أعلن حزب الله اللبناني، السبت 28 أيلول/ سبتمبر 2024، عن اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقرّه القيادي أمس الجمعة. وقال في بيان له: "سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيداً عظيماً"، مؤكداً على أن "قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسناداً لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
فمن هو حسن نصرالله؟
وُلد حسن نصرالله في برج حمود في محافظة جبل لبنان، في 31 آب/ أغسطس 1960، ودرس في لبنان وفي الحوزة العلمية في النجف في العراق وتأثّر بأفكار محمد باقر الصدر.
بدأ حياته السياسية قبل أن يكمل العشرين في حركة أمل، كمسؤول تنظيمي لبلدة البازورية.
في عمر السابعة عشرة، أصبح عضواً في المكتب السياسي للحركة، وتولّى القيادة السياسية لها في وادي البقاع.
بعد أعوام قليلة، انشقّ وبعض زملائه في الحركة ليشكلوا "حركة أمل الإسلامية" المدعومة من الخميني والحرس الثوري الإيراني، والتي كانت بذرة "حزب الله" كما نعرفه اليوم.
في العام 1985، تولّى مسؤولية سهل البقاع في الحزب، وبعد عامين تولى منصب المسؤول التنفيذي العام للحزب، بالإضافة إلى عضويته في "شورى القرار" أعلى هيئة في الحزب.
في 1989، غادر إلى مدينة "قم للدراسة"، لكنه ما لبث أن عاد إلى لبنان لينضمّ إلى العمل العسكري حتى نهاية الحرب الأهلية اللبنانية.
في 1992، انتخبه أعضاء الشورى بالإجماع أميناً عاماً لحزب الله، بعد أن اغتالت إسرائيل عباس الموسوي في جنوب لبنان الذي كان وقتها زعيم الحزب، ليصبح الرجل الثالث الذي يتولى هذا المنصب.
أوضح نصر الله، منذ بداية توليه رئاسة الحزب، أن "حزب الله هو كيان إسلامي شيعي عابر للحدود الوطنية، وليس حزباً منظماً أو مغلقاً في لبنان"، وأن "القيادة والتوجه والتفويض وقرارات الحرب والسلم وغيرها بيد الولي الفقيه".
في عام 2000، انسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وصارت لنصر الله مكانة معنوية إلى جانب منصبه في الحزب بصفته الرجل الذي قاد حزب الله في عملية "تحرير الجنوب".
وُلد حسن نصرالله في برج حمود في محافظة جبل لبنان، في 31 آب/ أغسطس 1960، ودرس في لبنان وفي الحوزة العلمية في النجف في العراق وتأثّر بأفكار محمد باقر الصدر، وبدأ حياته السياسية قبل أن يكمل العشرين في حركة أمل... عن زعيم حزب الله الراحل حسن نصرالله
في 2006، وقّع نصر الله مع زعيم التيار الوطني الحر آنذاك ميشال عون، مذكّرة تفاهم في كنيسة مار مخايل، التي تقع في حارة حريك في بيروت، والتي رمزت إلى التعايش بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، وأدى هذا التحالف إلى دعم عون لحزب الله في حرب 2006، وتبنّي حزب الله ترشيح عون في الانتخابات الرئاسية في العام 2014.
وفي 2006، شنّت إسرائيل حربها على حزب الله التي عُرفت بحرب تموز، وفشلت في تحقيق أهدافها وهي كسر شوكة الحزب العسكرية وتحرير الجنديين الأسيرين، ما تسبب في زيادة قوة الحزب وأمينه العام في لبنان.
في 2008، جرت الأحداث التي عرفت لاحقاً بأحداث السابع من أيار/ مايو، في بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، والتي عُدّت الأكثر خطورةً منذ الحرب الأهلية اللبنانية، حيث هاجمت عناصر مدججة بالسلاح تنتمي إلى قوى ما كان يُعرف بـ8 آذار وعلى رأسها حزب الله، بيروت ومناطق في جبل لبنان، وذلك بعد صدور قرار من الحكومة اللبنانية بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله، وقرار ثان بإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير. عدّ نصر الله أن في القرارين تجاوزاً للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة، قبل أن يسحب مجلس الوزراء القرارين، ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإقرار قانون انتخاب بموافقة جميع الأطراف في "اتفاق الدوحة".
في 2009، أعلن نصر الله الوثيقة السياسية الجديدة لحزب الله، والتي تتضمن الرؤية السياسية للحزب بعد ما وصفه بالانتصارات العسكرية والنجاحات السياسية التي حققتها المقاومة.
وأكد في كلمة له، أن هذه الوثيقة تأتي فيما يشهد العالم والمنطقة تحولاً كبيراً، وأن خيار لبنان هو الاستمرار في المقاومة بالتنسيق مع الجيش والدولة، مؤكدأً على الصعيد الداخلي أن خيار الديمقراطية التوافقية هو الأنسب للبنان.
في 2011، دخل الحزب كحليف للنظام السوري في الحرب السورية، وعُدّ شريكاً في العديد من جرائم الحرب والأعمال القمعية التي حدثت ضد المعارضين، بما في ذلك عمليات التعذيب والتصفية، وكان مسؤولاً عن تهجير الكثير من السوريين لاسيما على الحدود مع لبنان وفي منطقة القصير بالتحديد.
في 2020، أدّى انفجار مرفأ بيروت إلى إثارة العديد من الشبهات حول الحزب واستغلاله للمرفأ لتخزين نيترات الأمونيوم التي تُستخدم في صناعة القنابل والصواريخ، واعترض نصر الله على سير التحقيق واصفاً إياه بالمسيّس.
رآه مؤيدوه بطلاً للمقاومة، حمى لبنان وحرر جنوبه وجعل حزبه قوةً إقليميةً، ورآه خصومه رئيساً لميليشيا مسلّحة، تسببت سياساته في الوبال الاقتصادي وتعطيل تداول السلطة في بلاده، وبغض النظر عن الاختلاف لا شك أنه الرجل الذي قاد حزب الله ليصبح لاعباً سياسياً مهماً على مستوى المنطقة
في 2023، شكّل حزب الله جبهة إسناد لحركة حماس في الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزّة، من هلال ضرب إسرائيل بالصواريخ، وأكد نصر الله أن الحزب لن يتراجع حتى وقف كامل لإطلاق النار.
في ليلة 27 أيلول/ سبتمبر 2024، قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية بقنابل MK84 المخترقة للتحصينات، وأعلنت أن هدف العملية هو اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وفي الحادية عشرة من صباح السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي "مقتل نصر الله".
رآه مؤيدوه بطلاً للمقاومة، حمى لبنان وحرر جنوبه وجعل حزبه قوةً إقليميةً، ورآه خصومه رئيساً لميليشيا مسلّحة، تسببت سياساته في الوبال الاقتصادي وتعطيل تداول السلطة في بلاده، وبغض النظر عن الاختلاف لا شك أنه الرجل الذي قاد حزب الله ليصبح لاعباً سياسياً مهماً على مستوى المنطقة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه