كعادته في إثارة الجدل -قاصداً أو غير قاصد- صنعت تصريحات الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي زوبعة من ردود الفعل، ففي إجابته عن رأيه في ما يحدث في غزة والجامعات الأمريكية اليوم، وخلال مقابلة أجرتها معه إذاعة rbb24 الألمانية، اتهم رشدي التحركات الطلابية بأنها سقطت في فخ معاداه السامية، وأن إدانة هذه التحركات لإسرائيل جاءت منفصلة عن إدانتها لحماس.
هل مظاهرات الجامعات معادية للسامية؟
في نيسان/ أبريل 2024، اتسعت المظاهرات والاحتجاجات في الجامعات الأمريكية لتشكل حالة اهتمام عالمي بعد أن شملت أهم الجامعات الأمريكية وحتى العالمية، كجامعة كولومبيا، وجامعة هارفارد، وجامعة ييل، لكن حين بدأت جامعة كولومبيا بفصل الطلاب المشاركين ظهرت تساؤلات كبرى حول حرية التعبير والحق في الاحتجاج السلمي في البلد الديمقراطي الأول في العالم. ثم ما لبثت الأمور أن تفاقمت مع سماح رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لشرطة نيويورك باقتحام حرم الجامعة، واعتقال مجموعة من الطلبة والأساتذة من بينهم الأكاديمي والروائي العراقي سنان أنطون الذي دافع عن حق طلابه بالتعبير عن رأيهم.
خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً، اتهم سلمان رشدي التحركات الطلابية بأنها سقطت في فخ معاداه السامية، وأن إدانة هذه التحركات لإسرائيل جاءت منفصلة عن إدانتها لحماس.
على النقيض من سنان أنطون لم ير رشدي أن هذا الحق مطلق لطلابه، يقول في المقابلة: "الحقيقة هي أن أي إنسان عادي لا يمكن إلا أن يصدم مما يحدث في غزة، من عدد القتلى الأبرياء. لكنني أعتقد أن المتظاهرين يمكنهم أيضاً أن يذكروا حماس. لأن كل شيء بدأ معهم. وحماس منظمة إرهابية. ومن الغريب أن يدعم سياسي طلابي تقدمي شاب جماعة إرهابية فاشية، لأن هذا ما يفعلونه بطريقة ما. إنهم يطالبون بفلسطين حرة".
الاعتراضات الكبرى التي صرح بها المفكرون والأدباء على حديث رشدي لم تكن بسبب إدانة حماس فقط، بقدر ما جاءت على جزئية بأن كل شيء بدأ من عندهم وليس مع بداية الاحتلال ودون أي ذكر للمشروع الصهيوني التوسعي والاستعماري، بينما تظهر كثير من اليافطات التي يرفعها الطلاب الذين أدانهم جملة "كل شيء بدأ في 7 أكتوبر" مشطوبة، لتحل محلها جملة "كل شيء بدأ في 1948".
ويضيف رشدي: "أنا أدرّس في جامعة نيويورك، حيث اندلعت أيضاً احتجاجات طلابية، رغم أنها لم تكن عنيفة كما هي الحال في جامعة كولومبيا، ولدي آراء متضاربة في هذا الشأن. فمن ناحية، يحق للطلاب بالطبع التظاهر. في جيلي، كانت احتجاجاتنا ضد حرب فيتنام. ومن المهم حماية هذه الحرية. ولكن من الضروري أيضاً ضمان عدم شعور الطلاب الآخرين بعدم الأمان نتيجة لذلك، أو انزلاق الاحتجاجات إلى خطاب معاد للسامية، وهو ما حدث في كثير من الحالات. لذلك من الصعب جداً موازنة ذلك. لقد تعاملت إدارات الجامعات المختلفة مع هذا الأمر بشكل مختلف، بعضها أفضل والبعض الآخر أسوأ. أعتقد أن السماح للشرطة المسلحة بمهاجمة الطلاب ليست فكرة جيدة، ولكن من ناحية أخرى، فإن احتلال المباني الجامعية وإلحاق الضرر بها ليس فكرة جيدة أيضاً".
يصف المفكر والناقد الفلسطيني حسن خضر ومدير التحرير السابق لمجلة "الكرمل" تصريحات رشدي بالمخيّبة للآمال. تحديداً في جزئية إنكاره على الفلسطينيين حقهم في دولة مستقلة، بذريعة أنها ستكون دولة حماس، ودولة من الطراز الطالباني، وعدم تعاطفه مع الحراك الطلابي في الجامعات الأوروبية والأميركية بذريعة معاداة بعض مكوّناته للسامية.
يقول خضر لرصيف22: "في الرصيد الرمزي لسلمان رشدي الكثير، أولاً بوصفه الكاتب الذي لاحقته فتوى بدائية ظالمة، منذ 35 عاماً، وثانياً بوصفه الروائي الذي عاش، كما شخصياته الروائية، في منطقة ملتبسة وحرجة بين المتروبول الكولونيالي، والمستعمرة السابقة، دون التماهي التام مع أحد الطرفين. وثالثاً بوصفه على الجانب الصحيح للمتراس، بالمعنى السياسي والأخلاقي، مع حركات التحرر، بما فيها الفلسطينية".
ويكمل الكاتب الفائز بجائزة فلسطين في الفنون والآداب: "ومع هذا في الذهن، يصعب الفصل بين كلامه المخيّب للآمال، ومحاولة الاغتيال التي كادت تودي بحياته قبل أقل من عامين بقليل، وأفقدته عينه اليمنى. ويصعب، في الوقت نفسه، التقليل من حجم الضرر، الذي يلحق برصيده الرمزي، بعد الانتقال إلى الجانب الخطأ من المتراس… وبقدر ما أرى، لا ينبغي التعامل مع انقلابه الكارثي على حق الفلسطينيين في تقرير المصير، بمجرّد التعبير عن خيبة الأمل، بل (وهذا هو الأهم) تشخيص الانقلاب كمحاولة متأخرة للتماهي مع المتروبول الكولونيالي".
هل ينتقم رشدي من إيران بحماس؟
في مقابل ما يراه خضر خطوة إلى الأمام ومحاولة تماهي متأخرة مع الغرب من قبل رشدي، يرى آخرون أنها عودة إلى الوراء وأقرب إلى إسقاط للعداء الذي يجمعه مع إيران على القضية الفلسطينية من خلال معادة وكيلة إيران حماس.
ويعتبر سلمان رشدي في إيران من الشخصيات السلبية، وروايته "الآيات الشيطانية" أغضبت إيران عند صدورها لدرجة أن مؤسس الثورة الإسلامية في إيران روح الله الخميني أصدر فتوى بهدر دمه في عام 1989. وفي أغسطس 2022 رغم نفي طهران مزاعم تورطها في الهجوم على سلمان رشدي، لكن وسائل الإعلام المتشددة في إيران احتفلت وأشادت بمحاولة قتل رشدي.
يصف المفكر الفلسطيني حسن خضر كلام رشدي بالمخيّب للآمال، ويقول إنه يصعب التقليل من حجم الضرر الذي يلحق برصيده الرمزي بعد انقلابه الكارثي على حق الفلسطينيين في حقهم بتقرير المصير
ترى الشاعرة وكاتبة المقال السورية رشا عمران أنّ سلمان رشدي لا يخالف في هذا التصريح موقفه التاريخي من إيران، خصوصاً بعد حادثة طعنه الأخيرة التي نجا منها بإعجوبة، تقول: "فتوى قتله كانت إيرانية، وسوف يكون متهافتاً لو كان موقفه من إيران (النظام والحكومة) متساهلاً أو متسامحاً، بل وسوف يكون بعيداً عن الصوابية السياسية والأخلاقية لو كان يرى في إيران دولة مساندة لحركات التحرر في العالم وفي العالم العربي على وجه الخصوص، فجرائم إيران واضحة وضوح الشمس في سوريا والعراق ولبنان، على الأقل، وفي العودة إلى تاريخ إيران الحديث كانت ثورتها سبباً رئيساً للتخلف الديني الذي أصاب بلادنا ومجتمعاتنا مضافاً لما صدرته دول الخليج لنا من فكر وهابي معادٍ لولاية الفقيه على السطح، لكنه يلتقي معه في العمق إلى حد كبير".
وتستدرك لرصيف22 بالتعليق حول موقف رشدي من الحراك الطلابي: "رغم أنني شخصياً أرى بعض الغباء السياسي في تقدم مؤيدي النظام السوري وإيران وحماس لواجهة الحراك، لكن ينبغي رؤية الحراك بوصفه قطعاً كبيراً لحالة اللامبالاة السياسية التي فرضتها ثورة التقنيات الحديثة على وعي جيل الطلاب بالقضايا النضالية والتحررية والوطنية والعدالة وحرية الرأي السياسي، بعد أن تم ركن هذه القضايا لمصلحة قضايا الحريات الجنسية (على أهميتها)".
وتختم عمران المعروفة بمواقفها السياسية المعارضة للنظام السوري بمقاربة ساخرة عاشتها، تقول: "مطالبة رشدي الطلاب بأن يتظاهروا (دون الحاق الاذى بالمباني) ذكرتني بمطالبة النظام السوري المتظاهرين في 2011 بعدم المساس بشخص (السيد الرئيس). هذا حراك غاضب لأسباب عديدة، ومطالبة أصحابه بالهدوء نوع من التنظير الذي يخفي موقفاً معارضاً للحراك، أما تهمة معاداة السامية فهذا فضح لانحياز رشدي للسردية الاسرائيلية وتخليه عن دعم الحق. للأسف".
لماذا افترض رشدي أن حماس ستحكم فلسطين؟
يرى من قابلناهم أن جواب رشدي القائم على فرضية أن حماس هي من سيحكم فلسطين إن قامت دولة فلسطينية فيه تجاهل كبير للوقائع لا يغتفر لكاتب من حجمه، ولعل كل النقد الذي ووجه به من المفكرين -غير الإسلاميين- يتخذ صفة السقوط من علٍ بمصطلحات "الخيبة" و"الخذلان" و"الأسف".
رشا عمران: "تهمة معاداة السامية التي وجهها رشدي للطلاب هي فضح لانحيازه للسردية الاسرائيلية وتخليه عن دعم الحق للأسف".
يرى البعض أن رشدي قصد تجاهل التنوع السياسي في المجتمع الفلسطيني مفضلاً إضفاء الصبغة الحمساوية عليه، وهو المجتمع الذي يضم أكثر من غيره أطيافاً فصائلية متعددة الأيدولوجيات تتمثل في شكل واضح في الآراء المختلفة من القضية الفلسطينية، ولا تقتصر على فتح وحماس فقط.
يقول رشدي في حواره: "كنت أؤيد إقامة دولة فلسطينية منفصلة معظم حياتي. منذ الثمانينيات. ولكن لو كانت هناك دولة فلسطينية الآن، لكانت تديرها حماس، ولكانت لدينا دولة شبيهة بطالبان. دولة تابعة لإيران. هل هذا ما تريد الحركات التقدمية لليسار الغربي خلقه؟ ليس هناك الكثير من الأفكار العميقة حول هذا الموضوع، بل هناك رد فعل عاطفي على الوفيات في غزة. وهذا موافق. ولكن عندما ينزلق الأمر إلى معاداة السامية وفي بعض الأحيان إلى دعم حماس، يصبح الأمر إشكالياً".
على هذه الجزئية تحديداً يعلق خضر لرصيف22: "أعتقد أن افتراض رشدي بأن حماس ستحكم قائم في ذهنه على أن الفلسطينيين عموماً حماس، وبهذا المعنى فحماس ليست التنظيم المعروف بهذا الاسم بل سمة ثقافية واجتماعية وسياسية غالبة. ولهذا السبب أضاف نموذج الدولة الطالبانية رغم عدم وجود طالبان في فلسطين. وفي الحالتين فالمسألة ليست معرفة أو جهل بواقع الفلسطينيين، بل بناء مرافعة سلبية تقوم على التعميم، للإيحاء بالتشاؤم".
أما عمران فتقول: "يجب على مثقف مثل رشدي فهم سياقات القضية الفلسطينية بشكل سليم، صحيح أن حماس مرتبطة مباشرة بإيران، وهي جزء من الإسلام السياسي الذي كان وبالاً على بلادنا، لكنه في هذا التصريح يختصر كل فلسطين بحماس وهذا قصور في فهم سياقات القضية من جهة، ومن جهة أخرى فإن تبني قضايا حقوق الانسان يفرض عليه وعلى غيره الإيمان بحق الشعوب في اختيار شكل مجتمعاتها وأنظمتها وحكوماتها، فلو أن الفلسطينين قرروا أن تمثلهم حماس فهذا خيارهم وحدهم وليس من حق أحد الاعتراض عليه، ذلك أن حماس لن تكون أكثر عنفاً وعنصرية من الدولة الاسرائيلية المحتلة، وتصريحه هذا فيه فهم قاصر لتاريخ قضية فلسطين كله وللنضال الفلسطيني التاريخي".
هل يتعمد إثارة الجدل لزيادة أرقامه؟
يرى بعض من قابلناهم أن إثارة الجدل هي استراتيجية لزيادة مبيعات الكتب وبناء الشهرة، بينما يرى بعضهم بأن ما فعله رشدي هو توزيع الإدانة بين الطرفين، ومن ثم تجزئة حصة الضحية من الغفران أيضاً، وهي كذلك واحدة من الإستراتيجيات الإعلامية التي يلجأ إليها المشاهير لدى مواجهتهم بعض الأسئلة المحرجة أو التي يرغبون بالتملص منها، لكن مع حالة رشدي لا يبدو أن هذه الإستراتيجية نجحت في تخليصه من عواقب تصريحه إذ ناله هجوم حاد، وليس من المعسكر الإسلامي حصراً.
يتحدث الشاعر والإعلامي طارق حمدان تعقيباً على الفكرة السابقة لرصيف22 بالقول: "بهذه الإجابة فرشدي لا يتملص أبداً، بل يقول الإجابة التي يود سماعها الغرب المسيطر والمنحاز للرواية الصهيونية من سياسيين وإعلاميين وحتى مثقفين يرتبطون بحسابات ومصالح شخصية قد تتزعزع بأي موقف مرتبط بعدالة القضية الفلسطينية. فالموضوع الفلسطيني حساس ومخيف في الغرب وله تبعات".
يرى الإعلامي طارق حمدان أن رشدي تجاهل أن الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع لم يخرجوا لدعم حماس، بل لإدانة الاحتلال والمطالبة بالعدالة للفلسطينيين. بينما يعتقد أستاذ الدراسات الدولية فرانشيسكو ليجّو أن رشدي يرى القرابة بين حماس والنظام الإيراني، وأنه كان متصالحاً مع نفسه في جوابه
ويضيف حمدان الذي يعمل حالياً كمعد ومقدم برامج في إذاعة مونتيكارلو: "رشدي منسجم مع طبقة تتجاهل أن ملايين الناس الذين خرجوا إلى الشوارع في مختلف أنحاء العالم لم يخرجوا أبداً لدعم حماس، بل خرجوا لإدانة الاحتلال الصهيوني والمطالبة بالحرية والعدالة للفلسطينيين ودعم المقاومة المشروعة، وهذا التجاهل هو المخرج الوحيد لهم. ربط الاحتجاجات التي تحصل بمعاداة السامية بات إسطوانة مشروخة ملّ الناس من سماعها، ومن يردد هذه الأسطوانة عليه بالفعل أن يخجل من نفسه. أما ربط احتجاجات الجامعات بأعمال العنف والتخريب فهو يذكرني بكل الأنظمة الشمولية التي تتلقف أو تفبرك ما يوصف بأعمال العنف فقط لمنع وقمع المحتجين".
أما المترجم والأستاذ المنتدب في جامعة الدراسات الدولية في روما فرانشيسكو ليجّو، فله رأي مخالف يقول لرصيف22: "أعتقد أن رشدي لم يتعمد إثارة الجدل، فأجوبته لا تأتي ضمن استراتيجية تسويقية، فهو أرفع من هذا، أو لا يحتاج إلى ذلك. ومن باب أمانة الأديب لا أعتقد أنه لجأ إلى هذا الأسلوب".
ويضيف: "تعقيباً على جزئية تصريحاته بصفته أستاذاً جامعياً، فأنا افترض أن ليس جميع الأساتذة في جامعة كولومبيا والجامعات الأمريكية يشاركون طلابهم في هذه الاحتجاجات. وأرى من البديهي أن سلمان رشدي تحديداً يرى (القرابة الأكيدة) بين حماس والنظام الإيراني، فقد بدأت مشاكله مع النظام الإيراني وفتوى الخميني، وللحقيقة فتاريخه هو هو، لم يتغير. كان رشدي في هذا السياق متصالحاً مع نفسه في جوابه، ولم يحِد عن مبادئه الذاتية، فلنمض قدما في المنطق، ما الذي تتضمنه فكرته؟ هو يقول بما أن حماس إيدولوجيا دينية لا تقبل إلا اللون الواحد والرأي الواحد والتصرف الواحد. أظن أن موقف رشدي من قيام الدولة الفلسطينية يمكن تلخيصه في عبارة "ليس بعد"، أي من الأفضل التريث كي لا تكون الغلبة لحماس في قطف الدولة ونهاية القضية العادلة".
https://chat.google.com/dm/iyN5RkAAAAE/y8sEIN6XlGg/y8sEIN6XlGg
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ 3 أياملا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 6 أياممقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
بلال -
منذ أسبوعحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...