شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"والتّين والزّيتون"… لماذا هما شجرتان مباركتان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 2 فبراير 202510:43 ص

تندرج هذه المادة ضمن ملف "هنا نفتح القرآن معاً، ويشعّ الحبّ"، في رصيف22.


قيل إن آدم حين عصى الله بأكل التفاحة ونزل إلى الأرض، فقد لباسه، فاستتر بأوراق التّين. وحين رأته الظباء، اجتمعت حوله، فأطعمها من ورق التين، فَصار دمها مسكاً، ونالت جمالها المعروف.

لقد كانت علاقة الإنسان بالأشجار مصيريةً، إذ ضمنت بقاءه وغذاءه منذ مرحلة التقاط الثمار إلى بدء الزراعة التي قامت عليها الحضارات، حتى إنه في وعيه ربط حياته ومماته بها؛ ففي حياته جعل وجوده الاجتماعي محدداً بشجرة العائلة، وحين يموت إنما تكون ورقة ترمز إليه في شجرة الحياة قد اصفرّت وسقطت، إذ وازى في رمزه بين الحياة والشجرة الدائمة التجدد وزمن بقاء أوراقها معلقةً هو عمره القصير بالنسبة إلى الشجرة الكونية التي ترمز إلى العالم ومكانة الإنسان في الكون.

وبينما ربط هبوط آدم وحواء من الفردوس (المليء بالأشجار المثمرة)، بإغواء التفاحة ووقوعهما في الخطيئة، قدّس أشجاراً أخرى وعبدها، فكانت شجرة النخيل شجرة عشتار في بلاد الرافدين، وترمز إلى الحياة والخصب، وقد قدّسها العرب حتى مرحلة متأخرة، ففي حديث نبوي: "أكرموا عمّاتكم النخلات"، وقيل في تفسيره إن النخلة خُلقت من بقايا طين آدم.

مكانة الشجرة لدى الإنسان عنصر أصيل في وعيه، لارتباطها بوجوده المادي والروحي المستمد من ارتباطه الأزلي بالطبيعة، لذا استمد منها رموزه وكرّس دلالاتها في بنائه الروحي والنفسي والثقافي وأساطيره 

كما شبّه الإنسان النخلةَ بنفسه لامتدادها العمودي فوق الأرض، بما يعنيه ذلك في دلالات وعيه من نزوع نحو الارتقاء، ولتمايز الذكر عن الأنثى فيها مثله، وهي مثله إن قُطع غصن منها لا يعود إلى النمو، ولأن النخلة أيضاً تموت حين يُقطع رأسها، بالإضافة إلى ملاحظاته عن عملية التلقيح الخاصة بالنخيل. ولهذا انتقلت هذه الشجرة من التقديس إلى الألوهة لدى العرب، فعبدوا نخلة نجران التي كان لها عيد يحتفلون به، كما عبدوا "سدرة ذات الأنواط" التي كانوا يعلقون عليها أسلحتهم وثيابهم قبل الدخول إلى الحرم، وفي اسمها هذا دلالة على تأليههم إياها حتى طالب البعضُ الرسولَ في الإسلام باتخاذ شجرة مثلها، ورفض.

مكانة الشجرة لدى الإنسان عنصر أصيل في وعيه، لارتباطها بوجوده المادي والروحي المستمد من ارتباطه الأزلي بالطبيعة؛ لذا استمد منها رموزه، وكرّس دلالاتها في بنائه الروحي والنفسي والثقافي وأساطيره، التي عممت علاقته من الرمز البسيط إلى علاقته بالكون الكبير، وتجلى ذلك في أحكامه المستمدة من هذه الأساطير والحكايات، كفكرة الثواب والعقاب، حيث بارك أشجاراً وجعل منها عبرةً كحكاية الرمانة؛ إذ يقال إن في كل رمّانة حبّةً من الجنة، ما يستوجب ألا يتم التفريط بأي حبّة منها، فقد تكون الحبة المفرَّط بها من الجنّة. وكذلك الأمر مع شجرتَي التين والزيتون المباركتين.

ولأن الإنسان كائن تاريخي استمر صدى هذه الثيمات في وعيه حتى مراحل لاحقة، فانعكس ذلك في البناء الروحي التالي (التوحيد)، وكُتب الديانات السماوية التي أضافت تأويلات جديدةً بعد أن استثمرت تلك الرموز والدلالات برغم نزع الألوهة عنها لصالح الإله الواحد.

 في اليهودية والمسيحية

ترمز شجرة التين إلى الوفرة والإثمار، وهي رمز الجماعة اليهودية في العهد القديم، ولهذا كانت الحادثة الشهيرة حين أتى المسيح ليدخل أورشليم ورأى التينة المورقة التي لا تحمل ثمراً، فقال لها لا يأكل منك بعد اليوم أحد، فيبست التينة في دلالة إلى أمّة اليهود المزدهرة الأوراق بلا ثمر، دلالةً على انقطاع  ثمر الأمة اليهودية الروحي وعقم إيمانها؛ فبعد أن كانت أمةً مختارةً انحطت بابتعادها عن التعاليم والعبادة الحقيقية وارتكاب أتباعها المعصية والفساد فصارت عقيمةً غير نافعة. ولهذا دعا المسيح إلى قطع تلك التينة اليابسة في إشارة إلى الحاجة إلى الدين الجديد الذي يدعو لإصلاح العالم والعودة إلى التواصل مع الخالق (الأب)، والإثمار الروحي والدعوة للإيمان به وبالدين الجديد.

في الديانة الإسلامية

ذُكرت شجرتا التين والزيتون في القرآن أكثر من مرة، ففي سورة النور: "الله نور السماوات والأرض مثَلُ نورِه كمِشكاة فيها مصباحٌ المصباحُ في زجاجةٍ الزجاجةُ كأنّها كوكبٌ دريٌّ يوقدُ من شجَرةٍ مباركةٍ زيتونة لا شرقية ولا غربية يكادُ  زيتُها يُضيءُ ولو لم تمسَسْه نارٌ نورٌ على نُورٍ".

ونزلت فيهما سورة التين: "والتّين والزّيتون وطُور سِينين وهذا البَلدُ الأمين".

ونُقل عن الرسول أن من قرأ سورة التين أعطاه الله خصلتين؛ العافية واليقين ما دام في دار الدنيا، وإذا مات، أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأها. ورُوي أنه حين أُهدي إليه طبق من التّين أكل منه، وقال لأصحابه: "كُلوا فَلَو قُلت إن فاكهةً نزلتْ من الجنّة لقُلت هذه لأنّ فاكهةَ الجنّة بلا عجم". وروى معاذ بن جبل: "سمعتُ رسولَ الله يقول نِعم السّواك الزّيتون من الشّجرةِ المباركة".

إذاً، تمتعت الشجرتان بتقدير كبير في المجتمعات السابقة للإسلام، وذلك ليس فقط للغرض الاستعمالي لهما من غذاء ودواء، بل أيضاً لقدمهما؛ فهما من الأشجار المعمرة التي ارتبطت بتاريخ الإنسان، وبهذا تحملان بعداً روحياً، كما أنه أدرك بالتجربة أنهما تنبتان بسهولة ودون الحاجة إلى رعاية أو جهد كبير وكأن الله منحهما له ليتمتع ويتغذى من باب رحمته بالإنسان.

تبدأ سورة التين بالقسم بالشجرتين المباركتين، وكان هذا مثار تساؤل: كيف يقسم الله، خالق الكون، بأحد مخلوقاته؟ ذهب المفسرون إلى وضع أسباب لفهم ذلك كبيان حسن صفات الشجرتين وفائدتهما. يقول القشَيري: "إن الله أقسم بالتين لما به من عظيم المنّة، حيث لم يجعل فيه نَوى، وجعله على مقدار اللّقمة لتكمل به اللذة،  وجعل في الزيتون منافع كالاستصباح والتأدم والاصطباغ به".

أما الرازي، فيعزو السبب المباشر الأول إلى أن التين طيبة الظاهر والباطن فهي شجرة تثمر دون زهر أي "تُظهر المعنى قبل الدعوى"، فتظهر الثمر قبل الورد والورق، ولهذا يقول الرازي إنها تفكر في غيرها قبل نفسها، فهي كالرّسول الذي كان يهتم بغيره متناسياً نفسه "ويؤثرون على أنفسِهم ولو بهم خَصاصة".

ترمز شجرة التين إلى الوفرة والإثمار، وهي رمز الجماعة اليهودية في العهد القديم.

كما ذهبوا إلى تحميل التأويل دلالةً مكانيةً، إذ يقال "طورتينا" و"طورزيتا" بالسريانية، وتعنيان منبت التين والزيتون، أي بلاد الشام والمقدس، بلد النبي عيسى وارتحال إبراهيم، ثم أضاف طور سينين وهو الجبل الذي كلم فيه الله النبي موسى، والبلد الأمين مكة المكرمة، وفيها الكعبة ومولد الرسول محمد.

والقَسم بهذه الأمكنة في تفسير الزّمخْشري إبانة لشرف هذه البقاع التي سكنها الأنبياء الصالحون،  وقد كان المشركون واليهود والنصارى والمسلمون يفاخرون كل ببلده، فأقسم الله بها جميعاً، وله الأماكن وأنبياؤها، ويقال في دمشق وبيت المقدس نِعَم الدنيا، وفي الطور ومكة نِعَم الدين.

وابتداء الكلام بالقسم مع ما يحمل من تواضع وتقريب للفكرة إلى أذهان البشر، يؤكد أهمية الغرض الذي يليه كما يحمل إنذاراً وتنبيهاً لقصد مؤكد،  وإطالة القسم فيه تعظيم وتشويق لما سيأتي. ويحمل في داخله صدى الثيمات التي ترسخت في الوعي الإنساني بقدسية معينة، فكلما كان الرمز قديماً وأصيلاً كان جامعاً وكونياً خارج حدود أي جماعة، وتأتي أهميته من امتلاكه معاني عدة قابلة للتأويل، فالشجرة هنا ثنائية الدلالة في إشارتها إلى الذات والمكان المقدس الذي احتضن الأنبياء.

وفي إكمال الآية نجد داعي القسم، وهو التنبيه إلى عظيم العقاب للمذنبين واستثناء المؤمنين الذين يعملون الصالحات، فبعد أن خلق الإنسان بأحسن تقويم كان عليه رد الجميل بمثله، وليس أن يعيث فساداً وكفراً. وفي مقابلة الصورة بين أحسن تقويم أسفل السافلين والوعيد بردّه إليها، تحمل بيان التجربة في مفارقة الأعلى والأسفل وما يحملان من سمات دلالية، فالأعلى هنا هو أحسن تقويم أي خلق الله الإنسان على صورته، والأسفل هو العالم الأرضي بالمعاناة والألم وما تحته حيث الظلمة والجن والشياطين وألوان العذاب. صورة بلاغية تقارن المحسوس والمرئي مع المجهول المخيف المفتوح التخييل. هذه بلاغة القرآن التي جعلت أهل الجزيرة يعتقدونه شعراً.

وأما بالعودة إلى رمزية شجرة التين التي قيل إن جذورها للأعلى وفروعها للأرض (وسنرى هذا لاحقاً في الديانة الهندوسية أيضاً)، فقد يفسر استخدامها للقسم في هذه الآية بالذات، وهو التوازي مع الإنسان الذي خلق في الجنة بأحسن تقويم فكان رأسه للأسفل (الشعر كالجذور)  وقدماه للأعلى، وهي الخلقة السماوية وحين هبط آدم إلى الأرض بسبب ارتكابه المعصية جعل الله رأسه للأعلى، وهي الخلقة الأرضية، وهو ما يحدث في أثناء الولادة أي هبوط الجنين برأسه قبل أن يستوي على قدميه حين يسير في الأرض! فهل كان ذلك عبرةً للناس بعد هذا؟ ففي تتمة الآية تلك العبرة التي ستذهب بالإنسان إلى العمل الصالح لاستعادة خلقته السماوية الكاملة.

كما نجد في السورة ومن البداية حتى النهاية، قافيةً تمنح الكلام ترتيلاً موسيقياً يقع على الأذن بأنس حميمي، ويتصل بالبعد التأملي وصولاً إلى البعد البلاغي والإبلاغي في دعوة للمحاكمة والاعتبار، مكوّناً حالةً من التواصل والخشوع الروحي مع القارئ.

في الديانة الهندوسية

على بعد 25 كيلومتراً من بلدة كاديري الهندية، هناك مزار للحجاج الهندوس، وسط الوديان الصخرية، وهو أعجوبة طبيعية دخلت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية عام 1989. والمزار عبارة عن شجرة تين بنغالية ضخمة اسمها "ثيماما ماريمانو"، كما سميت بشجرة الحياة وتمتد على مساحة ثمانية فدادين حسب مديرية الغابات الهندية، ويبلغ عمرها 660 عاماً.

وللعلم فهناك سبع أشجار في الهند من أضخم أشجار التين البنغالي في العالم، ولكن هذه أضخمها وتُعدّ شجرةً قوميةً عند الهنود ترمز إلى الخصوبة والحياة والبعث بعد الموت، ولهذا فهي شجرة الخلود يربط الحجاج على أغصانها أشرطةً من ثيابهم للتضرع والتقرب وتوضع التماثيل الصغيرة بالقرب من جذورها.

 لماذا سُمّيت بهذا الاسم؟

تعود أسطورتها إلى امرأة تحمل هذا الاسم لم تستطع احتمال فراق زوجها المتوفى بعد إصابته بالجذام، فرمت بنفسها في المحرقة التي أقيمت لحرقه فتحولت إلى شجرة تين تحمل اسمها، ولهذا منحها الهنود قدرات روحانيةً، ويقصدونها لمعالجة العقم، ولمنحهم طاقةً إيجابيةً ومقاومةً، فيحتضنون الجذور الضخمة البارزة لمدة عشر دقائق تقريباً، للحصول على هذه الطاقة التي يحتاجها الجسد والروح والعقل. وهو ما يذكرنا بما يقوله الطب النفسي عن الاحتياج إلى العناق، إذ يعتقد الهنود أن الإله "فيشنو" يسترخي فوق أغصانها.

أما في أندونيسيا، ومن غرائب العادات التي تعود لآلاف السنين في جزيرة بالي، أن يقوم الأندونيسيون بوضع المتوفى مع بعض أغراضه الشخصية تحت شجرة تين، ويتركونه يتحلل في الهواء الطلق حيث يعتقدون أن ذلك يبقي المتوفين بالقرب من الأحياء. وبرغم أنهم من أتباع الديانة الهندوسية لكن معتقداتهم تختلط بالشعائر وتقاليد موطنهم التي لم يجد أحد لها تفسيراً؛ فربما ربطوا بين حرق الجثث وثورة البركان فابتعدوا عن عادة حرقها خوفاً من ثورة البركان، وإما يردّون ذلك إلى خلافات الأهالي حول ملكية هذه الأشجار فارتأوا أن تُترك للموتى، علماً بأنهم وجدوا أن رائحة التين تقاوم رائحة الجثث وتقضي عليها، ويعود البعض إلى الاعتقاد بأن شجرة التين مقلوبة فجذورها للأعلى وأغصانها للأسفل ولهذا حمّلوها جثث الموتى. 

في الديانة البوذية

يعتقد البوذيون أن بوذا بلغ حالة اليقظة التامة (الاستنارة أو النيرفانا)، تحت شجرة التين، ولهذا يقدّسها البوذيون، فقد جلس بوذا تحتها ثلاثة أيام بلياليها حتى وجد الأجوبة التي كان يبحث عنها مع اكتمال القمر. ما زالت تلك الشجرة موجودةً خلف معبد بوذا الذي يُعدّ أحد مواقع التراث العالمي في النيبال (لومبيني)، ويزورها آلاف السياح سنوياً.

في "جزيرة الأشجار المفقودة"

يقوم كوستاس اليوناني، وهو من سكان جزيرة قبرص في رواية "جزيرة الأشجار المفقودة"، لإليف شافاق، الكاتبة التركية، والصادرة عام 2022، بحمل غصن من شجرة التين التي تشتهر بها جزيرة قبرص المتوسطية وذلك لإحساسه بأن العودة إلى الجزيرة ستكون شبه مستحيلة بعد اشتعال الحرب الأهلية بين الأتراك واليونان على خلفية الانتماء القومي والمذهبي.

تمتعت الشجرتان بتقدير كبير في المجتمعات السابقة للإسلام، وذلك ليس فقط للغرض الاستعمالي لهما من غذاء ودواء، بل أيضاً لقِدَمِهما، فهما من الأشجار المعمرة التي ارتبطت بتاريخ الإنسان

ولإحساسه بأن تلك التينة كانت تشارك الأحداث وتتأثر بها كشخص ينتمي إلى المكان، وإلى تاريخ الإنسان في هذه الجزيرة المنعزلة، ويشاركه كل اللحظات من أفراح وأتراح، وكانت شاهداً حقيقياً على الدم المراق بين الأهالي، يحمل معه فسيلةً من التينة كأنها كنز ثمين، وكأنها عائلته كلها، إذ تمثل الانتماء الذي يعنيه بعد أن رأى حال الجزيرة وما آلت إليه بشرياً وطبيعياً، حيث تم قطع الأشجار وصيد الطيور للتجارة بطرق همجية.

ولأن التينة لا تستطيع مقاومة برد أوروبا، يقوم البطل بدفنها ريثما ينتهي البرد، وهي طريقة اتّبعها القدماء للحفاظ على الشجرة حين تُزرع خارج موطنها ريثما يعود المناخ مناسباً.

عمدت إليف شافاق، في الرواية، إلى الفهرسة بأجزاء الشجرة من جذور وجذع وفروع. ثم تعطي التينة فصولاً للسرد حيث تتكلم بلسانها عن الأحداث الدموية الحاصلة في الجزيرة وعن ألمها الذي عاشته في مشاهداتها دون أن تقدر على التعبير أو إيقاف ذلك وعن خطورة أفعال البشر وحروبهم على النظام البيئي الطبيعي المبني بدقة عالية والذي يهدمه الإنسان بغباء.

تعيد شافاق في روايتها أسطورة الخطيئة والهبوط من الفردوس فترى أن الثمرة التي أغوت آدم لم تكن التفاحة، وإنما التينة، إذ لها مذاق عسل الفردوس. وتكمل أسطورة الشجرة بقول الزوج كوستاس: "من ينقذ شجرة تين ينقذ ذاكرة شخص ما". ثم بعد حين نكتشف أن الشجرة تقمصت روح زوجته التي لم تحتمل ما حدث في بلادها من جرائم وحشية وكأن التينة كانت تتكلم بلسان الضحايا وكأنها ضمير الإنسانية.



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image