يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
رافق استهداف حزب الله لقاعدة عسكرية في جنوب حيفا بمُسيرة مفخخة، موجة من المعلومات المضللة بشأن الخسائر ونية الجيش الإسرائيلي الانتقام. كما استمرت المعلومات المضللة حول العدوان الإسرائيلي على لبنان وحرب الإبادة المستمرة على غزة. في هذا التقرير مجموعة من أبرز المعلومات المضللة ذات الصلة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 8 و15 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
تضليل حول هجوم حزب الله على معسكر إسرائيلي في حيفا
عقب استهداف قاعدة "بنيامينا" العسكرية في جنوب حيفا، من قبل حزب الله بمُسيّرة مُفخخة مساء الأحد 13 تشرين أول/ أكتوبر 2024، وإيضاح الحزب، في بيان، أن العملية جاءت رداً على الاعتداءات على العاصمة بيروت وغيرها من المجازر، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي معلومات مضللة حول الخسائر التي تكبّدتها إسرائيل جراء الاستهداف.
لم يصرّح نعيم قاسم بأن "الضربات والخسائر مؤلمة... وإيران تخلت عنا"، ولم تنقل NBC News عن خالد مشعل رفضه دعوة خامنئي له لزيارة طهران... أبرز المعلومات المضللة حول العدوان الإسرائيلي على لبنان التي راجت هذا الأسبوع
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي العربية تصريحاً مزعوماً لوكالة رويترز، مفاده مقتل وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، وغياب المعلومات عن مصير رئيس الأركان هرتسي هليفي. تحقّقت منصة "صواب" اللبنانية من هذا الخبر، عن طريق التواصل مع مديرة مكتب وكالة "رويترز" في بيروت، مايا جبيلي، التي أكدت عدم صحة الخبر المنسوب للوكالة.
كما راجت صورة مع ادعاء أنها لجنود إسرائيليين عقب مهاجمة قاعدة "بنيامينا" العسكرية جنوب حيفا. تحقّق منها المرصد الفلسطيني "تحقّق" عبر البحث العكسي الذي أسفر عن أنها قديمة وترجع إلى عام 2004، عقب اقتحام مخيم رفح جنوب قطاع غزة. توصّلت منصة صواب للنتيجة نفسها.
وراج على منصة إكس خبر منسوب إلى قناة MTV اللبنانية، جاء فيه: "ثلاثة قتلى بجروح طفيفة في هجوم حـزب الله الأخير"، وهو ما فنّدته منصة "الفاحص" وتوصلت إلى أن الخبر مصدره حساب ساخر، وليس الحساب الرسمي للقناة. أسفر بحث "صواب" عن النتيجة نفسها. وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بأن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وإصابة 67 آخرين.
تطورات العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية
قبل الهجوم على القاعدة العسكرية الإسرائيلية، وتزامناً مع استمرار عدوان الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، انطلقت موجة من المعلومات المضللة حول قرار مزعوم لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوقف إطلاق النار، ومزاعم حول نعي حزب الله لقادته، واتهام لإيران بالتخلي عنهم، وادعاءات بشأن استهداف شخصية سياسية جديدة بلبنان.
تداول رواد التواصل الاجتماعي منشوراً يدّعي نعي حزب الله لأعضاء مجلس قيادته العليا، وهو ما كشفت زيفه منصة "صواب" التي أسفر بحثها عن أن الحزب لم ينعَ رئيس مجلسه التنفيذي، هاشم صفي الدين، ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط، وفيق صفا. ولم يصدر أي بيان حول الشخصية التي ستتسلم الأمانة العامة للحزب.
وانتشر خبر منسوب لوكالة رويترز يزعم أن "سلاح الجو الإسرائيلي استهدف شخصية سياسية في بيروت لم تُعرف بعد"، وهو ما نفته مديرة مكتب رويترز في بيروت، مايا جبيلي، لمنصة صواب. ونفت جبيلي نشر رويترز تصريحاً متداولاً على أنه صادر عن مصدر حكومي لبناني، يتضمن أن حزب الله وافق على وقف النار مع الجيش الإسرائيلي.
وراج خبر منسوب إلى شبكة "NBC" الأمريكية مفاده أنّ "إسرائيل تعلم جميع مواقع الأنفاق التي يختبئ فيها عبد الملك الحوثي"، وهو ما توصل فريق "صواب" إلى أنه مفبرك، إذ لم يتم العثور عليه على منصات الشبكة الأمريكية، ولم تنقله أية وسيلة إعلامية أخرى.
كما انتشر خبر عن اختراق إسرائيل لحدود المياه الإقليمية اللبنانية، بواسطة زورق حربي، قبالة مدينة صور، وهو ما فنّدته "صواب"، عبر البحث العكسي الذي كشف أن الصورة قديمة، وسبق تداولها عام 2023.
هل أعلنت MTV اللبنانية عن "ثلاثة قتلى بجروح طفيفة في هجوم حـزب الله الأخير"؟ وهل أكدت NBC الأمريكية أنّ "إسرائيل تعلم جميع مواقع الأنفاق التي يختبئ فيها عبد الملك الحوثي"؟… موجة من الأخبار المضللة ترافق التطورات العسكرية والأمنية في المنطقة
الحرب على غزة
لم تكن المعلومات حول الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة أقل تضليلاً إذ تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مع نص يزعم أن "جباليا تُباد. من يخرج من بيته يتم قصفه ومن في البيوت لا يجدون الطعام ولا الماء 3 أيام على حصار جباليا". دقّق فريق "الفاحص" في الصورة، واتضح أنها تعود إلى عام 2016، وهي مقتطعة من فيديو، مصحوباً بنص: "مجازر مروعة في حلب وأكثر من 50 شهيداً بقصف الطائرات الحربية الروسية والطائرات المروحية".
كما فندت منصة "صواب" خبراً منسوباً لشبكة "NBC News" يزعم أنّ رئيس حركة "حماس" في الخارج، خالد مشعل، رفض دعوة المرشد الأعلى الإيراني علي الخامنئي، لزيارة طهران. وأوضحت أنه لم يتم العثور على هذا الخبر في منصّات شبكة "NBC".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه