مارغريتا كارمن كانسينو (1918-1987)، أو ريتا هيوارث، كما اشتهرت. هي ممثلة أمريكية حائزة على جائزة غولدن كلوب. ظهرت ريتا في أفلام شهيرة مثل "سالومي"، و"المرأة ذات الشعر الأشقر الخمري"، إذ جسدت دور البطولة في هذا الفيلم الموسيقي الكوميدي الرومانسي، الذي أنتجه راؤول والش، عام 1941.
تدور أحداث الفيلم في تسعينيات القرن التاسع عشر في مدينة نيويورك، حيث يقع بيف غريم، الذي يلعب دوره الممثل جيمس كاغني، في حب فتاة جميلة ذات شعر أشقر خمري تُدعى فيرجينيا براش، ولعبت هذا الدور ريتا هيوارث. لكن في هذه الأثناء، يتمكن صديق بيف المقرب والغني هوغو بارنستيد، جذب حب واهتمام هذه الفتاة الجميلة والزواج منها، وبيف الذي خُطفت حبيبته منه، يلتقي بصديقة فيرجينيا، إيمي ليند، وهي فتاة بسيطة، حيث يتزوج منها بعد فترة من هذه الأحداث، وفي النهاية يكتشف بيف أن المرأة التي كان يحلم بها، هي هذه الفتاة البسيطة وليست فيرجينيا الجميلة.
أما في العالم الحقيقي، فقد وقعت ريتا هيوارث، في حب رجل كان من الممكن أن يكون أحد أئمة الفرقة الشيعية الإسماعيلية، لكن ابنه أصبح الإمام بدلاً منه. تزوجت ريتا هايورث، من علي سلمان آغا خان، المعروف باسم علي خان، في عام 1949، ولها من هذا الزواج ابنة اسمها ياسمين. توفيت ريتا بسبب مرض الزهايمر في 14 أيار/مايو 1987، عن عمر يناهز 68 عاماً، واعتنت ياسمين بوالدتها في أثناء مرضها في منزلها في نيويورك، واشتهرت قصة تفانيها هذا، وأدت قصتهما إلى إنشاء جمعية تدعم مرضى الزهايمر في نيويورك. ياسمين هي في الواقع الأخت غير الشقيقة للإمام الحاضر التاسع والأربعين للشيعة الإسماعيليين، كريم آغا خان.
الإسماعيلية من التأسيس إلى سقوط ألموت
الإسماعيلية هي فرقة شيعية آمنت بعد وفاة الإمام جعفر الصادق، الإمام السادس للشيعة، بإمامة نجله إسماعيل، أو حفيده محمد بن إسماعيل، وبذلك انفصلت عن التيار الرئيسي للشيعة الاثني عشرية، وقد سُمّيت على مرّ التاريخ بأسماء مختلفة كالفرقة الإسماعيلية، أو "الباطنية"، أو "التعليمية".
الزعيم الحالي لطائفة الآغا خانية الإسماعيلية، هو كريم الحسيني (ولد في 22 كانون الأول/ديسمبر 1936 في جنيف)، وهو المعروف أيضاً باسم آغا خان الرابع، وكانت زوجة أبيه الممثلة الأمريكية الشهیرة ريتا هيوارث
تمكّن الإسماعيليون من الوصول إلى السلطة في فترات مختلفة، أهمها كانت فترة خلافة الفاطميين في مصر، التي خلالها حكموا من قلعة ألموت في إيران. ينقسم الإسماعيليون إلى طائفتين: "النزارية" و"المستعلوية". ويشكّل الإسماعيليون النزاريون اليوم أكبر أقلية بين الشيعة، ويعيشون في أكثر من 25 دولةً في مختلف القارات في العالم.
أسس حسن الصباح، الحكومة النزارية عام 1090، في قلعة ألموت الواقعة في شمال إيران، وكانت هذه الحكومة عبارةً عن حكومة ثورية تهدف إلى إنقاذ إيران من حكم السلاجقة الأتراك. استولى حسن صباح، على قلعة ألموت التي تم بناؤها بالفعل على قمة جبل البرز (شمال إيران)، إذ قرر تحويلها إلى مقر لثورته العظيمة التي كانت تعمل على تأسيس دولة مبنية على أُسس اجتماعية جديدة، وذلك لإيجاد مجتمع إسلامي شيعي عادل، يعتمد مثلاً اللغة الفارسية بدلاً من العربية.
حسن الصباح، الذي نشأ في أسرة شيعية اثني عشرية، ترك في شبابه مذهب أسرته، واعتنق المذهب الإسماعيلي. بعد ذلك انضم إلى الفاطميين في أثناء رحلة له إلى مصر، ومن ثم عاد إلى إيران في العشرين من عمره، ليكون إمام الفاطميين فيها، وليعزز مبادئ المذهب الإسماعيلي وأفكاره التحررية.
بعد وفاته، واصل كيا بُزُرك أميد، ومحمد بن بُزُرك أميد، مسيرته، وبوفاة الأخير عام 1162، أصبح ابنه الحسن الثاني زعيماً لألموت. وفي هذه الأثناء اشتهر النزاريون بقوتهم وشجاعتهم، حتى وصلت شهرتهم إلى عواصم أوروبا. الحسن الثاني، الذي كان يحظى بشعبية كبيرة بين النزاريين، عدّه كثيرون الإمام الذي وعد حسن الصباح بظهوره.
منذ شبابه، درس حسن بُزرُك أميد، المعتقدات الإسماعيلية وتعاليم حسن الصباح، واشتهر كعالم عظيم بين النزاريين في ألموت. وفي عهد والده محمد بن بزرك أميد، كان أهل ألموت مستائين من ضعف الحكومة الإسماعيلية التي كانت في ذروة القوة والازدهار في عهد حسن الصباح، ورأوا في حسن بزرك أميد، القائد الذي سيعيدهم إلى عهدهم الذهبي.
وكان حسن ولياً لعهد والده، كما كان أحياناً يخلفه في غيابه، بما أنه امتلك قدرات علميةً وشخصيةً قويةً وبارزةً منذ شبابه. وبحسب المؤرخ والكاتب الإيراني عطاء ملك الجويني (623-681)، فإنه لم يكن صارماً جداً في تطبيق الأحكام الشرعية، بل كان يشرب الخمر سرّاً.
ولما توفي محمد بن بزرك أميد، في الثالث من ربيع الأول 557 هـ، 20 شباط/ فبراير 1162، جلس حسن على مسند الحكم في ألموت، وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، وفي بداية حكمه قام بتحرير أسرى مدن "ري" و"قزوين" وغيرهما من المقاطعات، وتركهم أحراراً للذهاب إلى أوطانهم أو الإقامة في ألموت.
في 8 آب/أغسطس 1164، الموافق للسابع عشر من شهر رمضان عام 559هـ، نزل الحسن الثاني، المعروف بـ"الحسن على ذكره السلام"، بثبات وهدوء من الدرج الحجري لقلعة ألموت، ليخطب في الناس ويبشّر أتباعه بتاريخ جديد. وبصوت عالٍ، أعلن أن اليوم هو عيد القيامة، وهو العيد نفسه الذي وعد به سيّدهم حسن الصباح.
ومع اعتلاء حسن الثالث، المعروف بجلال الدين حسن نو مسلمان، في عام 607 للهجرة، شهد النزاريون مرةً أخرى تغييراً جذرياً مهماً، إذ تخلى زعيم ألموت الجديد عن المذهب الشيعي الإسماعيلي، واعتنق المذهب السنّي، ودعا أتباعه للعودة إلى الشريعة، وكانت لجلال الدين حسن علاقة وثيقة بالخليفة العباسي الناصر لدين الله (575-622 هـ)، وكان يتمتع بدعمه.
تشكلت هذه العلاقة عندما كتب رسائل إلى الخليفة والسلاطين أعلن فيها أنه مسلم ويتبع المذهب السنّي. ولإظهار حسن نيته، أرسل والدته مع بعض أهل ألموت إلى الحج، وهو عمل لم يسبق له مثيل في تاريخ النزاريين. كما دعا جلال الدين حسن، بعض شيوخ السنّة في قزوين للحضور إلى مكتبة ألموت، وحرق الكتب التي تحتوي على موضوعات إلحادية. بعد حسن الثالث، استمر ابنه علاء الدين محمد، الملقّب بمحمد الثالث، على خطاه، ودعا أتباعه إلى اتّباع المذهب السنّي.
كان علاء الدين محمد، طفلاً حين أصبح زعيماً لألموت، وكان مريضاً منذ صغره وسرعان ما أصيب بالسوداوسة (الماليخوليا)، وكان ابنه الأكبر ركن الدين خورشاه خليفته حسب تقاليد الأئمة النزاريين، لكنه اختلف مع والده كثيراً، إلى درجة أن والده حاول عزله من خلافته، لكن أتباعه لم يقبلوا بذلك. بعد ذلك، قُتل علاء الدين محمد، عام 653 للهجرة، على يد أحد خدمه المدعو حسن مازَندراني، ويرى بعض المؤرخين أن عملية القتل هذه كانت بأمر من خورشاه نفسه، كي يتمكن من تولّي حكم ألموت وخلافة والده المريض. وبهذه الطريقة وصل ركن الدين خورشاه إلى حكم ألموت وقيادة النزاريين.
تزامنت هذه الفترة مع الغزو المغولي لإيران، ففي أثناء هذا الغزو، قتل هولاكو خان، ركن الدين خورشاه في ألموت، وبعد ذلك عاش أئمة الإسماعيليين وأتباعهم متخفّين وبعيدين عن الأنظار.
طائفة الآغا خانية الإسماعيلية
تستمر إمامة الإسماعيليين حتى يومنا هذا. وبعد توقف طويل عن تنفيذ مهمتهم الدينية علناً، اجتمع الإسماعيليون النزاريون أخيراً في القرن التاسع عشر حول إمامة الإمام الإسماعيلي. وفي القرن التاسع عشر، حصل حسن علي شاه (1881-1804)، الذي ادّعى إمامة الإسماعيلية (الطائفة النزارية)، على لقب "آغا خان" من ملك إيران آنذاك.
حسن علي شاه محلاتي، أو آغا خان الأول (1881-1804)، كان سياسياً وأحد الأئمة الإسماعيليين النزاريين، كما كان حاكماً لمدينة كرمان وسط إيران، وعلى علاقة ودية مع ملك إيران آنذاك فتح علي شاه القاجاري. ونتيجةً لهذه العلاقة حصل منه على لقب "آغا خان". بعده وصل إلى الإمامة آغا علي شاه آغا خان الثاني (1830-1885)، وعاش حياةً جيدةً في الهند.
وآغا خان الثالث، هو السلطان محمد شاه، الذي أصبحت ريتا هيوارث زوجة ابنه علي خان. لعب آغا خان الثالث، الذي كان إمام الإسماعيليين لأكثر من 70 عاماً، دوراً مهماً في سياسة شبه القارة الهندية، فكان أحد مؤسسي "رابطة مسلمي عموم الهند" وترأسها، كما كان له تأثير كبير، في الدفاع عن حقوق المسلمين الهنود، وهو من الشخصيات المهمة المشاركة في المفاوضات التي أدت في النهاية إلى استقلال باكستان عن الهند.
تزوّج علي خان، من ممثلة هوليود الشهيرة ريتا، عام 1949، لكن الإمام الحالي للإسماعليين كريم آغا خان، ليس ابن هذه المرأة، وهو نتيجة زواج علي خان بامرأة أخرى، لكن ريتا تُعدّ أمّه بما أنها زوجة أبيه وأم أخته
ولم يصل علي خان، إلى إمامة الإسماعيلية، بل بلغ هذه المكانة ابنُه بعد والده. وعلى أي حال الأمير علي خان، اتّبع نهج والده في الشؤون الدبلوماسية وكان لفترة سفير باكستان لدى الأمم المتحدة ونائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. تزوّج علي خان، من ممثلة هوليود الشهيرة ريتا هيوارث، عام 1949، لكن الإمام الحالي للإسماعليين كريم آغا خان، ليس ابن هذه المرأة، بل هو نتيجة زواج علي خان بامرأة أخرى، لكن ريتا تُعدّ أمّه بما أنها زوجة أبيه وأم أخته.
أصبح الأمير كريم، الإمام الإسماعيلي التاسع والأربعين عن عمر يناهز العشرين، وذلك بعد وفاة جدّه آغا خان الثالث، على الرغم من أن والده الأمير علي خان وعمه صدر الدين آغا خان، كانا في خط الخلافة المباشر، لكن الآغا خان الثالث، اختار حفيده الأكبر خلفاً له من خلال وصية له، حيث أوضح سبب اختياره هذا كالتالي: "بالنظر إلى الظروف، فقد تغيّر العالم بشكل جذري، الأمر الذي تسبب في العديد من التغييرات، بما في ذلك اكتشافات الفيزياء الذرية، وأنا مقتنع بأن من مصلحة الطائفة الإسماعيلية أن يحلّ محلي شاب نشأ ونما في العصر الحديث هذا".
الزعيم الحالي لطائفة الآغا خانية الإسماعيلية، هو كريم الحسيني (ولد في 22 كانون الأول/ديسمبر 1936 في جنيف)، وهو المعروف أيضاً باسم الآغا خان الرابع، وكانت زوجة أبيه الممثلة الأمريكية المشهورة ريتا هيوارث.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 18 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع