تتفاوت تجارب النشوة الجنسية بين الأفراد، بناءً على عوامل متعدّدة، منها البيولوجية والنفسية والاجتماعية، إذ إن جسم الإنسان مكوّن من مناطق حساسة عدّة، تتفاعل بطرق متنوّعة مع اللمس والمداعبة. كما ينظر إليها المعالج/ ة الجنسي/ ة على أنها "مفاتيح" لتعزيز المتعة الجنسية وتحسين الراحة الجسدية.
ما هي أبرز المناطق الحساسة الرئيسية لدى الرجال والنساء؟ وكيف تؤثر على استجابة النشوة الجنسية؟ وما هي الاختلافات الفردية في التفضيلات الجنسية؟
ذروة المتعة
وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية، فإن النشوة الجنسية تعني وصول الشخص إلى ذروة المتعة، فيتخلّص الجسم من التوتر وتنقبض عضلات العجان، والعضلة العاصرة الشرجية، والأعضاء التناسلية بشكل إيقاعي.
علمياً، في أثناء النشوة الجنسية يفرز الجسم الدوبامين، المعروف باسم "هرمون السعادة"، والأوكسيتوسين، الذي يسمّى أحياناً "دواء الحب". تعمل هذه الهرمونات على زيادة مشاعر السعادة والمشاعر الإيجابية الأخرى، كما أنها تقاوم الكورتيزول وهو "هرمون التوتر".
"إن النشوة الجنسية عند النساء تبدأ أوّلاً بعملية الإثارة في الدماغ. بمعنى آخر، تواجه المرأة صعوبةً في الوصول إلى الذروة إذا كانت قلقةً، أو إذا كانت تفكّر في شيء آخر، أو إذا كانت غاضبةً من شريكها"
في حديثها إلى رصيف22، توضح المعالجة الجنسية ريا خياط، أنّه لا يوجد تعريف متّفق عليه للنشوة الجنسية، وتشرح: "على المستوى الفيزيولوجي، يمكن القول إنها عبارة عن القذف عند الرجال، والتقلّص الإيقاعي للعضلات المحيطة بالمهبل عند النساء، مصحوبين بالمتعة الشديدة بعد الإثارة الجنسية".
وعند سؤالها عن الفروقات بين النشوة الجنسية لدى النساء والرجال، تجيب خياط: "إن النشوة الجنسية عند النساء تبدأ أوّلاً بعملية الإثارة في الدماغ. بمعنى آخر، تواجه المرأة صعوبةً في الوصول إلى الذروة إذا كانت قلقةً، أو إذا كانت تفكّر في شيء آخر، أو إذا كانت غاضبةً من شريكها".
هل هناك أنواع مختلفة من النشوات الجنسية؟
تشير ريا خياط، إلى أنّ هناك العديد من أنواع هزّات الجماع، بقدر ما توجد طرائق لتحقيقها: "هناك هزة الجماع التناسلية التي يمكن تحقيقها عن طريق تحفيز الأعضاء التناسلية. لقد تمّ التحدّث من قبل عن هزّة الجماع البظرية بدلاً من النشوة المهبلية لدى النساء.... الآن نحن نعلم أن النشوة الجنسية المهبلية هي تحفيز الجزء الداخلي من البظر".
وتضيف: "هناك أشخاص يصلون إلى هزات الجماع من خلال تحفيز الحلمة، أو عبر تحفيز الشرج. ويمكن أن تحدث النشوة الجنسية في أثناء الحلم، وطبعاً تختلف النشوة الجنسية من شخص إلى آخر، وكذلك بالنسبة للشخص نفسه من تحفيز إلى آخر".
"من المهمّ أن يكتشف الثنائي ما يرضي الآخر بدلاً من الحصول على قائمة بمناطق الجسم التي يجب التحقّق منها"
وتؤكّد خياط أن الأعضاء الجنسية الأساسية هي العضو الذكري والفرج (البظر والمهبل وعنق الرحم)، وتستدرك: "لكن هناك مناطق أخرى مثيرةً للنشوة الجنسية في جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال: تحفيز الحلمة لدى النساء يحفّز المنطقة نفسها من الدماغ مثل تحفيز البظر. يمكن لأي جزء من الجسم أن يكون منطقةً مثيرةً للشهوة الجنسية، مع العلم أنه لا يوجد أحد لديه الحساسية نفسها".
وتتابع: "من المهمّ أن يكتشف الثنائي ما يرضي الآخر بدلاً من الحصول على قائمة بمناطق الجسم التي يجب التحقّق منها".
أكثر المناطق التي تحفّز النشوة الجنسية لدى النساء
نُشرت في موقع Health بإشراف الطبيبة النسائية رينيتا وايت، وفي موقع MedecineNet بإشراف الدكتورة في الطب والجراحة جابين بيغوم، معلومات عن أبرز المناطق التي تحفّز النشوة الجنسية لدى النساء:
• البظر: هو عضوّ صغير جنسي في الجهاز التناسلي عند الأنثى، يشبه قضيب الرجل. يقع بظر المرأه عند التقاء الشفرين الصغيرين أعلى فتحة البول والمهبل. يتكوّن من ملايين النهايات العصبية، ممّا يجعله حساساً بشكل خاص للتحفيز، وذلك من خلال تحفيز البظر مباشرةً، أو لمس الشفرين المحيطين به، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة تدفّق الدم إلى المنطقة، ويجعله محتقناً وبحاجة إلى الإفراج عن النشوة الجنسية.
• بقعة-جي: هي عبارة عن منطقة حساسة من الجدار الأمامي للمهبل، يعتقد البعض أنها شديدة الإثارة وقادرة على جعل المرء يصل إلى النشوة.
• البقعة A: إلى جانب البظر، يحتوي المهبل على مناطق إضافية مثيرة للشهوة الجنسية. تقع البقعة A على الجدار الأمامي العالي (أو الأمامي) للمهبل أسفل عنق الرحم مباشرةً. يمكن أن تؤدي هذه المنطقة إلى هزة الجماع المهبلية العميقة عند لمسها بالطريقة الصحيحة. قد يصل بعض الأشخاص أيضاً إلى النشوة الجنسية من خلال لمس عنق الرحم نفسه، وذلك لأن هذه المناطق تحتوي على أربطة ذات أعصاب يمكن أن تكون حساسةً للغاية.
• الشرج: يمكن أن يساعد الجنس الشرجي أو اللعب الشرجي، الأشخاص الذين لديهم مهبل، في الوصول إلى الذروة عن طريق تحفيز المناطق المثيرة للشهوة الجنسية القريبة بشكل غير مباشر، وذلك لأن فتحة الشرج والمستقيم قريبتان جداً من المهبل والبظر، وترتبطان بنسيج رقيق يسمّى العجان. بالإضافة إلى ذلك، فإن فتحة الشرج متّصلة بعضلات قاع الحوض، التي تدعم أيضاً المهبل في أثناء ممارسة الجنس الشرجي. ونظراً إلى كون عضلات قاع الحوض حساسةً للغاية، فإن تحفيزها في أثناء الشرج قد يؤدّي إلى الوصول إلى النشوة الجنسية.
• الحلمة: يُعدّ الثدي والحلمة من المناطق المثيرة للنشوة الجنسية. تتفاعل الحلمات بشكل خاص مع اللمس لأنها تحتوي على العديد من النهايات العصبية.
• الأذن: تُعدّ الأذن من المناطق الحساسة التي غالباً ما يتمّ تجاهلها في جسم الأنثى. تحتوي الأذن على العديد من الأعصاب والمستقبلات الحسية من الداخل والخارج. أيّ حركة، مثل اللمس الخفيف أو "قضم" شحمة الأذن، لا بد أن تمنح إحساساً بالوخز.
• أطراف الأصابع والكفّين: وضع الشريك يده في يد شريكته، وتحريك أصابعه ببطء على راحة يدها، يُعدان طريقةً لتحفيز النشوة الجنسية. كما يُعدّ لعق أطراف الأصابع بخفّة، متعةً لا مثيل لها.
• منطقة الفخذين الداخلية: تُعدّ منطقة الفخذين الداخلية نقطةً حسّاسةً أخرى في جسم الأنثى، بسبب قربها من الأعضاء التناسلية.
"اكتشاف الجسد هو طريقة خاصة للحصول على المتعة وتحقيق النشوة الجنسية. وطبعاً لتحقيقها هناك شروط معيّنة: تبدأ بالذكريات والتخيّلات والأحاسيس التي تجعل الشخص يشعر بالإثارة الجنسية"
وماذا عن الرجال؟
تكشف المعالجة الجنسية د.جانبيت بريتو في موقع Healthine، عن أكثر الأماكن التي تحفّز النشوة الجنسية لدى الرجال:
• فروة الرأس: كونها مليئةً بالنهايات العصبية، ممّا يحفّز الشعور بالنشوة الجنسية. لتعزيز المتعة، على الشريكة تمرير أظافرها برفق على فروة الرأس مع إيلاء اهتمام خاص للمساحة خلف الأذنين وفوق الرقبة مباشرةً.
• الأذن: تماماً مثل المرأة، تتصدّر الأذن قائمة المناطق المثيرة للشهوة الجنسية لدى العديد من الرجال أيضاً. للحصول على بعض المتعة، على الشريكة تقبيل شحمة أذن شريكها أو قضمها بخفة. يمكن أيضاً الاستفادة من تلك المستقبلات الحسية عن طريق الهمس أو النفخ بخفة في أذنه لإحساس أكثر بالوخز.
• السرّة وأسفل المعدة: المناطق القريبة من الأعضاء التناسلية مثيرة بشكل خاص. يمكن استخدام اللسان أو أطراف الأصابع للقيام بدوائر حول السرّة وأسفلها، ما سيحرّك أحاسيس الشريك ويحفّز نشوته.
• حشفة القضيب: حشفة القضيب هي ما يُعرف بالرأس. بفضل وجود 4،000 نهاية عصبية، فهي الجزء الأكثر حساسيةً في القضيب.
• الفم: الفم هو من بين أكثر المناطق التي تحفّز النشوة لدى الرجال، التقبيل ثمّ التقبيل ثمّ التقبيل مع عضّ الشفة السفلية بلطف.
• أسفل الظهر: يمكن للعلاقة الجنسية أن تكون وسيلةً رائعةً للتخفيف من التوتر. لذلك ليس من المفاجئ أن يكون تدليك أسفل الظهر -وهي المنطقة التي تتحمّل الكثير من التوتر- طريقةً تساعد في ضبط الحالة المزاجية.
• الجزء الخلفي من الرقبة: هذه المنطقة مليئة بالنهايات العصبية التي ترسل إشارات جنسيةً إلى دماغ الرجل.
• راحة اليدين وأطراف الأصابع: تماماً كما عند المرأة، تُعدّ راحة اليدين وأطراف الأصابع من أكثر المناطق الحساسة التي تحفّز النشوة الجنسية لدى الرجل.
مراحل استكشاف النشوة الجنسية لدى المرأة والرجل
توضح المعالجة الجنسية ريا خياط، أن اكتشاف الحياة الجنسية ينطوي دائماً على اكتشاف الجسم، ويبدأ في سن مبكرة جداً عند الأطفال والمراهقين/ ات الذين يمارسون/ ن العادة السرية: "اكتشاف الجسد هو طريقة خاصة للحصول على المتعة وتحقيق النشوة الجنسية. وطبعاً لتحقيقها هناك شروط معيّنة: تبدأ بالذكريات والتخيّلات والأحاسيس التي تجعل الشخص يشعر بالإثارة الجنسية. تأتي هذه الإثارة من خلال معرفة الجسم وإدراك مناطقه المثيرة للشهوة الجنسية. بعدها يتمّ تعزيزها من خلال اللعب الجماعي للعضلات (عضلات الحوض، والوضعية)، وتنتهي بما يُعرف بالفرنسية lâcher prise، أي الخضوع للعلاقة الجنسية من دون التفكير أو القلق".
أمّا في ما يتعلّق باستكشاف الأزواج للنشوة الجنسية معاً، فتقول خياط: "في السابق كنّا نتحدّث عن المداعبة والإيلاج والنشوة الجنسية. اليوم، لم يعد الإيلاج هو النقطة المركزية والأساسية في الفعل الجنسي، وقد تكون هناك مجرّد مداعبات، أو ممارسة العلاقة الحميمية عن طريق الفم. بمعنى آخر، أي اتصال حسّي بين الزوجين يمكن أن يؤدّي إلى النشوة الجنسية، إذا توافرت الظروف اللازمة لتحقيقها".
"في السابق كنّا نتحدّث عن المداعبة والإيلاج والنشوة الجنسية. اليوم، لم يعد الإيلاج هو النقطة المركزية والأساسية في الفعل الجنسي، وقد تكون هناك مجرّد مداعبات، أو ممارسة العلاقة الحميمية عن طريق الفم"
وتشير ريا خياط إلى أن هناك العديد من الألعاب المصمّمة خصيصاً للأزواج، ولا توجد ألعاب أفضل من غيرها، فكلّ هذا يتوقف على أذواق الناس. النصيحة الوحيدة التي تقدّمها هي استخدام الألعاب والمعدّات المصمّمة خصيصاً لهذا الغرض وتنظيفها جيداً بعد الاستخدام.
باختصار، يجب على الأزواج أن يدركوا أن لكل شخص تجربةً جنسيةً تختلف عن تجربة الآخر. ومن خلال فهم المناطق الحساسة وكيفية تأثيرها على العلاقة والنشوة الجنسيّة، يمكن تعزيز التواصل الجنسي وزيادة الرضا الجنسي. كما يجب ألّا ننسى أن استكشاف الجسم يُعدّ أساسيّاً لصحة جنسية مثمرة وممتعة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...