شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
تَمر… أو

تَمر… أو "حين كنا في البيت"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الاثنين 28 أكتوبر 202401:08 م

نُشر هذا النص للمرة الأولى في كتاب بعنوان "عبق الحنين"، في طبعة محدودة بدبي. وقد كُلفت هناء نصير بترجمته قبل الكاتبات.


عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

قصيدة أغنية المطر

بدر شاكر السياب

العراق، حيث ولدت، وحيث تكمن جذوري، منذ زمن الحضارتين البابلية والآشورية، يشتهر بأشجار النخيل. صورت شجرة النخيل في الشعر كامرأة جميلة، كأم، وكمانحة تجلب الحظ السعيد.

تاريخيًا، زُرعت أشجار النخيل لتظل أشجار الفاكهة في المزارع، مما يعني وجود عدد كبير منها. لذا كانت التمور رخيصة ومتاحة بسهولة لجميع الأسر العراقية. بسبب توافرها على نطاق واسع وفوائدها الصحية، تعد التمور جزءاً من العديد من الوصفات العراقية، وكذلك من النظام الغذائي العراقي. 

منذ حمورابي 

ويُعتقد أن أشجار النخيل تجلب الحظ السعيد، لذلك ظهر تقليد زراعة شجرة جديدة عندما يولد طفل، أو عند الانتقال إلى منزل جديد، أو عند الزواج. وهو ما ذكر في قوانين حمورابي، في قسم الزراعة.

القانون 64: "إذا أعطى رجلًا بستانه لبستاني لتلقيح (النخيل)، ما دام البستان في حوزة البستاني، فعليه أن يعطي مالك البستان ثلثي المحصول، ويحتفظ لنفسه بالثلث."

القانون 65: "إذا أهمل البستاني تلقيح النخيل، وسبب نقصاً في المحصول، فعليه أن يؤدي إيجار البستان، أسوة بالبساتين المجاورة."

هناك ما بين 300 و400 نوع من التمور في العراق، ولكن لا توجد أرقام موثقة. وتشير التقديرات إلى أنه كان هناك حوالي واحد وعشرون مليون نخلة في العراق في سبعينيات القرن العشرين. وقد انخفض هذا العدد منذ الثمانينيات، فصاعداً. ولا يوجد حصر لعدد أشجار النخيل أو أنواع التمور الموجودة في العراق مؤخراً. 

بدأ افتتاني بشجرة النخيل، وإدماني تناول التمور، في سن مبكرة. المرة الأولى التي رأيت فيها الصاعود_حاصد شجر النخيل_ يتسلق الشجرة بسهولة وبسرعة، ويعانق جذع الشجرة بلطف، كما لو كان طفلًا صغيرًا يعانق أمه. كانت واحداً من أكثر أيام يوليو حرارة في بغداد، ولم يسمح لي بالخروج في الحرارة. 

يُعتقد أن أشجار النخيل تجلب الحظ السعيد، لذلك ظهر تقليد زراعة شجرة جديدة عندما يولد طفل، أو عند الانتقال إلى منزل جديد، أو عند الزواج. وهو ما ذكر في قوانين حمورابي، في قسم الزراعة 

جلست على حافة النافذة، عيناي الصغيرتان ترقبان هذا الرجل القصير النحيل يخلع حذاءه، ويسحب "التبلية"، وهي واحدة من أداتين مهمتين للتسلق. أما الأداة الأخرى، فهي السفينة، أو "الجافا"، وتُصنع من أوراق النخيل المفتولة لصنع وسادة لظهر الصاعود، تنتهي بفتحتين متصلتين بمقبض مصنوع من المعدن، ومغطىً بحبل. 

الصاعود 

يربط الصاعود جانباً واحداً، ويضع الحبل حول جذع الشجرة، ثم يربطه بالجانب الآخر. يضع "الصينية"، وهي طبق كبير مصنوع من سعف النخيل أمامه، بين جذع الشجرة وجسده، ويبدأ في التسلق ساحبًا الحبل لأعلى، وزارعاً قدميه في جذع الشجرة. 

يدوس على الندوب حيث ينمو السعف، ويعانق الشجرة بحرص، حتى يصل إلى القمة. كان ذلك مثل مشاهدة سوبرمان يحلق بحركة بطيئة.

مفتونة، كنت أشاهده يقطع بلطف الثمار، ويضعها على الصينية أمامه، شمراخ تلو الآخر. كل واحد ممتلئ عن آخره، مع فروع على كلا الجانبين، تتصل كل تمرة بالشمراخ، مثلما يتصل الطفل بأمه بالحبل السري.

الآن وقد امتلأت صينيته، يهبط ببطء، جالبًا التمور الحمراء اللامعة إلى الأرض. يضع الصينية في السقيفة، ثم يتسلق إلى الجانب الآخر من النخلة. 

كانت هذه هي المرة الأولى التي جربت فيها أكل التمور الحمراء، المعروفة باسم "بربن"، طلع الشجرة التي وقفت أمام المنزل عند مدخل الباب الرئيسي. بمجرد انتهائه من الجانب الآخر، انتقل الصاعود إلى الحديقة الخلفية، حيث وقفت بعض الأشجار الأخرى جاهزة للحصاد. كانت هذه بداية وقت حصاد التمر في منزلنا وعائلتنا.

عادة ما يحصد الصاعود التمور وهي لا تزال حمراء فاتحة ومقرمشة. ولطالما استمتعت بتناول التمور بعد أن تُترك في الخارج لبضعة أيام. عندها تتحول إلى اللونين البني الناعم والأحمر الفاتح، وتذوب في الفم، على الرغم من كونها مقرمشة بعض الشيء. فنختبر طعماً شبيه بتذوق الشوكولاتة بالجوز.

بعد أيام قليلة من الحصاد، يتحول منزلنا إلى خلية نحل؛ كل شخص لديه مهمة، ووظيفة، فنعمل بهدوء وبالترتيب. إنه مهرجان التمور، كما اعتدت أن أسميه، عندما نبدأ في حفظ التمر للعام. وقد تم نقش هذا الحدث في ذاكرتي، ليس فقط بسبب التمر، ولكن أيضاً بسبب ما زرع في داخلي خلال تلك الأيام: الكبرياء والكرم. 

أمي 

كانت والدتي الأكبر في العائلة، ولحبها للطبخ وصنع جميع أنواع المربى وأطباق التمور، تولت مسؤولية حفظ التمور. وكانت منظمة للغاية، ولديها خطة واضحة بالخطوات اللازمة لحفظ علب وأكياس من التمر لجميع أفراد العائلة. 

بدأ افتتاني بشجرة النخيل منذ المرة الأولى التي رأيت فيها الصاعود_حاصد شجر النخيل_ يتسلق الشجرة بسهولة وبسرعة، ويعانق جذعها بلطف. 

"الزنابيل" وهي سلال مصنوعة من سعف النخيل، والمليئة بالتمور، المحصودة من مزرعة جدي، تصل إلى منزلنا في الصباح الباكر. كانت هناك أنواع وأشكال مختلفة من التمور: برحي، رطب، مجدول، مبروم، مكتوم، وغيرها.

كانت مزرعة جدي تقع في الزعفرانية، وهي بلدة صغيرة على مشارف بغداد، على بعد أقل من ساعة بالسيارة. كانت المزرعة مليئة بالنخيل وأشجار الفاكهة، وكانت مكان تجمّع جميع أفراد عائلة والدتي الكبيرة في أيام الجمعة، خاصة في أيام الشتاء اللطيفة، وفي الربيع. في مواجهة نهر دجلة، بنى جدي مبنىً صغيراً مع غرفتين ومطبخ وحمام لتستخدمه العائلة.

كانت المزرعة مكاناً للاسترخاء والمرح والترابط مع العائلة، وللحرية بالنسبة لنا، نحن الأطفال. 

كانت آمنة جدًا، في ذلك الوقت، بحيث سمح لنا بالركض بحرية، التوغل في المزرعة، الاختباء بين الأشجار، الجلوس واللعب لساعات تحت ظل عريشة العنب، وقطف الفاكهة من البرتقال والليمون والعنب، كل في موسمها. 

ركوب حمار المزرعة، وتخيل أنفسنا نركب الخيل، كان أكبر متعة بالنسبة لي وأبناء أخوالي وبناتهم من مختلف الأعمار، حتى كسرت واحدة منا ساقها، فتوقفنا عن ركوب الحمار.

في الأيام الحارة، كنا نستمتع باللعب في جدول صغير تصب فيه مياه مضخة لري المزرعة. تأخذ المضخة الكبيرة المياه من النهر، وتجلبها إلى الجدول. كانت المضخة عبارة عن آلة كبيرة، موضوعة في غرفة بنيت خصيصاً لها، بجوار البناء الصغير الذي بناه جدي. كان صوت الآلة عالياً للغاية، لكن ذلك لم يمنعنا من الدخول إلى الماء. وعلى الرغم من صخبه، لا أزال مستمرة في سماع هذا الصوت، حتى بعد مغادرة المكان. ذلك هو الصوت الذي أحمله في أفكاري كلما تذكرت تلك الأيام، ليس بالصوت العالي المزعج، ولكن صوت أيام جميلة وسعيدة.

كان جدي يحب مزرعته؛ كان فخوراً جداً بإنتاجه من الفاكهة والتمر. لقد علمني موسم الحصاد الكثير من الدروس أثناء نشأتي، مثل الفرح بأن أكون كريمة، والعطاء والمشاركة مع الآخرين. 

جدّي

حرص جدي على توزيع أي فاكهة أو تمور تُحصد، في أسرع وقت ممكن. ومن ثم كان يقسم تمور كل موسم كالتالي: أولًا حصة الأسرة، ثم أفراد العائلة الممتدة، إلى جانب الأشخاص الذين يعملون في منازل عائلتنا وعائلاتهم، ثم الجيران، وتذهب حصة كبيرة إلى العائلات الفقيرة. 

أتذكر الذهاب في جميع أنحاء المدينة، مع سائق الأسرة، لتوزيع الفواكه أو التمر. كان إعطاء ومشاركة ما لدينا مع الآخرين فرحة كبيرة. وكان الدرس أن نفعل الخير بأنفسنا، لا نهبه كمعروف، ولكن نعطي من قلوبنا بأيدينا نحن.

يُعد المنزل، في الصباح الباكر، قبل وصول التمر من الزعفرانية. يُغسل رصيف الفناء الخلفي وينظف، ثم يفرش بملاءات بيضاء نظيفة جديدة، تُشترى لهذا الموسم. في زاوية، تحت صنبور الماء، تمتلئ آنية الغسيل الكبيرة بالماء الذي يخلط بالماء المغلي لجعله دافئا.

بمجرد وصول التمر، تبدأ -والدتي ومساعدوها وأي شخص من العائلة يأتي للمساعدة- بغسله في الماء الدافئ، بلطف حتى لا يهرس. ثم يوضع التمر في سلال لبضع دقائق، وتهز عدة مرات، قبل بسطه بعناية على الملاءة البيضاء. ونفرده في جميع أنحاء الملاءة. يغسل كل نوع من التمر منفصلًا، إذ سيحفظ كل نوع بشكل مختلف.

بحلول منتصف النهار، تكون الملاءة بأكملها مليئة بالتمر. وبعد أن يبقى التمر تحت شمس يوليو الصيفية الحارة لمدة ساعتين تقريباً، تبدأ عملية التجفيف. 

ننقل التمور المغسولة من ملاءة إلى أخرى نظيفة وجافة، لنتأكد من جفاف التمور. بينما نحرك الملاءة ونقلبها، نختار التمور غير الجيدة -تلك الناضجة أكثر من اللازم، أو المحطمة، أو التي أكلت الطيور نصفها- لتوضع في "زمبيل" واحد، وترسل إلى حيث تُحوّل إلى شراب التمر. وتستمر هذه العملية لمدة يومين أو ثلاثة. في نهاية كل يوم، إذا لم تكن بعض التمور جافة بما فيه الكفاية، تغطى بملاءات بيضاء جافة، وتأمن زواياها من كل الجوانب، بحيث لا يمكن للحشرات أو الطيور أن تمسها، وتترك حتى اليوم التالي.

الحفاظ على التمور لفصل الشتاء

عندما تجفف التمور وتصبح جاهزة، تبدأ عملية الحفظ. في الماضي، كان الناس مبدعين للغاية في إيجاد الحلول. نظراً لعدم وجود علب معدنية فارغة تباع في السوق، فقد اعتادوا استخدام علب الزيت القديمة -لا أعرف حقاً كيف كانوا يتمكنون من تنظيفها جيداً- بالإضافة إلى علب البسكويت والشوكولاتة والحليب الجاف، لحفظ التمور.

كانوا يرصون التمر في طبقات، ويستخدمون هراسة البطاطس للضغط بقوة، طبقة تلو الأخرى، حتى تمتلئ العلب. في بعض الأحيان، كانوا يسكبون شراب التمر على التمور، ويغطون العلب بالقماش، ويحكمونه من كل الجوانب. الواحدة تلو الأخرى، حتى تمتلئ حوالي عشرين علبة كبيرة، وحوالي عشر علب صغيرة. 

في السنوات اللاحقة، عندما كانت معظم المنازل تحتوي على مجمدات، ظهرت طريقة أخرى للحفظ، تُضغط التمور في أكياس بلاستيكية، وتحفظ في المجمد، لتستخرج وتؤكل في فصل الشتاء. 

بمجرد وصول التمر، تبدأ والدتي -وأي شخص من العائلة يأتي للمساعدة_ بغسله في الماء الدافئ، بلطف حتى لا يهرس. ثم يوضع التمر في سلال لبضع دقائق، وتهز عدة مرات، قبل بسطه بعناية على الملاءة البيضاء

حوالي منتصف الثمانينيات، توقفت عملية التجفيف لحفظ التمور. فقد غيّرت الحرب الإيرانية-العراقية المناخ والشعب. توقفنا عن الذهاب إلى المزرعة، وأصبحت التمور والفواكه أقل وفرة من ذي قبل. وفي وقت لاحق، بعد أن غادر معظم أفراد الأسرة العراق، تُركت المزرعة للمزارع وعائلته، الذين ما زالوا يعيشون هناك ويعتنون بها، ولكن بالكاد تأتي أية تمور من هناك الآن.

كيف تؤكل التمور؟

أشعر أحيانًا أننا ابتدعنا طرائق ووصفات خاصة، لا يعرفها الكثير من العراقيين، فأرى المفاجأة على وجوه بعض الناس عندما أتحدث عنها. شخصياً، لا أستطيع الخروج دون تناول التمر كل يوم، على الأقل خمس أو ست.

أعتقد أن كل شيء بدأ في عائلة والدتي. تتذكر أمي الحال في أواخر أربعينيات القرن العشرين، عندما كان دبس التمر يقدم مع طعام الغداء، كصلصة للسلطة. كانوا يغمسون الخبز العراقي الساخن المقرمش، الخارج للتو من التنور، في شراب التمر أثناء تناول الغداء، والذي كان عادة أرزاً وأحد أطباق الكسرولة. اليوم، قد نعتقد أنها ليست صحية، لكن شراب التمر آنذاك كان منزلياً نقياً، بدون أية إضافات صناعية.

وفي ما يلي بعض الطرق الأخرى التي نأكل بها التمور في عائلتنا.

التمور على طاولة الغداء

هناك دائماً طبق من التمور على طاولة الغداء. قد يحوي الطبق أنواعاً مختلفة من التمور، بحسب الموسم. ويحدد التاريخ باليوم الذي عندما بدأوا فيه حفظ التمر لفصل الشتاء.

دبس التمر مع البيض

هذا الطبق الخاص هو وجبة الإفطار النموذجية ليوم الجمعة - في طفولتي في السبعينيات، كان يوم الجمعة هو يوم عطلة نهاية الأسبوع الوحيد- حيث تجتمع العائلة لتناول وجبة إفطار ضخمة تستمر لساعات. دبس التمر محلي الصنع، يسكب مثل العسل على البيض، وما زلنا نحبه في العائلة، حتى بناتي اللواتي عشن معظم حياتهن بعيدات عن ثقافتنا، يحبّنه. مزيج المذاقات لذيذ، والطعم الأصلي لدبس التمر نقي، فهي منزلية، وليست مصنعية الإنتاج.

التمر والبيض

الطريقة الأخرى لتناول التمور والبيض، هي طهو التمور لبضع دقائق مع بعض الزيت، ومن ثم صب البيض عليها، وتقليبها. هذا إذا ما أردناه طبقاً حلواً لطعام الصباح، أو أي وقت من اليوم.

التمر واللبن

أغمس التمر في الزبادي. كانت والدتي تصنع الزبادي في المنزل، تستخدم الحليب الطازج، الذي تحتفظ به طوال الليل في مكان دافئ للتخمر. اعتدت أن أقسم التمرة إلى نصفين لإخراج النوى، ثم أغمسها في الزبادي. التمور حلوة بطبيعتها. كل نوع من التمر له حلاوة خاصة به. بعضها حلو للغاية، وبعضها ليس كذلك.

شراب التمر والطحينة

حلوى أمي المفضلة، حتى الآن وهي في الثمانينيات من عمرها، هي دبس التمر مع الطحينة. تعتقد أنها صحية وطبيعية_ بالطبع في الأيام الخوالي، كانت الطحينة طبيعية أكثر من اليوم. بخلط ملعقتين من دبس التمر وملعقة ونصف من الطحينة (أو بحسب رغبتكم)، نحصل على العلاج الألذ.

والطريقة الأفضل لتناول هذا الطبق، هي غمس الخبز العراقي الطازج المخبوز في الفرن الطيني، في الخليط.

في الأيام الخوالي، كنا نشتري الخبز الطازج من السيدة التي تعيش على بعد بضعة مبان منا، والتي كانت تملك تنوراً (فرن الطين)، قبل وقت الغداء. نتناول القضمة الأولى من الخبز الساخن، الذي خرج للتو من التنور، قبل الوصول إلى المنزل، كان فرحنا الأكبر. حتى عندما يكون الجو حاراً للغاية، وبالرغم حرارة الموجة الصيفية إلى جنب مع موجة حرارة التنور. وهكذا، إذا تمكنت من الحصول على قطعة من الخبز العراقي الطازج الساخن مع دبس التمر والطحينة، يكون بإمكاني أن أنتقل إلى ذلك الوقت، إلى الذوق الحقيقي.

التمر مع المكسرات

أصبحت التمور مع المكسرات، خاصة اللوز أو الجوز، معروفة جداً في الآونة الأخيرة. لكن في السابق، كانت تتناول كنقانق، أو كوجبة خفيفة، في فترة ما بعد الظهر، مع الشاي. كما تغمس البعض التمور المحشوة بالمكسرات في دبس التمر والطحينة، لإضافة حلاوة إليها.

المعسال

وهي حلوى مميزة في جرة. نرص التمور داخل جرة، ونرش كل طبقة بالسمسم. نغلي دبس التمر، مع قطع صغيرة من الزنجبيل. ثم نصب دبس التمر المغلي فوق التمر في الجرة، ونُحكم غطاءها. ويسهل حفظ التمر هكذا لفترة طويلة.

دبس التمر

نجمع كل التمور السيئة، غير المناسبة للأكل، نقطعها، ونغطيها بالماء، ونضعها على الموقد لتغلي. نترك الوعاء يغلي على نار خفيفة، حتى يذوب التمر، ويتحول لشراب سميك. نترك السائل لفترة حتى يبرد. وباستخدام مصفاة، نتخلص من جميع قطع التمر غير المذابة، ثم نغلي مرة أخرى، للحصول الدبس. ونتأكد من كونه ليس ثقيلًا للغاية أو سائلًا أكثر من اللازم.

الآن، تتوفر العديد من أطباق التمر هذه في المتاجر، ويمكن شراؤها: دبس التمر، التمر والطحينة، المعسال، والتمر مع المكسرات. آمل أن تجربوا هذه الأصناف، لتتمتعوا بطعم العراق.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

رصيف22 من أكبر المؤسسات الإعلامية في المنطقة. كتبنا في العقد الماضي، وعلى نطاق واسع، عن قضايا المرأة من مختلف الزوايا، وعن حقوق لم تنلها، وعن قيود فُرضت عليها، وعن مشاعر يُمنَع البوح بها في مجتمعاتنا، وعن عنف نفسي وجسدي تتعرض له، لمجرد قولها "لا" أحياناً. عنفٌ يطالها في الشارع كما داخل المنزل، حيث الأمان المُفترض... ونؤمن بأن بلادنا لا يمكن أن تكون حرّةً إذا كانت النساء فيها مقموعات سياسياً واجتماعياً. ولهذا، فنحن مستمرون في نقل المسكوت عنه، والتذكير يومياً بما هو مكشوف ومتجاهَل، على أملٍ بواقع أكثر عدالةً ورضا! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، وأخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا!.

Website by WhiteBeard
Popup Image