في تطوّر للأحداث، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الاثنين 23 أيلول/سبتمبر قصف الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصادر إن هدف الضربة هو القيادي في حزب الله علي كركي، والذي نفى حزب الله نبأ اغتياله.
وحتى كتابة هذا التقرير، اعتُبر هذا اليوم هو الأكثر دموية في تاريخ الصراعات بين إسرائيل وحزب الله في الحرب الحالية، بحصيلة بلغت "492 شهيداً، منهم 35 طفلاً و58 امرأة تم التعرّف عليهم، والبعض لم يتم التعرّف عليهم"، بينما زاد عدد الجرحى عن 1645، بحسب تصريحات وزير الصحة اللبناني. كما صرّح الوزير بأن الغارات الإسرائيلية العنيفة على جنوب وشرق لبنان استهدفت مدنيين، وسيارات إسعاف، وسيارات إطفاء، وقوافل النازحين.
وبحسب "BBC"، فقد استهدفت الغارات مواقع في سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقية وصولاً إلى منطقة الهرمل. ومناطق جرود جبيل واللقلوق وميروبا شمال شرق بيروت، وطال القصف قرى عيترون، مارون الراس، أطراف البيسارية، بين رومين و دير الزهراني، بافليه، بين عنقون و مغدوشة، حولا، مجدل سلم، السلطانية، بين حبوش و عربصاليم، طورا، عيتا الشعب، برعشيت، حاريص، بين دير قانون و الحلوسية، الخيام، الدوير، جبشيت، بين انصار و الزرارية، كونين، بيت ياحون، جبل صافي، وادي كفرملكي، كفرصير، عدلون، حاريص، تول، برج الشمالي-المساكن، اطراف الغندورية، مرتفعات سحمر، اطراف قناريت، بين جبشيت و عدشيت، بيت ليف، ميس الجبل، سهل عدلون، وادي النميرية، وادي حانين، معركة، خربة سلم، اطراف جباع، بليدا، حرش حداثا-رشاف-الطيري، طلوسة، مركبا، وادي الحجير، الطيبة، كفررمان، بنت جبيل.
اللبنانيون تلقوا اتصالات هاتفية تحذيرية
وبينما لم يتم إحصاء الخسائر في المباني والبنية التحتية حتى اللحظة، تسبّبت الغارات بنزوح آلاف اللبنانيين المدنيين من مناطق وقرى الجنوب مع اكتظاظ شديد في الطرقات، ما أدى إلى تباطؤ في عملية النزوح. وبحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس"، طالت الغارات مناطق واسعة وأودية في محافظة النبطية وعدة مناطق متفرّقة في منطقة صور.
اعتُبر الـ23 من أيلول اليوم الأكثر دموية في تاريخ الصراعات بين إسرائيل وحزب الله في الحرب الحالية، بحصيلة بلغت "274 شهيداً، منهم 21 طفلاً و39 امرأة تم التعرّف عليهم، والبعض لم يتم التعرف عليهم"، بينما بلغ عدد الجرحى 1024 بحسب وزير الصحة اللبناني
وتلقى عدد كبير من اللبنانيين اليوم في الجنوب والبقاع ومناطق أخرى رسائل هاتفية عشوائية تدعو إلى "إخلاء أماكن وجودهم". كما صرّحت شركة الاتصالات اللبنانية "أوجيرو" أن "لبنان تلقى، الاثنين، أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يُشتبه بأنها إسرائيلية، تطلب من الناس الإخلاء".
نتنياهو: "لن نرفع قدمنا عن البنزين"
رئيس الأركان وقائد سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي صرّح بالقول: "هاجمنا حوالي 800 هدف لحزب الله"، بينما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، إنه "يتعين على المدنيين في القرى اللبنانية الواقعة قرب مناطق ومبانٍ يستخدمها حزب الله الابتعاد فوراً عن دائرة الخطر من أجل سلامتهم"، مؤكداً أن "الجيش سيشن مزيداً من الغارات".
ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية تصريحاً عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقوله: "لن نرفع قدمنا عن البنزين"، في إشارة إلى أن العمليات بدأت ولن تتوقف.
وأكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللواء دانيال هايمان، أن الغارات الجوية استهدفت "البنية التحتية الإرهابية" لحزب الله، بينما طالبت الجبهة الداخلية سكان وسط وشمال الجولان ومناطق في الجليل بالبقاء قرب الملاجئ.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول: "لن نرفع قدمنا عن البنزين"، في إشارة إلى أن العمليات بدأت ولن تتوقف
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر أمنية أن "العمليات في لبنان شاركت فيها مئات الطائرات التي قصفت بشكل متزامن مواقع لحزب الله، وأن الجيش استعد على مدار سنوات من أجل هذه الهجمات بدعم شعبة الاستخبارات وسلاح الجو، وأن رئيس الأركان هليفي يدير الهجمات من مقر وزارة الدفاع منذ الصباح".
حزب الله: "دخلنا مرحلة الحساب المفتوح"
من جهته، صرّح نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بأن "المواجهة مع إسرائيل دخلت مرحلة الحساب المفتوح".
وندّد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال اجتماع لجنة الطوارئ بالقصف الإسرائيلي المكثّف على لبنان، داعياً المجتمع الدولي للتدخل، قائلاً: "إن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان هو حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وخطة تدميرية تهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية". وحثّ "الأمم المتحدة والجمعية العامة والدول المؤثرة على ردع العدوان الإسرائيلي".
كما أعلن حزب الله في بيان أنه قصف الاثنين ثلاثة أهداف إسرائيلية، رداً على الغارات الكثيفة التي تشنّها إسرائيل على جنوب لبنان وشرقه منذ ساعات الصباح. وقال الحزب إنه استهدف "المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل، ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد، ومجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ".
بينما وجّه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، القاضي بسام مولوي، رسالة إلى اللبنانيين قال فيها: "لا شيء نطمئن به الناس عن الاعتداءات الإسرائيلية، ولكن نقول لهم إن دولتكم معكم وتقوم بكل اللازم للإغاثة والإسعاف والوقوف إلى جانبهم وتأمين كل ما تستطيع الدولة القيام به من متطلبات. ونحن في وزارة الداخلية ومجلس الأمن المركزي اجتماعاتنا مفتوحة لمراقبة الوضع الحاصل وتحليله لنكون إلى جانب الناس وحماية الأمن الداخلي من أي خروق قد تصيبه".
تلقى عدد كبير من اللبنانيين اليوم في الجنوب والبقاع ومناطق أخرى رسائل هاتفية عشوائية تدعو إلى "إخلاء أماكن وجودهم". كما صرّحت شركة الاتصالات اللبنانية "أوجيرو" أن "لبنان استقبل أكثر من 80 ألف محاولة اتصال، يُشتبه بأنها إسرائيلية، تطلب من الناس الإخلاء"
هذا وصدرت كثير من التصريحات في العالم التي تحذّر من توسيع نطاق الحرب ومدّها الزمني، والداعية إلى وقف إطلاق النار والرجوع إلى الأدوات الدبلوماسية لحلّ الصراع. ودعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى "ضبط النفس الفوري" وطالب بوقف التصعيد، بينما أعرب الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن "قلقه البالغ" ودعا إلى وقف إطلاق النار الفوري. مع دعوة المجتمع الدولي إلى ضبط النفس. التحذيرات الدولية جاءت من الأمم المتحدة وفرنسا، حيث طالبتا بتهدئة فورية.
وصدر للمرة الأولى بيان من مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، يدعو المؤمنين إلى "القيام بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اللبناني وتأمين حاجياتهم".
كما صدر بيان عاجل للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بشأن تصاعد الأعمال العدائية، قال فيه: "إن المدنيين على جانبي الحدود يدفعون ثمناً باهظاً. وسيكونون أيضاً أكثر من يعاني مرة أخرى في حرب شاملة لا بد من تجنّبها، بما في ذلك من خلال جهود الوساطة الدبلوماسية المكثّفة المتجدّدة. وسيكون هذا على رأس جدول أعمالنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما ندعو من جديد إلى التنفيذ الكامل والمتكافئ لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع