شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
نهر الجغجغ في القامشلي... هل يجد مخرجاً من أزماته البيئية؟

نهر الجغجغ في القامشلي... هل يجد مخرجاً من أزماته البيئية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بيئة ومناخ نحن والبيئة

الثلاثاء 7 يناير 202508:31 ص

لا غابة أو بحر، ولا أنهار عذبة، يرتادها الأهالي للسياحة أو الاستجمام، وعوضاً عن ذلك، تحوّل نهر الجغجغ إلى آفة ومعضلة لأهالي الحسكة، وخاصة القامشلي، بعد أن كانت مياهه عذبة وجريانه منظماً قبل عشرات السنين، ليتحوّل إلى مصدر للشكوى من الغالبية العظمى للأهالي، سواء بسبب روائِحِه الكريهة، أو تحوّله إلى مرتع للأمراض والأوبئة والكوارث الصحية، أو تأثيراتها السلبية على المناخ والبيئة في عموم المنطقة، لما يصدر عنها من تأثيرات جانبية، في الأحياء والأسواق، واحتوائها على كميات كبيرة من البلاستيك والنفايات الصناعية.

خطورة مباشرة ومضاعفة على الأطفال

من أوجه الخطورة المضاعفة، أن النهر ما يزال ملجأً للأطفال خلال فصل الصيف إذ يستحمون فيه هرباً من ارتفاع درجات الحرارة في ظلّ الانقطاع المتكرر للكهرباء. وهو بذلك يعد من أبرز مصادر الخطر على حياة الأطفال خاصة عبر عدوى وباء الكوليرا، حسبما تشير لرصيف22 طبيبة الأطفال جود أحمد.

تلفت أحمد إلى أن "الجغجغ" من أكثر عوامل المسببة لنشر الأوبئة في المنطقة. فهو يعتبر مصدراً للروائح الكريهة والحشرات الضارة، التي تشكل خطراً على الأطفال من خلال اللسع ونقل الأمراض المعدية والخطيرة مثل اللشمانيا، والأمراض المعدية الأخرى مثل الجرب والزحار والجيارديا والأمراض التحسسية الصدرية خاصة الربو التحسسي والتهاب الرئة الخلالي"، متابعةً: "شكّل تحوّل النهر لمكب للنفايات والصرف الصحي خطراً إضافياً على حياة الكبار والصغار، إذ تختلط مياه النهر مع المياه الجوفية في بعض المناطق ما يجعل الإصابة بالكوليرا وانتقال عدواها ممكنة".

نهر الجغجغ تحوّل إلى كارثة بيئية

"لا نتمكن من النوم في فصل الصيف بسبب الروائح الكريهة. الذباب والبعوض ضيوف على موائدنا وفي غرفنا"... تتعرّض أغلب الأسر والعوائل التي تعيش قرب نهر جغجغ إلى جملة من الأمراض والمشاكل الصحية، عدا التنمر الاجتماعي ضدهم بسبب مكان إقامتهم

تقول أحمد: "وردت منذ سنة 40 حالة إصابة بمرض الكوليرا بسبب اختلاط مياه صرف جغجغ مع المياه الجوفية، خاصة في المناطق الموزعة حول النهر، وتطوّرت بعض الحالات إلى قصور ما قبل كلوي وحدوث 5 حالات وفاة، نتيجة غياب الوعي والاهتمام بالعلاج من الأهل وعدم تعويض الجسم بالسوائل والقيام بالإسعافات الأولية".

بوحه عام، تتعرّض أغلب الأسر والعوائل التي تعيش قرب النهر إلى جملة من الأمراض والمشاكل الصحية، عدا التنمر الاجتماعي ضدهم بسبب مكان إقامتهم. تقول شيرين أحمد (41 عاماً)، وهي من أهالي حيّ قدوربك، ويطل منزلها على نهر جغجغ مباشرةً: "لا نتمكن من النوم في فصل الصيف بسبب الروائح الكريهة. الذباب والبعوض ضيوف دائمة على موائدنا وفي غرفنا".

أطفال يلهوون في مياه نهر الجغجغ الملوّثة

تشاركنا شيرين قصّة ابنها الذي نُقل إلى مشافي دمشق بسبب تعرضه لمرض لم يتمكن الأطباء من تشخيصه في القامشلي وتضيف: "سألني الطبيب ما هو الماء الذي يشربه ابنك؟ وبعد معرفة الطبيب أن الطفل يلعب بماء النهر، وصف لنا أدوية ضد الكوليرا والالتهابات المزمنة". ثمّ تردف: "أمراض الجلدية والتهابات القصبات لا تغادر منزلنا".

لا تستطيع عائلة شيرين ترك المكان بسبب غلاء أسعار العقارات في باقي الأماكن، ورخص سعر إيجار منزلهم. وهي تشير، متحسّرةً، إلى أن بناتها "لا أحد من أصدقائهن يزورهن، يخبرونهن بأن المكان متسخ ورائحته كريهة، وللأسف، معهن كل الحق، الجرذان والفئران منتشرة عبر النهر وتدخل منازلنا، سترنا الله إلى الآن لم نمت بالكوليرا".

أطفال يعبرون مياه نهر الجغجغ الملوّثة

متى استحال النهر كارثة بيئية؟

في حديثه لرصيف22، يشرح المؤرخ الكردي كوني رش، مؤلِّف كتاب "القامشلي"، أنه في بداية خمسينيات القرن الماضي "شرع الأتراك في بناء سد على نهر جغجغ. وفي عام 1953، جرت المفاوضات بين الحكومتين السورية والتركية على اقتسام مياهه مناصفةً".

 ووفقاً لرش، فإن "الأتراك كانوا يماطلون في وضع صيغة نهائية للاتفاق وتوقيعه، وكان غرضهم من ذلك كسب الوقت لتنفيذ المشروع الذي كانوا يضمرونه، وهو الاستيلاء على مياه النهر كله". يضيف رش أن تركيا بعد الانتهاء من بناء السد "حوّلت مياه نهر جغجغ إلى قناتين رئيسيتين تتجه إحداهما إلى الشرق والثانية إلى الغرب، ضمن حدودها. وفي أوائل تموز/ يوليو 1958، قامت بقطع مياه النهر كله عن الأراضي السورية وبقيت تتسرّب إليها بعض المياه الفائضة عن الأراضي التركية عن طريق بعض الأودية الفرعية".

نهر الجغجغ يهدد صحة سكان المناطق القريبة

أسباب التدهور

وخلال جلسة مركزة مع مسعود مجيد (31 عاماً) وهو طالب دكتوراه في الهندسة المدنية تخصّص بيئة وتربة، تحدث لرصيف22 عن النهر: "إنه ينبع من هضبة طور عابدين في تركيا، يدخل الأراضي السورية عبر مدينة القامشلي، ويلتقي بنهر الخابور في مدينة الحسكة بطول 124 كلم، ومنه إلى نهر الفرات. كان النهر جارياً خلال السنوات الماضية، ويتم الاعتماد عليه في ري القمح والخضار، لكن التغيّرات المناخية وانحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في عموم الشرق الأوسط وسوريا، وعدم التزام تركيا باتفاقية المياه، هذه العوامل كلها أدت لجفاف كلي للنهر، الذي تحوّل لمصب مياه الصرف الصحي على طرفي الحدود السورية والتركية، بما في ذلك من المنازل القريبة ومن المحلات التجارية والمنشآت دون أي تحرّك حكومي سواء من قبل الحكومة السورية أو الإدارة الذاتية في هذا الصدد".

ويعاني الأهالي في فصل الصيف من ركود المياه، وانحباسها وانخفاض مستواها، وانبعاث روائح كريهة جداً من النهر، على العكس مما هو عليه في تركيا حيث المنبع.

من جهته، يقول التاجر والناشط المدني خالد أمين لرصيف22 إن للنهر رافدين في المنطقة الكردية في تركيا ويسميان "المياه البيضاء والمياه السوداء، والنهر موسمي حسب الأمطار والثلوج بعكس ما هو عليه حالياً، واستغلت الحكومة التركية النهر جيداً لمصالح الأهالي من زراعة وسدود وريّ ومنح قروض للثروة الحيوانية والزراعة، بعكس وضع النهر في المنطقة الكردية في سوريا، حيث تحوّل لمكب للنفيات والصرف الصحي، والمياه الآسنة والصرف الصحي القادم من تركيا"، مستغرباً من نوعية الاتفاقيات السابقة بين الجانبين "لو كانت الاتفاقيات خدمية واقتصادية لصالح الأهالي على طرفي الحدود، لكان الوضع غير ما هو عليه الآن، بعكس الاتفاقيات التي جاءت بنتائج عكسية ومناهضة للتطوير الاقتصادي والزراعي".

أطفال يلهوون في مياه نهر الجغجغ الملوّثة

مساعي المنظمات المدنية

ضمن إطار مشروع قاميش2، الذي أطلقته منظمة بيل الأمواج المدنية، بهدف تعزيز دور البلديات في التّشاركية والتّواصل بين المؤسسات والمُجتمع المحلي في حل قضايا البيئة، نوقشت التحديات البيئية والصحية المتصلة بالنهر. التقى رصيف22 مع فاضل الكعود (33 عاماً) منسق مشروع قاميش2، الذي يقول إن هدف الحملة والنشاط هو "الحفاظ على البيئة، لهذا اجتمعنا وأكدنا ضرورة إيجاد الحلول، كما نفّذنا حملة نظافة لجزء من النهر وسط المدينة علاوة على تسليط الضوء على مشكلة النهر، وتحفيز البلديات للعمل".

نهر الجغجغ يهدد صحة سكان المناطق القريبة

وهو يضيف: "مشكلة النهر تحوّله إلى بؤرة تجمّع النفايات الأمراض وتلوّث البيئة، وعلى مدار ثلاثة أيام، بمشاركة 30 موظفاً ومتطوعاً في المنظمة"،متابعاً"بعد يومين من تنظيف جزء من النهر، في اليوم الثالث وزّعنا 50 حاوية قمامة في الأحياء والمحلات المجاورة للنهر، وحملة توعية للفعاليات التجارية بالأضرار البليغة لتلويث النهر". 

"استغلت الحكومة التركية النهر جيداً لمصالح الأهالي من زراعة وسدود وريّ ومنح قروض للثروة الحيوانية والزراعة، بعكس وضع النهر في المنطقة الكردية في سوريا، حيث تحوّل لمكب للنفيات والصرف الصحي، والمياه الآسنة والصرف الصحي القادم من تركيا"... هل من حلٍّ يُنهي الكارثة البيئية التي بات يشكّلها نهر الجغجغ على سكان القامشلي؟

ويشرح الكعود أسباب تلوّث النهر وحصر أهمها وأخطرها في "التغيّرات المناخية، ونقص منسوب المياه، والري غير المنتظم، والتعدّيات العمرانية على مسار النهر، وحفر الآبار بشكل عشوائي، كما تسبّب تلوّث النهر بخروج الكثير من الأراضي الزراعية عن الري النظامي والصحي، لكثرة الشوائب والأمراض، إضافة إلى قطع تركيا المياه عن القامشلي، وتحويل مجرى النهر منذ عشرات السنين، وإقامة السدود، ما أدى إلى حرمان المنطقة من أهم الموارد المائية لأهالي الحسكة عموماً".

وإلى جنوب القامشلي حيث بضع قرى ملاصقة للنهر تنتشر فيها زراعة الخضار، جال معد التقرير بين أحد حقول البندورة والخيار والبقدونس، فبدا واضحاً الاعتماد في سقايتها على ما تبقّى من نهر الجغجغ. رفض صاحب الحقل (52 عاماً) في البداية الحديث، لكنه قبل بشرط عدم تسجيل صوته أو ذكر اسمه وقال: "منذ سنوات وأنا أسقي الخضار بهذه المياه الملوثة، ماذا أفعل؟ هي مياه مجانية، أفضل من شراء المازوت وحفر بئر وشراء محرّك لاستخراج المياه"، مختتماً حديثه: "الأغنام والأبقار في فصل الصيف تغتسل في النهر، قبل أن يقودها الرعيان، ونحن نشرب من حليبها ونأكل لحمها، والأطفال غير بعيدين عنها… كل شيء أصبح عادياً".

يقصد أن هذه الحالة من سقاية الخضار بالمياه الملوثة، واعتماد الدواب عليها، "ونحن نعتمد على حليبها ولحمها ونختلط بها وهي تحمل كل هذه الأوبئة، تحول لأمر عادي لنا، ولأطفالنا الذين أصبحوا جزءاً من هذا الروتين"، يردف.

الأثر البيئي

لا يتطلب الأمر مجهوداً كبيراً لمعرفة الأضرار البيئية للنهر، فلونه أسود قاتم، ومليء بالأوساخ ونفايات البلاستيك، ورائحته كريهة جداً، تتم سقاية الخضار به. يتابع مسعود حديثه عن الأثر البيئي لتلوّث النهر قائلاً إنه "يحمل مياه الصرف الصحي من جانبي سوريا وتركيا، ومياه الصرف الصناعي السوري لأنه يمر وسط التجمعات الصناعية في القامشلي، والمخلفات الصناعية تزيد الكارثة البيئية لأنها تحتوي على عناصر ومعادن ثقيلة المعالجة، وروث الحيوانات يؤدي إلى رفع الكتلة الحيوية لمياه النهر الذي يؤثر سلباً على كفاءة المعالجة".

نهر الجغجغ يهدد صحة سكان المناطق القريبة

يقول مسعود إن الكتلة الحيوية هي إجمالي وزن الأحياء أو الكائنات الحية الدقيقة في مياه الصرف الصحي، من بكتيريا وأحياء دقيقة.

خلال جولة معد التقرير في السوق المركزي في القامشلي الذي يُطل على النهر، إضافة للمنشآت الصناعية وغيرها، بدا واضحاً حجم الاعتماد على النهر كمكب للنفايات من جميع أنواع المحال التجارية والصناعية. ويتفق الناشط أمين مع مسعود في الأضرار العميقة التي تتسبّب بها نفايات الأسواق على النهر.

ويُضيف: "مع دخول سوريا مرحلة الأزمة والمواجهات المباشرة، استغلت تركيا الأمر وحصرت كميات أكبر من المياه النظيفة، ووجهتها داخلياً لخدمة مواطنيها، بعكس الوضع السوري حيث كان الاستثمار في النهر صفراً، يُضاف إلى ذلك التغيّرات المناخية، والسياسات المائية غير الرشيدة، علماً أن ماء النهر كان منذ نصف قرن عذباً وصالحاً للشرب". يقصد أمين بمرحلة الأزمة تأثير الحرب على الاتفاقيات وحقوق الناس إثر ضعف المركز وإهماله للأطراف وتفكّك الجانب الإداري.

ويروي أمين حادثة رويت له على لسان الأشخاص الذين عاصروا تلك الحقبة: "منذ صغرنا كان يوجد شجر فواكه حول النهر، لكن حالياً الصورة معكوسة تماماً وأصبحنا أمام قصص متعاكسة ومتباعدة، ومن الصعب تصديقها، فالنهر كان نظيفاً وصالحاً للشرب قبل 50 عاماً والجميع استفاد منها، الإنسان والغطاء النباتي".

أما مسعود، فيضيف أن سريان النهر المحمّل بمياه الصرف الصحي المدني والصناعي غير المعالجة ضمن تجمّعات وأحياء سكنية، "يسبّب آثاراً بيئة خطيرة وكارثة بيئيّة للمنطقة المحيطة حيث ركود المياه نتيجة عدم الجريان المستمر، وهو ما يؤدي لتفسّخ الأحياء الدقيقة في النهر، باعثةً روائح وغازات محمّلة بالعناصر الثقيلة، وتسبّب أمراضاً للنبات والحيوان والإنسان في المنطقة المحيطة بينها السرطانات والربو والمشاكل التنفسية والتقرّحات الجلدية والتحسس للإنسان".

نهر الجغجغ تحوّل إلى كارثة بيئية

وفي حديثه لرصيف22، يقول طبيب الدم والأورام في القامشلي، الدكتور دانيش حاج إبراهيم: "بشكل عام، كل التلوّثات تلعب دوراً في انتشار السرطانات، خاصة المستنقعات التي تتسبّب بسرطان القولون والمعدة وسرطانات الجلد، هذه الأمراض تحصل مع بقاء الناس فترة طويلة قرب المناطق الموبوءة حيث المياه الآسنة والنباتات المروية بمياه ملوثة، حينها يحصل الخلل الجيني وتحدث الإصابة بالسرطان، خاصة مع توفّر العامل الوراثي في العائلة".

يقترح الناشط أمين نوعين من الحلول "أولهما طبيعية عبر حفر آبار ورفد النهر بالمياه الجوفية واستخدام مولدات تعمل بالطاقة الشمسية، وتشجيع زراعة الأشجار وتنمية ثقافة زراعة الأشجار، وثانيهما حلول صناعية تتمثّل في تغطية النهر"... ما مدى قابلية هذه الحلول للتطبيق؟

حلول مستعجلة وضرورية

ووفقاً للأكاديمي السوري، مسعود، فإن أفضل الحلول وأهمها هندسياً هو "تنظيف جانبي النهر وزرع الأشجار على ضفتيه، وتنظيف مجرى النهر من الأوساخ والأتربة والمواد الأخرى، ثم تمديد أنابيب صرف صحي على مجرى النهر دون السماح بصرفها في النهر بل في شبكة خاصة، وهذه الشبكة الممدّدة على طرفي النهر تحمل المياه إلى محطة معالجة مياه صرف صحي، موجودة خارج المدينة، وفق الكفاءة المحددة وتقوم بدورها بإعادة المياه لبداية النهر، ليجري ضمن المدينة بطريقة آمنة وسليمة، ثم يمكن الاستفادة من الأثر الاقتصادي للنهر، عبر تحويل ضفافه إلى المطاعم والمقاهي أسوة بنهر بردى سابقاً، والفائدة المرجوة من المحطة والمعالجة أن الحمأة الناتجة عن المعالجة تتحوّل لسماد عضوي للاستفادة منه في الزراعة".

في الأثناء، يقترح الناشط خالد أمين نوعين من الحلول "أولهما طبيعية عبر حفر آبار ورفد النهر بالمياه الجوفية واستخدام مولدات تعمل بالطاقة الشمسية، وتشجيع زراعة الأشجار وتنمية ثقافة زراعة الأشجار، وثانيهما حلول صناعية تتمثّل في تغطية النهر وهو صعب لكنه يحتوي على إنشاء قنوات تشبه الري، تستخدم للصرف الصحي وما يخلّفه النهر من أوبئة".

نهر الجغجغ يهدد صحة سكان المناطق القريبة

منذ أعوام بعيدة، تُطرح قضية إغلاق النهر عبر وضع أساسات وصب الأسمنت عليه ووضع قواعد صلبة، وتحويله إلى سوق تجارية، مع إيجاد مصارف للمياه. ورد في إحدى السرديات أن تلك كانت رغبة بعض التجار لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ.

أما الكعود، فيبدو أقل أملاً في حل مشكلة تلوّث النهر، يقول: "تكلفة الحلول المالية والبشرية ضخمة، وهي بحاجة لتضافر الجهود لعدة سنوات من مجرى النهر وصولاً لمجرى النهر بالقامشلي، ولا يوجد اهتمام بالمشكلة البيئية الخطيرة ولا مشاريع استهداف للنهر سواء تنظيفه أو إعادة تأهيل وإيجاد حلول للمشكلة".

تواصل رصيف22 مع هيئتي البيئة والبلديات في القامشلي للاستفسار عن قضية النهر، والإجراءات التي تتخذها الهيئات لمعاقبة المعتدين عليه، والمشاريع القادمة لمواجهة ما يسميه الأهالي "الموت البطيئ" الذي يتسبب به النهر، ولم يحصل على أيّ رد حتّى نشر هذه السطور.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image