شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
جوزيف عون… ماذا نعرف عن أول رئيس للبنان بعد شغور دام 26 شهراً؟

جوزيف عون… ماذا نعرف عن أول رئيس للبنان بعد شغور دام 26 شهراً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحريات العامة

الخميس 9 يناير 202502:43 م

بعد مرور أكثر من 26 شهراً على انتهاء ولاية سلفه الرئيس السابق ميشال عون، في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، انتُخب قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيساً للبنان، في وقت حسّاس من تاريخ لبنان والمنطقة عموماً.

وانتخب البرلمان اللبناني عون في جلسة الخميس 9 كانون الثاني/ يناير 2025، بأغلبية 99 صوتاً. 

ماذا نعرف عن جوزيف عون؟

وفق الموقع الرسمي للجيش اللبناني، وُلد عون في 10 كانون الثاني/ يناير 1964، في بلدة سن الفيل في قضاء المتن التابع لمحافظة جبل لبنان، ولديه شهادة في العلوم السياسية، اختصاص شؤون دولية، بالإضافة إلى شهادة جامعية في العلوم العسكرية.

وعلى المستوى الاجتماعي، عون متزوج من نعمت نعمة، التي ترأست قسم البروتوكول والعلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الأمريكية لمدة 23 عاماً، ولديهما ولدان، نور وخليل، وهو من المسيحيين الموارنة الذين يستأثرون بمنصب رئيس الجمهورية، وفق نظام المحاصصة الطائفي في البلاد.

تطوّع عون في الجيش بصفة "تلميذ ضابط"، وأُلحِق بالكلية الحربية عام 1983، وبعد عامين رقّي إلى رتبة "ملازم"، ثم "ملازم أول" عام 1988، وبعدها إلى رتبة "نقيب" عام 1993، ثم "رائد" عام 1998، و"مقدّم" في 2003، فـ"عقيد ركن" في 2007، وبعدها "عميد ركن" في 2013، وأخيراً إلى رتبة "عماد"، ثم عُيّن قائداً للجيش في آذار/ مارس عام 2017، ولا يزال في منصبه حتى الآن.

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتفى لبنانيون بـ"أوّل رئيس منذ عقود دون تدخّل آل الأسد أو إيران". وكان حزب الله يفضّل تولّي سليمان فرنجية، رئاسة لبنان، لكنه انسحب مؤخراً من السباق، ما عزّز فرص فوز جوزيف عون بالمنصب

يُلاحظ في سيرته الذاتية أن التدريبات الخارجية كافة التي تلقّاها كانت في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بين عامي 1988 و2009.

ومن بين الأوسمة التي حصل عليها، وسام الحرب ثلاث مرات، ووسام الجرحى مرتين، ووسام الوحدة الوطنية، ووسام فجر الجنوب، ووسام التقدير العسكري من الدرجة الفضية، ووسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة، ووسام الأرز الوطني من رتبة فارس، ووسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثانية، ووسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، ووسام مكافحة الإرهاب، ووسام الفخر العسكري من الدرجة الفضية، ووسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى.

المهمّة الشاقة لـ"التوافق" على رئيس

وفي حين لم يُعلن عون، أو يتحدث علناً أبداً عن ترشيحه لرئاسة لبنان، إلا أن اسمه كان يُردد بقوة منذ شغور المنصب من قبل قوى داخلية وخارجية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.

وعلى مدار أكثر من عامين، فشلت جميع الأطراف والقوى السياسية في لبنان في تأمين الأغلبية البرلمانية اللازمة لفرض مرشحها الرئاسي من بين 128 مقعداً يتألّف منها البرلمان اللبناني، وعُقدت 12 جلسةً لانتخاب رئيس فشلت جميعها في تحقيق الأغلبية لأيّ مرشح.

ومن أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، تشكّلت اللجنة الخماسية حول لبنان، وتكوّنت من سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر. وحدّدت، عقب اجتماعها في الدوحة في تموز/ يوليو 2023، مواصفات عدّتها ضرورية التوافر في الرئيس المرتقب، ومن بينها النزاهة وتوحيد اللبنانيين ووضع مصالح البلاد في المقام الأول، والقدرة على تشكيل ائتلاف واسع وشامل لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية المرجوة.

على مدار أكثر من عامين، فشلت جميع الأطراف والقوى السياسية في لبنان في تأمين الأغلبية البرلمانية اللازمة لفرض مرشح رئاسي من بين 128 مقعداً يتألّف منها البرلمان اللبناني. وعُقدت 12 جلسةً لانتخاب رئيس فشلت جميعها في ذلك

وبانتخابه اليوم، بات عون الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية، علماً أن انتخابه يتطلّب تعديلاً دستورياً كونه يشغل منصباً رسمياً في البلاد كرئيس للجيش.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتفى لبنانيون بـ"أول رئيس منذ عقود دون تدخّل آل الأسد أو إيران". وكان حزب الله يفضّل تولّي سليمان فرنجية، رئاسة لبنان، لكنه انسحب مؤخراً من السباق، ما عزّز فرص فوز جوزيف عون بالمنصب. كما لفت كثيرون إلى "سمعته الطيبة"، وعدم إثارته شبهات أو اتهامات بالفساد حوله منذ تولّيه قيادة الجيش.

في المقابل، واجه عون منافسةً من مرشحين آخرين من بينهم المسؤول البارز في صندوق النقد الدولي ووزير المالية الأسبق جهاد أزعور، ومدير عام الأمن العام اللواء إلياس البيسري.

وتنتظر الرئيس اللبناني الجديد ملفات ساخنة عدة في مقدمتها توحيد الصف داخلياً، وإعادة الإعمار بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان في ظل أزمة اقتصادية خانقة تمر بها البلاد منذ عام 2019، أفقدت العملة المحلية أكثر من 90% من قيمتها، وتركت نحو 80% من اللبنانيين في فقر.

ملف العلاقات الخارجية للبنان ليس أقل أهميةً من ذلك، لا سيّما في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية للهدنة الموقعة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وحاجة لبنان إلى موقف دولي رادع لتل أبيب، وإلى دعم في إعادة الإعمار. جدير بالذكر أن جلسة انتخاب عون حضرها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والموفد السعودي يزيد بن فرحان، وسفراء اللجنة الخماسية وعدد من الدبلوماسيين.

يتمتّع عون باحترام وتقدير واسعين في الجيش اللبناني ولدى مؤسسات الدولة، خاصةً أنه حافظ على حياد الجيش في بيئة سياسية معقّدة للغاية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتولى فيها قائد الجيش، رئاسة لبنان

ويتمتّع عون باحترام وتقدير واسعين في الجيش اللبناني ولدى مؤسسات الدولة، خاصةً أنه حافظ على حياد الجيش في بيئة سياسية معقّدة للغاية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتولى فيها قائد الجيش، رئاسة لبنان، إذ تكرّر اقتران المنصبين أكثر من مرة، ومن ذلك انتخاب اللواء فؤاد شهاب لرئاسة لبنان عام 1958، وقد شهدت فترة حكمه استقراراً نسبياً، ثم العماد إميل لحود الذي شغل منصب قائد الجيش عام 1989، وانتُخب رئيساً عام 1998، وأخيراً كلّ من العماد ميشال سليمان (بين عامي 2008 و2014)، والعماد ميشال عون (بين عامي 2016 و2022).

لكن وبرغم التوافق الواسع حوله داخلياً وخارجياً، هناك العديد من الخصوم الذين يواجهون عون، وفي مقدمتهم رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، الذي كان رافضاً التمديد له في منصب قائد الجيش، حيث أن لدى باسيل أطماع في تولّي حكم لبنان.

وبالرغم من الكلام الكثير عن جوزيف عون خلال توليه قيادة الجيش لا سيما في ظروف صعبة والانهيار الاقتصادي الذي يمر فيه لبنان، وقدرته على الحفاظ على المؤسسة العسكرية، إلا أن تجربة اللبنانيين مع قادة الجيش رؤساء للجمهورية رافقها الكثير من الأحداث وعلامات الاستفهام، ومشاكل متعددة وتعطيل وقمع وابتعاد عن المسار الديمقراطي.
ويأتي هذا الانتخاب في وقت يخرج فيه لبنان من حرب إسرائيلية مدمرة ودمار هائل، وتوازياً مع اتفاق هدنة وضغط دبلوماسي هائل على كل الأطراف السياسية للانتخاب رئيس مع دفع واضح نحو انتخاب عون دون غيره، فيما وصف كثيرون هذا الواقع بأنه "نتيجة لما أوصلتنا إليه كل الأحزاب السياسية التي تتحمل المسؤولية جميعها، وبنسب متفاوتة تجاه ما وصل إليه لبنان".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image