دقت علامة الإزالة على قبر محمود سامي البارودي أجراس الخطر على مستقبل تراث مصر ورفات زعمائها، وكشفت عن فصل جديد من مسلسل ملاحقة رموز الثورة العرابية وطمس كل ذكرى لهم، ورغم أن تلك الثورة اشتعلت لتحرير مصر من التبعية الأجنبية وحاربت الاحتلال، دأبت الحكومات المصرية على إدارة ظهرها لرموزها وتراثهم.
عرابي.. متحف مغلق ومنزل آيل للسقوط
"من بعد كان وكنا صبح القليل يجبر بخاطرنا" هكذا تصف وفاء السيد حفيدة الزعيم أحمد عرابي حالة تراث قائد الثورة العرابية حاليًا، مبيّنة أن ملاحقة عرابي بدأت منذ عودته من المنفى، وذلك بعد أن استقر في منزل بالسيدة زينب وصرفت له الدولة معاشاً بسيطاً، وكان يصلي بالإمام الشافعي والحسين والسيدة زينب، والناس تلتف حوله، ولكن السلطات الانكليزية والقصر لاحقاه وحددا إقامته بمنزله خوفًا من أن يقود ثورة أخرى.
وأوضحت حفيدة عرابي لرصيف22 أن أول من عرف بموته بائع اللبن، وأخبر الجيران أن شخصاً يدعى "عرابي" مات، ليردوا عليه: "هل كان لا يزال حياً"، وحتى جنازته لم يحضرها سوى عدد قليل، وصادرت الدولة ممتلكات عائلته المنتشرة في أنحاء مصر، حتى أن الأسرة لم تجد حفنة قمح ليطحنوها.
وتتفق رواية لطيفة محمد سالم أستاذة التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة بنها بكتابها "عرابي ورفاقه في جنة آدم" مع رواية حفيدته، مبينة أن التقارير المرفوعة للورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر، تحدثت عن تجمع الناس حول عرابي، وأنه يرى نفسه محامي الطبقة الدنيا والوسطى أمام الإقطاعيين والأجانب، مما تسبب بغيرة الخديوي، وأشعلت الصحافة التابعة للحزب الوطني الحملات ضده بإيعاز من القصر، بل نادى بعض شيوخ الأزهر بضرورة وقف الزيارات له، مما أدى لفض الناس من حوله، بحسب قولها.
دقت علامة الإزالة على قبر محمود سامي البارودي أجراس الخطر على مستقبل تراث مصر ورفات زعمائها، وكشفت عن فصل جديد من مسلسل ملاحقة رموز الثورة العرابية وطمس كل ذكرى لهم، رغم أن تلك الثورة اشتعلت لتحرير مصر من التبعية الأجنبية وحاربت الاحتلال
تقول الحفيدة: "كان لعرابي منزلان بقرية هرية رزنة، أحدهما بيت العائلة المولود فيه ويخضع حاليًا لهيئة الآثار، والآخر لاستقبال الضيوف، هدمه والدها، لافتةً إلى أنّ والد عرابي توفي بالوباء، ورحل وهو صغير للقاهرة مبكرًا، وكان يعود للقرية خلال الزيارات، حيث يستقبله أهل البلد بموكب مهيب بمحطة قطار الزقازيق، ويزفونه على فرسه الأبيض حتى منزله".
وتصف السيد منزله بأنه من كان من طابقين، يتكونان من 3 حجرات، ولا يزال محتفظاً بسلمه الخشبي ويحتوى على مقتنيات بسيطة مثل سرير وفرن وبعض الوثائق مثل تكليف البارودي بالوزارة، وخطاب نفي عرابي، وبه 15 موظفاً، لكنه أصبح آيلاً للسقوط، إذ لم يرمم منذ أن استلمته الآثار، خاصة أنه مبني من الطوب، وأن المياه الجوفية وصلت إليه.
وأوضحت السيد أن ملاحقة تراث عرابي وصلت لإغلاق متحفه، المكون من طابقين، يحكي الأول عن تاريخ الثورة العرابية بلوحة لوقفة الزعيم أحمد عرابي أمام الخديوي، وعدة لوحات تقص أحداث الثورة والوثائق الخاصة بها، وتماثيل نصفية لزعماء مصر، كما ضم الطابق توابيت وتماثيل فرعونية.
ويحوي الطابق الثاني قاعة للتراث الشعبي بها تماثيل لصياد وفلاحة وبائعة جرار، وقاعة تحكي عن مجزرة بحر البقر، التي ارتكبتها إسرائيل عام 1971، فيها كتب وأجزاء من الصواريخ وملابس الأطفال وصورهم، وأغلق المتحف بعدما زاره وفد إسرائيلي ورأى تلك القاعة، التي اعتبرها انتهاكاً لاتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب، ونقلت المقتنيات لتل بسطة قبل 17 عاماً. مشيرةً إلى أنه كان متنفساً لأهل البلد وأطفال المدارس، ومزاراً للسائحين، ولكن حالياً تحول لوكر لتجار المخدرات.
وكشفت حفيدة عرابي عن أن سريلانكا اهتمت بالزعيم أكثر من البلد التي ضحى من أجلها، إذ حولت السلطات منزله الذي يطل على ربوة خضراء لمتحف، وأصبح ابنه محمد سفير سريلانكا بالقاهرة.
حفيد البارودي: "أهمية المقبرة تكمن في المكان بما فيه، نقل الرفات أو الحجارة والتراكيب ليس حلاً، حيث ستنقل الجثامين الأحدث ولكن الرفات القديم قد تحلل".
وتقول إن حال مقبرة عرابي في السيدة زينب ليست أفضل حالاً من منزله، وهي تحتوي على ثلاثة شواهد أحدها كتب عليه "هنا قبر الزعيم أحمد عرابي باشا، قائد الثورة العربية"، لكن حالتها ساءت مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وقد عبر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن استيائه من حالة المقبرة، واختتمت قائلة: "الدولة تأكل زعماءها"
قبر البارودي مهدد بالإزالة
طالت ملاحقة العرابيين قبر رئيس وزراء الثورة الشاعر محمود سامي البارودي، إذ وضعت على القبر علامة الإزالة.
"لا نعلم مصير المقبرة حتى الآن" بتلك الكلمات بدأ حسن عبد الحميد البارودي حديثه عن مصير مقبرة جده، بعد قرار الإزالة، مبينًا أن وضع المقبرة يسوده الغموض حاليًا، وأن الطريق المزمع إنشاؤه يجب أن لا يكون مقابل محو التاريخ، خصوصاً مع وجود بدائل كالأنفاق.
وعلق حفيد البارودي لرصيف22، حول نقل المقبرة قائلاً إن أهميتها تكمن في المكان بما فيه، ولكن نقل الرفات أو الحجارة والتراكيب ليس حلاً، حيث ستنقل الجثامين الأحدث ولكن الرفات القديم قد تحلل.
وأشار عبد الحميد إلى أن الأسرة نالها قسط من الاهتمام في عهدي عبد الناصر والسادات، إد صرفت أموال لبعض أفراد الأسرة، مبيناً أن الإهمال والتعتيم بدآا من عصر مبارك، ففي بدايته كان بعض أفراد العائلة يدعون لأمسيات وندوات عن البارودي، ورويداً رويداً بدأ التجاهل، وكانت المقبرة مثالاً واضحاً للإهمال، إذ لم ترمم رغم أهميتها، ثم جاء قرار الإزالة.
حاول بعض أفراد العائلة اتخاذ إجراء قانوني لوقفه، كما تقدم عدة متبرعين بعروض لتطوير المكان بدل هدمه، ولكن الدولة تصر على الإزالة.
وتعدى الإهمال لأفراد الأسرة أنفسهم، إذ يذكر عبد الحميد ما حدث لابنه عندما توفي نتيجة إهمال طبي في مستشفيات الشرطة، ورفضت أقسام الشرطة تحرير محضر بالإهمال الطبي، ثم حُرر المحضر في النيابة، وأخبره رئيسها أن المحضر في النهاية سيحفظ، ورفض عرض وزارة الداخلية للتنازل مقابل صرف المستحقات، وحتى الآن لم يُحاسب المسؤولون عن وفاة نجله.
وأعرب حفيد البارودي عن احترامه للمسؤولين الذين استقالوا كرد فعل لقرارات الهدم، لأنه لا بد أن يكون للمسؤولين التنفيذيين رأي ودور، مطالبًا بتحويل المقبرة لمتحف للبارودي بدلاً من محو تاريخ مصر.
يقول محمد شافعي زادة، الباحث بالخطوط العربية وأحد موثقي الخطوط بقرافة الإمام الشافعي، إن قبر البارودي يحتوي على تركيبة خشبية تعلوها مقصورة نحاسية وكلتاهما تحمل خطوط الفنان يوسف أحمد، وهو عالم أثري مصري وخطاط عمل بلجنة حفظ الآثار العربية في القرن الـ19، وتعلم على يد المستشرقين، وقام بتدريس فن الخط بجامعة الملك فؤاد الأول، و مدرسة تحسين الخطوط الملكية التي أنشئت عام 1922، وكثير من رواد نهضة الخطوط العربية تلاميذه، وينسب له إحياء الخطوط المندثرة مثل الكوفي والثلث المملوكي وغيرهما من الخطوط القديمة التي استخلصها من نقوش المساجد والمقابر والأضرحة وتولّى تدريسها للطلبة وكتابة نماذج منها بأعماله.
حفيدة عرابي: "ملاحقة تراث عرابي وصلت لإغلاق متحفه، المكون من طابقين، يحكي الأول عن تاريخ الثورة العرابية بلوحة لوقفة الزعيم أحمد عرابي أمام الخديوي، وعدة لوحات تقص أحداث الثورة والوثائق الخاصة بها، وتماثيل نصفية لزعماء مصر، كما ضم الطابق توابيت وتماثيل فرعونية"
يقول زادة لرصيف22 إن يوسف أحمد "قام بالكتابة على تركيبة قبر البارودي بالنحت على الخشب، على الأسلوب الإسلامي القديم كمحاكاة لقبور المشاهير في العصر الإسلامي، وهي من الأعمال النادرة في العصر الحديث، أما مقصورة الدفن فهي من النحاس واستخدام النحاس في عمل أياً كان النص، هو نادر الوجود بالعصر الحديث، وكانت محاولة لإحياء طرز قديمة كانت تستخدم بالفنون الإسلامية، كما استخدم في الكتابة طرازاً قديماً من الخط الثلث يعود للعصر المملوكي، على خلاف المستخدم بمصر منذ القرن الـ19، وإلى الآن وهو الثلث على الطراز العثماني".
وفي السياق نفسه، يقول محمد حمزة، العميد السابق لكلية الآثار في جامعة القاهرة، إن "قبر البارودي غير مسجل بعداد الآثار بحسب المادة الأولى لقانون الآثار لعام 1983، ولكنه مسجل على قوائم الحصر كطراز معماري مميز، طبقا للقانون 144 لسنة 2006، وقانون 119 لسنة 2008، والمنطقة كلها مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979، ولذلك لا يجوز هدمها كلها، وطبقاً للمادة 6 من قانون الآثار فمعظم المعالم تعتبر وقفاً، وبالتالي هي ليست ضمن الأموال العامة للدولة ولا يمكن أن تتصرف فيها كيفما شاءت".
ويضيف لرصيف22، بأن مقابر القرافة المفروض تسجل بنطاق الآثار طبقاً للمادة 2، لكنها لم تسجل بسبب تقصير المجلس الأعلي للآثار، وسبق أن طالب أثناء عضويته للمجلس بتسجيل المقابر غير المسجلة بجبانة القاهرة، وشكلت لجنة برئاسته، بقرار من وزير الآثار آنذاك الدكتور ممدوح الدماطي، ولكن اللجنة لم تتمكن من أداء مهامها لأسباب إدارية، ومنها الوضع الأمني بعد ثورة 30 يونيو، كما رفضت الوزارة تخصيص موارد مالية لعملية التسجيل، رغم وجود أكثر من 20 رسالة ماجستير ودكتوراة في كلية الآثار توثق لمقابر القرافة الجنوبية والشمالية، وتوصي بتسجيلها كأثار.
رفات النديم ورفاقه المنفيين
كذلك، فقد صمّت الدولة آذانها عن مطالبات استرداد رفات أبطال الثورة المنفيين وأبرزهم عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية.
يروي دكتور عمرو منير، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي ومؤسس حملة "بصوتك عبد الله النديم يعود للوطن"، أن حملته بدأت عام 2009، لاستعادة رفات عبد الله النديم وكانت شبابية خالصة، وجاءت بعد أن كتب عام 2005 عن وفاة محمد فريد، والدور العظيم للحاج خليل عفيفي الذي لم يكن عضواً في الحزب الوطني ولكنه محب لمحمد فريد، وكان تاجر أقمشة باع كل ما يملك وجمع 5000 جنيه وسافر لألمانيا وظل هناك لمدة 6 شهور يناضل من أجل استعادة رفات محمد فريد، وبالفعل نجح في استعادته ووضع جثمانه في صندوق ونام بجانبه بكبينة السفينة، حتى انتبهت الدولة وأرسلت وفداً رسمياً بقيادة عمر طوسون لاستقبال جثمان محمد فريد، وهذا ما كتبه المؤرخ عبد الرحمن الرافعي أنه لم ينتبه لهذا الأمر أحد من أبناء الأمة سوى الحاج خليل عفيفي، ومن هنا استلهمت الحملة فكرتها.
ويؤكد منير لرصيف22 أن خطيب الثورة العرابية، رغم كونه من تلاميذ جمال الدين الأفغاني ولكن كان شخصية منفصلة، وقام بالهرب وسط الفلاحين والشرطة كانت تخفي آثاره، بل قال مأمور كفر الزيات إنه إذا وجده ليجعله يقبّل مواطئ الأقدام، وذلك حتى نفيه لتركيا حيث تمت تصفيته، إذ كانت الدولة العثمانية تضع كل الزعماء المنفيين في القفص الذهبي في إسطنبول بمثابة إقامة جبرية، وساهم السلطان عبد الحميد الثاني في العديد من هذه المؤامرات، مثلما حدث لجمال الدين الأفغاني رائد فكرة الجامعة الإسلامية بديلاً عن الخلافة، والذي نقل رفاته بعد وفاته لمصر، وكذلك النديم، إذ توفي كلاهما في إسطنبول بطريقة غامضة.
ظهرت العديد من المطالبات باستعادة رفات المنفيين من الثورة العرابية، مثل حملة "بصوتك عبد الله النديم يعود للوطن" لاسترداد رفات عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية من إسطنبول.
كثيرون كتبوا عن الحملة، ومنهم إبراهيم عبد المجيد وبلال فضل الذي كتب عنها مقالة وضمنها في كتابه "التغريبة البلالية" واستمرت المحاولات بعد ثورة 25 يناير، خاصة مع زيارة أردوغان لمصر ولقائه بالمثقفين المصريين، ومنهم بلال فضل، الذي شرح له الموضوع، ورغم ذلك لم يحدث شيء، وتصطدم الفكرة مع ما يحدث حالياً من محو جزء من القاهرة التاريخية وهدم مقابرها.
ويطالب منير بعد عودة العلاقات المصرية التركية بإعادة رفات النديم أو على الأقل تحديد مكان قبره، لأن المعلوم أنه دفن في مقبرة يحيى أفندي في حي بشكتاش بإسطنبول، ولكن مكان القبر غير معروف على وجه التحديد، وبالتأكيد بلدية إسطنبول لديها سجلات كاملة عن المقابر، مبيناً أن "سبب عدم الاستجابة لنقل الرفات رغم المطالب المتكررة هو عدم جدية الموقف الرسمي المصري أو التركي".
لم تكن هذه الحملة هي الأولى لاستعادة رفات النديم، فقد سبقتها عدة محاولات، أبرزها للكاتب الكبير يحيى حقي، الذي كتب مقالاً بالعدد 260 لمجلة التعاون في 11 شباط/ فبراير 1968 بعنوان "أطالب بعودة مغترب عزيز"، نتيجة لتجربته كملحق دبلوماسي للسفارة المصرية بإسطنبول، وخاطب فيه وزير الثقافة آنذاك.
تلتها دعوة الكاتب صبري أبو المجد، الذي وثق تجربته في كتاب "سنوات ما قبل الثورة" والتي شملت رفات عدد من زعماء الثورة العرابية المنفيين، ومنهم عبد العال حلمي، ومحمود فهمي، ويعقوب سامي من سريلانكا، وعلى الروبى قائد معركة التل الكبير من سواكن بالسودان، والنديم من إسطنبول.
تواصل أبو المجد مع أحفاد العرابيين ليمدوه بمعلومات عنهم، وكتب مقالين في جريدة المصور في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1966، و17 أيلول/ سبتمبر 1971، ثم رفع مذكرة للحكومة بمطلبه فأجابت عليها برسالتين من يحيي الجمل وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، إذ أوضح فيهما موافقة الرئيس السادات، وطالبه في الرسالة الثانية بإعداد مذكرة وافية، وبالفعل أرسل مذكرة تفصيلية، ورغم ذلك لم تتم استعادة أي من الرفات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Nahidh Al-Rawi -
منذ 11 ساعةتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
Tester WhiteBeard -
منذ 14 ساعةkxtyqh
بلال -
منذ يومحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...
HA NA -
منذ 5 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.