شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الفرعي لرصيف22: التعبير من خلال الموسيقى لم يعد كافياً في ظل ما يحدث في غزة

الفرعي لرصيف22: التعبير من خلال الموسيقى لم يعد كافياً في ظل ما يحدث في غزة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والمشرّدون

الجمعة 27 سبتمبر 202409:22 ص

مثل كثير من الفنانين الذين نحبهم ونعتاد سماع أغانيهم وموسيقاهم بشكل شبه يومي في المقهى والسيارة والمنزل، قد نتخوّف نوعاً ما من أن اللقاء الشخصي معهم قد يكون مربكاً، صعباً، أو بارداً. ما حدث حين التقيت الفنان الفلسطيني الأردني طارق أبو كويك، الشهير بـ"الفرعي"، في بيروت وتحدثت إليه لاحقاً عبر الإنترنت، كان العكس تماماً.

منذ اللحظات الأولى، كُسر أي حاجز محتمل أو مُفترض، وانطلقنا خلال عدة جلسات ولقاءات في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين ومقهى رواق وغيرها من الأماكن، للحديث بكل عفوية وانفتاح وجد ومزاح، حول الموسيقى والأماكن ودور الفن في كل ما يحدث حولنا اليوم، والأهم مشروعه الأخير في مخيم شاتيلا، وهو ما أحضره إلى العاصمة اللبنانية بعد غياب أكثر من ثماني سنوات.

خلال العام المنصرم، عمل الفرعي، بتكليف فريد من نوعه من قبل مؤسسة "بسمة وزيتونة" غير الربحية، على مشروع طويل الأمد يحمل اسم "مساحتنا"، تضمّن لقاءات وجلسات نقاش مركزة مع وسيطة فنية وشبان وشابات في شاتيلا، المكان الذي انطلقت منه المؤسسة قبل عشر سنوات، حول "نقص المساحات المشتركة والعامة في المخيم".

كانت نتيجة تلك اللقاءات تأليف وتصوير أغنية جديدة للفرعي بعنوان "يوسعنا" أطلقها مطلع الشهر الجاري، بما يهدف لدعم مجتمع شاتيلا بوجه تعقيدات اجتماعية وسياسية هائلة يعانون منها، ولخلق طرق تواصل جديدة مع الجمهور. كان من المزمع إطلاق الأغنية العام الفائت بعد إحياء حفلة على مسرح "مترو المدينة" في بيروت، لكن انطلاق حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استدعى تأجيل المشروع قرابة عام كامل.

نهج العمل الذي تحدث عنه الفرعي لرصيف22 على أنه "تجربة غنية وقصة نجاح يفخر بها وتضاف لمشروعه الفني"، هو الأول من نوعه في العالم العربي، ومبني على منهجية تعرف باسم "المكلّفون الجدد New Patrons" ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، وتعتمد على قيادة المجتمع بالتعاون مع وسطاء من ذوي الخبرة الفنية لتحديد الاحتياجات والتحديات، وتكليف فنانين متمرّسين لتنفيذ أعمال تساهم في إيجاد وتسليط الضوء على حلول خلاقة لتلك التحديات.

ما بين مخيم شاتيلا ومقهى رواق وشوارع بيروت و"مترو المدينة"، أجرينا هذا الحوار مع مغني الراب والمؤلف وعازف الغيتار والدرامز، طارق أبو كويك "الفرعي".

 مستهدفاً دعم مجتمع شاتيلا بوجه تعقيدات اجتماعية وسياسية هائلة يعاني منها، أطلق الفرعي أغنية "يوسعنا" مطلع الشهر الجاري، بعد عام من التأجيل بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023

هذه ليست المرة الأولى لك في بيروت، لكنها مختلفة من حيث الهدف وآلية العمل مع "مساحتنا". كيف تلقّيت فكرة المشروع؟ ولماذا تحمّست للمشاركة فيه؟

بداية عندما تلقينا مدير أعمالي وأنا اتصالاً من الوسيطة الفنية بشرى عدي (مديرة فنية ومستشارة مع مؤسسة بسمة وزيتونة)، لم نعرف تماماً "إيش بدهم مننا؟ ليش أنا؟ (يضحك)".

بعد التواصل عدة مرات، فهمنا فكرة المشروع وتحمّست لأنها مختلفة، وفعلياً شعرت بالسعادة لاختيارهم لي للحديث عن مخيم شاتيلا واحتياجاته والمصلحة الجماعية لسكانه، لأنهم عرفوا بأن فكرة المكان حاضرة في أغنياتي باستمرار، من "تغيرتي" إلى "جنين" و"ميادينك" وغيرها، وبأنني ضمن تجربتي حاولت أن أتعاطى مع الموسيقى المنتشرة بين جيل الشباب دون أن تكون بعيدة عن واقعنا، بمعنى أنني أسعى لأن أعبّر عن نفسي وأواكب أنواع الإنتاج المسموعة بين الناس وأقدم في الوقت نفسه فناً جميلاً يرفّه عنهم.

نحن تربينا وعشنا في واقعٍ، المكان فيه غير ثابت، وعندما نتحدث عن القضية الفلسطينية فهي قضية شتات ومكان، وعندما أغني للمدينة فأنا أغني للناس الذين يستيقظون كل يوم ويحاولون التواصل مع الحيّز الذي يعيشون فيه، وهم أيضاً في بحث مستمر عن واقع أفضل.

إلى جانب ذلك، فنحن أحياناً نملك نظريات غير واقعية أو دقيقة عن الأماكن والانتماء، فأنا في الأردن فلسطيني ابن لاجئين، وفي فلسطين أنا ابن عمان والشتات. لدي في النهاية أفكار ومشاعر أسعى للتعبير عنها، إلى جانب أسئلة حول الوطن والغربة واضطرارنا إلى الهجرة.

أن تصل إلى هذه المرحلة من الوضوح في فنك ورسالتك، لدرجة أن يكلّفك مجتمع أن تكون الصوت الذي يحكي باسم قضية من قضاياه، أن تكون هذا النوع من الفنانين، فهي بذاتها من وجهة نظر مشروعنا قصة نجاح وفخر.

هل يمكن أن تخبرنا أكثر عن مراحل تطور المشروع وكتابة الأغنية والعمل مع شباب وشابات شاتيلا، أو كما يتم التعريف عنهم/ن حالياً باسم "المكلِّفين"؟

لم يكن منطقياً بالنسبة لي أن أحكي عن مكان لم أزره من قبل، أو أن أزور مكاناً ما لنصف ساعة فقط ثم أشرع في الكتابة عنه وكأنني أعرفه. كان لا بد أن "أقعد مع ناسي وأتشارك الحالة". بذلك، دخلت شاتيلا لأول مرة في حزيران/ يونيو من العام الماضي، وقضيت هناك وقتاً طويلاً في نقاشات عميقة مع الوسيطة و"المكلِفين" بخصوص المشروع والأغنية، وبعد 17 مسودة، أرسلت لهم نسخة أولى من الأغنية، سمعناها وناقشناها كثيراً قبل أن نصل إلى النسخة النهائية.

فعلياً، بدا الأمر وكأننا كتبنا الكلمات معاً، إذ كنت أحاول كل الوقت أن أُخرج الأبيات من الناس أنفسهم، وأسألهم عن كلمات تعنيهم أو يتداولونها بكثرة، وعبارات وجمل تعبّر عن الموضوع الذي توصّلوا له منذ بداية المشروع، كما طلبت منهم أن يسجلوا بأصواتهم بعضاً من تلك العبارات واستخدمتها داخل الأغنية بطريقة الكولاج.

لم تكن العملية سهلة، خاصة أنها مختلفة عن طريقة عملي المعتادة، والتي تبدأ من كلمة أو إيقاع معين لأبني عليها أغنية متكاملة. هنا كان الواقع مغايراً، فأنا فنان مستقل لم أعتد أن يكون "ورايي مكلِفين"، وكان عليّ تحقيق توازن بين نقل صورة صادقة وحقيقية عن المخيم، وتأليف أغنية ليست بعيدة عن أسلوب الفرعي، دون أن يبدو الأمر وكأنه "وظيفة".

الأمر نفسه ينطبق على الفيديو كليب، إذ حرصنا على أن يكون توثيقياً أكثر من أن يقتصر على تصويري وأنا أمثّل وكأنني من سكان شاتيلا.

من تجهيزات أغنية "يوسعنا"

في المقطع الأول (لازمة الأغنية)، أقول:

أنا ما طلبتش منك مدد. على كتفي السور إله سند. علي الطابق وصار بنيان. فيِّ وما في شمس تبان
وعزة نفسي بتوزن بلد. ببني ولو ما إلي بلد. أنا إلي عنوان. ما بيوسعناش عنوانا
اعذرني هذا واقع بصعب وصفه. أرواح اللي راحوا هون بيصطفوا. ما في ساحة يكفوا سجدة عند ما غفّوا شعلة مهما يطفوا
ما حدش يسأل ليه. منعيش العمر نستنى. ما رضينا بذل لا تقولي روء. وعاهدنا الأيام. ما نصلح ونحل. لحد ما الي غاب يعود يطل. ويوسعنا العالم...

لماذا قررتم إطلاق الأغنية الآن بعد تأجيل تجاوز العام؟ 

لم يكن ممكناً إطلاق الأغنية في ظل حدث كبير مثل حرب الإبادة على غزة، رغم أننا نتكلم عن موضوع يعالج القضية نفسها، وهي قضيتنا الفلسطينية، أو على الأقل جانباً منها، وهو في حالتنا مشكلة المساحة في شاتيلا كممثل عن مخيمات اللجوء الفلسطيني في العالم. بعد كل هذه الأشهر، رأينا أنه مرّ وقت كافٍ لنعيد الحديث عن أمور تندرج ضمن السياق نفسه، ولا تنفصل عن الواقع. وأود أن أشير إلى أن أحداث غزة كان لها أثر على بعض جوانب مشروعنا، مثلاً فكّرنا بطريقة مختلفة لتصوير الفيديو كليب بحيث نقلل الحركات والرقص ضمنه، والتي ربما لم تكن متناسبة مع حدث مأسوي كالذي نعيشه.

قرار إطلاق المشروع ليس منفصلاً عن الواقع والسياق الذي نعيش فيه منذ 76 عاماً (منذ نكبة عام 1948) وكان متعلِّقاً أكثر بإدارة مشاعرنا ومشاعر مستمعينا والبحث عن لحظة أكثر ملاءمة، وعدم قدرتنا على الجلوس مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد الأخبار فحسب.

من جانب آخر، أرى أن هذه الأغنية التي تتحدث عن المخيمات الفلسطينية، يمكن أن تلفت النظر إلى أن ما يحدث اليوم في غزة والضفة الغربية المحتلة من مجازر وتهجير، سيترتب عليه من دون شك خلق مخيمات جديدة، تالياً هي دائرة نلف فيها من دون توقف: إبادة وتهجير، فمخيمات وظروف صعبة، ونحن نطالب بإنهائها، ونهتم بالتذكير بها باستمرار. كما أن مطالب أهل شاتيلا "هي هي". ما زالوا يتحدثون عن حق العودة خاصة مع حرب الإبادة المستمرة.

الفرعي لرصيف22: تربينا وعشنا في واقعٍ، المكان فيه غير ثابت، وعندما نتحدث عن القضية الفلسطينية فهي قضية شتات ومكان، وعندما أغني للمدينة فأنا أغني للناس الذين يستيقظون كل يوم ويحاولون التواصل مع الحيّز الذي يعيشون فيه، وهم أيضاً في بحث مستمر عن واقع أفضل

لهذا تهتم، منذ أغنية "جنين" التي أطلقتها قبل عامين والآن "شاتيلا"، بالحديث عن المخيمات؟

أنا لم أعش يوماً في المخيمات، لكن منزل جدتي أم والدي في عمان كان في آخر شارع قبل المخيم، وكذلك الحال بالنسبة لمنزل جدتي أم والدتي في جنين، فدائماً لديّ ارتباط بالمخيمات وسكانها.

أما بالنسبة للأغنيتين، فالحالتان مختلفتان. كتبت أغنية "جنين" لأن ما يحدث هناك مستمر منذ أكثر من 20 عاماً، وأردت التعبير عن حالة العزلة التي تعيشها "المقاومة الشعبية". "كلّفت" نفسي بكتابة الأغنية بسبب غضبي مما يحدث، وحاولت حينها البحث عن الكلمات التي تعبّر عن سكان جنين وتصف الوضع في المخيم، والذي تدهور اليوم بشكل مرعب.

الفرعي من حفله الأخير في بيروت

أما "شاتيلا" فعلاقتي به مختلفة كلياً. "يوسعنا" كانت عملاً "مهندَساً" كلفتني به الوسيطة بشرى عدي وشبان وشابات من المخيم هم أمل الراعي وأشواق منصور ومجدي مجذوب ومحمد حزينة ومحمد طاهر ونانسي الحاج، لأكتب أغنية تعكس موضوعاً أجمعوا على تسليط الضوء عليه وهو المساحات العامة. وفعلياً، الحالة في شاتيلا صعبة للغاية وتستحق الوقوف عندها، من أبنية عالية تحجب الشمس وتملؤها الرطوبة، إلى أسلاك الكهرباء المتشابكة التي يمكن ببساطة أن تلامس أنابيب المياه، لكن الأطفال يلعبون تحتها كل الوقت. واللافت علاقة أهالي المخيمات العابرة للحدود، ففي شاتيلا كان السكان يسألوني دوماً عن جنين والأحوال هناك وكانوا فخورين بأنني "ممثل عن جنين"، ويعرفون تماماً أنني أفهم أفكارهم وأحاسيسهم.

ما يجمع المخيمات الفلسطينية في كل مكان هو "الأمل" الذي لا يفارق جميع من يسكنونها، ربما لأنهم يعتبرونها محطة انتظار وليست مستقراً أبدياً، وهو أمر يحمل بدوره جدلية غريبة. ففي المخيم انتماء للمكان ومحبة للناس، لكن سكانه يعلمون أنهم واقفون في تلك المحطة ينتظرون المستقبل وربما يتنبّأون به، وعينهم وقلبهم على ما يحدث في فلسطين. لولا الأمل الكامن في داخل المخيمات، ستختفي فكرة العودة.

من تجهيزات أغنية "يوسعنا"

لولا الأمل الكامن في داخل المخيمات، ستختفي فكرة العودة.

ماذا أضافت لك هذه التجربة على الصعيدين الفني والإنساني؟

لو أردت الحديث عن أكثر تجاربي إثارة في الكتابة عن المكان، فهي التجربة الأخيرة عن "شاتيلا". وكما قلت، كان عليّ عند كتابة الأغنية أن أكون واضحاً ومفهوماً من دون الوقوع في فخ المبتذل أو فقدان أسلوبي الخاص، وهو تحدٍ لم يكن سهلاً.

في الوقت ذاته، هذه هي المرة الأولى التي أدخل فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. تعلّمت الكثير، ورأيت أموراً كنت أسمع عنها من قبل، لكنني لم أتصور أن تكون "بهذا السوء". أعتبر نفسي محظوظاً لأنني قادر على زيارة مخيمات الضفة الغربية واليوم لبنان، وفي كلتا الحالتين أخبر الناس عن المكان الآخر ليكون ردهم فوراً "أحلى ناس". اليوم أشعر بأنني "ديلر" أفكار داخل الأغاني، أنقل أفكاراً من محل إلى آخر وأناقشها مع الجميع. باختصار "هي تجربة كويسة".

كيف كانت زيارتك لبيروت بعد كل هذه السنوات والتغيّرات التي حصلت من انتفاضة تشرين إلى انفجار المرفأ؟

بيروت تعني لي الكثير، فهي أول مكان عزفت فيه خارج عمان، فانتقلت فيها خارج الإطار المحلي. العلاقات التي استطعت بناءها في بيروت غنية جداً، تجعلني أقول إن هذه المدينة مهمة بالنسبة لي من ناحية الموسيقى والمشهد الفني، ولها فضل كبير على تطور مشروعي. كما أن فيها ما يذكّرني بفلسطين بشكل ما.

أما بالنسبة للحفل الأخير في "مترو المدينة" الذي كان له أيضاً دور كبير بمساعدتي فنياً في السابق، فهو بالنسبة لي أشبه باكتمال الدائرة، فبعد انطلاقي من هنا سافرت وتطورت وعشت أحداثاً كثيرة، واليوم أعود وأرى أن أهل بيروت ورغم التعب يعملون من جديد بكل شغف وإصرار. أشعر بطاقة جميلة.

الفرعي لرصيف22: مع كل الأحداث الهائلة والمؤلمة في غزة والضفة الغربية، أشعر أن التعبير من خلال الموسيقى ليس كافياً. أتمنى أن تكون كلماتنا وأغانينا هي ما يصنع التغيير الحقيقي، لكنني أعلم أنها يجب أن لا تكون وسيلة نضالنا الوحيدة، فاليوم نحتاج إلى النظر إلى الأمور بصورة أكبر وأوسع

 كيف ترى دور الفن اليوم في ظل كل ما يحدث في منطقتنا؟

مع أحداث ضخمة كالتي نعيشها، لا بد أن يكون سقف الكلام عالياً، ومن واجبنا أن نرفعه أكثر وندفع باتجاه التغيير. هل الفن قادر على إحداث تغيير؟ هو واحد من عوامل كثيرة لأي شعب أو حضارة، للانتقال إلى مرحلة تالية، لكننا اليوم نحذر أكثر لأن تكرار المشهد خطير، خاصة لمن يعمل في مجال الفن والكتابة. نحن نريد التعبير عن حالنا وشعورنا، لكن مع كل الأحداث الهائلة والمؤلمة في غزة والضفة الغربية، أشعر أن التعبير من خلال الموسيقى ليس كافياً. أتمنى أن تكون كلماتنا وأغانينا هي ما يصنع التغيير الحقيقي، لكنني أعلم أنها يجب أن لا تكون وسيلة نضالنا الوحيدة، فاليوم نحتاج إلى النظر إلى الأمور بصورة أكبر وأوسع.

الفرعي من حفل بيروت

ما هو جديدك للجمهور العربي؟

لدي دوماً إصدارات وعروض جديدة. هذا أمر لا يتوقف. إلى جانب ذلك، أفكر في مشروع يخص المنطقة وله علاقة بالإدارة الموسيقية. أشعر بأنني وصلت إلى مرحلة مشاركة كل المعرفة التي اكتسبتها مع المزيد من الناس، وهو أمر أقوم به فعلاً الآن بطريقة عفوية، إذ أساعد موسيقيين شباباً بما يمكن أن يحتاجوه، لكنني أفكر في أن يصبح هذا الأمر ممنهجاً في الفترة المقبلة.

كما أنني منشغل بمسألة حقوق الملكية الفكرية. نحن أناس لدينا قصص مثيرة وملهمة للعالم، وتالياً هي معرضة للانتشار وإنتاج المردود، فكيف نحميها من الاستغلال ونجد طريقة للناس كي تبني مستقبلها؟ يجب أن يصبح هناك فهم أعمق لفكرة الملكية الفكرية، وبأنه لا يمكن لأيٍ كان أن يستخدم تلك الحكايات ويجني منها أرباحاً من دون أن يستفيد صاحب الحق نفسه.

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard