غرّة تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام تحمل ذكرى مرّة اختلط فيها الدم الفلسطيني بالأرض التونسية، ويتجدّد خلالها العهد بأن الألم واحد والثأر واحد. قد يخفت صوت هذه الذكرى قليلاً لكن التونسي لا ينسى أبداً مجزرة حمام الشط التي استهدفت خلالها إسرائيل مقرّات لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، مهما غلبته أعبائه اليومية ومشاغله الوطنية.
وفي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ابتهج الشارع التونسي بعملية "طوفان الأقصى"، مدفوعاً بالثأر القديم الجديد خاصةً مع الدور الذي لعبته "طائرات الزواري" في الهجوم على إسرائيل. وهو المهندس التونسي الذي اغتالته إسرائيل أيضاً أمام منزله في تونس في شهر تشرين لكن عام 2016.
لكن حرب الإبادة المستمرة على غزة منذ عام، والتصعيد الأخير للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان مروراً باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ضمن سلسلة اغتيالات لقادة "محور المقاومة" ضد إسرائيل، أثارت ردود فعل قوية في صفوف التونسيين المهموم أصلاً بأزماته السياسية والاقتصادية مع اقتراب انعقاد الانتخابات الرئاسية في 6 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي يرى كثيرون أنها تفتقر إلى النزاهة والشفافية.
ويبدو أن السيناريوهات السياسية غير المسبوقة التي تشهدها تونس علاوة على الأزمة الاقتصادية الحادّة لم تؤثّر على الرابط الذي يجمع المواطن التونسي بكافة أشكال "مقاومة إسرائيل" سيّما في غزة ولبنان حيث فتحت سجالات واسعة في البلاد.
والسؤال الملح هنا: ما مدى تأثير ما يحدث على الساحة اللبنانية في تونس، وكيف تفاعل الشارع التونسي مع هذه التطورات الأخيرة والمتسارعة في لبنان؟ وهو ما نحاول الإجابة عنه في هذا التقرير.
"معاداة إسرائيل هي القضيّة الأولى بالنسبة للشعب التونسي الذي تفتّح وعيه على القضية الفلسطينية والحرب اللبنانية ومشاهد تحرير الجنوب… اليأس من الانتخابات (الرئاسية الوشيكة) ومن المشهد الداخلي خاصة السياسي، دفع التونسي نحو التركيز أكثر على ما يحدث في لبنان وعلى الساحة الإقليمية التي تعيش لحظة تاريخية فارقة غير مسبوقة"
مسيرات وفعاليات غاضبة
أثار اغتيال نصرالله في لبنان ردود فعل غاضبة في تونس حيث شهدت العاصمة ومدن أخرى مسيرات غاضبة وسط حالة من الصدمة والتأثر. كما قام عدد من الشبان، في خطوة عفوية، يوم السبت 28 أيلول/ سبتمبر الماضي، بمحاصرة منظمة "أمديست" الأمريكية وتلطيخ واجهتها الخارجية باللون الأحمر استنكاراً لدعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل.
سبق هذا التحرك عدة تحرّكات أخرى مندّدة بما اعتبره تونسيون "عدواناً همجياً على لبنان وشعبه ومقاومته". ففي 20 أيلول/ سبتمبر المنقضي، نفّذ عدد من الناشطين وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي رفضاً للقصف الإسرائيلي المتواصل على لبنان وغزة، ويوم 24 من نفس الشهر، وفي ظل تواصل العدوان على لبنان نظّمت "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" وقفة تضامنية في العاصمة التونسية رفعت خلالها شعارات على غرار "يا للعار يا للعار حكومات بلا قرار".
"اليأس من الانتخابات (الرئاسية الوشيكة) ومن المشهد الداخلي خاصة السياسي، دفع بالتونسي نحو التركيز أكثر نحو ما يحدث في لبنان والساحة الإقليمية التي تعيش لحظة تاريخية فارقة غير مسبوقة".
كما شهدت مدرّجات المسرح البلدي بالعاصمة تونس، مطلع الشهر الجاري، وقفة عفوية، عقب تداول الأنباء عن هجوم إيراني على إسرائيل انتقاماً لنصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة طهران قبل أسابيع.
هذه التحرّكات التي شملت عدة مدن تونسية، علاوة على العاصمة، وأكّدت الدعم اللاّ مشروط لـ"المقاومة" والشعبين اللبناني والفلسطيني، سجّلت حضور أطياف سياسية مختلفة وأخرى مدنية، وشرائح من كل الأعمار تقريباً.
كذلك، عبّرت عدة أحزاب ومنظمات فاعلة في المشهد التونسي عن دعمها للشعب اللبناني ومقاومته، على غرار حزب العمال الذي عنون بيانه في 24 أيلول/ سبتمبر المنقضي، بـ"بلبنان يحرق والحكام العرب يتفرّجون". ونعت حركة النهضة والحزب الجمهوري والتيار الديمقراطي واتحاد الشغل والشبكة التونسية للحقوق والحريات وعديد الأحزاب والمنظمات الأخرى، نصرالله.
ونظمت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، الأربعاء 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حفل تأبين لنصرالله، رفع خلاله الحاضرون شعارات تندد بالتواطؤ الأمريكي والغربي في العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وتطالب السلطات التونسية بتشريع قانون "تجريم التطبيع"، مع تأكيد على دعم "المقاومة" والنضال ضد إسرائيل.
وعن تفاعل التونسيين مع الاعتداءات على لبنان ومن قبله غزة، يقول العميد جبر فياض، الذي يعرّف عن نفسه بأنه أحد كوادر الثورة الفلسطينية، إنه حضر تأبين نصرالله، لافتاً إلى أن التونسيين يرون الراحل "رمزاً للمقاومة الفلسطينية، والعربية، والأممية" وحزنهم على اغتياله "انعكاس للدعم غير المشروط للمقاومة في فلسطين ولبنان". كما يذكّر فياض، في حديثه لرصيف22، بمشاركة تونسيين في معارك 1936 و1948 والثورة الفلسطينية، والتحاقهم بجميع الفصائل لمحاربة لإسرائيل.
موقف رسمي "بارد"
في المقابل، اتسم الموقف الرسمي بـ"البرود" إذ اكتفت السلطات التونسية، في 28 أيلول/ سبتمبر المنقضي، ببيان يتيم نشرته وزارة الخارجية، بما لا يرتقي إلى السقف الذي وصله الخطاب الرسمي عقب أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. هذا البيان الوحيد أشار إلى تعليمات رئيس الجمهورية، قيس سعيد، إلى كافة الهياكل التونسية المعنية بتنظيم رحلة جوّية لفائدة التونسيين والتونسيات المتواجدين في لبنان والراغبين في العودة إلى "أرض الوطن" مجدداً مع التأكيد على تضامن تونس مع لبنان ودعمه في مواجهة كل التهديدات التي تنال من أمنه واستقراره.
كما دعا سعيد، وفق البيان، الجهات التونسية المعنية إلى سرعة التنسيق مع نظيراتها اللبنانية للوقوف على حاجياتها الطبية والإنسانية لتوفير العون اللازم للشعب اللبناني الشقيق. لم يشر البيان إلى اغتيال نصرالله.
جبهة الإسناد اللبنانية تثير جدلاً غير مألوف في تونس
بالعودة إلى الشارع التونسي، فبدلاً من أهازيج الحملات الانتخابات والشعارات والبرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابات الرئاسية 2024، امتلأت الشوارع بشعارات الغضب والثأر والنصر والانتصار للبنان و"المقاومة".
"التونسي اليوم محاصر بين قوسين... حرب يراها بالإجماع مصيرية وتمسّه مباشرة قومياً وإنسانياً وتشكّل وعيه من جديد، وبين انتخابات ما يزال الشارع والمجتمع السياسي فيها منقسمين بين المقاطعة والمشاركة"... ما يتعرّض له لبنان حاضر بقوة في سجالات الشارع التونسي رغم كثرة الهموم الداخلية
يبدو أن التونسيين وجدوا في التفاعل مع ما يجري في لبنان وغزة مهرباً من سباق انتخابي شبه محسوم فقد كافة أدوات التشويق التي تعوّد عليها بعد ثورة عام 2011. ووسط مشاعر الغضب والحزن إثر تصاعد نسق الهجمة الإسرائيلية على لبنان، واغتيال نصرالله، المتزامن مع تواصل المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي التونسية سجالاً طائفياً غير مسبوق وغير مألوف في المجتمع التونسي حول جبهة الإسناد اللبنانية لغزة بقيادة جماعة حزب الله الشيعية.
الناشط السياسي، طارق العمراني، واحد من فريق في تونس يلفت إلى نظرية المؤامرة في تفسير ما يحدث في لبنان حيث يتهم إيران بالتواطؤ مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد حزب الله، بما فيها الروايات التي تتحدث عن خطط جاهزة مسبقاً لترتيب جديد للمنطقة.
يصف العمراني، في حديثه لرصيف22، الوضع بـ"العبثي"، معتبراً أن مواقع التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى محرّكات طائفية انقسم فيها المواطنون إلى سنة وشيعة، متجاهلين التحليل العقلاني للمشهد أمامهم بعقلانية.
أما الناشط السياسي وعضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وائل نوّار، فيرى هذه السجالات على الإنترنت "قديمة جديدة مع تغيّر العناوين"، متابعاً "منذ عملية 7 أكتوبر، تشهد الساحة سجالاً بين أنصار المقاومة وبين الأصوات المأجورة التي تهاجم المقاومة، في كل مناسبة من زاوية مختلفة من خلال تبرير بعض عمليات التطبيع، كالتطبيع الرّياضي والأكاديمي، وتقزيم حركات المقاطعة، وتبخيس التحرّكات الشعبية ضد إسرائيل، وترويج خطابات من نوع 'الأولوية للشاغل التونسي على الفلسطيني والعربي'".
ويضيف نوّار، لرصيف22، أن قوّة وتأثير هذه الأصوات يتماهى مع "وضع المقاومة على الأرض، فتسكت عندما تكون المقاومة قوّية ومعنويات الشارع مرتفعة، ولا تلقى آذان صاغية بينما تعلو كل ما تعرضت المقاومة إلى بعض الهزّات، فتتجرّأ على ضرب صورتها والإساءة إلى القضية وتبييض صورة العدوّ".
يتهم نوّار هذه "الأصوات المأجورة" - كما يسمّيها - بانتهاز التطورات الأخيرة في لبنان، للتركيز على "سجالات طائفية لا مصلحة لشعبنا بها حيث أن هذه السجالات في الظاهر تدافع عن السنّة وتهاجم الشيعة، لكنها في الحقيقة بروباغندا أخرى للمسّ بالمقاومة ووحدتها".
ويشير نوّار إلى أن "من يدفع لتأجيج المسألة الطائفية في تونس، يسعى لضرب التعاطف والدعم الشعبيين مع حزب الله والحوثيين في اليمن، وإيران وكل مقاوم شيعي"، متّهماً الأنظمة العربية المطبّعة مع إسرائيل بـ"تجنيد عدد من المشايخ والمواقع والأفراد لتأجيج هذا الخطاب الطائفي"، منوّهاً بأن هذا السجال "يتماشى مع اللحظة الحالية في تونس حيث كانت هذه الأصوات ضعيفة وهامشية عندما كان التركيز على العدوان على غزة، وبعد تحوّل العدوان إلى جبهة لبنان راجت بقوة".
وهو يستدرك بأن "بعض التخاذل في نصرة الشعب اللبناني في تونس عائد إلى رداءة الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، بما يجعل بعض التونسيين غير قادرين على متابعة ما يحدث حولهم" علاوة على "مدى الحرب على غزة الذي طال وأرهق الشعب التونسي وشعوب العالم المتضامنة".
نوّار الذي صرخ، قبل يومين فقط، رفقة عدد من أعضاء التنسيقية أمام مقر جامعة الدول العربية في تونس: "لبنان يقصف وقيادات تغتال والجامعة حتى لم تعبّر عن قلقها"، يؤكّد سعي تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين على بثّ وإعادة رّوح التضامن في الشارع، عبر تنظيم مسيرة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لإحياء ذكرى "طوفان الأقصى" تحت عنوان" حوّلوا الشوارع إلى طوفان بشري في ذكرى طوفان الأقصى".
من جهته، يرى الناشط السياسي، الصحبي مزيد، في حديثه لرصيف22، أن الأصوات التي تحاول الترويج إلى "عدم جدوى المقاومة" في تونس هي "بروباغندا ضخّتها دول معروفة محور الارتهان للعدو الإسرائيلي" لأجل "تشويه أي عمل مقاوم ليس سنّياً، وتشويه أيّ مقاومة شيعية" وهو الأمر الذي يصنّفه مزيد بأنه "عمل مرادف للصهيونية"، مردفاً "أيّ صوت تشفّي في اغتيال نصرالله أو أي عمل مقاوم يخدم المشروع الصهيوني، وهذه الأصوات واجهها الشعب التونسي بقوّة في الأيّام الأخيرة".
علاقة "متينة" مع حزب الله؟
ويعتبر رئيس الرابطة التونسية للتسامح، صلاح الدين المصري، أن "الشعب التونسي هويته فلسطينية، وعلاقته مع القضية تاريخية وعميقة من امتلاكهم لجزء من باب المغاربة الذي منحه صلاح الدين وقفاً للتونسيين حتى مشاركتهم في كل المواجهات ضد إسرائيل حيث رحلة الشهداء التونسيين مع 'المقاومة' طويلة".
ويقول المتحدث، لرصيف22، إن هذه الهوية وهذا الانتماء تعزّزا بعد "طوفان الأقصى" التي رأى فيها عرب كثيرون، ومن بينهم تونسيون، فرصة لاستعادة المبادرة، وردّاً على كل المظالم التي ارتكبتها إسرائيل بالإضافة إلى قطع الطريق على قطار التطبيع الذي انطلق بسرعة فائقة، مشيراً إلى تطور تفاعل الشارع التونسي بفعل البعد الإنساني العاطفي بعد ارتكاب إسرائيل المجازر والجرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين.
كذلك يلفت المصري إلى أن علاقة خاصة يصفها بأنها "متينة" خُلقت بين حزب الله والتونسيين بعد انتصاريّ عاميّ 2000 و2006، قائلاً: "التونسيون كما العرب يعتبرون هذه الانتصارات انتصاراتهم". كما يستذكر المصري ما اعتبره "فضل" الجماعة اللبنانية في استعادة رفات "الشهداء التونسيين" إثر صفقة 2008 عندما قام حزب الله بتسليم تابوتي جنديين إسرائيليين مقابل 5 مسلحين لبنانيين كانت تحتجزهم إسرائيل وجثث 199 أسروا في لبنان وإسرائيل، قائلاً "لكل هذا يعتبر التونسيون حزب الله والمقاومة اللبنانية ككل هي أهم جبهة إسناد لفلسطين ولكل الأمة العربية".
واستردت تونس، بموجب صفقة عام 2008، رفات ميلود بن ناجح الذي قضى في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1987 خلال عملية الطائرات الشراعية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعمران الكيلاني المقدمي الذي قضى في 26 نيسان/ أبريل 1988 في عملية جاءت ردّاً على اغتيال خليل الوزير "أبو جهاد" في تونس في نفس الشهر. بالإضافة إلى جثامين كل من خالد بن صالح الجلاصي وفيصل الحشايشي وسامي بن الطاهر الحاج علي ورياض بن الهاشمي بن جماعة وكمال بن السعودي بدري والطالب بليغ بن محمد أنور اللجمي.
يلفت المصري إلى أن علاقة خاصة يصفها بأنها "متينة" خُلقت بين حزب الله والتونسيين بعد انتصاريّ عاميّ 2000 و2006، قائلاً: "التونسيون كما العرب يعتبرون هذه الانتصارات انتصاراتهم". كما يستذكر ما اعتبره "فضل" الجماعة اللبنانية في استعادة رفات "الشهداء التونسيين" إثر صفقة عام 2008
على صعيد آخر، يوضح المصري أنّ "وحدة الجبهة بين غزة وحزب الله خلقت معطًى جديداً في تونس والدول العربية، ساهمت في تجاوز مظاهر الاختلاف والارتكان إلى أننا عرب لا فرق بين سني وشيعي أو مسلم ومسيحي، يجمعنا شعار 'مذهبنا المقاومة، طائفتنا المقاومة'".
في سياق متّصل، يعتبر الناشط السياسي، الصحبي مزيد، أن "7 أكتوبر" أحيا في الشارع التونسي الروح من جديد بعد سنوات من الانقسامات السياسية والفكرية وبعد الانشقاقات حول الثورة السورية وانعكاسات ما حصل في الربيع العربي، مشدداً على زيادة زخم الشارع التونسي بعد ما حدث أخيراً في لبنان.
ويشدد مزيد على أن "معاداة إسرائيل هي القضيّة الأولى بالنسبة للشعب التونسي الذي تفتّح وعيه على القضية الفلسطينية والحرب اللبنانية ومشاهد تحرير الجنوب"، مضيفاً "اليأس من الانتخابات ومن المشهد الداخلي خاصة السياسي، دفع التونسي نحو التركيز أكثر على ما يحدث في لبنان وعلى الساحة الإقليمية التي تعيش لحظة تاريخية فارقة غير مسبوقة".
يصف الناشط التونسي ما جرى في "7 أكتوبر" بـ"الصدمة المفرحة للجميع، لكن ما حدث بعدها من مجازر أصاب الناس بالحزن ودفعهم إلى الانكفاء قليلاً، لكن جبهات المساندة وعلى رأسها لبنان وخاصة بعد اغتيال نصرالله أعادت نسمات أكتوبر وأحسّ التونسيين بالتهديد الوجودي لخيار المقاومة ووجوبية الالتفاف حولها في مواجهة آلة الدعاية الصهيونية التي تسعى لتشويه أي عمل مقاوم وتثبّط المعنويات، وتحاول قتل روح المقاومة فينا".
"التونسي اليوم محاصر بين قوسين... حرب يراها بالإجماع مصيرية وتمسّه مباشرة قومياً وإنسانياً وتشكّل وعيه من جديد، وبين انتخابات ما يزال الشارع والمجتمع السياسي فيها منقسمين بين المقاطعة والمشاركة، وحال لسانه يلهج باللهجة المشرقية للأيقونة شيرين أبو عاقلة: 'بدها طول نفس، خلي المعنويات عالية'"، يختم مزيد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Zain Array almansor -
منذ يوماسطورة ابادة جيش قمبيز
مستخدم مجهول -
منذ يومينربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ يومينحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.