أعزّي صديقي المقرب الصحفي نجم الدين قاسم، الذي سبق وأن عاش في لؤلؤة الشرق -كما وصفها- وهو يرثيها بأبيات للشاعر نزار قباني: "بيروت تذبح في سرير زفافها والناس حول سريرها متفرجون، بيروت تنزف كالدجاجة في الطريق، فأين فرّ العاشقون؟ بيروت تبحث عن حقيقتها وتبحث عن قبيلتها وتبحث عن أقاربها ولكن الجميع منافقون". فأردّ واصفة الصباحات بأنها متردّدة ومرهَقة، باتت تخجل من أن تكون جزءاً من إعلان يكشف آثار مجزرة الأمس.
أتأمّل ما يحدث في لبنان وأتوجّع، يتفجّر قلبي بوداع الأطفال البريئين كما تتفجّر مدن بأكملها. أعلن الحداد على مدينة لم أزرها من قبل، لكنني أكلت من ثمارها يوماً. كانت بيتاً لأخي الصغير ومعالجاً لأخي الكبير. كنت أسمع باسمها في صغري كل يوم في اجتماعاتنا العائلية، كما كنت أخطّط للانتقال إليها لأنني أعرف مدى رحابة صدرها. لبنان هو الأخ الأصغر لسوريا، فهو الصغير المدلل، ولكنه أيضاً الحضن الذي يستوعب الجميع في الوقت نفسه رغم هشاشته.
أما شعبه، فلطالما أحببته لخفة ظلّه وانفتاحه وقوته وجماله، إذ لم تفارق البرامج اللبنانية سهراتنا التي كانت تلملمنا من غرفنا وتجمعنا كباقة ورد، تبعث الدفء في غرف المعيشة.
لم أتخيل يوماً أن أتابع رابعة الزيات، لأسمع منها ما يحدث في مراكز الإيواء، أو أن أرى عن طريقها أن هناك في إسرائيل، من يعلم ابنه قراءة قصة تقول إن لبنان هو أرضهم. ها هي اليوم حزينة، تعاتب الفنانين التي غزلت حياتها برفقتهم، لأنهم تخلوا عن وطنها -الذي استضافهم يوماً ما- بعد أن ابتلي بأحد السرطانات.
وأنا بدوري حزينة أيضاً، لأن الحظ لم يحالفني لأرى جبال لبنان، التي ظهرت في حملة إعلانية أطلقتها منظمة "عوري تسافون" الإسرائيلية على موقعها بعنوان: "حان وقت الحصول على منزل في لبنان"، روجت فيها لفكرة تحويل جنوب لبنان إلى مستوطنات إسرائيلية دائمة، قائلة: "بعد القضاء على الرؤوس في حزب الله ومن بينهم نصر الله، هل تحلمون ببيت كبير وإطلالة على الجبال الثلجية ومجتمع دافئ في أرض أجدادنا، قبيلتي أشير ونفتالي؟"، مضيفة: "نحن على بُعد قرار استراتيجي واحد فقط من تحقيق هذا الحلم: لابد من سحق جنوب لبنان وعدم السماح لسكانه بالعودة".
لو كنت نائمة في لبنان اليوم، وجاءنا تحذير الإخلاء، هل كنت سأتمكن من مغادرة سريري والتغلب على نومي الثقيل، أم سأكمل حلمي وأنضم لذلك الرجل الذي اختار أن يعود ويهب حياته لطفله؟ أصلاً ما هي العشر دقائق؟ هل تكفي لتفريغ هذه الرمانة التي أحملها بين يديّ؟
هل تكفي عشر دقائق لأتذكر أختي؟
استيقظت اليوم وانا ألهث، كنت أحلم أنني في بناء ضخم مع أختي وحشود من الناس، نعيش مشهداً من مشاهد الحياة الطبيعية، وكما تفعل في لبنان، صعقتنا إسرائيل بتحذير قصف المبنى في عشر دقائق. عشر دقائق مضت وأنا ألاحق الممرات وأختبر معنى أن تفقد الإحساس بكل شيء عندما يتلاشى الأمان. لقد جرفني الخوف ووصلت سريعاً، لكن ما إن تلبسني الوعي مرة أخرى وأنا أتفحص الطابق الأرضي، حتى تذكرت أنني تركت أختي في الأعلى. كيف استطعت أن أتركها؟ كيف نسيتها؟
بدأت أبحث عنها بين الناس وأبكي. فكّرت في العودة، فتذكرت ما حدث منذ 68 عاماً، عندما عاد أحد النازحين الفلسطينيين إلى قرية "كفر قاسم" بعد أن قطع "الخط الأخضر". هذا الحد بصبّاره الأخضر، وتحديداً في القصة التي تذكرتها، نغز بأشواكه أحد الأمهات حديثات الولادة لتعود إلى رشدها، وتنتبه أنها حملت وسادة بدلاً من ابنها الرضيع، بينما كانت تهرب مع زوجها وبقية النازحين من مجزرة ذلك اليوم.
نعم.. تذكرت الحجّة زينب عندما قالت لرصيف22: "جوزها ما رضي إلا يرجع يجيبه، ولما وصلوا ع الدار وحملوا الولد، الزلمة إجاه طلق بين عيونه وهو ع الباب ومات والمرة ظلّت تزحف لوصلت عند الصّبار"، فاستيقظت وعيوني تكاد تقفز من الفزع، وقلبي المعصور حاقد عليّ وعلى إسرائيل. لم أفرح كعادتي عندما أستيقظ من كابوس كهذا وأكتشف أنه مجرّد حلم، لأنني أرى هذا الحلم قد عشش في اللاوعي لكثرة تكراره أمامي على أرض الواقع. في سوريا، لبنان وفلسطين، حتى بات مشهداً من مشاهد حياتنا اليومية أو ذكرياتا السنوية، كغيره من الكوابيس.
ترى لو كنت نائمة في لبنان اليوم، وجاءنا هذا التحذير، هل كنت سأتمكن من مغادرة سريري والتغلب على نومي الثقيل، أم سأكمل حلمي وأنضم لذلك الرجل الذي اختار أن يعود ويهب حياته لطفله؟ والسؤال الأكثر إلحاحاً، ما هي العشر دقائق؟ هل تكفي لتفريغ هذه الرمانة التي أحملها بين يديّ؟
ذكريات أظلم من السواد
في زمنٍ تحولت فيه الحروف إلى رصاص والأحلام إلى أنقاض، أقف شاهدةً على مأساة جديدة لشعبين يتبادلان الأدوار، بين لاجئ ومضيف، في حروب تمزق الحدود والأوصال.
الشعبان السوري واللبناني توأمان، يعيشان سيناريوهات متشابهة إلى حد التوقع، ومتكرّرة إلى حدّ الاعتياد. فبينما يقرأ العالم قصص الخيال للأطفال قبل النوم، أطفالهم يكتبون وصاياهم ويتركونها للعالم تحت وسائدهم. لا يطلبون شيئاً أكثر من الأمان والحياة. أبهذه السرعة نكبر هنا؟ هل العشر سنوات في بعض أغصان الوطن العربي المحروقة، تعادل أكثر من مئة عام وجع في العالم أجمع؟
ترى لو أننا نستطيع الولوج داخل رؤوس النازحين/ات واللاجئين/ات اللبنانيين والسوريين الآن، وتحديداً في هذه الحرب التي يحكمها قانون الغاب، والتي نشهد فيها على فشل الإنسانية في حماية الأبرياء، هل سنجدهم يفكرون في الماضي أم في الحاضر، أم يواجهان الاثنين في آن واحد؟ أعترف بعجزي عن معرفة أي وجع ينهشهم بالضبط.
لم أعد أقوى على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ففي كل مرة يدميني صوت الموجوعين، الباكين على أحبائهم وبيوتهم وأرضهم. إنني أشهد ثورة بركان لم أشهدها من قبل، حمم من الشر تلسع بشرة الأطفال الطرية وتذوبها فوق قلوب الأمهات، لتكوي بها عيون الآباء
إن التاريخ يعيد نفسه بالنسبة لكل منّا، هذه ليست المرة الأولى التي نعيش فيها هذه التفاصيل، لدرجة أننا بتنا نتوقع الخطوة المقبلة كما نتوقع أحداث مسلسل أو فيلم سنيمائي. إن ذاكرة أجسادنا لا تنسى الألم قط. دبابات، أسلحة محرمة دولياً، هلع، قتل المدنيين الأبرياء، نزوح، خرق للقوانين الدولية، إنذار بإخلاء مبنى وقصف آخر، تدمير لمناطق سكنية ومنشآت صحية، تضامن عالمي، خيانة داخلية، ساحة حرب "زرقاء"، صمت دولي ومن جديد، دبابات، أسلحة محرمة دولياً، هلع، قتل المدنيين الأبرياء وهكذا... إلى أن نعتاد المشهد.
عن نفسي، لم أعد أقوى على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ففي كل مرة يدميني صوت الموجوعين، الباكين على أحبائهم وبيوتهم وأرضهم. في نهاية المطاف، أنا لست حجراً لأتحمّل كل هذا الموت والدمار والتشرّد والاستغلال. إنني أشهد ثورة بركان لم أشهدها من قبل، حمم من الشر تلسع بشرة الأطفال الطرية وتذوبها فوق قلوب الأمهات، لتكوي بها عيون الآباء.
عبيد وأنوار في آن واحد
في هذا الخصوص وبينما تتوالى الأحداث الدرامية على مسرح الحياة، كانت كارثة لبنان الصرخة المجلجلة التي هزت أركان المنطقة، كشفت عن جوانب مضيئة وأخرى قاتمة في نفسية الشعوب العربية. من بين هذه الشعوب، يقف الشعب السوري الذي ذاق مرارة الحرب والدمار مراراً، يتشارك مرارة النزوح العكسي والهرب وتداعياتهم، شاهداً على هذه المأساة الإنسانية، مع النازحين اللبنانيين الذين ارتموا متفككين بين أحضان سوريا ولبنان.
لكن ما قطع الأجواء الحميمية بين البلدين، انفجارات الحقد والعنصرية والتمييز التي دوت في الأوساط. من جهة، ظهرت فئات من الشعبين السوري واللبناني تتسابق على محاربة بعضها البعض، فبإمكان تغريدات التويتر التي لا تخلوا من الشتائم والإهانات، أن تقول الكثير. كأن تخبرك أن هناك فئة من اللبنانيين يمنعون السوريين من اللجوء إلى مراكز الإيواء والنازحات السوريات من دخول المراحيض مثلاً، وأنهم يطالبون بترحيل السوريين من لبنان بأسرع وقت. من جهة أخرى، تقرأ بعض المشاركات المهينة، لسوريين/ات وأردنيين/ات وعراقيين/ات، يسخرون بها من النساء اللبنانيات، مستغلين ضعفهن وحالتهن الإنسانية، للحديث عنهن وكأنهن أدوات جنسية لا أكثر، وغيرهم ممن عادوا إلى سوريا، وبدأوا يشتمون لبنان ويعبرون عن كرههم له.
المخزي في الأمر، أن هذه الفئة غير المضيافة من الشعوب العربية، جعلتنا نرى البشر -والنساء على وجه الخصوص- كسلع تميز عن بعضها البعض بملصقات تعبر عن مكان الصنع، حيث فتح بعض الناشطين صفحات العنصرية والتمييز على أساس العرق أو الجنس، حينما عبّروا بكل وضوح عن تفضيلهم اختيار اللاجئات اللبنانيات والسوريات على نظيراتهن السودانيات في مصر، إلى حين انتهاء الحرب، استندت تفضيلاتهم على اعتبارات مثل لون البشرة، وصور نمطية عن النساء السوريات واللبنانيات.
كل ذلك يبقى هيّناً أمام الإمارات صاحبة الوجه الساحر والنفس السامّ، التي أعلنت استعدادها لنشر قوات للمشاركة في قوة حفظ سلام متعدّدة الجنسيات في غزة، بعد انتهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس؛ شرط أن تلعب الولايات المتحدة دوراً قيادياً وتدعم الخطوات نحو إقامة دولة فلسطينية.
لكن هل سننتظر الرأفة من خارج حدود لبنان وسوريا ونحن في الداخل أول من راح يتاجر بمشاعر النازحين/ات ويستضعفهم/ن، برفع إيجارات البيوت التي من شأنها أن تخيط جراح أشقائنا ولو لفترة، أضعافاً، تاركين أطفالهم ينامون في الشوارع وعلى الأرصفة تحت أمطار السماء ونيازك العدو، وكأننا نسعى لتبديل جلودنا بأوراق مالية خضراء.
إن ما حدث في لبنان جعلنا نقف أمام أنفسنا وغيرنا عراة، بدأنا نرى الحاكم بأذرعه ونرى الجلاد والعبيد، عبيد الأفكار البالية والخوارزميات المتحيزة، عبيد المعتقدات والمنظومات والممارسات التي لا تمت للخير ولا للإنسانية بصلّة. عبيد دول يفترض أن تكون عظمى بمعاملتها للإنسان، لا أن تحمل لقب العظمة فقط كناية لعظمة هيمنتها وما خلقت من شر واستغلال وإرهاب واحتلال. المؤسف في الأمر، استنتاجنا بأن معظمنا عبيد، عبيد العالم الظالم، لكن الأهم من كل ذلك، أننا أضواء العالم المظلم أيضاً.
هل سنفقد الأمل وننتظر إسرائيل حتى تبني في الجنوب منطقة عازلة؟ أم ستنتقل الشرارة إلى سوريا وغيرها وتغدو حرب إقليمية؟ هل سنتحوّل إلى جمر قريباً أو إلى أجساد مبتورة الأطراف؟ أيعقل أن ينتهي بي الحال أشلاء في كيس بلاستيكي يزن 5 كيلوغرامات، كما انتهى الحال بزميلي الصحفي حسن حمد؟
هل اختفت النهاية؟
لم يعد هناك معنى ولا طعم لأي شيء، بتّ أنظر إلى أطباق الطعام وأتمنى لو أتشاركها مع جوعى الحروب وأطفالها. أصبح سريري أوسع، حيث أراني أنكمش في كل ليلة كطفل متقوقع في رحم أمه، كأنني أفسح المجال لكل طفل ينام على قطعة كرتون بين طرقات الجحيم، ليحظى بحلم النوم على فراش تحت سقف بيت. أتخيل كل لبناني وسوري وفلسطيني ويمني وسوداني تهدّم بيته في الحرب، وأتأمل في تفاصيل منزلي. أشعر ببعض اللحظات بأنني أودعه وأحفظ ملامح دفئه في ذاكرتي، وفي لحظات أخرى أشعر بكم النعم المحيطة بي فقط لأنني ما زلت "حيّة" في بيتي وبين أصدقائي وعائلتي.
أشقاؤنا اللبنانيون، إننا نعيش هذه الحرب سوياً، لكن الفرق بيننا نحن البعيدين عن اللهب، أننا نعيش الحرب نفسياً من خارج حدود أرض الشرائع، فمع كل خبر يسقط على شاشاتنا، تدمّر زاوية أمان داخلنا، نركض بحثاً عن مخرج من أنفسنا، وكأننا عالقون في ثقب أسود. نختنق دون دخان ونتألم دون خدوش، لا أثر للدماء على أجسادنا، لكن براكيننا الداخلية تكاد تتمتع بصهرنا وتشكيلنا مع كل بداية يوم جديد. لا أعلم كيف سنغدو عندما تهدأ هذه البراكين ومتى، فالحرب في أوطاننا العربية فصل من فصول السنة، لا مفر منها، وفي بعض الأحيان الفصل الوحيد طوال السنة. لكن ما نعلمه جيداً، أننا ومع بداية كل يوم حرب، تتبدل ملامحنا مع كل قشرة تزال عن ألباب البشر أمامنا. أمّا النهاية، لم نعد نلمح النهاية.
كل يوم يبدأ بنور الانفجارات، نهرب فيه من كل شيء ولا نرغب بأكثر من لحظة سكينة واطمئنان، ولا نفكر بالبحث عن الظلال تحت الأشجار، لأن دخان البيوت والأجساد كاف ليحجب ضوء الشمس. فما معنى أن يصبح هناك ذكرى سنوية للإبادة في غزة شعلتها لبنان؟
يسعني القول إن كل ما تبقى لنا هو حالة الترقّب التي تنهش أدمغتنا، والتي بدورها تنتفخ وهي تحيك سيناريوهات متوقعة للمستقبل. هل سنفقد الأمل وننتظر إسرائيل حتى تبني في الجنوب منطقة عازلة؟ أم ستنتقل الشرارة إلى سوريا وغيرها وتغدو حرب إقليمية؟ هل سنتحول إلى جمر قريباً أو إلى أجساد مبتورة الأطراف؟ أيعقل أن ينتهي بي الحال أشلاء في كيس بلاستيكي يزن 5 كيلوغرامات، كما انتهى الحال بزميلي الصحفي حسن حمد؟
على أي حال، حتى وإن حدث ذلك، وحتى لو طمس الدخان عيون الشمس، وخسف الطمع والحقد بقلوب البعض، لن يتمكن الكوكب أن يقيد نور أجيال تحيا بالسلام، وتنمو مع الموت. هذه الأجيال تحديداً، هي أنوار العالم المظلم.
منطقتنا دمرت أجل. لكن مصيرها أن تنهض من جديد وتعلق الشهداء والجرحى، نجوماً على صدر السماء، لنرفع معها المنازل المهدّمة بحبال من نور، فالسماء سماؤنا، والليل سينجلي. ما يعني أن النهاية لن تختفي أبداً، ولا مهرب للشمس منّا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 20 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع