30 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR)، يبلغ نحو 12-15%. ويتغذى هذا النمو على الطلب المتزايد على طائرات الاستطلاع والمراقبة والقتال من دون طيّار.
قُدِّرت سوق المُسيّرات العالمية بنحو 29 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 55 مليار دولار بحلول عام 2030.
وتوفر هذه القيم نظرةً تقريبيةً لسوق الطائرات من دون طيار في كل دولة، من خلال الجمع بين البيانات المتاحة وتقديرات الصناعة حيث تكون الشفافية محدودةً.
تدفع التقنيات الناشئة نحو تبنّي إستراتيجيات عسكرية جديدة تركّز على تقنيات مكافحة المُسيّرات والحرب الإلكترونية، والتكيّف مع المرونة التي توفرها الأسلحة المنخفضة التكلفة. وهي تعيد تشكيل السياسات العسكرية، وتسلّح الدول والجهات ذات الميزانية المحدودة بأدوات عسكرية فعّالة وقوية
تُظهِر الصراعات في سوريا وليبيا وأوكرانيا وغزة واليمن ولبنان، فائدة المُسيّرات ذات الكلفة المنخفضة، ما يمنح مزايا إستراتيجيةً على الأصول العسكرية التقليدية. على سبيل المثال، سمح استخدام أوكرانيا للطائرات من دون طيار، في صراعها مع روسيا، بمواجهة القدرات العسكرية الأكبر لروسيا، وإجراء عمليات الاستطلاع والاستهداف التي تتحدى القوة التقليدية.
دراسة حالة… إستراتيجيات المُسيّرات من إيران إلى لبنان
توضح إيران وحزب الله كيف تؤثر المُسيّرات بأسعار معقولة على ديناميكيات القوة الإقليمية والإستراتيجيات العسكرية. تدعم إيران، الرائدة في إنتاج المُسيّرات منخفضة التكلفة بنماذج مثل سلسلة "شاهد"، الجماعات الحليفة لها والوكلاء، ما يمكّن إيران من ممارسة النفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تم استخدام طائرات شاهد من دون طيار، من قبل الحوثيين في اليمن ضد المملكة العربية السعودية، وبحسب ما ورد من قبل روسيا في أوكرانيا، ما يشير إلى الدور المتزايد لإيران في حرب المُسيّرات، وفق تقرير معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح (UNIDIR) لانتشار المُسيّرات الإيرانية وتأثيرها الإقليمي لعام 2023.
استخدم حزب الله المُسيّرات بشكل متزايد في عملياته ضد إسرائيل، مع تصعيد ملحوظ في عام 2024. شكلت هجماته بطائراته التي من دون طيار، خرقاً كبيراً للدفاعات الجوية الإسرائيلية، حيث أطلق أكثر من 1،200 مُسيّرة، اخترقت بنجاح الدفاعات الإسرائيلية 221 مرةً. وتؤكد هذه الأرقام تزايد وتيرة وفعالية عمليات المُسيّرات التي يشنّها حزب الله ضد إسرائيل.
سباق التسلّح الإقليمي في تكنولوجيا المُسيّرات وصناعة أدوات مكافحتها
من ناحية أخرى، أدى دعم إيران بطائرات من دون طيار لحلفائها، إلى تأجيج سباق تسلّح إقليمي، حيث تزيد الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة من استثماراتها في تكنولوجيا مكافحة الطائرات من دون طيار. على سبيل المثال، استثمرت المملكة العربية السعودية مؤخراً، في أنظمة دفاع رادار وليزر متقدمة، بينما خصّصت إسرائيل أكثر من 100 مليون دولار لبرنامجها "Sky Shield"، وهو نظام شامل لمكافحة المُسيّرات.
3- سوق الذكاء الاصطناعي العالمي
قُدِّرت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بنحو 136.6 مليارات دولار في عام 2022.
من المتوقع أن تصل إلى نحو 1.8 تريليونات دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR)، يبلغ نحو 37%، من عام 2023 إلى عام 2030. ويعود هذا النمو إلى زيادة الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والسيارات وتجارة التجزئة والدفاع.
خصّصت وزارة الدفاع الأمريكية ما يقرب من 874 مليون دولار لأبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي في عام 2023، مع خطط لمواصلة زيادة التمويل للحفاظ على القدرة التنافسية في تطبيقات الحرب السيبرانية والذاتية القيادة. ومن المقدر أن تكون ميزانية الذكاء الاصطناعي في الصين، برغم أنها أقل شفافيةً، قابلةً للمقارنة بميزانية الولايات المتحدة.
سوق الذكاء الاصطناعي العسكري
تُقدَّر قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العسكري العالمي بنحو 9 مليارات دولار اعتباراً من عام 2023.
ومن المتوقع أن تصل إلى نحو 20 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ نحو 10-12%، وتشمل المجالات الرئيسية التي تدفع هذا النمو المُسيّرات المستقلة، والدفاع السيبراني، وأنظمة القيادة والتحكم التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
سوق الذكاء الاصطناعي التجاري والمدني
بلغ سوق الذكاء الاصطناعي التجاري والمدني، بما في ذلك قطاعات مثل التجزئة والرعاية الصحية والتمويل والنقل، ما يقرب من 110 مليارات دولار في عام 2022. ومن المتوقع أن ينمو إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030، مدفوعاً بالتقدم في معالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية والمركبات ذاتية القيادة.
أهم الدول المستثمرة في الذكاء الاصطناعي
الولايات المتحدة: خصّصت وزارة الدفاع الأمريكية ما يقرب من 874 مليون دولار أمريكي، لأبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي في عام 2023، مع خطط لمواصلة زيادة التمويل للحفاظ على القدرة التنافسية في تطبيقات الحرب السيبرانية والذاتية الحكم.
الصين: ميزانية الذكاء الاصطناعي في الصين أقل شفافيةً، ولكن من المقدر أن تكون قابلةً للمقارنة مع ميزانية الولايات المتحدة، مع تخصيص مليارات الدولارات لـ"الحرب الذكية" لتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
4- سوق الأمن السيبراني والتشفير
يحمي الأمن السيبراني الأنظمة والشبكات والبيانات من الهجمات الرقمية والوصول غير المصرح به والأضرار. ومع توقع نمو سوق الأمن السيبراني العالمي من 173 مليار دولار في عام 2022، إلى 266 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR)، بنسبة 8.9%، تطور الأمن السيبراني إلى ما هو أبعد من التدابير الوقائية الأساسية ليشمل تقنيات متقدمةً مثل اكتشاف التهديدات التي يقودها الذكاء الاصطناعي وبروتوكولات التشفير الشاملة.
والتشفير، الذي تُقدّر قيمته بنحو 13.46 مليار دولار عالمياً في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 37.61 مليار دولار بحلول عام 2029، هو حجر الزاوية في الأمن السيبراني، حيث يقوم بتشفير المعلومات الحساسة بحيث لا يمكن إلا للأطراف المصرح لها فك تشفيرها. وتُعدّ إسرائيل، التي تمثل نحو 10% من سوق التشفير العالمي مع مبيعات تبلغ نحو 6 مليارات دولار في مجال التشفير وتكنولوجيا الإنترنت، رائدةً في تطوير هذه الأدوات الأساسية لتأمين الاتصالات وحماية البيانات في القطاعات من التمويل إلى الدفاع.
صعود المُسيّرات والذكاء الاصطناعي بأسعار معقولة في الحرب، يعمل على إضفاء الطابع الديمقراطي على القوة العسكرية، وتمكين الدول الأصغر والجهات الفاعلة غير الحكومية. لكنها تثير أيضاً مخاوف أخلاقيةً. كيف؟
وهنا لا بد من الإشارة أيضاً إلى تطور تكنولوجيا الأقمار الصناعية العسكرية، إذ استثمرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل كبير فيها، حيث تقدّر تكلفة كل قمر صناعي بما بين 100 مليون دولار إلى 300 مليون دولار. تعمل هذه الأقمار الصناعية، التي أطلقتها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، على تعزيز الأمن القومي من خلال توفير تغطية مستمرة، ليلاً ونهاراً، بغضّ النظر عن الظروف الجوية، ودعم المعلومات الاستخباراتية التي توفر معلومات عن العمليات العسكرية في الوقت الفعلي.
5- التحولات في إستراتيجيات التسلّح وتوازن القوى
تخصّص تركيا وإيران في إنتاج الأسلحة منخفضة التكلفة
برزت تركيا وإيران كلاعبين بارزين في سوق الأسلحة العالمية، حيث استفادتا من تكنولوجيا المُسيّرات بأسعار معقولة لإبراز النفوذ إقليمياً وعالمياً. أصبحت تركيا، خاصةً من خلال طائراتها من دون طيار Bayraktar TB2، رائدةً في الحلول العسكرية الفعالة من حيث التكلفة، ونشرت هذه المُسيّرات على نطاق واسع في مناطق الصراع مثل ليبيا وسوريا وناغورنو كاراباخ وأوكرانيا.
شهدت صناعة الدفاع التركية نمواً كبيراً، خاصةً في تصدير مُسيّرات بيرقدار TB2. في عام 2023، حققت شركة "بايكار"، الشركة المصنعة لهذه المُسيّرات، عائدات تصدير بلغت 1.7 مليارات دولار، وهو ما يمثل أكثر من 30% من إجمالي الصادرات العسكرية التركية. وهذا يؤكد ظهور تركيا كمورد رئيسي للأسلحة منخفضة الكلفة في السوق العالمية.
وبالمثل، طورت إيران صناعة أسلحة محلية كبيرة تركز على المُسيّرات بأسعار معقولة، لا سيما سلسلة "شاهد" (Shahed). وقد تم نشر هذه المُسيّرات من قبل حلفاء إيران، بما في ذلك الحوثيين في اليمن ومجموعات مختلفة في العراق وسوريا وغزة ولبنان، ما أدى إلى توليد ما يُقدّر بنحو 300-500 مليون دولار من الإيرادات السنوية. ويمتد نفوذ إيران إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، حيث وردت تقارير عن تصدير مئات المُسيّرات من طراز Shahed-136، إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، ما يُظهر مدى نفوذ إيران في مناطق الصراع الإقليمية والعالمية.
وكما نرى في ساحات الحروب الجارية في الشرق الأوسط - وهي حروب يُقتل فيها المدنيين بالآلاف، فإن المُسيّرات ذات الأسعار المعقولة والذكاء الاصطناعي العسكري تعمل على خفض تكاليف العسكرة، وتحويل ميزان القوى وتمكين التكتيكات غير التقليدية.
دراسة حالة… إسرائيل والتقنيات الناشئة في الحروب العسكرية والتجسسية
تبلغ قيمة صناعة المُسيّرات المحلية في إسرائيل نحو مليارَي دولار، وتشمل خيارات ميسورة التكلفة مثل سلسلة Orbiter للاستطلاع التكتيكي. وقد قام كبار الموردين الإسرائيليين مثل شركة Israel Aerospace Industries (IAI) وElbit Systems، بتصدير مئات الوحدات عالمياً، حيث تم بيع مُسيّرات Heron وOrbiter لأكثر من 30 دولةً، بما في ذلك الهند وألمانيا والبرازيل. وتبلغ صادرات إسرائيل السنوية من المُسيّرات ما يقرب من مليار دولار، وفق SIPRI.
بلغت صادرات الدفاع الإسرائيلية رقماً قياسياً بلغ 13 مليار دولار في عام 2023، حيث شكلت المركبات الجوية غير المأهولة والمُسيّرات ما يقرب من 25% من هذه المبيعات.
تمثل المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المُسيّرات وأنظمة الاستخبارات السيبرانية، مجتمعةً نحو 29% من صادرات الدفاع الإسرائيلية في عام 2023.
لقد رسخت إسرائيل مكانتها كلاعب مهم في أسواق الأمن السيبراني والتشفير العالمية. في عام 2021، جمعت شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية مبلغاً قياسياً قدره 8.8 مليارات دولار، ما يعكس الحضور القوي للدولة في هذا القطاع.
برنامج "ستوكسنت" الخبيث والبرنامج النووي الإيراني
نجحت إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، في تعطيل البرنامج النووي الإيراني من خلال هجوم إلكتروني متطور يُعرف باسم "ستوكسنت". استهدف هذا البرنامج الخبيث، الذي تم تقديمه بحلول عام 2010 تقريباً، منشأة نطنز النووية الإيرانية على وجه التحديد، مستغلاً نقاط الضعف في أنظمة التحكم الصناعية الخاصة بها. وقد أدى الهجوم إلى تعطيل ما يصل إلى 1،000 جهاز من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية البالغ عددها 5،000، ما أدى إلى تأخير برنامجها النووي بشكل كبير. شكّل "ستوكسنت" نقطة تحول في الحرب السيبرانية، حيث أظهر إمكانية البرامج الضارة في تعطيل البنية التحتية الحيوية دون تدخل عسكري مباشر.
برنامج التجسس "بيغاسوس"
"بيغاسوس" هو برنامج تجسس متطور صُمم للتسلل سرّاً إلى الهواتف الذكية التي تعمل بنظامَي التشغيل iOS وAndroid، ويمكنه الوصول إلى ميكروفون الجهاز والكاميرا والرسائل والبيانات الحساسة الأخرى. في حين يتم تسويق برنامج "بيغاسوس" كأداة لمكافحة الجريمة والإرهاب، فقد أثار نشره مخاوف أخلاقيةً وقانونيةً كبيرةً. كشفت التحقيقات أن برنامج "بيغاسوس" استُخدم لمراقبة الصحافيين والناشطين والشخصيات السياسية في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى مناقشات حول حقوق الخصوصية وتنظيم تقنيات المراقبة.
استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي
أصبح استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية، جزءاً أساسياً من إستراتيجيتها، خاصةً في الحروب المبيدة التي تشنّها على غزّة ولبنان.
في غزّة، قامت إسرائيل بدمج الذكاء الاصطناعي لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتحليلات التنبؤية والاستهداف الدقيق. من خلال أنظمة مثل C4I (القيادة والتحكم والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات)، وتحليلات البيانات المتقدمة، يمكن للقوات الإسرائيلية تحليل لقطات المراقبة بسرعة، واكتشاف التهديدات المحتملة، وتنسيق الضربات بدقة عالية. على سبيل المثال، في أثناء الاعتداء على حماس وحزب الله، تساعد الخوارزميات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي المُسيّرات الإسرائيلية والأنظمة غير المأهولة في تحديد واستهداف مرافق تخزين الأسلحة، والمقاتلين، والأنفاق، والمواقع. تمكّن هذه التكنولوجيا من اتخاذ القرار في الوقت الفعلي، وتقلل من الاعتماد على المحللين البشريين، ما يسمح باستجابات أسرع وأكثر دقةً لظروف ساحة المعركة المتطورة بسرعة.
بالإضافة إلى ذلك، يستخدم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي (القبة الحديدية)، الذكاء الاصطناعي لتحديد مسار ومستوى التهديد للقذائف القادمة، واعتراض تلك التي تشكل خطراً على المناطق المأهولة بالسكان بشكل انتقائي.
التسلل إلى قنوات الاتصال المشفرة
في أيلول/ سبتمبر 2024، استخدمت إسرائيل مثل هذه القدرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتسلل إلى قنوات الاتصال المشفرة وتشغيل الأجهزة المتفجرة داخل أجهزة الراديو وأجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة النداء التي يستخدمها مقاتلو حزب الله. يقلل هذا النهج من الحاجة إلى الاشتباكات البرية المباشرة، باستخدام الدقة التكنولوجية لتعطيل هياكل القيادة المعادية. ويُظهر استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في غزّة ولبنان، إمكانات التكنولوجيا المتطورة في تغيير الإستراتيجيات العسكرية، على الرغم من أنه يثير أيضاً إشكاليةً أخلاقيةً كبيرةً بشأن الأتمتة في مناطق الصراع ونتائجها الكارثية على المدنيين.
توضح إيران وحزب الله كيف تؤثر المُسيّرات بأسعار معقولة على ديناميكيات القوة الإقليمية والإستراتيجيات العسكرية. تدعم إيران، الرائدة في إنتاج المُسيّرات منخفضة التكلفة بنماذج مثل سلسلة "شاهد"، الجماعات الحليفة لها والوكلاء، ما يمكّن إيران من ممارسة النفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط
الخلاصة
النظرة المستقبلية إلى التكنولوجيا والعقيدة العسكرية
إن صعود المُسيّرات والذكاء الاصطناعي بأسعار معقولة في الحرب، يعمل على إضفاء الطابع الديمقراطي على القوة العسكرية، وتمكين الدول الأصغر والجهات الفاعلة غير الحكومية من التنافس مع القوى التقليدية من خلال تكتيكات غير متكافئة. وفي حين توفر هذه التقنيات مزايا إستراتيجيةً، مثل الاستهداف الدقيق والاستجابة السريعة، فإنها تثير أيضاً مخاوف أخلاقيةً، خاصةً أن الذكاء الاصطناعي يقلل من الرقابة البشرية في قرارات القتال. وفي المستقبل، قد تكون الأطر الدولية، مثل معايير الشفافية وسياسات الاستخدام المسؤول، ضروريةً للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالأسلحة المستقلة وحماية السكان المدنيين. ومع تقدم التكنولوجيا، سيكون تعزيز الابتكار المسؤول ووضع المبادئ التوجيهية أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار وإدارة العواقب غير المقصودة للذكاء الاصطناعي وحرب الطائرات من دون طيار.
المخاوف الأخلاقية ومخاطر التصعيد
والأمر الأكثر أهميةً، هو أنه في حين يوفر الذكاء الاصطناعي مزايا تشغيليةً، فإنه يثير مخاوف أخلاقيةً حول الاستقلالية وصنع القرار. فالعمليات التي يقودها الذكاء الاصطناعي، خاصةً في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، تلحق الأذى بالمدنيين كما رأينا وما زلنا نرى في غزّة ولبنان. وزيادةً على ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في القدرات السيبرانية لتعطيل اتصالات العدو يثير تساؤلات حول السيادة والحدود الأخلاقية لأسلحة كهذه غير خاضعة لأي رقابة دولية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Oussama ELGH -
منذ 5 ساعاتالحجاب اقل شيء يدافع عليه انسان فما بالك بحريات اكبر متعلقة بحياة الشخص او موته
مستخدم مجهول -
منذ 7 ساعاتاهلك ناس شجاعه رفضت نطاعه واستبداد الاغلبيه
Taro isyo -
منذ 16 ساعةTest
Karem -
منذ يوميندي مشاعره وإحساس ومتعه وآثاره وتشويق
Ahmed -
منذ أسبوعسلام
رزان عبدالله -
منذ أسبوعمبدع