شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"شالوم من أولاد غزة" ليست الأولى… تاريخ التنظيمات المسلحة ضد الإسرائيليين في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتاريخ

الخميس 23 مايو 202408:26 ص

بصوت أجش معدّل إلكترونياً، يهتف شخص لا تظهر منه سوى يده الممسكة بالمسدس قائلاً: "شالوم من أولاد غزة" بينما يُطلق عدة رصاصات تستقر في جسد رجل الأعمال الإسرائيلي الكندي زيف كبير، الذي قضى على الفور، في منطقة سموحة في محافظة الإسكندرية الساحلية، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 7 أيار/ مايو المنقضي.

الفيديو الذي نُشر في البداية عبر تطبيق "تليغرام" ثم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافة، سبقه بيان لمجموعة أطلقت على نفسها "طلائع التحرير... مجموعة الشهيد محمد صلاح"، تبنّت من خلاله العملية، واتهمت زيف بأنه "عميل إسرائيلي" يتخذ من الأعمال التجارية ستاراً لجمع المعلومات وتجنيد "ضعاف النفوس" لمصلحة الموساد الإسرائيلي، لافتةً إلى أن العملية تأتي "رداً على أكثر من 200 يوم من المجازر الإسرائيلية، واقتحام معبر رفح دون أي تحرك من العالم".

ثورة مصر… تنظيم ثورة يوليو

كذلك، اعتبرت المجموعة في بيانها أن العملية "خطوة على طريق كفاح الشعب المصري ضد العدو الصهيوني"، مذكرةً بـ"تنظيم ثورة مصر"، أقدم تنظيم مسلح استهدف الوجود الاسرائيلي داخل مصر عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

ففي 18 أيلول/ سبتمبر 1987، نشرت الصحف المصرية خبر القبض على التنظيم الذي استهدف إسرائيليين وأمريكيين في مصر، وذلك بعد ثلاث سنوات على أول عملية قام بها التنظيم بحسب كتاب "ثورة الابن… أسرار ووثائق قضية تنظيم ثورة مصر" للكاتب الصحافي مصطفى بكري، وهي عملية اغتيال مسؤول بالسفارة الإسرائيلية في حزيران/ يونيو 1984.

"رغم انخراط أفراده في العمل السياسي، إلا أن عقيدة التنظيم كانت أن لا بديل عن فكرة الكفاح المسلح ضد التواجد الصهيوني ومصالح الاستعمار في مصر، وأن ينخرط أفراد التنظيم بالكامل في الكفاح المسلح"... تاريخ التنظيمات المسلحة التي ناهضت الوجود الإسرائيلي على الأراضي المصرية

يتشابه تنظيما "ثورة مصر" و"طلائع التحرير" في الغموض الذي أحاط عمليتهما الأولى. فحتى الآن، لم تُعلن وزارة الداخلية المصرية أي معلومات تتعلق بتنظيم طلائع التحرير.

في مرافعته دفاعاً عن "ثورة مصر"، قال المحامي أحمد نبيل الهلالي: "لقد كان مدى عمق العداء لإسرائيل هو معيار الوطنية طوال خمسينيات القرن العشرين وستينياته وبدايات سبعينياته إلى أن جاء من غيّر اتجاه الريح، ومسخ حقائق التاريخ، وصوّر الأعداء في صورة أبناء العم، وتنكر للأشقاء في الدم. فهل نحاسب أهل القفص لأنهم أبوا أن يتخلوا عن المبدأ؟".

ولا يعرف على وجه التحديد متى طرأت فكرة تأسيس تنظيم ثورة مصر على ذهن ضابط المخابرات الذي يعمل في السفارة المصرية بالعاصمة البريطانية لندن، محمد نور الدين، إلا أن الأكيد أنه كان أحد المتفاجئين من تغيير دفّة العلاقة بين مصر وإسرائيل التي تربى هو على أنها العدو، وهو ما دفعه إلى تقديم استقالته من جهاز المخابرات، قبل أن يلتحق بالسلك الدبلوماسي، الذي استقال منه أيضاً ليعمل بالتجارة. فصلت سبع سنوات ما بين زيارة السادات لإسرائيل وبين أول عملية للتنظيم، قد يكون السبب في ذلك التشديدات الأمنية التي أعقبت اغتيال السادات، أو الانتظار حتى قراءة  سياسة الرئيس الجديد حينها، محمد حسني مبارك.

بحسب كتاب بكري، فإن التنظيم ضمّ محمود نور الدين وشقيقه أحمد عصام الذي أسقط التنظيم بعد ذلك، وثلاثة من أفراد القوات المسلحة، ونظمي شاهين صديق عصام، واثنين مدنيين آخرين هما حمادة شرف وسامي فيشة، أما العضو الأبرز في التنظيم، فكان خالد نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي ترك مصر قبل أسبوع واحد من القبض على عناصر التنظيم، وابن عمه أحمد شوقي عبد الناصر. كما ضم التنظيم ابن حسين الشافعي عضو مجلس قيادة "ثورة يوليو".

نفّذ التنظيم أربع عمليات، وأصدر عقب كل عملية بياناً يعلن فيه مسؤوليته عنها، فأصبح اسم "ثورة مصر" كفيلاً ببث الرعب في قلب أي إسرائيلي في مصر، بحسب كتاب "ثورة مصر… المواجهة المسلحة ضد الموساد والسي آي إيه" للكاتب الصحافي عادل الجوجري. وكانت عملية اغتيال زيفي كيدار الأولى، أما العملية الثانية فكانت ضد مسؤول الأمن في السفارة في آب/ أغسطس 1985، وعُرفت العملية الثالثة باسم عملية معرض القاهرة الدولي، وكانت رداً على مشاركة إسرائيل في أحد المعارض الصناعية المصرية، وتم خلالها اغتيال مسؤولة الجناح الإسرائيلي إيلي تيلور.

العملية الرابعة لم تكن ضد هدف إسرائيلي، وإنما ضد هدف أمريكي، وهو عنصر في السفارة الأمريكية، وكانت رداً على قيام طائرات أمريكية انطلقت من قاعدة جوية في البحر المتوسط بإجبار طائرة مدنية مصرية تقل أربع فدائيين فلسطينيين على الهبوط داخل قاعدة عسكرية أمريكية في صقلية.

وكان الفدائيون الأربعة المنتمون لجبهة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسهم محمد عباس الشهير بأبو العباس، قد اختطفوا السفينة الإيطالية "أكيلي لاورو" للتفاوض على إطلاق سراح نحو 50 أسيراً فلسطينياً، وقاموا بإعدام مواطن أمريكي يهودي على متن السفينة، قبل تسليم أنفسهم للسلطات المصرية في بورسعيد.

طالبت الولايات المتحدة حينذاك بتسليم أبو العباس ورفاقه فيما التزمت مصر باتفاقها مع جبهة التحرير بنقلهم إلى تونس، وأعلنت أنهم غادروا مصر قبل معرفة السلطات بمقتل المواطن الأمريكي.

بحسب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة حينها د. مصطفى الفقي، فإن المخابرات الأمريكية تجسّست على الرئيس مبارك، وعلمت أن أبو العباس ورفاقه كانوا في مصر، وعلمت موعد رحلتهم إلى تونس ورقمها، وبناءً على هذه المعلومات تعقبت الطائرات الحربية الامريكية مسارهم، وأجبرت الطائرة التي كانت تقلهم على الهبوط بعد قطع الاتصال بينها وبين مطار القاهرة، ورفض تونس واليونان استقبالها.

في "ثورة الابن… أسرار ووثائق تنظيم ثورة مصر"، يروي بكري كيف سقط التنظيم بفعل "خيانة" أحمد عصام، شقيق نور الدين، الذي اتصل بالسفارة وأبلغ عن وجود معلومات عن التنظيم في تموز/ يوليو 1987، واستمرت المكالمات بين السفير الأمريكي وعصام عدة أيام. وتم الاتفاق على أن يتلقى عصام مكافأة قدرها نصف مليون دولار، بالإضافة إلى جواز سفر أمريكي، قبل أن يلتقي السفير وجهاً لوجه، ويبلغه بأن قائد التنظيم هو شقيقه نور الدين، ومن يتولى التمويل خالد عبد الناصر.

بحسب الجوجري، فإن السفارة الأمريكية تولّت التحقيق وحدها في القضية، وقامت في صباح يوم 16 أيلول/ سبتمبر 1987 بتسليم ملف كامل بكافة المعلومات عن التنظيم، وبدلاً من أن يتلقى عصام مكافأته المتفق عليها، تم القبض عليه مع باقي أفراد التنظيم، ومحاكمته.

سقط التنظيم بفعل "خيانة" أحمد عصام، شقيق نور الدين، الذي اتصل بالسفارة الأمريكية وأبلغ السفير بأن قائد التنظيم هو شقيقه نور الدين، وبأن من يتولى التمويل هو خالد جمال عبد الناصر، مقابل مكافأة قدرها نصف مليون دولار. وبدلاً من أن يتلقى عصام مكافأته المتفق عليها، تم القبض عليه مع باقي أفراد التنظيم، ومحاكمته

يقول المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين، في حديثه مع رصيف22: "هناك يقين شعبي مصري بأن قضية فلسطين هي قضية مصرية، وبأن فلسطين هي مجرد لوحة لتحقيق حلم 'إسرائيل الكبرى… من النيل إلى الفرات'". برأيه أيضاً أن "مصر وإن كانت أولى الدول العربية التي أقامت علاقات مع إسرائيل، إلا أنه على عكس العديد من الدول لم يتم التطبيع على المستوى الشعبي، بل حافظ الشعب على مستوى من العداء مع إسرائيل جعل التطبيع رسمياً فقط، ولذلك فإن ظهور تنظيمات مثل ثورة مصر وطلائع التحرير والتنظيم الناصري المسلح المجابه للوجود الصهيوني أمر طبيعي لأن هذا الوجود يمثل العدو".

تنظيم عبد الناصر

على العكس من تنظيم ثورة مصر، فإن التنظيم الناصري المسلح لم يحظ بالاهتمام الإعلامية أو حتى من المؤرخين، وهو ما يفسره محمود عبد الحميد، أحد المتهمين في قضية التنظيم، بأن المتهمين في تنظيم ثورة مصر أدلوا باعترافات مفصلة على عكس المتهمين في قضيتهم، بالإضافة إلى وجود عمليات محددة نتج عنها اغتيالات لأشخاص محددين.

يقول عبد الحميد لرصيف22: "التنظيم الناصري المسلح ليس التنظيم الأساسي وإنما تنظيم الطليعة العربية الذي أسّسه عبد الناصر بعد نكسة 67، حين أوعز لفتحي الديب وعدد من رجال المخابرات المصرية بأنه لا بديل عن تأسيس التنظيم القومي العربي في كل الأقطار العربية، وتدريب الشباب في الجامعات للدفاع عن الدول العربية، وكان من فروعه التنظيم الناصري المسلح في اليمن الذي كان الأقرب لاستلام السلطة لولا اغتيال قائده، وكان من بينهم أغلب قيادات مايو (القضية المعروفة إعلامياً بمراكز القوى) مثل محمد فايق، وزير الإرشاد القومي".

ويضيف: "بعد اغتيال السادات، قرّر التنظيم الانتظار لمعرفة اتجاه الرئيس الجديد، وفي النهاية بدأت مناقشات على كل الساحات العربية حول هل يؤسّس التنظيم جناحاً مسلحاً، أو يتحول بأكمله إلى تنظيم ثوري مقاتل، وكان الرأي الذي تم ترجيحه في المؤتمر القومي أن الجناح المسلح يمكن أن يغير مستقبل التنظيم كما جرى في تجارب مختلفة حول العالم، لذا تم الاستقرار على تحويل التنظيم إلى تنظيم ثوري مقاتل".

ويروي عبد الحميد: "بناء على هذا القرار، بدأت عمليات تدريب واسعة لأفراد التنظيم سواء خارج مصر أو داخلها، وسافر العديد من أفراد التنظيم لتلقي تدريبات في الخارج، ورغم انخراط أفراده في العمل السياسي، إلا أن عقيدة التنظيم كانت أن لا بديل عن فكرة الكفاح المسلح ضد التواجد الصهيوني ومصالح الاستعمار في مصر، وأن ينخرط أفراد التنظيم بالكامل في الكفاح المسلح".

بحسب عبد الحميد أيضاً، فإن "التنظيم بدأ عملياته في مصر مع الانتفاضة الأولى في فلسطين عام 1987، حيث تم إعداد عبوات ناسفة واستهداف شركتين من المصالح الأمريكية والبريطانية رداً على تواطؤهما ضد الشعب الفلسطيني، وبالفعل انفجرت واحدة، والثانية تم إبطالها، ونشر خبر عن العبوة التي انفجرت، وبعدها جرى التعتيم عليها، لأن الأمن لم يستطع الحصول على أي معلومات".

أما العملية التي تسببت في كشف التنظيم، فكانت عملية أوتوبيس سياحي إسرائيلي إذ توفّرت معلومات عن حافلة سياحية لها خط ثابت بين القاهرة وتل أبيب لإحدى الشركات السياحية، يتواجد فيها بعض عناصر الموساد، فجرى اتخاذ قرار باستهدافها بعبوة ناسفة لتفجيرها عن بعد. وتم تحديد أكثر من موقع لتفجير العبوة منها موقع قرب المطار، لكن أُلغيت العملية بسبب تغيير الترتيبات الأمنية، وإمكانية وجود إصابات مدنية من المصريين، وحينها قام عضو التنظيم جمال منيب بإخفاء العبوة في مزرعته بالبحيرة، يروي عبد الحميد. 

المصادفة قادت للقبض على عناصر التنظيم، إذ تم اعتقال أحد أقارب جمال منيب أمام مديرية أمن البحيرة للتحري عنه، فتطوع بإعطاء الأمن معلومات عن جمال منيب الذي كان مهندس إلكترونيات، ولا علاقة له بالناصرية، وكان يقوم بتجريب صواعق التفجير في مزرعته، وبتفتيش المزرعة وجد الأمن المتفجرات.

يتذكر عبد الحميد هذه الفترة، ويقول: "قام الأمن بالقبض على كل الناصريين لأن جمال منيب هو شقيق القيادي الناصري محمد منيب، ولم يكن تم القبض بعد على تنظيم ثورة مصر، فاعتقد الأمن أنه وجد الخيط لتنظيم ثورة مصر، وتم تعذيب جمال منيب والقبض على والده وتعذيبه، كما اعتقلوا زوجته، فاعترف بمعلومات قادت للقبض على عضو التنظيم صلاح الدسوقي ثم علي عبد الحميد (شقيق المتحدث الأكبر وعضو التنظيم)، وبدأ الإفراج عن العديد من الناصريين الذين تم اعتقالهم، لينتعي الأمر باتهام 16 شخصاً بالانتماء للتنظيم وتهديد مصالح 'دولة صديقة' - يقصد إسرائيل - وتعقب سفيرها".

حوكم أعضاء التنظيم على مرحلتين، في الأولى، تمت تبرئة المتهمين كافة ما عدا المتهم جمال منيب الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة حيازة المتفجرات، ورفض الحاكم العسكري التصديق على الأحكام الصادرة من محكمة أمن الدولة العليا، فتمت إعادة المحاكمة مرة أخرى، وحصل جميع المتهمين على البراءة خاصة مع تورط النيابة في تعذيب المتهمين والتستر على ذلك.

هناك العديد من الرؤى حول تنظيم الطليعة العربية (التنظيم الذي ينضوي ضمنه التنظيم الناصري)، ففي الوقت الذي تصفه العديد من الكتب والدراسات مثل كتاب "عبد الناصر والتنظيم الطليعي السري" للكاتب حمادة حسني، بأنه "تنظيم البصاصين" (تعبير يعني المخبرين والجواسيس)، مهمته تجنيد المواطنين للتجسس على عائلاتهم، وجيرانهم، تصفه دراسات أخرى بأنه كان له دور وطني ممتد منذ تأسيسه المختلف على تاريخه بين عامي 1962 و1965، وحتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي ضد الوجود الصهيوني والاستعماري في المنطقة، مثل كتاب "الطليعة العربية… التنظيم القومي السرّي لجمال عبد الناصر، 1965 - 1986" للكاتب عبد الغفار شكر أحد أفراد التنظيم.

يُفرق صادق بين نوعين من العمليات التي استهدفت إسرائيليين على الأراضي المصرية، "الأولى عمليات الذئب المنفرد مثل عملية محمد صلاح، وبعده أمين الشرطة الذي قتل اثنين من السياح الإسرائيليين المكلف بحراستهما، أو سليمان خاطر، إذ يرى أن هؤلاء أفراد عاديون مشبعون أيديولوجياً بأن الإسرائيلي عدو أول، وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة العدو فقرروا تنفيذ عملياتهم، أما النوع الثاني فهي العمليات التي نفذتها التنظيمات"

تطبيع مائع

يستبعد أستاذ دراسات السلام بالجامعة اليابانية، د. سعيد صادق، أن تنظيم طلائع التحرير كان مستقلاً، متسائلاً: "شخص أجنبي يسير في شوارع الإسكندرية؛ من يعرف أنه إسرائيلي أو أمريكي إلا إذا كان شخصاً من داخل الأجهزة؟ التجارب السابقة تثبت ذلك، فأكثر التنظيمات نجاحاً في استهداف أشخاص إسرائيليين هو تنظيم ثورة مصر، الذي كان مكوناً من أفراد هم في الأساس من جهاز استخباراتي".

ويوضح: "حتى الآن لم يتم حل أزمة الصراع بين مصر وإسرائيل، فهناك العديد من الدول التي كان بين أفرادها عداء مثل اليابان والولايات المتحدة، ولكن لا يوجد ياباني يقتل أمريكي انتقاماً لضحايا القنبلة الذرية، ولكن الصراع بين مصر وإسرائيل ما يزال مستمراً، لا سيما في ظل الإعلام والفن اللذين يقدمان إسرائيل على أنها العدو".

وبرأيه، فإن "الأنظمة المتعاقبة في مصر لم تسمح بتطبيع حقيقي شعبي. حتّى الآن، لا يُسمح بالسفر إلى إسرائيل أو إيران دون تصريح أمني، على العكس من أغلبية الدول الأخرى. كما لا تشارك إسرائيل في أي مهرجان فني أو ثقافي داخل مصر، وتم إسقاط الجنسية عن جميع المصريين المتزوجين من إسرائيليات، على العكس من أي دولة أخرى".

ويُفرق صادق بين نوعين من العمليات التي استهدفت إسرائيليين على الأراضي المصرية، "الأولى عمليات الذئب المنفرد مثل عملية محمد صلاح، وبعده أمين الشرطة الذي قتل اثنين من السياح الإسرائيليين المكلف بحراستهما، أو سليمان خاطر، إذ يرى أن هؤلاء أفراد عاديون مشبعون أيديولوجياً بأن الإسرائيلي عدو أول، وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة العدو فقرروا تنفيذ عملياتهم، أما النوع الثاني فهي العمليات التي نفذتها التنظيمات، وهي مبنية على أفكار ورؤى واضحة، وفي الأغلب تحصل على معلومات من أشخاص داخل أجهزة رسمية".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard