"الموسيقى تعطيك المجال لتهرب من الحياة من ناحية، وأن تفهم الحياة بشكل أعمق من ناحية أخرى"، يقول الكاتب الفلسطيني إدوارد سعيد.
لم تكن الموسيقى يوماً مجرد لون فنّي، فهي مرتبطة تماماً بتاريخ الشعوب، وقصص الدول وتراثها، وهي أيضاً أداة نضال ومقاومة. وفي السياق الفلسطيني، كان وما زال الفن وسيلةً لمواجهة الاستعمار الإسرائيلي، والكشف عن تصدّعاته.
وطالما لعبت الأغاني الفلسطينية دوراً مركزياً في تعزيز الرواية الفلسطينية والحفاظ على السردية الفلسطينية عبر تطويع المفردات لتحمل الخطاب الثوري، ما جعلها شهادة فنية تحاكي السيرة الفلسطينية، وترصد خلل الاحتلال ومكائده.
من هو كوكيم؟
من رحم هذه التعقيدات المتشابكة استخلص فنان البوب الفلسطيني كوكيم، ابنة قرية "جث المثلث" - قرية عربية في منطقة المثلث الشمالي - طريقته في الغناء ولونه الفني المميز. في العاشرة من عمره تقريباً، ظهرت موهبة كوكيم (28 عاماً) في الغناء الذي كان موهبةً مشتركةً بين أفراد أسرته لكن من دون احتراف، حسبما يقول لرصيف22.
في هذه السن المبكرة، تعلّم التلحين وكتابة الأغاني والعزف. ثم بدأ النشر عبر الإنترنت عندما كان في السادسة عشرة من عمره. لم تكن الموسيقى مجرد موهبة لديه، وإنما منح إتقانها أهمية قصوى وعمل بجدٍ على تطوير نفسه غنائياً، وموسيقياً؛ كان يدّخر جزءاً من مصروفه لشراء آلة موسيقية تارةًً ولتنزيل برامج الإيقاع تارةً أخرى حتى تمّكن من هذا المجال.
يحلو لكوكيم أن يعرّف عن نفسه بأنه "فنان البوب الفلاحي الوحيد في العالم"... ما هذا اللون غير الدارج في الأوساط الفنية الفلسطينية أو العالمية؟ وما علاقته بالقضية والسردية الفلسطينية؟
لأيامٍ طوال، ادّخر من مصروفه الشخصي لشراء ميكروفون ليسجّل عليه الأغاني التي يقوم بكتابتها وتلحينها وتوزيعها وإنتاجها.
تغلّب كوكيم على محدودية الموارد والأدوات في بعض المناطق الفلسطينية، بأن كان يستعمل في البداية أدوات بسيطة جداً لصنع الإيقاع الموسيقي لأغانيه. على سبيل المثال، وظّف طقطقة الشوك والملاعق، وأصوات الخشب، وزامور السيارة، وطقطقة الأصابع، وحتّى أصوات الناس في الشوارع كمؤثّرات موسيقية.
يلفت كوكيم إلى أنه كان محظوظاً بعض الشيء لأن الموارد كانت متاحة أمامه نوعاً ما بسبب الاختلاط الثقافي بين العرب واليهود إذ توجد مؤسّسات ومدارس ومحلات موسيقى في محيط سكنه. وعندما كان صغيراً، كان يذهب لقرية بجانب "جث المثلث" يُتاح فيها التعلم والعزف على أي آلة موسيقية دون حاجة لشرائها.
أمر آخر كان له أثر كبير في احتراف كوكيم الغناء وإتقانه التلحين وتأليف الأغاني، حسبما يقول، وهو "التنمر الشديد" الذي كان يتعرض له في المدرسة، بسبب "شكل جسمي وصوتي، وشكلي" ما "خلق بداخلي الكثير من المشاكل والمخاوف، والرهاب الاجتماعي الذي عانيت منه لسنوات طويلة" لكنه "دفعني أيضاً للانعزال في غرفتي، وأصبحَ الغناء مساحتي الآمنة ووسيلتي الوحيدة للتعبير عن نفسي".
يستطرد كوكيم: "كل الأشياء التي أقدمها الآن، ووقوفي على المسرح، بدأت من غرفة صغيرة جداً ومخيّلة. المخيلة تحمي، وتصنع للإنسان دروباً غير مرئية، تخصّه وحده. صاحب المخيّلة يستطيع - إذا بذل جهداً كافياً - أن يحول الخيال إلى واقع".
تحقّق الخيال واقعاً بالفعل وأصدر كوكيم أغاني كثيرة. صدر أول ألبوم له عام 2019، تحت عنوان "كفر التفاح". ولديه نحو 50 أغنية متاحة عبر منصات مثل "ساوند كلاود" و"سبوتيفاي".
لكن الفضل يرجع لأغنية "قررت أحبك نتفة" التي غنّاها باللهجة الفلاحية ما ساعد على انتشارها ونجاحها، وساهم في بداية شهرته. وتوالت النجاحات الفنية لكوكيم عبر أغنيات منها "زفة التحرير" و"يا رايحين ع القدس" - من الفلكلور الفلسطيني - وقد أحدثتا نقلة جيدة في مسيرته الفنية.
لم يشارك كوكيم بمهرجانات عالمية حتى الآن. لكنه أحيا حفلة في إسطنبول في العام الماضي، ويحيي حفلات بانتظام في حيفا والقدس ورام الله ويافا والناصرة والمثلث الشمالي. كما أنه بصدد إحياء حفلة في الأردن قريباً.
"البوب الفلاحي"
يحلو لكوكيم أن يعرّف نفسه بأنه "مغني البوب الفلاحي الوحيد في العالم"، وبحسبه، فإن هذا اللون غير الدارج في الأوساط الفنية الفلسطينية أو العالمية، كما يعرّفه كوكيم بأنه "موسيقى بوب بديلة تُغنّى باللهجة الفلاحية الفلسطينية وتستعمل في كلماتها مصطلحات فلسطينية، والتوزيع الموسيقي فيها يعتمد على عناصر إيقاعية من الموسيقى التراثية الفلاحية حيث يمزج بين هذا وبين الموسيقى العصرية سواء بالأصوات الإلكترونية أو الآلات الموسيقية الغربية مثل الغيتار واليوكوللي".
كما يعتبر الفنان الفلسطيني الشاب هذا النوع الذي يتبناه جزءً من التراث الشعبي للمجتمعات الريفية حيث يشتمل على الأغاني والألحان التي تتناول قصصاً وقضايا ترتبط بالحياة في الريف، والعمل الزراعي، والتجارب الشخصية، والاجتماعيّة.
لا عجب في أن انتهج كوكيم هذا النهج وقد كان مصدر الإلهام له في بداية حياته الفنية هو المطرب الشعبي الفلسطيني شفيق كبها، وهو الفنان الذي مزج بين التراث والحداثة الغريبة، وأعاد غناء الكثير من الأغاني التراثيّة الفلسطينيّة.
حالياً، يرى كوكيم أنه لا يشبهه أحد في ما يقدمه. يقول لرصيف22: "منذ البداية لم أرَ أيّاً من فنانين الداخل مزج ما بين الموسيقى البديلة والشعبية في نفس الوقت. معظمها تكون إما تراثية بحتة، أو موسيقى عصرية بديلة. شعرتُ أن هذا الفن الوحيد الذي أتقنه جداً والذي يعبّر عني بالكامل".
مع ذلك، يتمنى كوكيم لو أصبح هناك المزيد من فناني "البوب الفلاحي" في فلسطين. كما يتمنّى لو تنتشر فكرة غناء البوب بلهجات مختلفة محلية عديدة أخرى، وليس فقط بـ"لهجة شامية بيضاء". يقول إن "هذا التنوع بالثقافة الموسيقية والموسيقى الحديثة العربية مهم، والتراث مهم"، مستدركاً بأنه يميل لأن يكون هناك لهجات تتغنى بالموسيقى الحديثة العامة الـmainstream".
كوكيم لرصيف22: ما تفعله المغنيات الفلسطينيات أمثال ناي البرغوثي ومنال موسى، ودلال أبو آمنة، وآية خلف خير مثال على ضرورة إحياء تراث جديد أيضاً يتناسب مع وعي الجيل القادم، لتبقى ثابتة، من اللهجة الفلسطينية، لأغاني التراث، والشعبية، للأهازيج
أن تُغنّى فلسطين تراثاً وأماكن
فلسطين حاضرة بقوة في كل فن كوكيم. يقول: "معظم الأغاني التي قمتُ بكتابتها وتلحينها وغنائها، له إشارات ودلالات لأشياء موجودة بالحياة في واقع الشعب الفلسطيني اليوم، بداية من غنائي باللهجة الفلسطينية - الّتي كانت هي العامّيّة المنتشرة في أغلب قرى الأراضي المحتلّة في عام 1948، وأن أقل ما أقوم بفعله هو ‘توثيق اللهجة اللي من وجهة نظري قاعدة بتختفي‘ لذا أبحث بشكل مستمر على كلمات جديدة تراثية وباللهجة الفلاحية وتوظيفها".
يعتقد كوكيم أنه يعكس الواقع الفلسطيني في معظم الأغاني التي كتبها. ويضيف حول ذلك: "تعمدّت أن أُظهر ولو القليل من معاناتنا، وأحاول ربط الموسيقى ببعديها الثقافي والسياسي وفهم علاقتنا المضطربة بالحياة أو السياسة، وأحرص دائماً على رؤية جيل موسيقي فلسطيني جديد قادر على إحداث تغيير نوعي في الواقع الثقافي الفلسطيني".
يضرب لذلك مثالاً ببعض التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في مناطق الضفة الغربية المحتلة، لا سيّما الحواجز التي تفرضها إسرائيل لتقييد الحركة. من وحي هذه المعاناة، كتب أغنية "علقان على حاجز قلنديا"، وفيها يقول:
"علقان على حاجز قلنديا
ماشي زي البسّة العميا
الحدود مفروضة ع اللي بمشوا وحرّة ع اللّي بيطير
بس يوماً ما رح أتصّل، وأكوّلك إنّي جاية عليكِ
بدون حدود ولا أسمنت".
تحدّث كوكيم في هذه الأغنية تحديداً من منظور صديقته التي كانت عالقة على حاجز قلنديا ولم يستطع الوصول إليها. لكنه عبّر بالضرورة عن مشكلة يعيشها كل الفلسطينيين الذين يعبرون الحاجز يومياً أو على فترات، وصعوبة التنّقل بين مناطق الضفّة الغربيّة المحتلة بسبب الإجراءات الإسرائيلية.
أيضاً، في أغنية "زفة التحرير" ضمّن كوكيم هتافاً فلسطينياً شعبياً علا خلال حفل زفاف صديق له في 2017. كان الفنان والكاتب الفلسطيني مهند أبو غوش يهتف والحضور يرددون معه الهتاف. وعندما جاءت أحداث الشيخ جراح في 2021، علا نفس الهتاف في المظاهرات، فعمد كوكيم إلى تحويله لأغنية كاملة من تلحينه وتأليف مهند أبو غوش. "أصبحت الأغنية، بالنسبة لي، نوعية جديدة من الأغاني الفلسطينية التي لا تعتمد على التباكي وإظهار الفلسطيني بنظرة ضعف، واحتفال بحلم لم يحدث بعد ومعاناة تحدث كل يوم"، يعقّب كوكيم.
أمّا بالنسبة لأغنية "يارايحين عالقدس" الفلكلورية، فأعاد كوكيم كتابتها من جديد وأضاف إليها معانٍِ "لأظهر طبيعة الحياة في القدس، وقدسّية الأماكن البسيطة جداً بالنسبة لنا، وفي ذلك حالة تعبيّرية عن الأماكن التي أتمنى دوماً زيارتها. غنيتّ عن محلات وحانات موجودة بالقدس من ضمنها محل فلافل أبو شكري، وهو من أقدم محلات القدس، وأيقونة من أيقونات سوق القدس في شارع الواد، أيضاً سطوح الخان، وهو مكان مهم جداً لأهل القدس، ومعروف جداً بينهم، حيث يشاهدوا الأقصى من علوِّ معين في سهراتهم الليّلية، وكذلك خان الزيت، السوق القديمة والتاريخية جداً حيث فيه أغلب المحلات المعروفة للتحف والهدايا والزخارف المقدسيّة والكبابي".
تقول كلمات الأغنية:
"انزل لّي ع خان الزيت
شوفلي ان كان هو بالبيت
قوله إنه والله بعده في بالي
أنا غايب صار لي سنين
ماشي من حيفا لجنين
لفلفت كل فلسطين
وأنا أدور عليه
بآخر الليل، طلعّني ع سطوح الخان
شبات زرعت له السطوح بستان
من يافا جايب له أنا كيلو برتقان
وإذا جعان تع ننزل عند أبو شكري، يا رايح…".
"لن أحاول تغيير أسلوبي، حتى لو تعارضت مع قيَمهم المجتمعية، بالنهاية أنا ابن هذا المكان، ولن أنسلخ عن تجربتي الإنسانية فيها شخصيتي هي واحدة وثابتة ‘فلاح‘".
مجتمع فلسطيني جديد ومتنوع يستحق التوثيق
يصف كوكيم علاقته بمدينة القدس بأنها خاصة وقوية جداً. ينعكس هذا في عدد من أغانيه. يقول: "عشتُ نحو سبع سنوات خارج فلسطين. ولأن ارتباطي بالقدس كان قوي جداً وروحاني، ودّعتها بطريقتي قبل السفر… بكيتُ كثيراً في ذلك اليوم، وكتبتُ اسمي على الحيطان، يبدو ذلك كليشيهياً ربما. وعندما عدتُّ، شعرتُ بأن حياة كاملة متكاملة تحدث، وكتبتُ وقتها في ‘يا رايحين ع القدس‘:
قام غاب البدر وراحت نسيتني البلاد
أول مرة من فترة بنزل ع البلد
روح قوله إني رجعت له للأبد".
مع ذلك، يبدو التمرّد ورفض التنميط واضحاً جداً في أغاني كوكيم. في أحد مقاطع أغنية "الشب الصايع"، يقول:
"عارف بتحبي تغني معاي
مش ذنبي يعني
أنك خلقتيني كول
طز بعمي سمير
خليه يقول شو بدو يكول".
يشدد كوكيم على أن "الشب الصايع" هي "أغنية ساخرة من نظرة شخص معين على شخصيتي ونابعة من خلفية اجتماعية وليست وطنية بالمطلق. كتبتها بسبب اعتقاد الناس أنني أقدم فن غريب، وإلى تلكَ النظرة الخاطئة عني، كأني شيء مرفوض وغير مألوف، وتأثيره سيىء، ولن أصل للمكان الذي أطمحه بهذا الأسلوب وهذه الطريقة".
ويردف: "أغنية الشب الصايع من وجهة نظري لها علاقة بالشباب من الجيل الجديد، هي دمج ما بين لغتين، لغة الشارع، وموسيقى البوب. وكانت فكرتها بالأساس بسبب مشاركاتي العديدة في أحداث الشيخ جراح حيث وُجهِّت لي انتقادات كثيرة خصوصاً من الجيل الأكبر مني ووصفوني بـ‘المشكلنجي‘ و‘الصايع‘. بالنهاية رسالتي كانت إثبات هويتي أكثر، وأني لن أحاول تغيير أسلوبي، حتى لو تعارضت مع قيَمهم المجتمعية، بالنهاية أنا ابن هذا المكان، ولن أنسلخ عن تجربتي الإنسانية فيها شخصيتي هي واحدة وثابتة ‘فلاح‘".
يؤمن كوكيم أن كون المرء "فلسطينياً" لا يعني بالضرورة أنه يمثّل هوية واحدة وإنما تجارب مختلفة وفريدة ومتنوعة. يشرح: "نحن بالنهاية رموز فلسطينية لسنا مضطرين للبحث عن هوية جديدة لنا، كل التحولات التي حدثت في حياتي، أصبحت قوة وشيء يعبر عني وعن هويتي، ولا أريد أن ألغي أي جانب مني".
"أحداث الشيخ جراح ومواجهات الأقصى جعلتنا نشعر أننا قدمنا شيئاً للبلد. الفرق بين داعم الحدث وأن تكون جزءً من الحدث جعلني أشعر أن البلاد فيها شيء يجب التركيز عليه والمشاركة فيه لذلك الموسيقى التي أقدمها للناس تكون معاصرة ولكنها في نفس الوقت تشبه الجيل الجديد"، يواصل.
خلال الآونة المقبلة، يعتزم كوكيم أن تركز أغانيه على "الهجرة" و"ضرورة الاعتزاز بالأشياء المتاحة لنا حتّى لا نبقى عالقين في ماضٍ أليم" وذلك لأنه يقتنع بأن "اليوم، يوجد مجتمع فلسطيني جديد ومتنوع" ينبغي التعبير عنه وتوثيق واقعه.
يستدرك: "إحياء التراث جداً مهم، وكل جميل نعيشه حالياً أيضاً سأحرص على عرضه. ما تفعله أيضاً المغنيات الفلسطينيات مثل ناي البرغوثي وسناء موسى، ودلال أبو آمنة، وآية خلف خير مثال على ضرورة إحياء تراث جديد أيضاً يتناسب مع وعي الجيل القادم، لتبقى ثابتة، من اللهجة الفلسطينية، لأغاني التراث، والشعبية، للأهازيج…".
ويختم كوكيم: "كل هذا يجب أن نحافظ عليه حتى يبقى بالرغم من التغيرات المستمرة في محاولة طمس كل ما هو فلسطيني. كل مرة أقدم فيها على كتابة وتلحين أغنية، أذكّر نفسي بالشخص الذي سيسمعها لاحقاً، بماذا سيشعر؟ بماذا سيفكر؟ هل سيتعّرف على نوعية الحياة الموجودة في فلسطين وطبيعة الحياة التي كنا نعيشها؟ أم سيرى أشياء مجردة من هويتها، وغير مترابطة؟".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ أسبوععظيم